بين الشمال و الجنوب


حسن خليل
الحوار المتمدن - العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بين الشمال و الجنوب
حينما جري الحراك في الربيع العربي كان جزء من حراك أوسع شمل العالم قاطبة بدرجات مختلفة . و بينما كانت قمة الربيع العربي في جنوب المتوسط خصوصا مصر و تونس كانت قمة الحراك العالمي في شمال المتوسط خصوصا اليونان و أسبانيا. و بصدفة ليست بلا معني فأقوي حراك عربي كان في مصر و أقوي حراك أوروبي كان شمالها بالضبط في اليونان. لكن الفارق بين الحراك المصري و اليوناني كبير جدا أكبر من سعة المتوسط بينهما . فلحظات الانتفاضات المصرية أعلي كثيرا من اليونان في يناير و يونيو . بينما استمرارية الحراك اليوناني أكثر ثباتا كثيرا من الحراك المصري .لكن الأهم أن الحراك المصري تمحور حول الحريات العامة بينما مثيله اليوناني حول مقاومة التقشف . و ربما يقال لأن هناك حريات في اليونان عكس مصر وردا علي ذلك نشير لأنه أيضا في مصر فقر أكثر كثيرا من اليونان . و هذه ظاهرة عالمية . مقاومة صندوق النقد و البنك الدولي و الإفقار تأتي علي الأغلب من الدول الأقل تضررا منها بينما دول الجنوب التي تعاني منها الأمرين لا تكاد تساهم بحصة في مقاومة أكثر ما يعنيها . بل أن غياب الحريات العامة فيها نابع لحد كبير من فحش أستغلالها في الديون و التقشف و تخفيض الأنفاق الاجتماعي و الخصخصة . أن قضية الحريات العامة قضية يشارك فيها القوي اليسارية و الليبرالية و حتي القوي الرجعية – مثلا الإخوان – بينما قضايا الانحياز الاقتصادي هي القضايا التي يبرز فيها اليسار وحده . أن هذا يكشف بوضوح عن القوي السياسية و الاجتماعية التي تصدرت الحراك في الشمال و الجنوب كما أنه يلقي الضوء علي ما يجب علينا فعله ..