أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - اليمن: نقلابيون إرهابيون واستقواء بخيمة أضاليل الملالي















المزيد.....

اليمن: نقلابيون إرهابيون واستقواء بخيمة أضاليل الملالي


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصل الحدث، الواقعة الكارثية، في اليمن؛ يكمن في انقلاب زمرة قطاع طرق على الشرعية؛ بخاصة بعد متغيرات أحدثتها مسارات الثورة الشعبية الأمر الذي شكّل بوابة عريضة ومنصة للتدخلات الإقليمية المختلفة.
كل ما تلا الانقلاب وعمليات إدامة فرضه بوصفه أمراً واقعاً، لا توجد أية ذرائع يمكن أن تبرره أو أن تنطلي تأويلاته على الناس، بخاصة منهم على أبناء الشعب المبتلين بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وحتى جرائم الإبادة التي أنتجها الانقلاب، بحجج هي مرة تجسيده المقاومة ومرة المظلومية ومرات أخرى التباكي على منطق الخرافة الذي انقرض مع ثورة اليمن التاريخية التي أزاحت إمام التخلف وعفن الفكر الرجعي في ستينات القرن المنصرم...
فمَن يجند الأطفال ويرسلهم لجبهات حروبه بل حروب خدمة أسياده هم الانقلابيون ولطالما سجلت ووثقت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المعنية الدولية تلك الجريمة!
ومن يعتقل النساء ويبيح ابتزازهن ووضعهن أسيرات إرادة أسياده ومطامعهم السادية هم الانقلابيون!
ومن يسرق مؤن الشعب ومعونات الأمم المتحدة هي ميليشيات الانقلاب الحوثي ذاتها!
وكما هو واضح مفضوح فمن يطلق الصواريخ على المدنيين الأبرياء وعلى أبناء شعوب المنطقة المسالمين ليس غير الانقلابيين!
ومن يفخخ المسيَّرات ويرسلها نحو المسالمين الأبرياء ومن يفخخ الزوارق ويقطع طرق الملاحة البحرية بخاصة السفن، مدنية الطابع والحمولة هم الانقلابيون!
أوليس إرهابا كل ما ارتكبه ويرتكبه الحوثي الانقلابي باستهداف الأبرياء وبزرع الألغام التي تستهدف البشر وغيرهم!؟
أوليس إرهابا ما يرتكبونه بسجونهم ومعتقلاتهم وفي جبهات حروبهم!؟ وبالأصل من أحرق اليمن لو لم يكن الانقلاب والانقلابيون وما أشعلوه بحروبهم!؟
إنّ بحث الشرعية عن حلول دبلوماسية لم ينجح بفعل حقيقة الانقلابيين، وها هي ميليشيات الانقلاب توغل في استغلال هدنة أو أخرى تفرضها مواقف أممية وإنسانية، لكن الحوثي يستغل كل هدنة بقصد مزيد سطوة وإشباع نهم بلا منتهى لمحاولات ابتلاع أو احتلال أراض مضافة!
وبعد افتضاح حقيقة الانقلاب وغايات أذرعه (الإيرانية) أدركت شعوب المنطقة أن الحوثية ليست مجرد قوة ظلامية متخلفة معادية، بل هي الذراع الأبشع لإيران الملالي وإرهابها وحروبها العدوانية الهمجية بدليل توجيه صواريخهم البالستية إيرانية المصدر والاستخدام، يوجهونها إلى الأهداف والأعيان المدنية في بلدان جوار اليمن!!
من هذه الحقائق فإن مجرد توجيه النداءات الإقليمية والدولية لطرفي المعادلة بذات المعنى والمضمون لإعلان هدنة أو وقف مؤقت لحروب أشعلها الانقلابيون هي مساواة المجرم الذي أشعل الحرب بالشعب المبتلى بهم وبانقلابهم وهي أبعد من ذلك وقف مهام الانعتاق والتحرر التي تنهض بها قوى الشعب ومنح الانقلابيين فرص استغلال الأمور لإعادة ترتيب أوراقهم وتجهيز أنفسهم مجددا لمزيد حروب يديمونها لمآرب مفضوحة!!
إن الانقلابي الموغل في إجرامه بحق الشعب وفي كونه من مشعلي الحرائق والحروب لا يمكن أن يكون يوما طرفا معنيا بالاستجابة لنداءات السلام واستعادة الشرعية موقعها حيث تمثيل الشعب وإرادته!
لا يمكن لمنطق وقانون محلي أو دولي أن يدعو المجرم لاحترام قوانين يتقاطع معها برؤاه وأفكاره وآيديولوجيته المثخنة بقيم العدوانية والهمجية ومنطق إرهاب الشعوب وترويعها لابتزازها لأن ذلك ليس سوى مخادعة للذات صحيحها أن يتم لجم المجرم عن أدوات جريمته وهنا تجريده من سلطة اعتلاها بانقلابه!
فأما تجريد الانقلاب من مصادر إجرامه وأما الوقوع في وهم يتجه إلى تقوية وجود الانقلابيين ومنحهم فرص حياة لا تجوز لمن ارتكب ذاك الفعل (الإجرامي الإرهابي) أي الانقلاب بوصفه أكثر من عداء للديموقراطية التي قدم شعب اليمن من أجل استعادتها، تضحياتٍ جسيمةً من دماء بناته وأبنائه ومازال يدفع الثمن غاليا؛ مثلما لا تجوز لإرهابيي عصرنا ممن يشكلون ائتلافا أو تحالفا وجبهة عريضة لقوى الجريمة ومعاداة السلم الأهلي وتهديد الأمن والسلم الدوليين بمرجعيتهم الإيرانية أن يتم إدخالهم في حوارات لا يؤمنون بها بقدر ما يستغلونها لمآرب خطيرة أولها تحويل أنفسهم لقوة مشروعة تفاوض مثلما تبييض الأموال وهي جريمة في جميع القوانين ومستويات منظومة القيم الحاكمة الضابطة لوجودنا...
إذن، حلّا لأزمة عضال في اليمن فإن الصائب أن يتم دعم الشرعية واستعادة السلطة وإزاحة الانقلابيين من سدة السلطة وتجريد قواها الميليشياوية من أسلحتها ومصادر استقوائها ولا مفاوضة مع مجرم بل إخضاعه لسلطة القانون الوطني والدولي ولا مفاوضة مع طرف إرهابي بل إنهاء قدراته التخريبية ولجم سطوته على الشعب بإرادة وطنية تدعمها قوة تحالف إقليمية ودولية كما التحالف العربي.
إنّ القرارات الأممية ومجموع الاتفاقات وما أنتجت من هدنة أو أخرى لم تحسم الموقف لأنها صادرت إرادة الشعب على الرغم من النيات الصادقة كونها تجاوبت مع الانقلابيين في مرات عديدة بمقاصد سليمة لكنها تناست طابعهم الإرهابي أو تغافلت عنه تحت وطأة الابتزاز واشتداد ضغوط ما أشعلوا من حرائق وحروب!!
ولابد هنا من التذكير بجوهر القرارات من جهة تأكيدها لا شرعية الانقلاب وانتفاء تلك الشرعية حتى يعيدوا السلطة للشرعية ومن جهة غض الطرف عن ظواهر تهريب الأسلحة وما يساعد على اكتنازها ومن جهة التأكيد على حقوق الشعب الثابتة بوصفة تمرر وجود المجرم وتبقيه في سدة السلطة بينما الجوهر فرض إرادة المجتمع الدولي فرضا على وفق منطق الفصل السابع ما يمنع أية فرصة لأي طرف إرهابي لا يلتزم بالسلام ويتقاطع مع مسيرة الحقوق والحريات ولا يخدم وجوده إلا ترهات منطق الخرافة ودجل معاني انقلابه ومقاصد سطوته وبلطجته..
فلينتصر شعب اليمن لحقوقه وحرياته بمسيرة دفاعه عنها ولعل أول تلك المسيرة وحدة قواه المدنية التنويرية وإعلاء صوتها ممثلا للشعب بكنس قوى الظلام والتخلف المتسترة بشعارات التدين والتأسلم وهي الأبعد عن إيمان الناس وعقائدها وعن حقوقها في اختيار مسارات حيواتها بروح سلمي ديموقراطي وبمنطق تنويري عَلماني يزيح بقايا الجهل والخرافة وأضاليلهما...
إن أول طريق الانعتاق والتحرر واستعادة السلم الأهلي في اليمن تكمن في استعادة سيادته وحرية إرادته وإزاحة كلكل فرض (دين) بتعاليم إيرانية الهوية والمصالح على حساب معتقدات الشعوب بالمنطقة وحرياتها في إشادة حياة تنتمي للعصر وقيمه الإنسانية السامية فهل بقي من يتعكز على تبريرات الأضاليل والتطبيل للخديعة الدينية المزيفة التي تصادر حرية الاعتقاد وسلامته وسط شعوبنا!؟
لنعِ الخراب الذي أوقعنا دولنا وشعوبنا فيه وساهمنا في تهديد السلم والأمن الدوليين بذريعة أو عبر التباكي على حق قوة إجرامية إرهابية في الوجود! فلنتفكر ونتدبر قبل كوارث أكثر سوداوية بحق أنفسنا وشعوبنا والعالم ولننتصر لاستقلال اليمن بإزاحة الانقلاب ومنح الشعب فرص التغيير بحق...
أما حق أقلية أيا كانت فلا يقوم على انتقام أو ثأر وارتكاب جرائم بحق الأغلبية الشعبية ولكنه يقوم على استعادة السلم الأهلي والعدالة والديموقراطية وسلطة الشعب وقوانينه السامية الملزمة للجميع وليس عبر انتهاكها وسنبقى مع شعب اليمن تضامنا ودعما حتى ينتصر على جريمة الانقلاب وعلى كل ما تلاها ونجم عنها من جرائم أخرى ما زالت تحيق باليمن وأرضه وشعبه



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذكرة في ومضة عجلى بشأن الفرقة السيمفونية العراقية
- ومضة، رؤية أولية في قراءة الحدث استراتيجيا لا تفسيريا جامدا ...
- روحانيات الثورة والتنوير بين الموسيقا وحنجرة الأحرف الموسيقي ...
- في اليوم العالمي لحقوق الإنسان رسالة إلى حركتنا الحقوقية الع ...
- حل الميليشيات بين المطلب الشعبي وبين مزاعم بعض أجنحة النظام ...
- منطلق العام الدراسي الجديد بين مطالب المعالجة ومُراكَمَة الم ...
- دور المرأة في التغيير وما يجابهها من عراقيل ومصاعب
- بين الأنثروبولوجيا والفنون الشعبية
- مقاطعون لتمثيلية يريدونها منصة لشرعنة وجودهم وإعادة إنتاج نظ ...
- بين الاحتفال بالديموقراطية ويومها العالمي وانتهاكها بنيويا ف ...
- اليوم الدولي للتعاون بين دول الجنوب واختلاق العقبات والعراقي ...
- التوازن بين قدرات المأسسة وانفراط عقدها!؟
- نترات بيروت هل أطاحت بمصير بلاد وأهلها أم تمضي إلى وقف جرائم ...
- ماذا يُراد من عبارة جرائم لا تسقط بالتقادم!؟
- العدالة الانتقالية في العراق!!؟
- بين ظروف كرنفالات الصحافة وما يُنتظر لها ومنها وواجباتها في ...
- الاتجار بالبشر جريمة بشعة تتفاقم بين الفئات الهشة وعلى حساب ...
- انتخابات تستجيب لمطالب الشعب أم أخرى تُفصَّل على مقاس إعادة ...
- ما الحل في استمرار جرائم التعرض لأبناء الشعب واغتيال نشطاء ا ...
- جريمة اغتيال أخرى لا علاج أو ردّا جديا فاعلا وحاسما إلا بدعم ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: عثرنا على جثث 3 رهائن في قطاع غزة
- بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلا ...
- خطاب عباس وصورة تميم وبشار، ماذا حدث في القمة العربية بالبحر ...
- طفلة سورية تتعرض للتنمر بسبب تشوه خلقي في عمودها الفقري
- غضب بعد اعتداء تركي على مصري في إسطنبول والسلطات تحقق
- بطاقة حمراء وغرامة مالية لمدرب يوفنتوس بسبب ركله لوحة إعلاني ...
- مطر في بلا قيود: حب الدكتاتوريين لبلادهم هو حب الرغبة في الت ...
- -كنا جميعا تحت الماء-: أفغان يروون لبي بي سي مأساة الفيضانات ...
- بوتين: هجوم خاركيف هدفه إقامة -منطقة عازلة- لمواجهة هجمات كي ...
- -محاولة لصرف النظر وتشكيك في النوايا- جنوب إفريقيا تنتقد رد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - اليمن: نقلابيون إرهابيون واستقواء بخيمة أضاليل الملالي