أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حل الميليشيات بين المطلب الشعبي وبين مزاعم بعض أجنحة النظام وأضاليلها















المزيد.....

حل الميليشيات بين المطلب الشعبي وبين مزاعم بعض أجنحة النظام وأضاليلها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكتوبر الثورة العراقية على واقع كرّسته سلطة مافيوية ميليشياوية؛ جابه الشعب رصاص ما سًمِّي الطرف الثالث وعنف القوات الرسمية مع عدة مناورات للسلطة ومنظومتها كان أولها إبداء تراجع نسبي وتشكيل حكومة لم تستطع امتلاك صلاحية السلطة الانتقالية كما أراد الشعب، بل أدارت الحكم بمسك العصا بالمشاركة من النقطة التي تسمح بتمرير مناورة السلطة ومنظومتها ومنطق تكريس الدولة العميقة التي اختلقتها أداة لأضاليلها وأباطيلها...
أما وقد أجرت تلك الحكومة عملية بمسمى (انتخابات) في ظل سطوة فعلية كاملة لمنطق السلاح وبلطجة المال السياسي الفاسد فإنّ المناورة الجديدة بعد أنْ قطعوا شوطاً تشدقوا فيه بإجراء إصلاحات وأشكال تجميل للوجه القبيح للسلطة ومنظومتها التي ثار عليها الشعب؛ هي مناورة تتوهم إمكان استكمال اللعبة بإعلان (وهمي بجوهره) لحل الميليشيات!
إنّ ما أسموه انتخابات قد جرى فعليا بتصويت (ينحصر بجمهور قواهم) بصيغة تمت إدارتها لإعادة توزيع الأدوار بما يتلاءم والمرحلة الجديدة لوجودهم وسطوتهم. إذ أنّ الشعب قاطعها رافضاً أن تجري مفصَّلة على مقاس الوجود المافيوي الميليشياوي وهو ما تتواصل مناورات التغطية على فعالياته المضللة بوجود حال من شهادة زور دولية حضرت بعض تفاصيل هامشية للعبة وبدل أن تكون مشرفة تدير المشهد كانت مجرد مراقب لم يشهد من الفعالية إلا هامشياتها التي وجد فيها ما يلبي تبرئة ذمة ودفع (ما هو أعظم) وإن بقصبة كما يقول العراقي...
ونفس اللعبة تتواصل بمناورة إعلان (مطالبة) مجرد مطالبة بحل (الميليشيات) حتى إذا تم الأمر فإنه سيكون محدودا ببعض تشكيلاتها من بين مئات مجموعاتها والأنكى أن حلها لا يعني إنهاء وجودها بل يعني أمراً ساذجاً واحداً هو وضع سلاحها في مشجب ميليشيات أخرى بمسمى الحشد (الشعبي) وكل العراقيين يدركون معنى وجود هذا المسمى ومخاطر استمراره على بنية جيش وطني ومؤسسة عسكري بعقيدة وطنية سليمة غير مخترقة ولا منتهكة!
ولا يمكننا حتى من باب المناورة المؤقتة أن نقر بوجود مرحلة انتقالية تسمح باعتراف بمأسسة وشرعنة لأي شكل ميليشياوي وإن تسمى بالجيش الشعبي وليس الحشد الشعبي لأن المشكلة بنيوية تتناول أساليب العمل ومناهجه وعقيدته العسكرية ومعاني وجوده وانتشاره..
دليلنا عدم انصياع قادة ما يسمى الحشد لأوامر قائد عام مع أنه منهم وإليهم ولا يصرح برفض وجود تشكيلاتهم لأن الحقيقة الساطعة تشي بأن الأوامر تأتي من قيادة خارجية موجودة بعاصة دولة إقليمية خطيرة التهديد، ولكنها قيادة تصل بغداد متى شاءت ومن دون تأشيرة أو تبرير لتمارس عملها مباشرة وميدانيا...
إن الحديث عن تسليم أسلحة ميليشيات لأخرى وتوصيف ذلك بأنه حل كلي وإنهاء وجودها (أجمع) ليس سوى خدعة حل وهمي يزعم أن مسمى ميليشيا مقصور على مجموعة منها ولا يضم ما جرى تسويقه بتخليق قوانين شرعنة لمجرد أن دمغة أو ختم الشرعنة القانونية كانت ومازالت بين أيدي زعماء الحرب الميليشياوية ممن احتل عضوية مجلس أسموه البرلمان زورا وبهتاناً...
والحقيقة الناصعة أن أي بلد يحترم وجوده الوطني وهويته المعاصرة القائمة على قوانين الحداثة والدولة العَلمانية ومنهج العقل العلمي لا منهج الخرافة ومنطقها لا يقر أيّ وجود ميليشياوي بأي مسمى وبأي إسقاط قانوني مزيف تمت ممارسته..
ومن ثمَّ فإن التعامل أو التعاطي مع تلك المشروعات المزيفة المضللة هو تراجع عن مطلب الشعب في الإنهاء الشامل والكلي لكل أشكال الوجود الميليشياوي وتسريح العناصر التي تم دفعها لاختراق هيكل الجيش الوطني ومؤسسته وليس العكس أي ليس بدمج لا مجموعات ميليشياوية مسلحة ولا حتى بإلحاق عناصر منها في المؤسستين العسكرية والأمنية بمستوياتها الوطنية الرسمية..
إن رفض التراجع عن المطلب الشعبي هو الوحيد الكفيل بضمان الأمن والأمان والسلم الأهلي وحماية السيادتين الخارجية والداخلية للبلاد ومنع انتهاكها الذي امتد لعقدين من الزمن الأغبر الذي شوّه كل معاني وجود المجتمع العراقي فيه وأحاله، بل عاد به إلى زمن الرق والعبودية بفروض طبقة الكربتوقراط التي اصطنعوها وها هم يحمونها بسلاح الميليشيا القمعية (الفاشية) النهج..
لقد كانت ميليشيات ما يُسمى الحشد (الشعبي) ميليشيات سائبة وما اتخذته من غطاء هو مجرد تسمية للمخادعة من جهة وإسقاط قانوني شكلا فيما الجوهر مازال هو هو نفسه بلا تغيير؛ من جهة منهج الفعل وما ترتكب أم منهج مصدر (الولاء) ولمن تتبع ولأية أوامر تخضع!؟
ومن هنا فإن تضخم الميليشيات لمستوى جيش مواز للمؤسسة العسكرية والأمنية للدولة يجب ويلزم أن يوصف بأنه أكبر من تهديدي وأشمل وأعمق من خطر داهم لأنه قوة ميدانية لشكل متفاقم من حصان طروادة بصيغ تحتاج اليوم لمصطلح جديد يمكنه أن يستوعب التعبير عنه بدقة بمستوى الخطر الداهم..
من الخطايا الكبرى أن يتوهم أو يظن ولو لوهلة أيّ عراقي أن الميليشيا بكل اشكالها يمكن أن تكون عامل استقرار بأي شكل لوجودها مشرعن و-أو غير مشرعن لأنها كلها أوجه لأدوات تعادي منهجيا السلم الأهلي والوحدة الوطنية وأية تلبية للحقوق والحريات لأنها موجودة بالأساس لتمزيق البنية الوطنية وهويتها وترك الشعب أعزلا يخضع لتشظياتها المقصودة المتعمدة بهذا التوجيه أو ذاك الاستهداف..
ولابد هنا من الانتباه على صياغة بيانات القوى الوطنية وعدم السماح بمنزلقات تفصلها عن الإرادة الشعبية وصائب خيارات الشعب وحراكه التنوير والتغيير الذي كان ومازال واصحا دقيقا لا لبس فيه فما عدا مما بدا أن نقرأ لبعضنا أنّ حشداً أو قوى مسلحة هي غيرها المجموعات الميليشياوية المسلحة التي يسمونها المارقة بمحاولة لتمرير ما يريدون تسميته بغير المارق وكأنه يتبع أوامر قيادة وطنية للدولة فإذا كان صحيحا أنها تتبع للقوات المسلحة العراقية وقيادتها الوطنية الرسمية فلتقبل بقرار حلها وإيجاد البديل الذي تحتكر المؤسسة العسكرية الأمنية السلاح بتركيبة ذات عقيدة وطنية بلا خرق أو انتهاك..
إن المرحلة التالية في حياة العراق الجديد هي مفترق طرق بين وجود العراق خيمة لأهله تجمعهم بعقد اجتماعي يصاغ بأقلامهم وعقولهم لتلبية مصالحهم وبين مسار ينتهي فيه هذا الوجود الوطني كليا ويصير العراق مِزقاً وإمارات تتبع بصيغ العبودية لزعماء حرب ميليشياوية تأتمر بأجندتين إيرانية تركية ولا قرار باسم دولة كانت تسمى العراق!!!
إن المطلب الشعبي هو حل كلي ونهائي لكل الميليشيات بمختلف المسميات واي شكل لها هو وجود غير مشروع لا بما يسمونه مارقة وقحة ولا بأي مسمى آخر من حشد منسوب للشعب عنوة وبالاسم لتزييف أو تضليل لم يقره الشعب ومازال يكافح لدحره وجوديا بما يستعيد به الوطن ووجوده في دولة يبنيها أهلها من العراقيات والعراقيين...
والقضية مع الميليشيات ليست مناورة ومحاولات درء تهديداتها في استمرار نهج التخريب الأمني ولكن القضية قضية وجودية ولا يمكن أن يديرها من كان ومازال جزءا من بنية الهالة الدينية وجلباب مناهجها ومركب الوصاية ومواعظ مركزية المرجعية [دينية أم سياسية برداء ديني من عمامة أو جلباب] وأوامرها..
لابد من إعادة تفعيل الحراك الشعبي الذي أجبر السلطة الكليبتوفاشية على التراجع النسبي للمناورة من أجل عدم السقوط بكماشة المناورات التي تعد شكلا للتنفيس وإدامة الاستغلال المافيوي الميليشياوي الفاشي وفرصة أخرى لتأجيل ما يتطلع الشعب بتضحياته لفرضه بطريق التغيير..
إن ميثاق العمل الوطني للمرحلة لابد أن يمر بمزيد مقاطعة وفضح للسلطة مما لا يقوم على النهلستية العدمية وعدم استثمار هذا الصوت أو ذاك من الموجود في هياكل مؤسساتية للدولة ولكن من دون الانجرار لمخططات الآخر المعادي بل بجر الصراع إلى ميدان يكون فيه نضال قوى التنوير أوضح أثراً وأبهى وجودا



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطلق العام الدراسي الجديد بين مطالب المعالجة ومُراكَمَة الم ...
- دور المرأة في التغيير وما يجابهها من عراقيل ومصاعب
- بين الأنثروبولوجيا والفنون الشعبية
- مقاطعون لتمثيلية يريدونها منصة لشرعنة وجودهم وإعادة إنتاج نظ ...
- بين الاحتفال بالديموقراطية ويومها العالمي وانتهاكها بنيويا ف ...
- اليوم الدولي للتعاون بين دول الجنوب واختلاق العقبات والعراقي ...
- التوازن بين قدرات المأسسة وانفراط عقدها!؟
- نترات بيروت هل أطاحت بمصير بلاد وأهلها أم تمضي إلى وقف جرائم ...
- ماذا يُراد من عبارة جرائم لا تسقط بالتقادم!؟
- العدالة الانتقالية في العراق!!؟
- بين ظروف كرنفالات الصحافة وما يُنتظر لها ومنها وواجباتها في ...
- الاتجار بالبشر جريمة بشعة تتفاقم بين الفئات الهشة وعلى حساب ...
- انتخابات تستجيب لمطالب الشعب أم أخرى تُفصَّل على مقاس إعادة ...
- ما الحل في استمرار جرائم التعرض لأبناء الشعب واغتيال نشطاء ا ...
- جريمة اغتيال أخرى لا علاج أو ردّا جديا فاعلا وحاسما إلا بدعم ...
- ما الذي ينتظره العراق من المنظمات الدولية الفاعلة؟
- عراقيون من طالبي اللجوء يقعون بفخ الصراع السياسي بين بيلاروس ...
- أين تكمن المشكلة في العراق وأين يوجد الحل وكيف نحققه؟؟
- رؤية مقترحة أولياً مبدئياً لحملة وطنية دولية دفاعاً عن حصة ا ...
- تشغيل الأطفال بظروف وشروط عمل تهدد صحتهم وحيواتهم!!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حل الميليشيات بين المطلب الشعبي وبين مزاعم بعض أجنحة النظام وأضاليلها