أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - نترات بيروت هل أطاحت بمصير بلاد وأهلها أم تمضي إلى وقف جرائم الأعداء!؟















المزيد.....

نترات بيروت هل أطاحت بمصير بلاد وأهلها أم تمضي إلى وقف جرائم الأعداء!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السادس من آب أغسطس ثم التاسع منه شهدت البشرية أول القنابل الذرية التي أبادت مئات آلاف فضلا عمّا حدث عقب تلك الواقعة الفاجعة التي قيل إنها بقصد إنهاء حرب كانت تضع أوزارها في تلك الأيام. وعقب تلك الكارثة الإنسانية بهول ما أحدثتْهُ اشتد الحذر من تفاقم التسلح النووي ومعاني الأسلحة التدميرية الكتلوية المعروفة.. لكن ذلك لم يمنع من ظواهر تسلح محايثة للنووي والكتلويات الأخرى حيث تسلّح قوى بأستار وأغطية وتبريرات منها الردع ومنها (المقاومة) وما شابه من مواقف..
لكن تفاقمت معضلة خطيرة وسط مجتمعاتنا يوم ضعفت الدول الوطنية، الموصومة اليوم بكونها منتج من منتجات (سايكس بيكو) وليس وجوداً نوعيا يتحدد بتاريخه الممتد لآلاف الأعوام والسنوات وبالدم والسلالة والثقافة جغرافيا تاريخيا مما يتم إغفاله أو تغافله بعمد! والمعضلة الأخطر تكمن في تراجع تلك الدولة الوطنية وسطوة بلطجة و-أو نهج التشرذم لحساب قوى تبرر وجودها بمجرد ادعاء كونها (مقاومة) من جهة وبهوية (الأسلمة) من جهة أخرى حيث مزاعم التمثيل الحصري للإله!!
ووسط لعبة مافيا دولية وتجار السلاح نمت تجارة دفعت للتعامل مع تلك القوى بمختلف بلداننا التي تتوسد منطق (خرافة) الإسلام السياسي بوصفها بديل الاعتقاد بمعنى بديل الدين ومنظومته بكل ما لها وما عليها فوجدنا أداة تجهيل الشعوب وإشاعة التخلف والأمية بكل أشكالها ومفردات نهجها طريقا نحو إفراغ العقل الجمعي العام من أي منطق علمي يؤنسن وجودنا ويدير العقل العلمي بسلامة ليكون متاحاً لقوى معينة أن تحشوه بمنطق الخرافة وأوهام أضاليل وأباطيلها بوصفها مقدسات لا يمكن حتى مجادلة من أتى ويأتي بها...
هنا بات مسمى مقاومة إسلامية يحتمي بتلك القدسية الزائفة التي يجري إسقاطها على شراذم تعتاش بأنشطة مافيوية من جهة من قبيل إنتاج وتوزيع المخدرات مما فعله على سبيل المثال حزب الله بحرق محاصيل واستبدالها بمخدرات وإيغاله نحو بلدان العالم في تجارته تلك! ومعروف كيف كان اغتيال زعيم المقاومة الوطنية الحقيقي تمهيدا لفرض البديل الإرهابي (زعيما) اسقطوا عليه قدسية منع الجدل والمناقشة فيما لم تكن الزعامة العلمانية لشهيد المقاومة تفرض تلك الخزعبلات ولكنها اكتست قيمتها وتبجيلها من محبة الشعب وارتباطه بمعاني المقاومة يومها..
ومن يومها جرى اغتيال أبطال وتصفيتهم بدم بارد فيما جرى تسليح ما أسموه مقاومة بأسلحة لا علاقة لها بحرب اية مقاومة على وجه الأرض عندما تنتمي للوطن والناس.. وما فضح الغايات والمآرب هو أن (المقاومة الإسلامية) الجديدة باتت تمتلك سلاحا لا يقاتل العدو على فرضية حتمية القتال لإنهاء (عدو) بل يوجَّه نحو صدور أبناء البلد من مواطنين أبرياء مسالمين..
إن ما يفضح حقيقة الجريمة القائمة تكمن في تغير مفاهيم الصراع وما يحكمه بين بلدان المنطقة وما يحكم العلاقات كليا وبصورة عميقة شاملة بوقت تتصاعد أصوات السلام وفرض إرادة السلام انطلاقا من مهام إخلاء المنطقة ودولها من الأسلحة الكتلوية والتقليدية فيما تكرس العسكرة قوى ترتدي جلباب ما تسميه مقاومة إسلامية وهي تتضخم وتتفاقم بوجودها وتسلحها بما يهدد شعوب المنطقة..
ماذا جلبت تلك (المقاومة الإسلامية بامتياز الادعاء!) للشعب والوطن!؟ جلبت تلك النترات لتصنيع صواريخ وأسلحة فتاكة وخزّنتها وسط مدينة السلام والجمال بيروت مثلما فعلت وتفعل الميليشيات في بغداد السلام حيث تخزّن أسلحتها وسط الأهالي وتتفجر بين الحين والآخر! لكن هذه المرة في عروس البحر المتوسط بيروت الحب والنور بصورة خالوا بغباء أو تعمد قرار يمكن أن تكون ستاراً لوضع مصدر الاتجار بالمتفجرات إلى دول المنطقة وأوروبا كما فعلوا بانطلاق تهريب كمية منها إلى أوروبا أو إلى بلدان أخرى في الجوار..
لكن ما تبقى ليس قليلا فمغامرة التخزين غير الآمن خطيرة ومهولة الأثر إلى درجة أن إدارة الصراع في المنطقة واصطناع أو إثارة أسباب اشتعاله تهدد بالتفجير الذي اندلع سواء بخلفية الصراع أم بخلفية الظن بأن التفجير يمكن أن يطمس الحقيقة ويطمطم على ما اُرتُكب من جرائم باستغلال تلك النترات...
ولاحتواء الجريمة كان واضحاً أن إخفاء تلك الكمية المهولة المعادلة لقنبلة ذرية أو نووية من حجم ما وقع بهيروشيما و-أو ناكازاكي لإخفاء ذلك حتما تمّ فرض العتمة والسرية جبراً بموضع وكرها أو فسادا وبالرشى وشراء الذمم والانحراف من عناصر بعينها أو بالتضليل في أخرى ما سيكشفه أي تحقيق عادل منصف ومن دون عناء..
إن ابتزاز العاملين في المرفأ والمسؤولين المتعاقبين و-أو إخفاء الحقيقة عنهم أو بعضهم قضية تتطلب شجاعة ممن بقي للاعتراف بالحقيقة كي لا يكون شريكا للمجرم فيما فعل وهو حتى الآن مجرد المتهم الذي ينتظر المحاكمة..
وإذا لم تكن الدولة قد استوردت تلك الكمية والنوعية من المواد وإذا كان (أي شكل من الاضطرار) قد أدى لتأمينها (المفترض أن يكون مؤقتاً) وإذا كانت كل الفرضيات مازالت تتطلع لمحاكمة فإن الأولى لبنانيا وعربيا وشرق أوسطيا لأي طرف غير متهم بالمشاركة أن يطالب بمحكمة عادلة فورا وأن تكون دولية تكشف كل الأطراف المحلية أو من وقف وراءها دوليا إقليميا في كارثة المرفأ التي مسحت قنبلة هيروشيما وناكازاكي لتعلن عن كارثة بديلة نظيرة تظل عنوانا لما يمكن أن يشكله الإرهاب من تهديد اليوم بما يخفي بين الناس ويتخفى بهم وبعض الناس ممن وضع نفسه بخلفية دين (الخرافة) المزعوم القدسية أضحية لقدسية (السيد) المعصوم ورغائبه المرضية الوحشية!
إن بيروت اليوم ليست وحدها وأهلها ليسوا لوحدهم في الاحتجاج وفي المطالبة بمحاكمة واجبة فورا على الرغم من أن المرفأ عبثت به حتى الآن ايادي المجرم الذي خزّن المادة التي دمرت بيروت الجمال والسلام وقتلت في أهلها ما قتلت واغتالت
لن تفي الإدانات ولا التصريحات ولا أية مواقف متأرجحة بل لابد من الحسم والحزم بخاصة هنا في موقف دولي يستطيع كف يد سلاح حزب (الله) عن تهديد السلم الأهلي قبل أن يأتي على ما تبقى من الضحايا المكرَهين على تجرع فواجع المجرم
إن زمننا هو زمن القوة بالبناء والتنمية وإشباع الجوعى ومنع إفقارهم وتعريضهم لابتزاز من هب ودب من إرهابيي العصر وليس زمن تشكيل ميليشيات البلطجة وتصفية الحساب مع المسالمين العُزَّل بسلاح الاغتيال ابتزازا وانتهاكا لكل الأعراف والقوانين ولحقوق الناس وحرياتهم..
وانفجار نترات إرهابيين تسللوا إلى الجسم اللبناني ليس انفجارا عابرا بل هو بمثابة نووي محظور بكل المفاهيم هنا وبأي من بقاع العالم ما يتطلب قرارا دوليا أمميا يقف بصورة حاسمة بوجه ما يتهدد البشرية إنه مقدمة عملية فعلية لولادة إمبراطورية الشر والفاشية الجديدة سواء عند ملالي بنك الإرهاب الدولي أم أخوان العصمللية الطورانية الجديدة..
عالمنا يقف موحدا اليوم ضد من تسبب في تفجير مرفأ بيروت ويدين بقوة إيقاع كل تلك الضحايا وحجم الخراب بقصد إخفاء الحقيقة التي تقف وراء وجود تلك القنبلة الموقوتة! وإن عدم مباشرة التحقيق الدولي بعد سنة ماساوية من الآلام والفواجع سيفضي لمزيد من هذا النموذج الكارثي من القنابل التي تطعن وجود الدولة وشعبها بمقتل..
فهلا تدبرنا الموقف وتوقفنا عن الاكتفاء بالصلوات وتوجهنا إلى تحويل تلك الصلاة على الضحايا إلى إعلان موقف فاعل يأتي بالمتهم إلى القضاء فورا وعاجلا!؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يُراد من عبارة جرائم لا تسقط بالتقادم!؟
- العدالة الانتقالية في العراق!!؟
- بين ظروف كرنفالات الصحافة وما يُنتظر لها ومنها وواجباتها في ...
- الاتجار بالبشر جريمة بشعة تتفاقم بين الفئات الهشة وعلى حساب ...
- انتخابات تستجيب لمطالب الشعب أم أخرى تُفصَّل على مقاس إعادة ...
- ما الحل في استمرار جرائم التعرض لأبناء الشعب واغتيال نشطاء ا ...
- جريمة اغتيال أخرى لا علاج أو ردّا جديا فاعلا وحاسما إلا بدعم ...
- ما الذي ينتظره العراق من المنظمات الدولية الفاعلة؟
- عراقيون من طالبي اللجوء يقعون بفخ الصراع السياسي بين بيلاروس ...
- أين تكمن المشكلة في العراق وأين يوجد الحل وكيف نحققه؟؟
- رؤية مقترحة أولياً مبدئياً لحملة وطنية دولية دفاعاً عن حصة ا ...
- تشغيل الأطفال بظروف وشروط عمل تهدد صحتهم وحيواتهم!!
- نداء إلى قوى التنوير لعقد مؤتمرها وإعلان جبهتها الآن وبلا تأ ...
- هل القضية قضية حضانة الطفل أم مناورة تحاول سرقة القانون 188 ...
- بشأن سلامة ضم الميليشيا للمنظومة المسلحة النظامية من عدمه!؟
- التنوير وإشكاليات التنمية البشرية
- الدبلوماسية العراقية ترفض جعل البلاد منصة للاعتداء على دول ا ...
- الفساد يكتنف استقبال ملايين العمال الأجانب وسوء تشغيلهم في ا ...
- رؤيتان لاستعراض القوة الميليشياوي تؤكدان تناقض المنطلقات وال ...
- بين المواقف الدولية وتطلعات الشعب العراقي في الانعتاق وبناء ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - نترات بيروت هل أطاحت بمصير بلاد وأهلها أم تمضي إلى وقف جرائم الأعداء!؟