قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 19:53
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ماركس ما بعد السخرية أو الغضب ..!!
العقل في مقابل النقل ..
نسخر كثيرا وعلى صفحات هذا المنبر من عبدة النصوص المُقدسة ، ونستهزئ بكل من يتبعها بحذافيرها ، ونغضب غضبة شديدة على اولئك الذين يبحثون في "الكتب " التراثية ، و"يصطادون " الدر المنثور بين ثناياها ، كنكاح الوداع ، إرضاع الكبير أو التبول واقفا أم مقرفصا !!
وبعيدا عن السخرية والغضب ، فأننا وفي دواخلنا ، نرثي لحال هؤلاء الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ ، التقدم واستكشاف الفضاء الى عهود التداوي ببول البعير ومفاخذة الرضيعة !!
ما الفرق بين هؤلاء وبين الذين لا "يعترفون " إلا بنصوص "أعتمدها " دكتاتور فرض قدسيته وقدسية أقواله على "الجماهير " وأرغمها على عبادته بالحديد والنار ، بادعاء أنه هو الوحيد المُختار والمُخول لفهم النصوص ومن ثم شرحها للغالبية "العجماء " .
والمُثير للاستغراب حقا ، بأننا عاصرنا ، نُعاصر وكما يبدو سنعاصر مجموعة من الدكتاتوريين الذين "روجوا " و"ابتدعوا " دينا قائما على نصوصهم المقدسة ، وعلى فهمهم الامثل لرسالة الأُمة والشعب ، وبعد أن سقطت "تماثيلهم " الصنمية ، تكشفت الحقائق التي صدمت لب كل لبيب وعاقل ..
ألم يكن صاحب النظرية العالمية الثالثة ، نبي بل واله في بلده ؟ صفق له المصفقون وتغنى بنظرياته اساتذه واكاديميون ، واليوم ينكشف العالم على الاهوال التي ارتكبها والشذوذ الذي مارسه !!
ثم ألسنا شهودا على مجموعات "رأت " صورة صدام على سطح القمر ؟ وهل نستطيع أن نُنكر بأن مجموعات ما زالت تؤمن بأنه لم يمت ؟؟ وما قتلوه وما صلبوه !!
ماذا نقول للمؤمنين بديانة كيم ايل سونغ ؟؟ وهي ديانة نشأت ونحن أحياء ، ويُمارسها سكان كوريا الشمالية يوميا ، بل ويعتقدون بأن لكتب " كيم " أهمية تفوق اهمية "الكتب المقدسة " عند اصحاب الديانات الأُخرى . وللتذكير فقط فأن ثلث ميزانية كوريا الشمالية يتم تخصيصها لنشر كتب كيم وترجمتها الى كل اللغات الحية والميتة ..
ويأتي ورثته فقط من صُلبه ، فهم الذين يحملون الجينات المُباركة ، ويسري في عروقهم الدم الأُلوهي ، وبلغ الامر بأبناء الشعب المسكين ، بأن يُصدقوا بأنهم يعيشون في الجنة وباقي شعوب الكرة الارضية تموت جوعا !!
ولا حاجة للحديث عن بول بوت أو أنور خوجة ، فكلهم "نصبوا " انفسهم وبمعاونة جهاز كبير من الابواق الدعائية الهة ، في معبد "التحرر ، الاشتراكية والشيوعية " !! فماذا يقول ماركس ؟؟ أظنه كان سيقتلع شعر رأسه غيظا ..!!
فالنصوص هي نصوص ، لها مُقومات حياتها ، لكنها وعندما تتناقض مع العقل ، فالعقل هو الحكم والفيصل ..
ماركس كان سيُحَكم العقل في اي نص ولو كان هو من كتبه ..
وشكرا للأستاذ ماجد الشمري الذي تناول الموضوع من جانب ساخر ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟