أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - مقطوعات في ذاكرة ملونة














المزيد.....

مقطوعات في ذاكرة ملونة


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 16:22
المحور: الادب والفن
    



في هذاالصباح الربيعي إستوقفتني شجرة التوت البرية والمنزوية في إحدى حدائق مدينة ملبورن الاسترالية.
ثم قطفت بعضاً من ثمارها الناضجة ، فكان لطعم التوت مذاقاً لذيذاً يشبه طعم ذاكرة الطفولة المستلقية خلف أسوار الحدائق البعيدة.
حين كنا أطفالا نشبه براءة أعثاق الرطب ونحن نلعب في الازقة، ثم نتفق فيما بعد بتشكيل قوافلٍ صغيرة وبخفية كنا نتسلل الى البساتين المحيطة حول مدينة (الناصرية) والغافية في قيلولات الظهيرة لنتسلق جداران الببوت الفارهة كي نسرق (ثمار التوت والنبق) ولنملاْ جيوبنا المثقبة بتلك الغنائم الملونة والصغيرة والتي كانت تشبه قلوبنا..
تشظى أصدقاء الطفولة اليوم وماتت أشجار النبق واشجار التوت وأحتضرت المدينة فلاشيء عاد يواسينا الان غير نشوة السرقات من بقايا الذاكرة !!!
.....
إرتحلت بيّ سحابة ملونة الى فضاءات أخرى!!!
الى شجرة النارنج وأنا كنت أتأمل بشجرة كانت تعيش في أعماق غابات استراليا وهي كانت تشبه
شجرة النارنج ..
ياشجرة الطفولة والذاكرة.. وياترنيمة مسترخية على
الضفاف بعيدة.
يارائحة النارنج الهاربة مثل عصافير كانت ترسم نشوتها وثمالتها بأجنحتها الصغيرة وهي تحط على أسوار البيوت وأعمدة الكهرباء.
ثم ترحل أسراباً كقوافل المساء من حدائق المدن والازقة الى بساتين الارياف..

ياأشجار النارنج الوارفة في حضرة الرافدين لن يوقف عنفوانك وبهاؤك دخان الحرب والدمار.
ولا الطغاة قادرون أن يطردوا كل العصافير من زيارة الشجر
أو أن يحجبوا القمر حين يتسلل للرقص في محراب النهر
ولم يكن بوسع أجلاف الصحراء أن يغتالوا الغيوم أو أن يمنعوا عن النارنج هطول المطر!!
......
كنت أقطف خلسة بوردة الجوري الحمراء من وراء سياج حديقة جاري العجوز ..
تعرضت أصابعي الى وخزات مدمية من اشواك غصن الجوري !!
ماأنبلك أيها الورد حتى في إحتضاراتك لك حضور ودفاع عن الذات.
لقد تعلمت من ورد الجوري أول أبجديات العشق حين سرقت ذات يوم في سنوات المراهقة وردة أدمت أصابعي الرقيقة وحين أهديتها الى بنت الجيران قبلت أصابعي مرتجفتةً ثم أخفت الوردة في حقيبتها المدرسية وعبرت الزقاق !!!



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمات بنفسجية في محراب العشق
- تراتيل لغياب -فرات-
- شناشيل الذاكرة
- آلالام الفرس فضة
- مزامير العشق
- ظل ذاكرة ما
- العذاب المنسيّ للشاعر والكادح
- إحتضار المدن
- الابحار نحو ضفاف المدن المنسية
- حين يتوارى طائر (الميك باي) الى الغابة
- إمرأة وأحلام عارية
- الحنين الى مملكة النارنج
- أرصفة الشعر والجنون
- وداعاً أيها الكلب النبيل
- حكايات الماء والضفاف
- مرجان وفضّة عذابات القفص.. والدم المسفوك على ضفاف الفجيعة
- أساطير التراب والفضاء
- أساطير التراب
- عربات وذاكرة
- الابحار نحو فضاءات الخلاص


المزيد.....




- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - مقطوعات في ذاكرة ملونة