أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق الازرقي - مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!














المزيد.....

مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


فتحت ثورة الاتصالات وعصر المعلوماتية آفاقا واسعة امام الناس في شتى بقاع العالم للتفاعل مع بعضهم البعض وللاطلاع على ابرز الاحداث والوقائع بمجرد كبسة زر واحدة او عن طريق تحريك مؤشر الفارة (الماوس) ليأتي العالم بين ايديهم وليحصلوا على المعلومة اولا بأول وفي كل ساعة و دقيقة، وحتى ثانية، ولقد عد هذا التطور وفتوحاته المتواصلة بمنزلة الثورة الكبرى التي تسبب بعض حلقاتها في بروز ثورات جمعية مثلما هو عليه الحال بثورات الشعوب في العالم العربي التي كان للعالم الافتراضي (الفيس بوك) وغيره من مواقع التواصل و التفاعل الاجتماعي دور كبير في تأجيجها وادامتها وصولا الى انتصارها في بعض البلدان في حين تقف البلدان الاخرى في قائمة الانتظار.
لقد ادت ثورة الاتصالات والشبكة العنكبوتية (الانترنت) على صعيد الاشخاص اضافة الى تزويدهم بالمعلومات الفورية، الى تحقيق خدمة كبرى للمهتمين بشؤون الفكر والابداع تمثلت في فتح فضاءات التعبير عن آرائهم بمنتهى الحرية من دون المرور بمحددات رقابية مثلما كان سائدا في حالة الصحافة الورقية، كما ان مواقع كثيرة طفقت تفرد ارشيفاً خاصاً لكتابها بالإمكان الرجوع اليه و تصفحه في اي وقت، وهذا تطور ثوري كبير، فبعد ان كان الكاتب منشغلا بجمع ارشيفه بجهده الخاص والشاق من الصحف المطبوعة، وقد يضيع ويفقده احيانا، بات الآن باستطاعته ان يدخل الى ارشيفه انى ومتى شاء، وهو فخور بتحقق ذلك الفتح الثوري الذي سيحفظ له تراثه في زاوية خاصة من ذلك العالم الهائل، كما ان بامكانه ان ينشأ مدونته الخاصة يحفظ فيها نتاجه وينشره.
يبرز هذا الامر تحديدا فيما يتعلق بالصحافة الالكترونية التي تركزت فيها جميع تلك الايجابيات، ولكن في الوقت نفسه وامام توفر المعلومة وسهولة الحصول عليها، صار بإمكان بعض الكتاب الطارئين ان يستغلوا ايجابيات تلك المنجزات ابشع استغلال عن طريق سرقة ابداع غيرهم بأخذ مواضيع كاملة نشرها كتاب آخرون او فقرات او جمل من تلك المواضيع، على انها خاصة بهم من دون الاشارة الى الكتاب الذين اخذوا عنهم او الى مصادر تلك الموضوعات او الفقرات، ولقد تكررت الحوادث التي حصلت فيها مثل هذه الاشياء وقد اعرب كتاب كثيرون عن شكاواهم من ان مقالاتهم او موضوعاتهم او جزءا كبيرا مما ورد فيها يسرقه آخرون من دون ان يشيروا اليهم بصفتهم الكتاب الحقيقيون لتلك الاسهامات، ولقد استغل هؤلاء الدخيلون على مهنة الكتابة والابداع غياب اي قوانين خاصة بسرقة المنجز الالكتروني لاسيما في العالم العربي، وفي العراق تحديدا بسبب الفوضى التي اعقبت ولم تزل التغيير في نيسان 2003 .
من ضمن اساليب السرقة تلك تبرز صورتان وهما بمنزلة الجريمة التي يتوجب ان يُحاسب عليها القانون، اولاهما تتمثل في سرقة المقالات والموضوعات او اجزائها من موقع الكتروني من مواقع (الانترنت) ثم اجراء عمليات بسيطة من النسخ واللصق مع بعض التغييرات الجزئية ثم اعادة نشر الموضوع في الصحف المطبوعة بإسم السارق على أنها من ابداعات يراعه!، اما الاسلوب الآخر فيما يتعلق بتلك السرقات فيتمثل في اجراء العملية ذاتها من النسخ واللصق ونشر الموضوع بإسم السارق في موقع الكتروني آخر غير الموقع الذي نشر فيه الاصل في ابشع عملية للاستهانة بوظيفة الكتابة ومهنيتها.
ان السراق من هذه الانواع ليسوا مجبرين على العمل في مهنة المتاعب ـ وبضمنها الصحافة الالكترونية ـ ما دام انهم يمتلكون المؤهلات التي تمكنهم من التعدي على حقوق الآخرين وسرقة إبداعاتهم الفكرية والثقافية، فثمة مجالات عمل غير تلك تليق بهم فليعملوا في الاقل في مجال التجارة او العقارات او غيرها من ضروب الاعمال الاقتصادية والتجارية وليتركوا الخبز لخبازته!.
وبرأيي، ان الذي يسرق (رأيا) او مقالا او موضوعاً هو حصيلة جهد وابداع الآخرين وينسبه لنفسه، هو كمن يرتكب جرما يستوجب العقاب، من اجل هذا ولأغراض الردع نرى لزاما على الجهات المعنية بشؤون الفكر والابداع والكتابة في المجتمع ان تُنشأ الآليات المناسبة لمقاضاة سراق الكلمة والرأي وانزال العقوبات المطلوبة بحقهم ومنها الغرامة والسجن وفضح مرتكبيها في وسائل الاعلام، اذ ان خوض غمار العمل الاعلامي هو رسالة اخلاقية تتطلب من ممارسها التحلي بمستلزمات الحرص المهني من حيث كونه فضلا عن وظائفه الكثيرة، مسؤولا عن ايصال المعلومة والفكرة الى المتلقي بأبهى صورها وبشكل منزه من التعدي على حقوق الآخرين وسرقة جهودهم ونتائج عملهم، وليس من المعقول ان يترك الحبل على الغارب في مثل تلك القضايا الحساسة والحيوية، اذ ان ذلك سيتركنا في خضم الفوضى وسيتسنى لكل من شاء ان يجرب حظه في الكتابة معتمدا على جهود الآخرين ومستولٍ عليها، وستنشأ حالة من انعدام الكفاءة والفوضى المهنية ما يفقد الصحافة وبشقيها الورقي والالكتروني ميزاتها التي عرفت بها والتي تتركز حول انجاز العمل الافضل والاكفأ خدمة لجمهور القراء والمتصفحين، ومن دون ذلك ستنشأ لدينا صحافة مبتذلة مزدانة بالأخطاء المهنية وغير مستوفية لشروط التأثير والنجاح وسنفقد بذلك ميزات صحافتنا الحرة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء لعبة سياسية متقنة
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة
- تنمية الشعور بالمواطنة
- ثلاث صفقات تجارية فاسدة في عشرة ايام!
- آلية غير منصفة لتنفيذ القرارات
- سلف المالية وعود من دون إجراءات
- الكهرباء في قبضة الاحتيال
- (الفاو) و (مبارك) في خضم سباق المصالح
- لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟
- حق التظاهر السلمي مكفول و مصون
- تسليح الجيش العراقي .. بين رغبات الجوار وضيق أفق السياسيين
- اللاجئون العراقيون.. طموحات العودة وخذلان المسؤولين


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق الازرقي - مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!