حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 16:48
المحور:
الادب والفن
ثلاثون مثقالا من الزمن..
قصيد: حكمت الحاج*
في كلِّ فجرٍ، يتنفس الحظ مرة واحدة،
كما لو أن العالم يختبر نجاته في شهيقٍ وحيد.
بعدها، يبدأ البحر ما بيننا،
ليس كفاصل، بل كذاكرة سائلة تمتد لتغمرنا
ثم تنسحب، مثل موج خجول.
ثلاثون ثانية فقط هي منطقنا الزمني، أنا وأنت.
ثمة في مكان ما، غزال يعبر الطريق ليلاً
ويتعثّر بالمسافة،
والنعمة كلها تكمن في تلك العثرة،
في تلك الاستحالة القصيرة التي
تُقيم في النصف الآخر من الريح.
هنالك، يصل صوتي مقطوعاً عبر الأسلاك،
مثل طائر نسي جناحيه في منتصف الطيران.
أمدّ يدي إلى الفراغ، أنتظر نبضك ليرتدّ صداه مع الخطوط.
رعدٌ صغير، جسدك، شرارة، ثلج مغطى بالذهب،
أو ربما مجرّد إيمانٍ بسيط بإلهٍ لا يزال يُعبد.
ثلاثون ثانية هي فترة الراحة الطويلة للعالم
قبل أن يتورط بقانون الجاذبية.
تقولين ألوو نعم، ثم تختفين في منطق المسافة.
أنت غابات السويد،
وأنا المهاجر الحارق أوراقه في قوارب الموت.
أبقى لوحدي مع طعم أنفاسك،
مع أثر النار الذي يرفض أن يبرد،
وحيدا مع رحيق أسنانك،
أشتاق عطرك الجبلي، ورودك، رائحة الزعتر
في ثيابك، غديرك العسلي، فيضَ الينابيع
وسحرَ الجداول ودفءَ وديانك.
كرزتان حمراوان، هما كنايتان
عن جبلين أشمين في أرضك العطشى،
جبلان وواد يسيل بينهما،
هي استعارات حرب مؤجلة إلى حين.
ثلاثون ثانية تكفي ليزهر القلب من جديد،
ثلاثون ثانية تكفي ليزدهر القلب من حَديد.
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟