أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - قصة المصعد.. قصة الدقيقة الواحدة














المزيد.....

قصة المصعد.. قصة الدقيقة الواحدة


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


القصة حديث المصعد، أو القصة في دقيقة..
بقلم: حكمت الحاج*
حديث المصعد (Elevator Pitch): هو حديث سريع يصف باختصار فكرة ما أو حكاية بحيث يتم توضيح مفهومها أو طريقة عملها ليفهمها المستمع خلال فترة زمنية قصيرة تشبه مجازياً الزمن اللازم لصعود المصعد من الطابق الأرضي إلى الطابق المقصود. (راجع مجلة هارڤرد بيزنس ريفيو وصفحتها على فيسبووك لإدراك المفهوم في حقله الإداري).
عادة ما يشار إلى هذا المفهوم عندما يتحدث رواد الأعمال عن شركاتهم للمستثمرين المنشغلين على الدوام، بحيث تصلهم الفكرة الرئيسة حولها خلال زمن قصير.
لقد قمنا من جانبنا بتحويل هذا المفهوم ونقله من حقله الاقتصادي ضمن ما يسمى بإدارة الشركات، إلى نوع سردي وجيز وأطلقنا عليه اسم "القصة القصيرة حديث المصعد"، Elevator Story أو "القصة في دقيقة"، أو "قصة المصعد" باختصار، حيث يمكن الاستفادة من المفهوم الوارد أعلاه لاجتراح قصص قصيرة لا تتجاوز مدة الدقيقة الواحدة في زمنها لو تم القاؤها بصوت عال.
من خلال تكييف حديث المصعد إلى نوع من قصة قصيرة موجزة، يمكننا تحويل التفاعل المختصر إلى تجربة سردية قد تختلط بالشعر، قصيدة النثر تحديدا، لتبقى في الذاكرة ويكون لها التأثير الكبير المنشود.
توجد عدة قصص تدور حول أصل المصطلح "حديث المصعد"، من بينها قصة الصحفي مايكل كاروسو (Michael Caruso) الذي كان يعمل محرراً في مجلة فانيتي فير (Vanity Fair)، ويحاول على الدوام إقناع رئيسة التحرير بفكرة قصة ما ليعمل عليها، إلا أنه لم يفلح بذلك قط لأنها كانت منشغلة على الدوام وعلى عجلة من أمرها، لذلك ومن أجل الوصول إليها، لم يكن أمامه إلا البحث عن فترة زمنية قصيرة تكون فيها رئيسة التحرير غير منشغلة، مثل وقت صعودها المصعد.
من القصص الأخرى حول ظهور المصطلح؛ قصة رجل الأعمال والكاتب فيليب كروسبي (Philip Crosby) عندما ذكر في كتاب أصدره عام 1981 أنه يدرّس طلابه كيفية تعلم "حديث المصعد"، والذي يتضمن مجموعة من الأفكار التي تُشرح ضمن رحلة في المصعد مع مدير لمدة دقيقة واحدة.
صُمّم حديث المصعد في الأساس ليُستخدم في المصعد، إلا أنه قابل للاستخدام في مجموعة متنوعة من المواقف ومنها إنه يُستخدم لإثارة الاهتمام بما يفعله الفرد عبر استخدامه لإثارة الاهتمام بمشروع أو فكرة أو منتج معين، وهو طريقة رائعة لاكتساب الثقة أثناء تقديم الفرد لنفسه لمديري التوظيف وممثلي الشركات، أو لمجموعة كبيرة أثناء حدث معين. وينبغي أن يكون الحديث ممتعاً وموجزاً ومميزاً، مع الحفاظ على التواصل السمعبصري مع المتلقين.
هذا وتوجد نقاط عدة ينبغي تضمينها في قصة المصعد أو القصة في دقيقة، ومن أبرزها:
1 أن يبدأ الكاتب بتقديم شخصية قابلة للتعاطف تواجه تحديًا معينًا أو مشكلة لحلها. يجب أن تعكس هذه الشخصية جوهر فكرة المؤلف أو رسالته.
2 أيضا أن يقوم المؤلف بتحديد السياق والإعداد الزمني لقصته بشكل سريع، مع استخدم وصفات حية واقعية لإيجاد صورة عقلية تجذب المتلقي إلى النص المسرود.
3 كذلك يجب أن لا ينسى كاتب هذا النوع من القصص أن يقدم عقبة يجب على الشخصية التغلب عليها. وخلال وصف الصراع هذا، على المؤاف أن يصف كيف تتنقل الشخصية خلال التحديات، وكيف تتخذ القرارات، أو كيف تتغير بشكل يرتبط بالفكرة الأساسية.
4 وأخيرا، ورغم وجازتها، تتطلب قصة المصعد أو القصة في دقيقة أن يختم المؤلف نصه بحل للصراع الذي كان قائما في القطعة السردية، أو أن يترك للقراء فكرة أو درسا ذا معنى يعزز الرسالة الأساسية التي انتواها المؤلف قبل الشروع بتدوين نصه.
يبقى الهدف من كل ما تقدم، أن تساعد هذه التقنيات والآليات المؤلفين على المضي قدما في سبيل كتابة نصوص جديدة تتواشج في بنيتها السردية مع الأنماط التقليدية المتعارف عليها مثل القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا وقصيدة النثر وقصيدة الومضة وقصيدة الهايكو، من جهة، وبين النصوص التي يتم انتاجها بشكل متعاظم غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي بخاصة، وعلى فضاء الإنترنت بشكل عام. أما التسميات والصفات فلا قيمة لها أمام أصالة الإبداع وابتكار الخيال والتمتع باللغة.
فليرفع الستار إذن أمام كتابة قصصية جديدة عابرة للأجناس ولا تعترف بالحدود، وتلتزم الوجازة والتكثيف والوهج فحسب، مثل قصيدة النثر تماما، كما عهدناها.

* ينشر المقال بالاشتراك مع موقع "الحوار المتمدن" ومجلة "كناية" الرقمية المستقلة. كل الحقوق محفوظة.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديق البحر الأخير
- تعاويذُ وَلُقى
- الميتا-لغة والشعر والما-صدق بحسب فيتغنشتاين
- حينما يفكر المعلم في لحن شارد: مرثية إلى زياد
- النص اليتيم وتداعياته
- قسطنطين كافافي في قصيدتين لهُ نُشرتا بعد وفاته
- دعاء الطلسم
- أروندهاتي روي وزيرة للسعادة القصوى والحداثة الفائقة
- في انتظار جائزة نوبل للآداب لهذا العام 2025..
- ما هو الله؟ خمس ترجمات لقصيدة واحدة
- ثلاثية الجنوب
- قبل موعد القتل بقليل
- مولع بفتغنشتاين
- داس كابيتال
- أنا نقطة في بحرك
- يناير 1904 قصيدة لقسطنطين كافافي نشرت بعد وفاته
- سبتمبر: قصيدة مترجمة لكافافي
- أربع أغنيات
- ما هو الله: قصيدة لفريدريتش هولدرلين
- سأريك الأمل في حفنة طين


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - قصة المصعد.. قصة الدقيقة الواحدة