أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - أنا نقطة في بحرك














المزيد.....

أنا نقطة في بحرك


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


أنا نقطة في بحرك .. *

قصيدة: الشاعرة السويدية — آية قنبر
ترجمة وتعليق وتحشية: حكمت الحاج *

رمل الشاطئ الملوّن بالدخان
يبتلع مخمل "كارافايو" المهشَّم
الذي غلّف به "نرسيس" نفسه
حين أبصر جراحنا
في انعكاس الماء الفضي.

قل لي،
ما الذي تشتهيه أكثر من أي شيء في هذا العالم؟
ذلك أنني أدرك الآن
أن برودتي لا تكفي
لإطفاء نيرانك.

نستبدل خلايانا العصبية بحبات من الرمل،
درجة حرارة الجسم الجديدة هي الآن
ــ 17° مئوية تحت الصفر.

رياح البحر الصامتة هي
مجد السندباد الذي يستريح هنا.
المحفظة مملوءة بالجليد
ترمي بنفسها في بحر الليل
فيغمرنا،
وهو يتسرب إلى أعماقنا.

أشتاق حتى يعود المساء إلينا من جديد،
تلك كانت أياماً حين كان "الكوبالت" المعتم
يصهر معدنه في سمائنا الفارغة،
ونحن لم نتعلم بعد
ما الذي يلزمنا لكي نطفو فوق السطح.

قبلات الحوريات المائية العارية من الحب
تغرقني،
وأتحوّل إلى مرساي الخاص
في جسد آخر.

أتنقّل بين نسخ مختلفة
من ينابيع مغلقة، ومن منابع هواء،
حيث توجد أمواج أخرى،
وحيث يوجد "أنا" آخر.

حاشية:/
* القصيدة التي بين أيدينا هي من ديوان Hyperverklighet للشاعرة السويدية آية قنبر (Aya Kanbar) تحمل عنوانًا مكتوبا باللغة العربية «أنا نقطة في بحرك».
يُعدّ ظهور الشاعرة السويدية (من أصول عربية: أب عراقي وأم سورية) آية قنبر (Aya Kanbar، مواليد مدينة أوربرو 2004) حدثاً لافتاً في مشهد الشعر الاسكندنافي المعاصر. فبينما ما يزال كثير من أبناء جيلها في طور التجريب والبحث عن صوتهم الشعري، نجحت آية في إصدار ديوانها الأول Hyperverklighet (الواقع الفائق) عام 2021 وهي في السابعة عشرة من عمرها، عن دار نشر Nirstedt/ الشهيرة، ثم أتبعته عام 2023 بديوان ثانٍ بعنوان Aftongata (شارع المساء) عن الدار نفسها. وكتبت إحدى اكبر الصحف في السويد، آفتونبلاديت، عن آية قنبر قائلة أنها تقدّم نموذجاً استثنائياً لشاعرة تكتب من موقع "العبور" الثقافي واللغوي.
منذ العتبة الأولى في ديوانها الأول، "الواقع الفائق"، يواجه القارئ إهداءً مكتوباً بالعربية: «إلى نسرين، شعري ينتمي إليك». هذا الإهداء يُدخل اللغة العربية في فضاء نص مكتوب بالسويدية، كإشارة مزدوجة: فمن جهةٍ هو انتماء حميمي إلى الجذور، ومن جهة أخرى هو إعلان عن أن الكتابة لن تنفصل عن روابطها العابرة للغات والثقافات. كما أن آية قنبر تتناص، إن صح التعبير، في قصيدتها الأولى من الديوان، مع ديوان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش «لماذا تركت الحصان وحيداً»، لكن عبر الترجمة السويدية للنص، وهو ما تكشفه لنا الشاعرة في هامش توضيحي داخل الكتاب. هذه الحركة، أي العودة إلى التراث الشعري العربي لا من أصله بل عبر وسيط لغوي جديد، تعكس طبيعة علاقتها بالشعر والهوية: علاقة تمر بالترجمة، بالتحويل، وبإعادة التوظيف.الإهداء بالعربية في صدر ديوانها الأول والاقتباس من درويش عبر الترجمة السويدية ليسا تفاصيل ثانوية، بل علامتان تكثّفان مشروعها: كتابة لا تنتمي إلى لغة واحدة ولا إلى هوية صافية، بل إلى شبكة من العلاقات.
من خلال تطبيق مفاهيم جان بودريارد Jean Baudrillard حول "الواقع الفائق"، نكتشف أن شعر آية قنبر يفتح فضاءً نقدياً جديداً:فما نراه ليس أدب المنفى التقليدي، بل أدب "التشبيك" و"العبور"، حيث تتحول النصوص إلى لقاءات، واللغات إلى جسور، والقصائد إلى سرديات علائقية.
إنها تمثل صوتاً لجيل جديد من الشعراء في أوروبا: جيل لا يبحث عن هوية مفقودة، بل يخلق هوية جديدة قوامها العلاقات والتبادلات. وهنا تكمن فرادة شعر آية قنبر وموقعه في المشهد الأدبي السويدي بل والعالمي المعاصر.
فالشعر عند آية قنبر لا يُفهم كصوت فردي معزول، بل كمختبر علائقي تنتج داخله شبكات متداخلة: بين اللغات (العربية–السويدية)، بين النصوص (محمود درويش–كارافايو رسام لوحة نرسيس الشهيرة–الأساطير الإغريقية)، وبين الذوات (الذات الشاعرة–القارئ–الآخر الافتراضي في فضاء الإنترنت).
إن نصوص الشاعرة آية قنبر لا تنتمي فقط إلى تقليد "أدب المنفى" أو "أدب المهاجرين" بالمعنى الكلاسيكي، بل تقدّم نموذجاً جديداً لـ الأدب العلائقي الشبكي، حيث تتحوّل الهويات والنصوص إلى مساحات عبور وتبادل مستمرين. (ح.ح)



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يناير 1904 قصيدة لقسطنطين كافافي نشرت بعد وفاته
- سبتمبر: قصيدة مترجمة لكافافي
- أربع أغنيات
- ما هو الله: قصيدة لفريدريتش هولدرلين
- سأريك الأمل في حفنة طين
- الأمل طائر الروح
- السر الأعظم أو سِرِّ الأَسرار الرواية المنتظرة من دان براون
- ست قصائد للشاعرة دوروثي باركر مع تقديم
- لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر 1-3
- يا تونس ويكأنك
- الفلسفة والشعر: أية علاقة (2)
- شِراك السرد ومرآة الهوية: العراق في أربع روايات عالمية
- هنالك نهران في السماء: العراق في رواية أليف شفق المرشحة لنوب ...
- ستة نصائح إلى كاتب شاب
- ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة
- تجزئة السرد ووعي التجزئة: في الأدبين، العالمي والعربي
- الغيمة.. قصيدة شيللي بترجمتها الكاملة
- الغيمة
- الشعر والفلسفة: أية علاقة
- -نزهات- ستاندال: يمنع دخول -روما- على كل من هب ودب..


المزيد.....




- غزة: الموسيقى ملاذ الشباب الفلسطيني وسط أجواء الحرب والدمار ...
- سياسي من ديمقراطيي السويد يريد إيقاف مسرحية في مالمو – ”تساه ...
- وزير الثقافة الإيراني: سيتم إعداد فهرس المخطوطات الفارسية في ...
- رشيد حموني يساءل السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل حول أدو ...
- -الحياد ليس خيارا-: لماذا يتحدث عدد كبير من الفنانين الآن عن ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يطالب بعقد اجتماع للجنة ...
- نادية سعد الدين: الفكر الفلسفي يرفد شبابنا بسلاح العقل
- وَهبُ الذي وهبَ سفن المعنى ضوءا في مرافئ الأدب والنقد
- -الحرّاني-.. رواية تُعيد إلى الذاكرة مدينة حرّان ودورها والت ...
- -بوصلة السراب- متحف سردي لثقافة القرية العُمانية


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - أنا نقطة في بحرك