أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - شِراك السرد ومرآة الهوية: العراق في أربع روايات عالمية















المزيد.....



شِراك السرد ومرآة الهوية: العراق في أربع روايات عالمية


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


بين شراك السرد ومرآة الهوية: العراق في أربع روايات عالمية..

مقدمة: العراق بوصفه نصًا متخيَّلًا /
في سياق مشروع نقدي يتقصى تمثيلات العراق في الرواية العالمية، تتعدد الأمثلة وتتباين المقاربات. غير أن نقطة الارتكاز تظل هي "العراق" بوصفه فضاءً روائيًا مشحونًا بالتاريخ والرمز والصراعات. من هنا، يمكن أن نعيد النظر في عدد من الروايات التي كُتبت عن العراق أو وُضعت فيه، سواء من قبل كتّاب عرب أو غربيين، لتسليط الضوء على تمثيلات هذا المكان المتشابك في المخيلة السردية.
يشكّل العراق، في ذاكرة الرواية العالمية، أكثر من مجرد مكان: هو مجازٌ سياسي، حقلٌ تخييلي، موقع نزاع بين ما هو كولونيالي، حداثي، ومهجَّر. في هذا السياق، نقرأ أربع روايات كتبت بأساليب مختلفة، ومن مشارب ثقافية متباعدة، لكنها كلها جعلت من العراق مسرحًا لها أو مرآة مركزية:

1 صيادون في شارع ضيق لجبرا إبراهيم جبرا
2 الإنكليزي غير المرغوب فيه لديزموند ستيوارت
3 هنالك أنهار في السماء لأليف شفق
4 وصلوا إلى بغداد لأغاثا كريستي

هذه الروايات الأربعة تطرح أربع تمثلات سردية للعراق: من الداخل الثقافي (جبرا)، من الخارج الإمبريالي (ستيوارت)، من المنفى التأملي (شفق)، ومن الخيال التجسسي الغربي (كريستي). هكذا، نصبح أمام عراقات متعددة: الحميمي، المنكسر، المتخيل، والمُستَغَل.
ولكن، قبل ذلك لنسأل: ما معنى "رواية عن العراق"؟
في النقد الأدبي المعاصر، وتحديدًا في مقاربات ما بعد الكولونيالية والرواية المهاجرة، ليست الرواية "عن العراق" هي بمجرد أن تتخذ العراق مكانًا مسرحيًا أو خلفية جغرافية. بل لكي تُعد كذلك، لا بد أن تتوفر على سمة التمركز السردي حول العراق كحالة سياسية–اجتماعية أو ثقافية–تاريخية. رؤية من الداخل، حتى لو كتبها كاتب غير عراقي، شريطة ألا تكتفي بالنظرة الاستشراقية أو السياحية.
فلم يعد كافيًا أن يُذكر العراق كمكان كي تُعد الرواية عنه. فثمة شروط نقدية صارمة لتصنيف رواية ما على أنها "عن العراق"، منها: أن يكون العراق محورًا سرديًا حقيقيًا لا مجرد خلفية عابرة، وأن تحمل الرواية صوتًا داخليًا أو مُعادلاً معرفيًا من داخل التجربة العراقية، لا مجرد تمثل خارجي، وأن تشتبك مع تاريخ العراق، ثقافته، ذاكرته، وجراحه، لا أن تستخدمه كاستعارة شرقية. 
تشكل الذاكرة العراقية (أو العراقية- المنفاهية- المنفاوية، نسبة إلى "منفى"، إن صح التعبير) كأفق سردي، تماسا مباشرا مع التجربة العراقية المتمثلة دوما بالحرب، والطغيان، والمنفى، والفقد، التقاليد، الانتفاضات، الثورات، الطوائف والتناحر إلخ. وهنا، يمكن القول إن "الرواية عن العراق" ليست مجرد تصنيف مكاني، بل اختبار سردي للذاكرة والموقع والتاريخ. 
وكلنا نعلم أنه في النقد الأدبي ما بعد الحداثي، لا يُعد المكان الجغرافي هو الحاسم في تصنيف الرواية، بل كيف يتمّ تمثيله سرديًا، ضمن شبكة من الخطابات، والانتماءات، والمخيّلة الجماعية. ويزداد تعقيد هذا التمثيل حين ننتقل من الروايات المحلية إلى الروايات المهاجرة أو ما بعد الكولونيالية، حيث تصبح الهوية نفسها في حالة عبور مستمر، والمكان ليس إلا علامة متوترة بين الأصل والمنفى، بين الذاكرة والتشظي والتفتيت. 
ليست كل رواية تُذكر فيها بغداد أو الموصل أو البصرة، رواية عن العراق. وليس كل كاتب أجنبي يكتب عن المنفى، يتحدث بالضرورة من الداخل. هذه المفارقة تحضر بقوة حين نقارن بين روايات متباعدة من حيث الأدوات السردية، لكنها تلتقي عند "العراق" بوصفه ركيزة تمثيل، حيث تغزل خيوطًا صوفية رمزية عن الروح الجياشة والشرق المنكسر. 
---

الأولى: جبرا إبراهيم جبرا و"صيادون في شارع ضيق" — المثقف في مواجهة مدينة مأزومة

كُتبت رواية "صيادون في شارع ضيق" بالإنكليزية في عام 1960، وهي تصوّر بغداد الخمسينيات، حيث يسود جو خانق من المراقبة والترقّب، وتتعثر الذات المثقفة في عبور أزقتها الوجودية والاجتماعية.  الأبطال، وهم ثلاثة شبّان بينهم فلسطيني لاجئ، يمثلون طبقة نخبوية تقف عند حافة السقوط الروحي أمام انحدار السياسة والأخلاق. في هذا العمل، تتجلى بغداد لا كأرض سردية، بل ككائن خانق، مدينة تؤدي أدوارًا قهرية على ساكنيها. ينخرط النص في جماليات الأداء (Performance Theory) حيث تتلبس الشخصيات أدوار المثقف، العاشق، الضحية، ضمن سياق اجتماعي صارم. ومن منظور نظرية التلقي (Reception Theory) كما عند هانز روبرت ياوس، فالرواية تسائل القارئ الغربي، وتعيد تشكيل صورة المدينة العربية كموقع للمقاومة الذاتية. ووفق جماليات نيكولا بوريو، فالنص يتحول إلى وسيط علائقي يدعو القارئ إلى المشاركة الفعالة في بناء المعنى النهائي. 
رواية "صيادون في شارع ضيق" لجبرا إبراهيم جبرا تمثل واحدة من أبرز المحاولات العربية في كتابة الذات العراقية باللغة الإنكليزية. تدور أحداثها في بغداد منتصف القرن العشرين، وهي تحمل شحنة قوية من التوترات السياسية والاجتماعية التي شهدها العراق آنذاك.
جبرا، الذي كتب الرواية باللغة الإنكليزية* مستهدفًا القارئ الغربي، نجح في تقديم بغداد كفضاء معقد للهوية والتحولات، وكساحة لصراع طبقي وثقافي وفكري. وتنتمي هذه الرواية من حيث الشكل لما يسمى بالواقعية النفسية الحديثة، وتستفيد من تيارات الحداثة الغربية، لكن محتواها ينهل من التجربة العراقية بشكل مباشر. 
---

الثانية: ديزموند ستيوارت و"الإنكليزي غير المرغوب فيه" — المراقب البريطاني يسقط في شر تمثيله

في روايته "الإنكليزي غير المرغوب فيه" (1959)، يحوّل ديزموند ستيوارت (Desmond Stewart) تجربته كأستاذ جامعي في بغداد إلى عمل روائي يحمل سخرية مريرة من الإمبراطورية التي فقدت صلاحيتها الأخلاقية. يُصوَّر البطل البريطاني كفاقد للسلطة والمكانة، عاجز عن التفاعل مع عراق جديد لا يستوعب بعد الآن الخطاب الكولونيالي. اللغة الإنكليزية هنا تصبح أداة لتعرية الذات الغربية، لا لتبريرها. وبخلاف أغاثا كريستي، التي سنأتي على ذكرها في فقرة قادمة، فإن ستيوارت يمارس نقدًا ذاتيًا صريحًا، يرصد فيه انهيار مشروع "الرجل الأبيض" في الشرق. تقف الرواية على الحافة ما بين المحاكاة الساخرة والفشل البنيوي للاستعمار الجديد. 
في سياق البحث عن الروايات العالمية التي كُتبت عن العراق، تبرز هذه الرواية بوصفها عملًا أدبيًا فريدًا ومهمًا، على الرغم من تعرضه للتهميش النقدي، وربما سوء الفهم. هذا العمل لا يتناول العراق بوصفه خلفية غريبة لدراما غربية فحسب، كما هو شائع في كثير من الروايات الاستشراقية، بل يقدم بورتريه داخليًا للهوية البريطانية المأزومة، داخل سياق عراقي مشحون بالتحولات السياسية والاجتماعية في منتصف القرن العشرين.
الرواية، التي تدور في بغداد، تحكي سيرة "إنكليزي غير مناسب"، فاشل عاطفيًا، وتائه أخلاقيًا، يجد نفسه في بلد لا يفهمه، ومع ذلك يعكس هذا البلد هشاشة المشروع الكولونيالي ومحدودية الذات الإمبراطورية في فهم الآخر. ديزموند ستيوارت، بخلفيته كأستاذ جامعي في كلية الآداب بجامعة بغداد، يكتب العراق من الداخل، لا بعيون رحّالة أو جاسوس أو مستشرق عابر، بل كمن عاش التناقض العراقي من موقع "الشخص غير المرغوب فيه"، أو ما يسمى بالتعبير الدبلوماسي "بيرسونا نون غراتا".
ورغم أهمية الرواية، إلا أن حضورها في الذائقة العربية شبه معدوم، ويعود ذلك جزئيًا إلى الترجمة المبكرة التي صدرت عام 1959 تحت عنوان مزدوج:  "فضائح الإنكليز أو الإنكليزي غير المرغوب فيه"،  بترجمة متري عبد العزيز السرحان، ومن منشورات مطبعة البرهان – بغداد.
هذا العنوان وحده يكشف الكثير عن تحوّلات التلقي الثقافي العربي في خمسينيات ما بعد الاستعمار. حيث تمّ تأطير الرواية، لا بوصفها نقدًا ساخرًا للذات البريطانية، بل بوصفها فضحًا أخلاقيًا للبريطانيين، يتماشى مع موجة من العناوين التي كانت تميل إلى الخطاب التعبوي. العنوان الأصلي، Unsuitable Englishman، ينطوي على دلالة دقيقة وساخرة تتعلق بـ "عدم الملاءمة"، بشعور بالغربة، باللاانتماء. أما "فضائح الإنكليز"، فهي تحويل مباشر لمعجم السرد من التأمل إلى الإدانة.
هذا لا يقلل من أهمية الترجمة كمبادرة مبكرة، لكنها توضح كيف يُعاد تشكيل النص في الترجمة بحسب المزاج الثقافي العام. ولا غرابة في أن الرواية، بهذا العنوان، لم تلقَ صدى واسعًا، وغابت عن الخطاب الأدبي العراقي والعربي، في حين كان التركيز آنذاك منصبًّا على أدب الكفاح اليساري أو على الكتابات التي تمجّد صورة البطل العروبي المحلي في مواجهة المستعمر.
وبالمقارنة مع روايات أخرى تبدو رواية ديزموند ستيوارت أكثر تعقيدًا وتركيبًا من حيث بنيتها السردية والنقد الذاتي الذي تمارسه على العقلية البريطانية. ليست الرواية "عن العراق" بالمعنى الإثنوغرافي، بل رواية "عن الإنكليز في العراق" — أي عن الذات عندما تُجبر على التعايش مع مكان لا يمنحها اعترافًا، ولا تملك أدوات قراءته.
لذلك، فإن رواية "الإنكليزي غير المرغوب فيه" جديرة بأن تُدرج ضمن قائمة الروايات العالمية التي كُتبت عن العراق، ولكن ليس فقط لمجرد حضور بغداد كفضاء روائي، بل لما تكشفه من انهيار المنظور الإمبراطوري من الداخل. وهي بهذا تُمثل مرحلة انتقائية دقيقة في خطاب ما بعد الاستعمار، تسبق بكثير ما سيطرحه إدوارد سعيد لاحقًا في نقد "الاستشراق"، في كتابه الشهير بالاسم نفسه. 
---

الثالثة: أليف شفق و"هنالك أنهار في السماء" — كتابة الحنين إلى وطن لا يُمتلك

في رواية "هنالك أنهار في السماء"**، تحوّل أليف شفق العراق إلى صورة متخيلة، نهر سماوي من المعاني والذكريات المنفلتة من الواقع.  تكتب شفق بلسان امرأة في المنفى، تبحث عن جذورها بين طيات الأسطورة، والغياب، والصوفية الأنثوية. لا يُبنى العراق هنا كجغرافيا واقعية، بل كذاكرة ميتافيزيقية، كموقع فقد. العمل يشبه إلى حدّ كبير أدب المنفى كما صاغه إدوارد سعيد***، حيث يتحول الوطن إلى فكرة، لا مكان. أما من حيث الشكل، فالرواية تتخذ قالب الشذرة السردية، قصيدة النثر، وتيار الوعي. هو عمل أقرب إلى التأمل الذاتي، منه إلى التأريخ الواقعي. 
رواية "هنالك أنهار في السماء" لأليف شفق لا تضع العراق في قلب الحدث، لكنها تستحضره ضمنيًا عبر إشارات عميقة تتعلق بالذاكرة الثقافية والرمزية. العراق، كما يظهر في هذه الرواية، ليس مكانًا جغرافيًا بقدر ما هو استعارة للمنفى، للمقدس المهدد، وللحلم المحطم.
الرواية تلعب على إيقاع التداخل بين التاريخ والأسطورة، وتتقاطع مع تيارات سرد ما بعد الحداثة، حيث تغيب الحدود بين الذات والآخر، وبين الواقع والخيال والتخييل. العراق فيها هو "الغياب الحاضر"، أي الفضاء الذي لا يُذكر مباشرةً، ولكنه يؤسس لتوترات الشخصية والسرد معًا.
من هنا يمكن القول إن شفق تقدّم نموذجًا مغايرًا في كتابة العراق، نموذجًا لا يقوم على الوصف المباشر، بل على البنية التحتية الرمزية التي تشكّل الخلفية الوجودية للنص. وهذا ما يجعل من الرواية نصًا قابلاً للقراءة من منظور "الجغرافيا المتخيلة" أكثر منه كنص جغرافي- سياسي تقليدي. 
في رواية أليف شفق الأخيرة هذه، فقد صدرت أواخر العام 2024، يأتي العراق فيها من منطلق مغاير تمامًا. فحضارة آشور فيها ليست أكثر من طيف روحي مفعم بالرمزية. ونعر دجلة السماوي يصبح استعارة، بغداد رمزًا، والنساء العراقيات مجرد أطياف أنثوية تتقاطع مع صور صوفية–كونية.  هنا، يختفي العراق الواقعي، ويُستبدل بعراق "استيهامي" ينتمي إلى جماليات الشرق الممزق، كما يُعاد تشكيله في سرديات ما بعد الحداثة. 
رواية شفق، وإن بدت متعاطفة، إلا أنها تحيي مفارقات التمثيل الاستشراقي الجديد، حيث يتم إفراغ العراق من محتواه الواقعي لصالح وظيفة رمزية تُستخدم لتشكيل سرد داخلي عن الذات والحب والمنفى الروحي.
رواية "هنالك أنهار في السماء" ليست سيرة مكانية عن العراق، بل بالأحرى تجربة صوفية–استعارية–تاريخية تشتبك مع رموز الشرق، والأنوثة، والذاكرة، والروابط بين الماضي والراهن. لكن فيها بعض العناصر التي يمكن التقاطها عبر إشارات إلى دجلة، بغداد، جبل سنجار، معبد لالش المقدس عند اليزيديين، وتاريخ التصوف والغنوص، والعنف المعاصر. تتقاطع النساء والأرواح والمنفى، ما يمنحها طابعًا عراقيًا-منفيًا في بعض المقاطع.
تاريخ العراق ليس محورًا للرواية، بل خلفية من ضمن فسيفساء أوسع تشمل إسطنبول، لندن، حلب، القدس، والهند.
بمعنى آخر، العراق ليس "الموضوع" بل "مرآة رمزية" ضمن مشروع أكبر تسعى شفق من خلاله إلى فهم الشرق عبر حياة الروح في المنفى. هي ليست فقط رواية عن العراق، بل عن "تمثل العراق في اللاوعي الجمالي لما بعد الشرق".
 لكن نقد ما بعد الكولونيالية قد يقول: نعم، إذا فُهم العراق فيها كرمز لخراب الشرق ومقاومته عبر الحب والذاكرة فهي اذن رواية "عراقية"، يمكن قراءتها كـ "نص يتحدث عن العراق ضمن حوار مع الآخر" لتقول شيئًا عن الشرق، عن النساء، عن الطيف، عن الجرح، وعن الحب الممنوع.  لذا، يمكن اعتبارها رواية عن "فكرة العراق" أكثر من كونها رواية عن "تجربة العراق". في المقابل، تتبنى أليف شفق في "هنالك أنهار في السماء" نهجًا شعريًا–صوفيًا يعبر فيه العراق لا كبلد، بل كأفق رمزي للانكسار، والذاكرة، والأنوثة المُعذبة.  تندرج الرواية هنا ضمن "أدب التمثيل الروحي للشرق" (Spiritual Orientalism)، وهو تيار حديث في الرواية المعولمة حيث يُعاد إنتاج الشرق لا كواقع، بل كطيفٍ غامض للحنين والفقدان والوجع. 
---

الرابعة: أغاثا كريستي و"وصلوا إلى بغداد" — المغامرة والغموض في شرقٍ مصنوع

كتبت أغاثا كريستي روايتها "وصلوا إلى بغداد" عام 1951، بعد سنوات من إقامتها في العراق بصحبة زوجها الثاني عالم الآثار ماكس مالوين. لكنها، بخلاف جبرا وشفق، لا تكتب من الداخل، بل من موقع الكولونيالي "المستمتع" بالشرق.  بغداد في هذه الرواية ليست مكانًا حقيقيًا، بل سينوغرافيا لدراما تجسسية، حيث البطلة البريطانية الشابة تُزجّ في لعبة سياسية كبرى تشمل شيوعيين، مخابرات، ومؤتمرات عالمية. نمط السرد مبني على الإثارة والتآمر، وتُستثمر بغداد كخلفية رومانسية وخطِرة. الشخصيات العراقية تظهر غالبًا بوصفها طيفية، إمّا شهوانية، أو غامضة، أو هامشية. الرواية بذلك مثال نموذجي للخطاب الاستشراقي الذي لا يكتب الشرق، بل يستهلكه سرديًا. 
في روايتها هذه تقدم أغاثا كريستي نموذجًا لتمثيل العراق من منظور بوليسي استشراقي، حيث تصبح بغداد مسرحًا لمغامرة غامضة تنسجها المؤلفة بأسلوبها المعروف. لكن بعيدًا عن الحبكة البوليسية السطحية، تكشف الرواية عن صورة مزدوجة للعراق: من جهة، كفضاء للغموض والتجسس؛ ومن جهة أخرى، كخلفية تراثية تغلف النص بشيء من الغرائبية.
وتدور الحكاية حول شابة إنكليزية مغامِرة تُدعى "فيكتوريا جونز"، تسافر إلى بغداد وتجد نفسها وسط مؤامرة دولية ذات طابع تجسسي. لكن، هل يمكن اعتبار هذه الرواية "رواية عن العراق" بالمعنى النقدي العميق الذي تبنينا اعتماده في هذا المقال؟ أم أنها مجرّد سردية غربية تقع أحداثها في العراق دون أن يكون العراق ذاته موضوعًا للسرد؟
هذا التفريق ضروري من منظور نقدي معاصر، خاصة إذا ما استندنا إلى أدوات النقد ما بعد الكولونيالي ونظريات التمثيل السردي، التي تفرق بين "استحضار المكان" كديكور، و"تشريك المكان" كفاعل منتج للمعنى. فالرواية لا تقدّم العراق بوصفه مجتمعًا له نبضه وتاريخه وبنيته الاجتماعية والسياسية، بل تستخدمه كمجرد خلفية غرائبية exotic لأحداث ذات طابع غربي خالص، تقودها شخصية أوروبية، وتُحركها مصالح ومخاوف غربية.
من زاوية التموضع السردي، نجد أن العراق في الرواية لا يمتلك صوتًا سرديًا مستقلًا. الشخصيات العراقية في الغالب هامشية، نمطية، إما هم مخبرون ،أو أوغاد أو مهرجون، وغالبًا ما يُنظر إليهم من زاوية فوقية متعالية. أما الحبكة، فتركز على مؤامرة عالمية وشبكة جواسيس وتداخلات استخباراتية لا علاقة لها بجوهر الواقع العراقي، سواء من حيث الاجتماع أو التاريخ أو حتى السياسة المحلية. لا نجد أي محاولة لتصوير العراق من الداخل، ولا اهتمام بأحوال شعبه ولا رؤية نقدية للهويات المتشابكة فيه.
بذلك، تتماهى الرواية مع نمط الاستشراق الناعم الذي انتقده إدوارد سعيد، حيث يُستدعى "الشرق" لا لتمثيل نفسه، بل ليُستخدم كمرآة تعكس خيالات الغرب ورغباته ومخاوفه. الرواية تكرّس "الشرق كمسرح" لا كذات. بغداد هنا ليست إلا خلفية بصرية مثيرة، تُستخدم لبناء جو من الغموض والتشويق، ولا يُسمح لها بأن تتكلم، أن تحكي عن نفسها، أو حتى أن توجد إلا بوصفها ساحة للآخر.
الرؤية الكولونيالية حاضرة بقوة في هذا العمل، حتى وإن لم تكن عدوانية. إنها رؤية تكرّس السيطرة من خلال التخييل، وتخضع المكان – أي بغداد– إلى منطق المغامرة الغربية، بحيث لا يبقى فيه ما يخص أهله إلا الصدى البعيد.
كريستي تصف بغداد بعين السيّاح والأنثروبولوجيين الأوروبيين: الشرق العجيب، الأسواق، الغموض، الرمال، البدو... إنها بغداد كما يراها المتفرّج المستعمر، لا كما يرويها الساكن المحلي. وهذا يتفق مع نقد إدوارد سعيد للرؤية الغربية للشرق.
من جهة أخرى نلحظ بسهولة هيمنة الشخصية الأنثوية الغربية: فبطلة الرواية هي شابة من لندن، تسافر إلى بغداد بدافع الحب والمغامرة، وتجد نفسها وسط شبكة جواسيس. لكن كل ما تراه وتعيشه يُروى من خلال منظورها الغربي وحده.
أحداث الرواية تدور في فترة حساسة من التاريخ العراقي (عهد الملك فيصل الثاني، الوجود البريطاني، تنامي الحس القومي)، ولكن هذه الخلفية مغيّبة تمامًا لصالح شبكة جواسيس خيالية وعلاقات حب عابرة. لا حديث عن المجتمع العراقي، طبقاته، همومه، أو صراعاته الفعلية. غير أن القيمة النقدية لهذه الرواية تكمن في قدرتها على عكس تصورات الغرب عن العراق في بدايات الحرب الباردة، وهو ما يمكن تحليله في إطار سرديات الاستعمار الثقافي وتمثيلات الآخر. 
الرواية مثال نموذجي على الاستخدام الكولونيالي للمكان الشرقي كديكور لمغامرة أوروبية، دون الالتزام بالعدالة السردية للأصوات المهمشة. إنها استمرار لخطاب السيطرة عبر التخييل، حيث لا يُسمح للمستعمَر أن يتكلم أو يُعَبّر عن نفسه خارج إطار تصورات الآخر.
"وصلوا إلى بغداد" رواية عن العراق، وعن الغرب في العراق.  أو بتعبير آخر: رواية تستعير بغداد لتصنع إثارة وغرائبية وتشويقا، بعيدا عن مساءلة الواقع السياسي المحلي. إنها جزء من خريطة الاستشراق الأدبي الناعم، حيث تُستخدم المدن العربية كفضاءات مسلوبة السيادة السردية. 
---

خاتمة: سحر المكان العراقي وغواية السرد العالمي/ 
يشكّل العراق، في ذاكرة الرواية العالمية، أكثر من مجرد مكان: هو مجازٌ سياسي، حقلٌ تخييلي، موقع نزاع بين ما هو كولونيالي، حداثي، وبين ما هو منفي ومهجَّر. في هذا السياق، قرأنا أربع روايات كتبت من مشارب ثقافية متباعدة، لكنها كلها جعلت من العراق بؤرة لها.
في ضوء نظرية "ما بعد الكولونيالية"، تظهر لنا رواية أغاثا كريستي بوصفها تمثيلًا ساذجًا ومُختزِلًا للشرق، بينما تفكك رواية ديزموند ستيوارت ذلك التمثيل من الداخل، وتفضحه بسخرية. أما جبرا إبراهيم جبرا، فيمارس التفكيك الجمالي للخطابات القمعية دون أن يغادر موقعه الثقافي المحلي. أليف شفق تُحوّل السرد إلى تواصل رمزي مع العراق الغائب، كأنها تُخاطب ظلّه في الذات الأنثوية المشرّدة. 
ولدى مقارنة هذه الروايات ببعضها البعض نجد فارقًا جوهريًا في تمثيل العراق. ففي حين أن رواية ستيوارت تعتمد على السخرية السياسية وتنتمي إلى تقليد الرواية الاستعمارية التي ترصد سقوط الإمبراطورية من الداخل، نجد أن رواية جبرا تسعى إلى مساءلة الواقع العراقي من الداخل أيضًا، ولكن من موقع الفاعل، لا المراقب، وتؤسس بذلك لنموذج الرواية المضادة للاستشراق. أما أليف شفق، فتكتب شخصياتها بوصفها تجسيدًا لفكرة أو طيفًا للأنوثة المنتهكة، وليست "نساء حقيقيات" بل رموزا داخل منظومة صوفية جمالية.
إن الروايات الأربع، على تباين مرجعياتها وكتّابها، تلتقي جميعًا عند نقطة مركزية: وهي أن العراق ليس مجرد خلفية سردية، بل هو فضاء جمالي ووجودي يعاد تشكيله وفق منظور الكاتب. وما بين التمثيل الاستشراقي، والسرد ما بعد الكولونيالي، والحنين الثقافي، والسيرة الذاتية المتخيلة، يتخذ العراق أدوارًا متباينة تتراوح بين الاستعارة الرمزية والتمثيل الواقعي، بين الضياع واليقظة، بين المراقبة من بعيد، والانغماس في الداخل.
ويظل السؤال مفتوحًا طارحًا نفسه بإلحاح: ما الذي يجعل من رواية ما "رواية عن العراق"؟ أهو المكان؟ أم الشخصيات؟ أم اللغة؟ أم البنية الرمزية؟ ربما كل ذلك معًا، وربما شيء آخر يتجاوز النص نفسه نحو لحظة التلقي والقراءة – لحظة نقرر فيها نحن، كقرّاء ونقّاد، موقع العراق من الرواية، وموقع الرواية من العراق. 
---

# الحواشي النقدية للسياق النظري للنقد ما بعد الكولونيالي:/ 
> وفق "نيكولا بوريو"، فإن الجمالية العلائقية تكشف لنا كيف أن المكان في الفن والأدب لم يعد ثابتًا، بل يُعاد تشكيله عبر التفاعل الرمزي. في رواية شفق، لا يُستخدم العراق كمكان، بل كعنصر علائقي، يتداخل مع الصوفية، والشرق، والأنوثة، والجسد.
> الرواية الطيفية (Spectral Fiction)، بحسب جاك داريدا، لا تتحدث عن الذاكرة بوصفها سردًا مباشرًا، بل كأثر، أو كشبح. وهذا تمامًا ما تفعله شفق: العراق لا يحضر فيها كجغرافيا، بل كصدى بعيد، كثيف الرمزية، قليل الواقعية.
> وفق "هومي بابا"، فإن الرواية المهاجرة لا تتحدث من موقع ثابت دائمًا، بل تُظهر نوعًا من "التمثيل المتداخل" حيث لا ينتمي السرد بالكامل إلى المركز أو الهامش، بل إلى فضاء ثالث – ما يسميه "Third Space" – تخلق فيه الذات خطابًا هجينًا من الداخل والخارج معًا، حيث تتداخل الهويات واللغات والخطابات.
> "نيكولا بوريو" في نظريته حول الجمالية العلائقية يرى أن "الشرق" في النصوص المعولمة لم يعد يُقدَّم كحقيقة مكانية، بل كمجموعة علاقات رمزية–جمالية يعاد تأليفها وفق حاجات نفسية، ورمزية، وشعرية غربية أو مختلطة. 
> تيارات ما بعد الحداثة تميز بين "الزمن الأرشيفي" و"الزمن الطيفي"، حيث يتحول الماضي إلى أشباح، وتفقد الأحداث طابعها التاريخي لتتحول إلى "أثر جمالي أو شعري". شفق تنتمي لهذا الاتجاه، بينما ستيوارت هو أقرب إلى أرشفة الذات المنفية.
> في "أدب المنفى"، يُنظر إلى الشخصية بوصفها مرآة لعلاقة الذات بالهوية، أما في "أدب الشرق الرمزي"، فإن الشخصية تصبح رمزًا للعبور، أو مرآة لمشهد كوني. جبرا اخترق المنظومة هذه وعبر المكان من خارجه الى داخله بنجاح، وانتمى بطل روايته الى الآخرين. 
---

# نبذات عن الروائيين الأربعة:
جبرا إبراهيم جبرا: مثقف فلسطيني ورسام متعدد المواهب (1920–1994)، عاش في بغداد، كتب الرواية والشعر والنقد، وترجم شكسبير وفولكنر، وشارك في تشكيل الحداثة العربية.
ديزموند ستيوارت: كاتب بريطاني (1924–1981) عمل أستاذًا جامعيا في بغداد، وكتب عدة أعمال عن الشرق الأوسط بعيون نقدية وساخرة.
أليف شفق: كاتبة تركية-بريطانية معاصرة (مواليد 1971)، تمزج الصوفية بالتأمل السياسي، وتهتم بثيمات الهوية والمنفى والمرأة والجندر.
أغاثا كريستي: الكاتبة البوليسية الأشهر في القرن العشرين (1890–1976)، كتبت روايتين على الأقل تأثرت فيهما بإقامتها في العراق.
--- 

# عناوين الروايات الأربع بلغتها الأصلية التي كتبت بها (الإنكليزية):/
1 Hunters in a Narrow Street       
2 The Unsuitable Englishman         
3 There are Rivers in the Sky      
4 They Came to Baghdad   


# إحالات مرجعية للمقال:/ 
 [^1]: Edward Said, Culture and Imperialism, Vintage, 1994.
 [^2]: Hanna Batatu, The Old Social Classes and the Revolutionary Movements of Iraq, Princeton, 1978.
 [^3]: Richard Schechner, Performance Studies, Routledge, 2002.
 [^4]: Nicolas Bourriaud, Relational Aesthetics, Les presses du réel, 2002.
 [^5]: Desmond Stewart, The Unsuitable Englishman, London, 1959.
 [^6]: Edward Said, Reflections on Exile, Harvard University Press, 2000.
 [^7]: Agatha Christie, They Came to Baghdad, HarperCollins, 1951.

 

# هوامش المقال:/
* صدرت باللغة العربية بعنوان "صيادون في شارع ضيق" عام 1976 عن دار الآداب ببيروت، وقام بترجمتها د. محمد عصفور.
** انظر مقالنا المنشور في "الحوار المتمدن" بعنوان (هنالك نهران في السماء: الع



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنالك نهران في السماء: العراق في رواية أليف شفق المرشحة لنوب ...
- ستة نصائح إلى كاتب شاب
- ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة
- تجزئة السرد ووعي التجزئة: في الأدبين، العالمي والعربي
- الغيمة.. قصيدة شيللي بترجمتها الكاملة
- الغيمة
- الشعر والفلسفة: أية علاقة
- -نزهات- ستاندال: يمنع دخول -روما- على كل من هب ودب..
- كعبُها عالٍ وقِدْحها مُعلَّى..
- كراس كوابيس أدورنو
- الظل والعاصفة
- بين ضجر الملوك ووجع الهزيمة
- جثة تفكر: قراءة فوكويّة في رواية نزار شقرون “أيام الفاطمي ال ...
- حينما يصبح الشعر نشيدا للإنسان، ونشدانا للحرية والانعتاق
- هوروسكوب
- أميلكار، هانيبال وقرطاج، في رواية تونسية جديدة..
- أوسكار وايلد وصادق هدايت في مسلسل عربي
- رعد عبد القادر باللغة السويدية: الصقر مع الشمس بأجنحة الشعر ...
- نحو سرد موجز، نحو رواية ليست طويلة..
- نظرة ما إلى قواعد اللعبة: من المحيط إلى المركز


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - شِراك السرد ومرآة الهوية: العراق في أربع روايات عالمية