أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة














المزيد.....

ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة، وتفوز بأرفع الجوائز..

فازت الروائية السودانية الاسكتلندية ليلى أبو العلا بجائزة "بن بنتر" PEN Pinter لهذا العام، تقديرًا لكتابتها حول الهجرة والإيمان وحياة النساء. وتُمنح هذه الجائزة لكاتب "يُلقي نظرة لا تتزعزع ولا تتهاون على العالم"، ويُظهر "إصرارًا فكريًا شديدًا لتعريف الحقيقة الواقعية لحياتنا ومجتمعاتنا"، بحسب كلمات المسرحي البريطاني الراحل هارولد بنتر، الذي أُطلقت الجائزة باسمه.
وقالت الكاتبة عند سماعها خبر فوزها:
> "لقد كان هذا مفاجأة تامة وكاملة. بالنسبة لشخص مثلي، مهاجرة سودانية مسلمة تكتب من منظور ديني وتستجوب حدود التسامح العلماني، فإن هذا التقدير لهو ذو دلالة عميقة. إنه يوسع ويعمق معنى حرية التعبير، ومن تُروى حكاياتهم.
ففي زمن تتشابك فيه الهويّات، وتتنازع فيه السرديات الكبرى على احتكار الحقيقة، تبرز ليلى أبو العلا كصوتٍ هادئٍ وعميق، يحفر مجراه في أرض الأدب الإنكليزي الحديث، لكنه لا يتخلى أبدًا عن جذوره السودانية، الإسلامية، الأنثوية، المهاجرة. إنها كاتبة تعبر بأدبها حدود الجغرافيا واللغة والدين، لتعيد تعريف المكان والمنفى، الإيمان والاختبار، المرأة والحرية.
ولدت ليلى ألو العلا في القاهرة عام 1964، ونشأت في الخرطوم، قبل أن تنتقل إلى أبردين في اسكتلندا عام 1990، حيث بدأت هناك رحلة أدبية لم تكن يومًا انعزالًا عن الوطن، بل عودة إليه من زاوية جديدة، من منفىٍ داخلي يشبه التأمل الصوفي أكثر مما يشبه القطيعة.
نُشرت أعمالها باللغة الإنكليزية، لكن لغتها الروحية ظلت عربية مشبعة بتجربة المرأة في المجتمعات الإسلامية، وبأسئلة الهوية في سياق ما بعد الكولونيالية. في روايتها الأولى (المترجم)، نرى قصة حب وعزلة وغربة دينية وإنسانية، لا بوصفها أحداثًا درامية، بل كتجليات شعورية دقيقة لعالم امرأة مسلمة في قلب الغرب.
ثم تتوالى أعمالها: (المئذنة)، و (زقاق الألحان)، و (الوطن في مكان آخر)، وأخيرًا روايتها (روح النهر) التي صدرت عام 2023، والتي استحضرت فيها التاريخ السوداني والروحي بطريقة سردية أقرب إلى الواقعية السحرية.
ما يميّز ليلى أبو العلا، حسب معظم النقاد والمتابعين في الفضاء الانكلوسكسوني، ليس فقط موضوعاتها، بل نَفَسها الروحي، إن صح التعبير. هي تكتب بإيمان غير وعظي، بإسلامٍ داخلي لا يتوسّل الدفاع، بل يهمس بالحقيقة من داخل النفس، بأسلوب أدبي صوفي يُذكّر بأمثال الطيب صالح، لكن عبر عدسة أنثوية معاصرة. وهي، بهذا، تقف في وجه الصورة النمطية للمرأة المسلمة المقهورة، وتمنحها صوتًا إنسانيًا جريئًا، حرًا، خافتًا في نبرته، لكن عميقًا في تأثيره.
ليلى أبو العلا هي اليوم، بحصولها على جائزة PEN Pinter لعام 2025، واحدة من الأصوات النادرة التي نجحت في جعل الإيمان والهجرة والغربة أدواتٍ جمالية لا خطابية، وشهادات أدبية لا بيانات أيديولوجية. هي كاتبة تُعيد حرية التعبير إلى معناها النبيل: أن تقول "أنا" دون أن تلغي "الآخر"، وأن تكتب من الهامش لا لتصرخ، بل لتضيء.
وجدير بالذكر أنه كثيرا ما تتم المقارنة بين الطيب صالح وليلى أبو العلا، رغم ما بينهما من صدى واختلاف. فكلاهما سودانيان كتبا باللغة الإنكليزية (أبو العلا كتبت بها بالكامل، والطيب صالح عمل لفترة في هيئة الإذاعة البريطانية)، وكلاهما تعرّض لموضوع الهجرة الثقافية والوجود في "الآخر".
لكن بينما كتب الطيب صالح عن صدمة المثقف العربي في الغرب بطريقة مأساوية غرائبية، كتبت أبو العلا عن المرأة المسلمة في الهجرة من زاوية روحية ناعمة وصبورة.
كما أن الطيب صالح يستخدم مفارقة التحوّل الذكوري في مواجهة الغرب، بينما تتبنى أبو العلا تأملًا أنثويًا في الذات وعلاقتها بالإيمان والآخر.
هذا، ومن المقرر أن تتسلم الجائزة في 10 أكتوبر في المكتبة البريطانية بلندن، حيث ستُعلن ليلى أبو العلا أيضًا عن اختيارها للفائز بـ جائزة كاتب الشجاعة، والتي تُمنح لكاتب "ينشط في الدفاع عن حرية التعبير، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب سلامته وحريته الشخصية".
جدير بالذكر أن جائزة PEN Pinter مُنحت العام الماضي للكاتبة الهندية أروندهاتي روي، التي اختارت الناشط المصري السجين علاء عبد الفتاح كـ "كاتب الشجاعة".
تُمنح الجائزة سنويًا للكتّاب المقيمين في المملكة المتحدة أو أيرلندا أو دول الكومنولث. ومن بين الفائزين السابقين: مايكل روزن، مالوري بلاكمان، تشيماماندا أديشي، مارغريت آتوود، سلمان رشدي، وحنيف قريشي.

ينشر المقال بالاتفاق مع مجلة كناية الرقمية الثقافية المستقلة، وموقع الحوار المتمدن. كل الحقوق محفوظة.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجزئة السرد ووعي التجزئة: في الأدبين، العالمي والعربي
- الغيمة.. قصيدة شيللي بترجمتها الكاملة
- الغيمة
- الشعر والفلسفة: أية علاقة
- -نزهات- ستاندال: يمنع دخول -روما- على كل من هب ودب..
- كعبُها عالٍ وقِدْحها مُعلَّى..
- كراس كوابيس أدورنو
- الظل والعاصفة
- بين ضجر الملوك ووجع الهزيمة
- جثة تفكر: قراءة فوكويّة في رواية نزار شقرون “أيام الفاطمي ال ...
- حينما يصبح الشعر نشيدا للإنسان، ونشدانا للحرية والانعتاق
- هوروسكوب
- أميلكار، هانيبال وقرطاج، في رواية تونسية جديدة..
- أوسكار وايلد وصادق هدايت في مسلسل عربي
- رعد عبد القادر باللغة السويدية: الصقر مع الشمس بأجنحة الشعر ...
- نحو سرد موجز، نحو رواية ليست طويلة..
- نظرة ما إلى قواعد اللعبة: من المحيط إلى المركز
- ترابكَ
- لا ترمني بوردة
- نحو رواية قصيرة


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة