تجزئة السرد ووعي التجزئة: في الأدبين، العالمي والعربي

حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 07:07
المحور: قضايا ثقافية
    

تجزئة المسرود، ووعي التجزئة: في الأدبين العالمي والعربي..
(1)
لم تكن التجزئة في العمل السردي مجرّد قرار شكلي أو تقنية تنظيمية فحسب، بل كانت دومًا تعبيرًا عن وعي مركّب بمفهوم الزمن، وبنية الحكاية، وطبيعة التلقّي، وإرغامات النشر أيضاً. في هذا السياق، يُطرح سؤال جوهري: من الذي يقرّر تقسيم العمل السردي إلى أجزاء؟ هل هو الكاتب بوصفه المعماري الأول للنص؟ أم الناشر بوصفه شريكًا في دورة حياة النص السوقية؟ أم أن الناقد هو من يُعيد تركيب الرواية في أجزاء، بحسب مقاربة تأويلية أو منطق سياقي؟ أم أن المجتمع الأدبي هو من يفرض هذا التصنيف لاحقًا حين يتداول الأعمال ويمنحها صفة الثلاثية أو الخماسية أو غيرها؟
إن هذا التوزيع البنائي للخطاب الروائي، في شكله المُجزأ، يكشف عن وعي تأليفي متقدّم لا يتعلّق فقط بحجم النص، بل بقدرته على الامتداد الأفقي والعمودي في تجربة التلقي. قد يلجأ المؤلف إلى التجزئة لأسباب متعددة: سردية، تأملية، تاريخية، تجارية، أو حتى لأغراض تتعلّق بالإيقاع الداخلي للنص واستقلال كل جزء بوصفه وحدة سردية قائمة بذاتها ضمن وحدة أكبر.
في الرواية العالمية، كما في الرواية العربية، يمكن تتبّع خرائط واضحة لهذه الظاهرة، بدءًا من الثنائيات وصولًا إلى الأعمال الملحمية متعددة الأجزاء. في هذا المقال، نقدم جردة موثقة ومصنفة بحسب عدد الأجزاء، مع تسلسل زمني تقريبي، تغطي أبرز الأمثلة في الأدب العالمي والعربي، بما في ذلك ثلاثية الجنوب للكاتبين حكمت الحاج وعواطف محجوب Awatef Mahjoub ، وخماسية مدن الملح، وثلاثية غرناطة، وغيرها من الأعمال التي شكّلت الذاكرة السردية عبر نماذجها المجزّأة.
إن الغاية من هذا النقاش ليست مجرد التوثيق أو العرض الكرونولوجي، بل إثارة أسئلة جديدة حول علاقة التجزئة بالهوية الجمالية للعمل، وبالسلطة التأليفية التي تقرّر شكله، وبتاريخ التلقي الذي يعيد تأطيره. فهل التجزئة دليل على اتساع المشروع التخييلي؟ أم على تحكّم شروط النشر والتوزيع؟ أم على وعي متقدّم بطبقات القراءة المتعددة؟
سنعبر معًا هذا الطيف السردي المُجزأ، لنكتشف كيف تتحوّل التجزئة من تقنية إلى بنية، ومن خطة تأليفية إلى ظاهرة جمالية نقدية بامتياز.
ولعل السؤال الذي يجب أن يظل مفتوحًا هو: هل التجزئة فعل جمالي متعمد؟ أم أنها مجرد استجابة لانكسارات الزمن المعاصر وتغيرات الذائقة؟ أم هي وعي سردي جديد يعيد تشكيل مفهوم الكلية والوحدة الفنية نفسها؟

(2)
وفي زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتشظى فيه أنماط التلقي، برزت ظاهرة "تجزئة السرد" كاستراتيجية بنيوية وجمالية تعيد تشكيل علاقة العمل الفني بجمهوره. ومن السهل علينا أن نلاحظ أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الرواية وحدها، بل تمتد لتشمل المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية، مما يدعو إلى مساءلة منطق هذا الانقسام وطرائق تشكله وغاياته، وما إذا كان نابعًا من وعي بنيوي سردي، أم استجابة لمتطلبات السوق والتلقي المعاصر. ذاك يعني أننا أمام جماليات التجزئة السردية بين الرواية والدراما والسينما: فهل ثمة وعيٌ بالتقسيم أم استجابة للعصر المتسارع؟
الرواية المقسّمة إلى أجزاء، المسلسل الممتد على مواسم، والسلسلة السينمائية المكونة من عدة أفلام، كلها تشترك في ما يمكن تسميته بـ "طيف السرد متعدد المحاور". في حين يتبع المسلسل منطقًا تصاعديًا موسميًا، وغالبًا ما يُختتم كل موسم بنهاية معلّقة، فإن الفيلم السينمائي يعمل على تقديم نهاية جزئية أو حبكة شبه مكتملة ضمن كل جزء. أما الرواية، فإنها غالبًا ما تسعى إلى بناء معماري متكامل يمتد في الزمن ويمنح القارئ فسحة للتأمل والاستبطان، مع احتفاظها أحيانًا ببنية سردية مستقلة لكل جزء.
تختلف طبيعة العلاقة بين العمل الفني والمتلقي بحسب الوسيط المستخدم. فبينما توفر المسلسلات تجربة تلقٍّ تفاعلية وفورية، يغلب على السينما طابع الصدمة السردية والتكثيف الدرامي، في حين تمنح الرواية القارئ فرصة لتشكيل علاقة تأملية طويلة الأمد مع النص، تتسم بإعادة التفسير والعودة إلى التفاصيل.
هنا، كل وسيط يستخدم أدواته السردية بخصوصية شديدة: ففي المسلسل: الحوار غالبًا مباشر ومتكرر، الزمن غير خطي، وتطور الشخصيات موسمي ومتدرج. وفي الفيلم السينمائي: الزمن مكثف، تطور الشخصية موجه، والاستعادة الزمنية تتم عبر لقطات مدروسة. بينما في الرواية: اللغة أكثر استبطانًا، والزمن مفتوح ومتعدد الطبقات.
من يتحكم في قرار التجزئة هذا؟
يبدو أن دوافع التجزئة تختلف بين هذه الوسائط: في المسلسلات، الغلبة لقرارات السوق والإنتاج. في السينما، هناك توازن نسبي بين الرؤية الفنية ومتطلبات الجمهور. في الرواية، يحتفظ المؤلف عادةً بهامش كبير من الحرية في اتخاذ قرار التجزئة، رغم أن بعض دور النشر تؤثر في ذلك أحيانًا.
إن التجزئة السردية ليست خيارًا تقنيًا فحسب، بل هي رؤية جمالية لعلاقة النص بالزمن، ولطريقة تحققه في الوعي الجمالي للجمهور. فالمسلسل يخلق إدمانًا سرديًا، والفيلم يراهن على الصدمة والتكثيف، أما الرواية، فتنسج طبقات من المعنى عبر استدامة التأمل.
وختامًا، لعل السؤال الذي يجب أن يظل مفتوحًا هو: هل التجزئة فعل جمالي متعمد؟ أم أنها مجرد استجابة لانكسارات الزمن المعاصر وتغيرات الذائقة؟ أم هي وعي سردي جديد يعيد تشكيل مفهوم الكلية والوحدة الفنية نفسها؟
هذا السؤال، ربما، هو ما يجعل من التجزئة السردية أفقًا نقديًا مستقبليًا يستحق التأمل والتقصي.
وفي جميع الأحوال، لابد من شكر صديقي الناقد التونسي عبد الجليل حمودي على ما أثاره ويثيره من سؤال وتسآل، بخصوص السرد وفنونه.

(3)
وفيما يلي ثبت بالسرود المجزأة، عالميا وعربيا (على سبيل المثال وليس الحصر، وتبقى القائمة معرضة للاضافة والتحيين):
# 1. في الادب العالمي:/
📚 ثنائية روائية في جزئين (Duology)
أمثلة بارزة:
Penryn & the End of Days لـ Susan Ee: Angelfall (2011) وWorld After (2013) .
ثلاثية روائية (Trilogy)
Millennium من تأليف Stieg Larsson:
1. The Girl with the Dragon Tattoo (2005)
2. **... Who Played with Fire** (2006)
3. **... Who Kicked the Hornets Nest** (2007) .
Farseer Trilogy لـ Robin Hobb:
Assassin s Apprentice (1995)
Royal Assassin (1996)
Assassin’s Quest (1997) .
أربعة أجزاء (Tetralogy) أو Quadrilogy
الرباعية الإسكندرية لورانس دوريل مترجمة للعربية
Alexandria Quartet لـ Lawrence Durrell (أربع روايات) .
The Inheritance Cycle (أصلًا ثلاثية أصبحت رباعية) لـ Christopher Paolini:
Eragon (2003)، Eldest (2005)، Brisingr (2008)، Inheritance (2011) .
Neverwinter Saga لـ R. A. Salvatore (4 كتب: 2010–2013) .
خمسة أجزاء (Pentalogy)
The Chronicles of Prydain (Lloyd Alexander) .
The Belgariad (David Eddings) .
Percy Jackson & the Olympians (Rick Riordan) .
ستة أجزاء (Hexalogy)
مثال: Kushiel s Legacy لـ Jacqueline Carey:
1. Kushiel’s Dart
2. Kushiel’s Chosen
3. Kushiel’s Avatar
4. Kushiel’s Scion
5. Kushiel’s Justice
6. Kushiel’s Mercy .
سبعة أجزاء (Heptalogy)
مثال شهير: هاري بوتر، جي كي رولينغ، سبعة أجزاء
Harry Potter لـ J.K. Rowling (1997–2007)
ثمانية أجزاء (Octalogy)
أمثلة ممكنة تشمل امتدادات مثل Harry Potter (النشر الإلكتروني) أو سلسلة Star Wars موسعة، وإن لم يرد جزءٌ مؤلف يُعدُّ رسميًا حتى الآن.
تسعة أجزاء (Ennealogy)
أمثلة قليلة ونادرة، لكن غالبًا تستخدم فقط لوصف سلسلة بثمانية أو تسعة أجزاء مثل بعض أعمال الأنمي/ المانغا أو الأدب الشعبي الواسع.
عشرة أجزاء فما أكثر Decalogy
Hendecalogy ( جزء11)
Dodecalogy ( جزء 12)
تستخدم لوصف سلاسل ضخمة، خصوصًا أدب الجينكي سبا، قصص الخيال الطويلة، أو الأعمال المتلاحقة (مثال: روايات مصورة أو حلقات أدبية موسعة).
🧭
# 2. في الأدب العربي:/
(ثنائيات): شرق المتوسّط ، الآن هنا أو شرق المتوسّط مرّة أخرى، عبد الرحمن منيف .
(ثلاثيات):
الثلاثية القاهرية (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) نجيب محفوظ.
ثلاثية أحلام مستغانمي: ذاكرة الجسد فوضى الحواس عابر سرير.
ثلاثية غرناطة (غرناطة ، الرحيل) رضوى عاشور .
ثلاثية أرض السواد، عبد الرحمن منيف 1999 (نُشرت الأجزاء معًا).
ثلاثية الجنوب (غمسيس، نوال، التعسف) حكمت الحاج وعواطف محجوب. كتابة تشاركية.
ثلاثية حنا مينا (المرفأ البعيد، حكاية بحار، الدقل).
(رباعيات):
رباعية إبراهيم الكوني (الخسوف، البئر، نداء الوقواق)
(خماسيات):
مدن الملح (التيه → بادية الظلمات) عبد الرحمن منيف .
(سداسيات):
بساتين عربستان (بساتين عربستان → عرين الأسد) أسامة المسلم .
(سباعيات) :
إحداثيّات زمن العزلة (الشمس في برج الحوت → العصف) إسماعيل فهد إسماعيل.
(ثمانيات، أو أوكتالوجيّات):
لا توجد سلسلة روائية عربية مكتملة بثمانية أجزاء محدَّدة حتى الآن؛ الأعداد إمّا تتوقّف عند سبعة أو تقفز إلى تسعة وما بعدها.
(تساعيات): فما أكثر/
سلسلة ما وراء الطبيعة – 80 عددًا أحمد خالد توفيق
سلسلة فانتازيا – 64 عددًا أحمد خالد توفيق
الملهاة الفلسطينية (مشروع يُخطَّط له الروائي إبراهيم نصر الله في ثلاثة عشر جزءا).
# يجب ان نلاحظ هنا كخلاصة، أن الثلاثية الروائية هو الشكل الأكثر إقبالا عليه من الكتاب العرب، وهذا موضوع يستحق لوحده مناقشته والتداول فيه.

4. # ملحق:/ حالة نجيب محفوظ وثلاثيته الروائية وجائزة نوبل..
نشر الناقد التونسي عبد الجليل حمودي Hammoudi Abdeljelil على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبووك يوم 13 حزيران جوان 2025، منشورا جاء فيه ما نصه: "موضوع للنقاش: لا وجود لروائي عربي عدا نجيب محفوظ استطاع أن يكتب ثلاثيّة أو أكثر وحافظ على النفَس الروائي (نفس الزخم الأسلوبي والحكائي) من أوّل جزء إلى آخر جزء".
وواضح هنا أن ناقدنا يثير التساؤل عبر منظومتين نقديتين مختلفتين لكن ربما متوازيتين، فعبر نظرة عتباتية (تخص نقد العتبات) أشار إلى موضوع تقسيم العمل الروائي الى عدة أجزاء، وعبر نظرة تحليلية سردية أشار عبد الجليل إلى "النفس الروائي" و"الزخم الأسلوبي والحكائي"، وركز في حديثه المتسائل هذا على عمل روائي عربي محدد، ألا وهو "الثلاثية القاهرية" أو ما يعرف "ثلاثية نجيب محفوظ".
وقبل أن أدرج تعقيبي على المنشور المهم الآنف الذكر لصديقي عبد الجليل حمودي، في مقال لي تجدونه أدناه، أدعوه فيما أدعو، إلى التعاون معي في سبيل وضع جردة مدققة للاعمال السردية العربية التي صدرت في جزئين فما أزيد، وذلك خدمة للنقاش نفسه، وخدمة للباحثين الذين سيلجون الميدان في تقصي الرواية العربية التي تظهر في أكثر من كتاب.
أدعوه كذلك للاستماع إلى ادعائي بأنني بحثت فلم أجد أية وثيقة تزعم ان نجيب محفوظ نفسه، وناشره الأول الذي نشر الروايات الثلاث (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) قد أشار الى أننا كقراء أمام ثلاثية روائية. وبقية ادعائي وزعمي هو ان لجنة جائزة نوبل التي منحت له عام 1988 ربما كانت هي المسؤولة، مع تداعياتها الإعلامية العربية تحديدا، عن وضع توصيف "الثلاثية" على روايات نجيب محفوظ الثلاث المعروفة.
** مشكلة نوبل وقرار الجائزة:
- الروايات المذكورة في بيان اللجنة المانحة لجائزة نوبل للآداب لعام 1988 هي:
- زقاق المدق
- الثلاثية
- أولاد حارتنا
- ثرثرة فوق النيل.
* لقد تم منح نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب في عام 1988 تقديرًا لأعماله الأدبية الغنية بالتفاصيل، والتي شكلت فنًا سرديًا عربيًا ينطبق على البشرية جمعاء. تم ذكر عدة روايات في بيان اللجنة المانحة، وهي الأعمال التي أبرزت إسهاماته الأدبية.
- زقاق المدق: رواية تصف حياة مجموعة متنوعة من الأشخاص في القاهرة بأسلوب واقعي نفسي.
- الثلاثية: عمل أوتوبيوغرافي يركز على عائلة من الثلاثينيات إلى الأربعينيات، يعكس الظروف الاجتماعية والسياسية.
- أولاد حارتنا: تتناول بحث الإنسان عن القيم الروحية، وكانت محظورة في مصر لكن نُشرت في مكان آخر.
- ثرثرة فوق النيل: رواية تحتوي على حوارات ميتافيزيقية، تعكس المناخ الفكري، ولم تُترجم بعد إلى الإنجليزية.
أما في البيان الصحفي الذي تلا إعلان الفوز بالجائزة، فقد تم ذكر أعمال أخرى لنجيب محفوظ، وهي:
- اللص والكلاب
- حضرة المحترم
- المرايا
يُشار إلى أن "الثلاثية" تتضمن ثلاث روايات هي: بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، لكنها ذُكرت كوحدة واحدة في البيان. كما تم ذكر (دنيا الله) في البيان، وهي في الحقيقة مجموعة قصص قصيرة وليست رواية.
بناءً على البيان الصحفي لجائزة نوبل للآداب لعام 1988، يمكن القول بثقة أن الروايات التي تم ذكرها في بيان اللجنة المانحة هي: زقاق المدق، الثلاثية، أولاد حارتنا، ثرثرة فوق النيل. ومثلت هذه الأعمال جانبًا مهمًا من إسهامات نجيب محفوظ الأدبية، وهي التي ساهمت في حصوله على الجائزة.

#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل