أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - ست قصائد للشاعرة دوروثي باركر مع تقديم















المزيد.....

ست قصائد للشاعرة دوروثي باركر مع تقديم


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


على أية حال، ربما أحببتك حتى الموت: دوروثي باركر شاعرة العشق والحنين والسخرية المرة..

نادرًا ما عُولجت قسوة الحياة، وكآبة الحب، والشوق إلى الموت، بمثل هذه السهولة والأناقة، كما نلحظ ذلك في شعر دوروثي باركر، الشاعرة الأمريكية التي توفيت عام -1967 تاركة خلفها إيقاعات شعرية مذهلة، حيث ترقص القصائد على أنغام عالم فتيات العشرينيات الشابات، بجرأة وصراحة نادرتين في الشعر عموما. الشمبانيا، العلاقات المفتوحة، الصيف المتعري، أفواج العشاق، أكاذيب الحياة - لا شيء يفلت من نظرة دوروثي باركر الثاقبة: نظرة قد تدمّع أو تظلم دون أن يتلاشى بريق عينيها.
فيما يلي، ترجمة لست قصائد مختارة من قصائد دوروثي باركر الأكثر شهرة والأكثر طلبا من القراء، عبر مجموعتها الشعرية الأولى Enough Rope (1926) (ترجمة هذا العنوان جد صعبة علي بكل صراحة!).
(1).
* تهويدة، أو أغنية المهد.. *
نامي أيتها السيدة الجميلة،
فالليل يطوّقكِ بانسياب وخفة شديدة
على جداول بلورية
تلفك عطور الليل، وظلمته تمسك بكِ
تحت ضوء النجوم الذي يطرّز طريق أحلامكِ
وكورال العنادل يغني بشغفٍ عاشق حالمٍ
فليتبارك هذا الهدوء بعد ضوضاء النهار
لعل ساعاتكِ الجميلة جميعها
أن تكون أحلامًا ساحرة
نامي أيتها السيدة الجميلة،
ما استطعتِ إلى ذلك سبيلًا
نامي أيتها السيدة الجميلة،
فالليل سيكون ساكنًا من أجلك
مفضّضا وصامتا، يراقب راحتكِ.
كل نسمة صغيرة، في شغفها، سوف
تهمس بألحانٍ قديمة ومباركة لك
هكذا في منتصف الليل تأسرنا السعادة
والصباح يأتي قاتما بدموع يومٍ جديد
سلّمي نفسكِ إلى صورٍ حالمة ساحرة
أيتها السيدة الجميلة نامي،
لعامين من الزمان مقبلين
نامي أيتها السيدة الجميلة،
فالعالم ينتظر الصباح معكِ،
وأنت الصبِيّة الذهبية النحيلة الصغيرة كالقمر.

* هامش المترجم:
لولابي، Lullaby ، التهويدة: الأغنية التي تقال لطفل المهد لكي ينام، هي الترجمة المقترحة من قاموس كامبريدج العربي الإنكليزي، والمقبولة لحد الآن من معظم المترجمين.

(2).
* سِيرة ذاتيّة.. *
حد الموسى موجع،
والنهرُ مبتلّ،
الأحماض تلطّخ،
والحبوب تُعتلّ.
السلاح محظور،
والحبلُ يخون،
والغاز نتنٌ...
فلتعِشْ، إذنْ.

* هامش المترجم :
هذه القصيدة القصيرة لدوروثي باركر واحدة من أشهر قصائدها السوداوية الساخرة. في سبعة أسطر فقط (ثمانية في ترجمتنا)، تسرد وسائل الانتحار المختلفة، لتصل في النهاية إلى سخرية مرة: "ربما من الأفضل لك أن تواصل العيش.". ورغم حسّها القاتم أحيانًا، ابتكرت مقولة لا تنسى في قصيدتها: "You might as well live." —

(3).
* صيف هندي.. *
في صباي، كان دأبي الدؤوب
أن أُرضي، وأُطري، وأغدو محبوبة
أن أتبدّلُ دومًا، مع كلّ علاقة غرام،
لأُرضي خيالات هذا، وخيالات ذاك..
لكنني الآن، وقد عرفتُ كل الذي
عرفته، واثقًة، لا أرتجي شيئا
أفعلُ ما أفعلُه، ولا أستحي،
وأنت إن لم تُحبّني أنت يا حبيب،
فيمكنك أن تذهب إلى الجحيم!

* هامش المترجم:
العنوان غالبا ما يُشير إلى دفءٍ مفاجئ بعد برودة. الصيف الهندي هو استعارة لحالة نضوج أو "صحوة" متأخرة في الحياة العاطفية. الأسلوب الشعري في القصيدة يعتمد على نغمة اعتراف متمرّدة، متنقلا من الخضوع إلى الاستقلالية ثم الحسم الصادم: اذهب الى الجحيم!

(4).
* تجربة..*
بعض الرجالِ يشطرون القلبَ شطرين،
بعضهم يبتسمُ، ويُمطرُكِ مديحًا ولينْ.
وبعضٌهم لا يراكِ أصلًا، ولا يُبالي بحضوركِ
وهذا يُنهي المسألة تماما،
وكأن لم يكن هناك شيءٌ على الإطلاق!

* هامش المترجم:
هذه القصيدة، رغم بساطتها الظاهرة، تحمل تلخيصًا ساخرًا عميقًا لتجارب النساء مع الرجال. في أربعة أسطر فقط (خمسة في ترجمتنا). يمزق، يمتدح، يتجاهل: ثلاثة أنماط سلوكية ذكورية متناقضة، لكنها كلها ناقصة أو جارحة، مما يجعل من الحب تجربة محبطة على نحو متساوٍ في كل الأحوال.

(5).
* رجال..*
ينادونكِ، نجمتَهم الفجرية،
لأنكِ تكونين على سجيّتكِ الحرّة
لكن إن بادلتِهم ذاك الشعور
راحوا يغيّرونكِ من الجذور
وما إن تصبحين في مأمنٍ بين أيديهم،
حتى يبدأ التغيير من كلّ الجهات.
يصبون اللعنات على مزاجك وطباعك
ويجعلونكِ شخصًا آخر — ببساطة!
لا يتركون خطاكِ تمضي كما تشاء،
يؤثّرون عليكِ، ويوجهون أدائكِ
وكلّ ما أحبّوه فيكِ في الأول
يُعيدون صياغته في الآخر،
ومن ثم يتركونكِ منهكةً، مريضةً، ضائعة.

* هامش المترجم:
هذه القصيدة نقد لاذع وساخر لما يفعله الرجال بالنساء بعد أن يُعجبوا بهن — فحب الرجال غالبا ما يبدأ بالمديح والتمجيد لينتهي بمحاولات الترويض والتغيير. في السطر الأخير يكمن بيت القصيد: "ويتركونكِ منهكةً، مريضةً، ضائعة"، حيث يتوضح التدرج النسائي من التعب الجسدي إلى الاغتراب الكامل.


(6).
* ملاحظة اجتماعية..*
سيدتي، إن صادفتِ يومًا
رجلاً هادئًا، يُخفي اللوم
يهمسُ أن زوجتهُ كانت نجمَ دربهِ،
وأنها وحدها كانت قلبَ قلبهِ،
وهو يُقسم، دون أن يرفّ له جفن،
أنه ما خان، ولا قلبُه انحرف،
وما أحبّ امرأةً سوى تلكَ الأولى...
فاركضي يا سيدتي، بكل ما فيكِ
اهربي، ولا تلتفتي وراءك أبدا!

* هامش المترجم:
ربما كان من الأفضل ترجمة البيت الشعري "Lady, lady, better run!" إلى "سيدتي، من الأفضل لك أن تهربي "بكامل كيانك" أو "بجميع جوارحك" — وكأنه مجاز تعبيري للدلالة على المحاكاة التهكمية في العبارة الإنكليزية، عن الركض بكل ما تملك المرأة من جسد وروح، هاربة من رجل مثل الذي وردت صفاته في القصيدة.

# دوروثي في سطور:
دوروثي باركر (1893 – 1967): شاعرة وناقدة أمريكية، تُعد من ألمع الأصوات الساخرة في الأدب الأمريكي في القرن العشرين. كانت عضوًا مؤسسًا في حلقة ألغونكوين المستديرة، وهي مجموعة من الكتاب والنقاد والممثلين الذين كانوا يجتمعون بانتظام في فندق ألغونكوين في مدينة نيويورك. تشمل أعمالها البارزة مجموعات شعرية مثل (Enough Rope) ومجموعات قصص قصيرة من أشهرها "القبلات المحرمة". كانت باركر أيضًا ناشطة في مجال الحقوق المدنية ومدافعة عن العدالة الاجتماعية. عُرفت بخفة ظلها اللاذع ومقولاتها المدوية في الصحافة والأدب والمجتمع النيويوركي الصاخب. كتبت دوروثي الشعر، والقصة القصيرة، والمقالة، وشاركت في كتابة سيناريوهات سينمائية في هوليوود، لكنها بقيت وفية لصوتها الأدبي الشخصي الذي جمع بين الحزن الباطني والسخرية القاتلة. عُرفت قصائدها بقصرها، وحدّتها، ولغتها البسيطة المحمّلة بالتهكم المرير، وخاصة في مواضيع الحب، الوحدة، والخذلان. ورغم شهرتها، عاشت دوروثي حياة عاطفية مضطربة، وكانت صريحة في تعبيرها عن الإحباط النسوي في زمنٍ لم يكن يرحب بتمرد النساء. لاحقًا، أصبحت ناشطة سياسية تقدمية، وارتبط اسمها بالقضايا العمالية والشيوعية والحقوق المدنية، وعانت كثيرا في فترة الهيمنة المكارثية على الثقافة والفنون في أمريكا. تُعد دوروثي باركر اليوم واحدة من أكثر الكاتبات الأمريكيات اقتباسًا وتمثيلا، ورمزًا للذكاء الأنثوي الساخر الذي يقاوم النسيان.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر 1-3
- يا تونس ويكأنك
- الفلسفة والشعر: أية علاقة (2)
- شِراك السرد ومرآة الهوية: العراق في أربع روايات عالمية
- هنالك نهران في السماء: العراق في رواية أليف شفق المرشحة لنوب ...
- ستة نصائح إلى كاتب شاب
- ليلى أبو العلا: حين تكتب الروح المهاجرة عن الروح المهاجرة
- تجزئة السرد ووعي التجزئة: في الأدبين، العالمي والعربي
- الغيمة.. قصيدة شيللي بترجمتها الكاملة
- الغيمة
- الشعر والفلسفة: أية علاقة
- -نزهات- ستاندال: يمنع دخول -روما- على كل من هب ودب..
- كعبُها عالٍ وقِدْحها مُعلَّى..
- كراس كوابيس أدورنو
- الظل والعاصفة
- بين ضجر الملوك ووجع الهزيمة
- جثة تفكر: قراءة فوكويّة في رواية نزار شقرون “أيام الفاطمي ال ...
- حينما يصبح الشعر نشيدا للإنسان، ونشدانا للحرية والانعتاق
- هوروسكوب
- أميلكار، هانيبال وقرطاج، في رواية تونسية جديدة..


المزيد.....




- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - ست قصائد للشاعرة دوروثي باركر مع تقديم