محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 21:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كالعادة سيكون اجتماع مجلس الأمن الدولي العاجل حول "ارض الصومال" مضيعة للوقت والجهد النفسي. فطالما أن اسرائيل هي من اعترف رسميا بهذا الكيان "اللقيط" فكلّ ما سيصدر عن مجلس الأمن الموقّر هو عبارة عن كلام فارغ يُضاف إلى مئات التقارير التي صدرت وكان موضوعها الرئيسي هو دويلة اسرائيل.
ومن جديد، وكالعادة ايضا، يحاول مجلس الأمن الدولي إثبات وجوده بعد أن عجز في حل أبسط المسائل على الساحة الدولية. حتى تلك المسائل البعيدة جدا عن الكيان الصهيوني. كالنزاع ببن تايلاند وكمبوديا مثلا. فانبرت إدارة "الديك الرومي" ترامب لتتوسط بين الطرفين وفق شروطها الخاصة.
وبما أن شريعة الغاب هي السائدة في العصر الامبريالي الراهن فليس غريبا أن تقوم واشنطن بإفشال اي مشروع أو قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي. وفيه تلميحات تخدش مشاعر وكبرياء حكام تل أبيب، وتزعجهم لبعض الوقت.
ان اعتراف الكيان الصهيوني بصومالي لاند ليس فعلا عبثيا أو إجراء عفويا. بل إن له دوافع وإبعاد كثيرة قد لا يدركها معظم الحكام العرب. فمساعي دويلة اسرائيل لا تتوقف ابدا عن تضييق الخناق على مصر. وانشاء قواعد عسكرية لها في مناطق ليست بعيدة عن ام الدنيا. فبعد سد النهضة في اثيوبيا جاء اليوم دور كيان "صومالي لاند". التي ستتحول عاجلا أو آجلا الى محمية اسرائيلية وقاعدة عسكرية تحت تحت تصرف الكيان الصهيوني في الوقت المناسب.
أن مصر بالنسبة لدويلة اسرائيل هي العقبة الكأداء في طريق المشروع الصهيوني الأكبر في المنطقة. وبما أن مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى فقدانه للمصداقية والتاثير منذ سنوات، يبقى رهينة بيد واشنطن التي تمسك بيدها سلاح الفينو (حق النقض) وتلوّح به في وجه كل من فكّر وطالب بإنصاف المظلومين وضحايا الكيان الصهيوني. وعليه فان مجلس الأمن الدولي سوف يخرج علينا ببيان خفيف اللهجة وخالي من المعنى وغير ملزم يطالب فيه (بلغة المكسورة عينه) حكام تل أبيب باحترام وحده الأراضي الصومالية. ولا شيء آخر. وسوف يتم وضعه على رفوف مكتب الأمانة العامة مع مئات القرارات والبيانات التي صدرت بحق دويلة اسرائيل. وغطاها الغبار والنسيان والاهمال...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟