أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - في الفرق بين تربية الأصلاء والفضلاء وتربية بيوت الرذيلة














المزيد.....

في الفرق بين تربية الأصلاء والفضلاء وتربية بيوت الرذيلة


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 03:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أوحى لنا بهذا العنوان ما راج، بشكل واسع، في الجزائر عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهو كله مليء بالحقد والضغينة وعبارات التشفي والشماتة في المغاربة إثر فاجعة مدينة آسفي. وليس هذا فقط؛ فقد رفعوا من متمنياتهم الخبيثة ورددوا أدعية بالسوء والشر على المغرب والمغاربة، ويدعون الإسلام. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على طبيعة التنشئة الاجتماعية الفاسدة في جارتنا الشرقية؛ كما يدل على نوع التربية التي لقنها النظام الجزائري بواجهتيه المدنية والعسكرية، إلى الأجيال المتعاقبة منذ 1962 إلى نهاية 2025.
وكنا نود أن نقف عند هذا الموضوع لتبيان الفرق الشاسع في التنشئة الاجتماعية والتربوية والأخلاقية بين المغرب والجزائر. لكن احتضان بلادنا لبطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، أبرز لنا وجها آخر من هذه التنشئة، فوجدنا أنفسنا أمام مناسبة، والمناسبة شرط، كما يقول الفقهاء، تحتم علينا تأجيل الحديث عن "أخلاق" التشفي والشماتة إلى وقت لاحق والاهتمام بالآني أو المستجد الحالي بمناسبة النسخة الخامسة والثلاثين لبطولة أمم إفريقيا لكرة القدم..
والمقصود، هنا، ليست البطولة في حد ذاتها بل سلوك البلد المنظم (المغرب) والبعثات الرياضية الأربع والعشرين التي حلت بترابه. ومن المعروف عن المغرب أنه بلد مضياف وبلد حضارة؛ والمغاربة معروفون بالكرم وحسن الضيافة والترحاب. وتجسيدا لهذا العرف وهذه التقاليد الجميلة، أعدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبدون شك بتنسيق مع السلطات المحلية، برنامجا خاصا باستقبال البعثات الأفريقية في مطارات المدن الست التي ستجري فيها المباريات الإقصائية بين فرق المجموعات الست. وأول شيء يسترعي الانتباه، هو جودة وفخامة وسائل النقل الموضوعة رهن إشارة البعثات الرياضية؛ ونفس الشيء بالنسبة لظروف الإقامة، حيث خُصص لكل بعثة فندق من الطراز العالي. أما عن جودة الملاعب، فحدث ولا حرج.
ومن الملاحظ أن كل البعثات، إلا بعثة واحدة، قد انبهرت بالاستقبال الرائع الذي خُصص لكل واحدة منها. والكل كان مسرورا وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء على حسن الاستقبال وعلى كرم الضيافة وعلى التنظيم الجيد وروعة الجلسة الافتتاحية، إلا بعثة الجزائر، برئاسة السيد وليد صادي وزير الرياضة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فقد ظلت وفية لأخلاق الزريبة وملتزمة بتوجهات النظام العسكري، القاضية بإظهار الغل والحقد والعداء تجاه كل ما هو مغربي. وهكذا، نجح النظام البغيض في جعل جزء كبير من مكونات الشعب الجزائري، مريضا بعقدة المغرب. وصدق من وصف الجزائر بالمارستان.
وقد بدأت حكاية البعثة الجزائرية في الحافلة الخاصة بها (ونحن على يقين بأن مثل هذه الحافلة لن تحلم بها بلاد الزريبة)، لما صعد إليها السائق وحياهم بتحية الإسلام، فلم يردها عليه أحد لا بأحسن منها ولا بمثلها، كما راج في مقاطع فيديو في اليوتيوب وفي شبكات التواصل الاجتماعي. ولما وصلوا إلى الفندق (وهو مصنف خمس نجوم) بمدينة الأنوار، الرباط، عاصمة المملكة المغربية، القريب من ملعب مولاي الحسن المخصص لمباريات الفريق الجزائري، تجاهل أعضاء الوفد حفل الاستقبال المنظم على شرفهم، فأبانوا بأنهم بدون شرف وبدون أخلاق. بعد ذلك، خرج شخص اسمه كمال مهوي المعروف بعدائه للمغرب ككل أبواق النظام وأتباعه، لينقل الأجواء إلى القناة التي يشتغل فيها (ولعلها النهار أو الشروق)، فقدم صورة مغايرة تماما للواقع، حيث وصف الفندق المصنف خمس نجوم بالعادي ووصف محيطه والبنيات التحتية في العاصمة بالعادية كذلك، ونفس الشيء بالنسبة للملاعب، واعتبر البطولة نفسها عادية كالتي نظمت سابقا في دول إفريقية أخرى. وقد أضاف الجمهور الجزائري لمسة خاصة على "التميز" أو الاستثناء الذي انفردت به البعثة الجزائرية، حيث ساهم في هذا التميز البليد وليد صادي لما رمى التذاكر على الجمهور أمام الفندق، فوقع التدافع على التذاكر وحصلت فوضى كبيرة. وهذه الواقعة تكذب كل ما قيل عن نفاذ التذاكر؛ ويبدو أن الاتحادية الجزائرية هي التي سحبت التذاكر ودفعت بأبواق الإعلام الرياضي وغير الرياضي لاتهام المغرب بحرمان الجمهور الجزائري من تشجيع فريقه. ودخول الجمهور إلى الملعب لم يحترم مطلقا المنظمين وأحدث فوضى كبيرة لم تحدث في أي ملعب آخر. لقد قفز العديد منهم كالقردة على السياج الموضوع في جنبات المدخل إلى الملعب.
خلاصة القول، لقد شكلت الجزائر، ببعثتها الرياضية وجمهورها، نقطة سوداء في البطولة الأفريقية بشهادة حتى بعض الجزائريين أنفيهم والذين غاظهم ما وقع. لكن هذا السواد مجرد نقطة في بحر أمام إشادة رئيس الفيفا ورئيس الكاف وإشادة صحف عالمية بالجلسة الافتتاحية والتنظيم الجيد والبنيات الرياضية الفخمة والأمن وغير ذلك من الإيجابيات التي أحرقت دم الجزائريين الحاقدين عن المغرب، وفتحت أعين جزائريين آخرين كانوا ضحايا دعاية النظام العسكري وذبابه الإليكتروني وإعلام "الزيكو" (إعلام المجاري) .



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج من الغباء الجزائري: ثالثا (غباء النخب)
- نماذج من الغباء الجزائري: غباء الإعلام، الجزء الثاني
- نماذج من الغباء الجزائري: ثانيا غباء الإعلام
- نماذج من الغباء الجزائري: أولا غباء النظام
- نجاح المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي خيب آمال ال ...
- في الجزائر خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إص ...
- المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب وا ...
- في خاطر خونة الداخل، تجار القضية وأبواق إيران
- تتمة اللمحة التاريخية عن الأزمات الداخلية لحزب القوات الشعبي ...
- لمحة تاريخية سريعة عن الأزمات الداخلية للاتحاد الاشتراكي للق ...
- على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي ...
- لا يوجد في العالم إعلام بقذارة وحقارة الإعلام الجزائري
- الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة
- تجار القضية الفلسطينية في المغرب وخدمة الأجندات الأجنبية
- إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير


المزيد.....




- ترامب يؤجّج الجدل بملف جيفري إبستين ويدعو إلى -فضح- الديموقر ...
- ثلاث دول توافق على إرسال قوات إلى غزة.. هل تنضم روسيا إلى ال ...
- أمم إفريقيا: تونس تنهزم بصعوبة أمام نيجيريا
- النيجر تعلن التعبئة العامة ضد الجماعات المسلحة
- بوتين يتوعد زيلينسكي والجيش الروسي يعلن توسيع سيطرته بأوكران ...
- مصر تختتم جولة إعادة في -دوائر ملغاة- بالانتخابات البرلمانية ...
- منخفض جوي جديد والنداءات تتكرر لإدخال المساعدات
- محللون: هذا ما سيناقشه نتنياهو خلال لقائه المرتقب مع ترامب
- مسار وخريطة السيطرة الحالية في اليمن
- إسرائيل -تسخر- من رفض الخارجية الفلسطينية -الاعتراف بصومالي ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - في الفرق بين تربية الأصلاء والفضلاء وتربية بيوت الرذيلة