أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - نماذج من الغباء الجزائري: ثالثا (غباء النخب)














المزيد.....

نماذج من الغباء الجزائري: ثالثا (غباء النخب)


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الجزائر، في عهد عبد المجيد تبون وسعيد شنقريحة، قد فرغت من النخب بشكل يكاد يكون كليا. وسواء تعلق الأمر بالسياسة أو الديبلوماسية أو الاقتصاد أو الإعلام أو الفكر والثقافة أو غير ذلك من المجالات، فإن الجزائر تعرف فراغا مهولا وكسادا خطيرا في كل هذه المجالات، فيما يخص النخب. وبمعنى أخر، فلن تجد في المجالات التي ذكرناها، طاقات تستحق أن تصنف في خانة النخب بالمعنى المعجمي والمفهوم الاصطلاحي المتعارف عليه.
فالجزائر "الجديدة" (جزائر تبون وشنقريحة) تتمثل جِدتها في الخصاص المهول الذي تعرفه البلاد في رجال الدولة والنخب بكل أصنافها. لقد أفرغ النظام البلاد من النخب الحقيقية وقرب إليه الأغبياء والعُبط المؤهلين للانبطاح ولعب الأدوار الخبيثة المطلوبة منهم، من قبيل ترويج الأكاذيب والإعلاء من شأن الجهلة والفارغين فكريا وثقافيا والمنحطين أخلاقيا.
وأهم خصلة مطلوبة في أتباع النظام وأبواقه، هو الكره للمغرب والحقد عليه (مع الاجتهاد في الافتراء عليه والعمل على سرقة تراثه بكل السبل)، وغير ذلك من الصفات القبيحة والخسيسة، والتي لا تتوفر إلا في أقوام ناقصي العقل والإيمان، منعدمي الأخلاق والضمير، فاقدي مواصفات الإنسان السوي؛ فهمهم الوحيد ليس العمل على تفدم بلادهم وتغييرها نحول الأفضل، بل العمل على عرقلة تقدم جيرانهم؛ وذلك، بافتعال مشاكل داخلية لهؤلاء الجيران. وبسبب هذه التصرفات الرعناء، فإن الجزائر تعاني من عزلة قاتلة، وحدودها في أغلبها مشتعلة بسبب العقلية المتحجرة والمتعجرفة للنظام الغبي بواجهتيه المدنية والعسكرية.
ومن هم بهذه العقلية، لن يكونوا أبدا على الطريق المستقيم، ولن يوفقهم الله في مساعيهم الخبيثة، ولن يكونوا عند الله عز وجل إلا مبغوضين ومنبوذين؛ وعند السواد الأعظم من الناس، لن يكونوا إلا في مرتبة حثالة البشر. وهذا هو واقع حال النظام الجزائري وأنصاره مع أغلب جيرانهم، بمن فيهم من هم في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط (إسبانيا، فرنسا، إيطاليا...).
وعلى كل، فبسبب كل ما ذكرنا أعلاه، فالجزائر أفلست ديبلوماسيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا... وهي الآن على حافة الانهيار. والغباء لا بد وأن ينتج مثل هذا الواقع، الذي نبهنا إليه أكثر من مرة في مقالات متعددة ورسالات مفتوحة إلى القائمين على شئون الشعب الجزائري الذي يعاني الإمرين بسبب تحكم العسكر في كل شيء. فالشعب مهدد بالمجاعة؛ إذ النظام عاجز عن توفير المواد الغذائية الأساسية لهذا الشعب الذي يعاني من الخصاص في كل شيء، حتى في المحروقات التي تنتجها بلاده.
وبما أننا نتحدث عن النموذج الثالث من الغباء الجزائري؛ ألا وهو غباء "النخب"، فمن الواجب تقديم بعض الأمثلة. فالنخبة التي تؤمن بجهاد اللقلاق وتروج له، وجهاد الصخرة، وجهاد الشجرة وهَلُمَّ جراً من الجهالات والحماقات التي أوصلت عدد "الشهداء" إلى عدة ملايين، بينما المؤرخون يتحدثون عن عشرات أو مآت الآلاف على أقصى تقدير. وهذه هي "النخب" التي يعتمد عليها النظام العسكري للدفاع عن الجزائر وعن صورتها في الإعلام الداخلي والخارجي. فمن حقنا، منطقيا وواقعيا، أن نصفها بالغباء والجهل والفراغ وجل أنواع النقائص الموجودة في أبواق النظام العسكري، والتي (أي النقائص) لا توجد عند النخب الحقيقية. فمع تبون وشنقريحة، أصبح تقني البيطرة مؤرخا "موثوقا" لدى سكان قصر المرادية، وبنقرينة زعيما سياسيا مقربا من النظام، وبونيف بوقا ومدافعا شرسا عن الغباء والجهل، وغير هؤلاء كثر.
ومن المفارقات العجيبة، أن يظهر في الواجهة الإعلامية، أساتذة جامعيون يدرسون العلاقات الدولية، لا يختلفون في عقليتهم وخطاباتهم عن بونيف وبنقرينة ودومير. كما أن طريقتهم في النقاش والحوار لا تختلف عن نقاشات الذباب الإليكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي، من حيث الزعيق والنعيق (يحضرنا، هنا على سبيل المثال، اسم إسماعيل خلف الله).
تجدر الإشارة إلى أن في المراحل السابقة (أي قبل مرحلة تبون وشنقريحة)، كانت هناك نخب حقيقية، وكان لها وزنها وهيبتها، سواء في المجال السياسي أو الديبلوماسي أو الفكري والثقافي أو غيره من المجالات. كما أن الجزائر لم تكن بهذا التردي وهذا التأخر والانحطاط في كل شيء، حتى أصبحت "لا وزن، لا هبة، مواقف"، كما قال "سيرجي لبروف"، وزير خارجية روسيا. ولم يكن الجزائري، قبل عهد تبون وشنقريحة، يقضي ساعات طوال في الطابور لعله يحصل على شيء من المواد الغذائية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
ويبدو أن الوضع قد بدأ في التردي على عهد عبد العزيز بوتفليقة خلال ولايته الرابعة التي أنهاها على كرسي متحرك، وظل رئيسا صوريا، بينما أخوه كان هو الرئيس الفعلي. ولما انتهت الولاية الرابعة، دفع به النظام العسكري للترشح لولاية خامسة رغم ظروفه الصحية الصعبة، فانتفض الشعب الجزائري، وأرغم بوتفليقة على الاستقالة، واستمر في حراكه السلمي، رافعا شعار "دولة مدنية ماشي عسكرية". هذا الحراك الشعبي السلمي لم يتوقف إلا بسبب جائحة كورونا؛ وهو ما فسح المجال أمام العسكر للدفع بدميتهم تبون إلى الترشح لرئاسة الجمهورية. ومع تبون وشنقريحة، ستغرق البلاد في بحر من المشاكل، أهمها الخصاص في رجال الدولة والنخب، بعدما ألقوا بأغلب من كان قبلهم في غياهب السجون.
ونختم هذا المقال المتواضع بالإحالة على مقال لنا بعنوان "في الجزائر، خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إصلاحها؟"، والأنسب " فهل من أمل في إصلاح هذا الوضع؟" (نشر في "العمق المغربي"، موقع إليكتروني، بتاريخ 10 نونبر 2025).
مكناس في 21 دجنبر 2025



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج من الغباء الجزائري: غباء الإعلام، الجزء الثاني
- نماذج من الغباء الجزائري: ثانيا غباء الإعلام
- نماذج من الغباء الجزائري: أولا غباء النظام
- نجاح المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي خيب آمال ال ...
- في الجزائر خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إص ...
- المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب وا ...
- في خاطر خونة الداخل، تجار القضية وأبواق إيران
- تتمة اللمحة التاريخية عن الأزمات الداخلية لحزب القوات الشعبي ...
- لمحة تاريخية سريعة عن الأزمات الداخلية للاتحاد الاشتراكي للق ...
- على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي ...
- لا يوجد في العالم إعلام بقذارة وحقارة الإعلام الجزائري
- الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة
- تجار القضية الفلسطينية في المغرب وخدمة الأجندات الأجنبية
- إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير
- عبد الابه بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار


المزيد.....




- رجل نصب فخًا لإخراج دب من تحت منزله.. ليجذب دبًا آخر ويضع نف ...
- بوتين يخوض -حرب إرباك- ضد الغرب – مقال في الصنداي تايمز
- بوتين -مستعد للحوار- مع ماكرون.. والكرملين ينفي اجتماعًا ثلا ...
- أردوغان والأكراد: سياسة الجزرة والعصا؟
- الابتزاز الإلكتروني .. جريمة تودي بحياة عراقيات فأين القانون ...
- مكافأة ضخمة .. من حاول اغتيال زعيم العشيرة الكردية في برلين؟ ...
- المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يقر إقامة 19 مستوطنة جديدة ...
- براتب مليون دولار يوميا.. كم سنة تحتاج لتصل إلى ثروة إيلون م ...
- احتجاجات في بلغاريا إثر إقالة مذيعة تلفزيونية
- ?الإفراط في شرب مشروبات الطاقة يهددك بالسكتة الدماغية


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - نماذج من الغباء الجزائري: ثالثا (غباء النخب)