أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة














المزيد.....

الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام السياسي، بكل تنظيماته، نادرا ما يهتم بالقضايا الوطنية، وأساسا المصالح العليا للوطن؛ لكن بعضا من هذه التنظيمات لا تجد حرجا في إعلان مواقف معادية للمؤسسات السيادية في الوطن وتجتهد في النيل منها. وبهذا، فهي تقدم خدمة مجانية (ما لم يكن هناك مقابل ما) لأعداء الوطن، سواء كانوا أفرادا وجماعات أو كانوا دولا وكيانات لا تريد الخير لهذه البلاد. وفي الغالب، تنظيمات الإسلام السياسي يكون ولاؤها ليس للوطن، بل لجهة أو جهات خارجية. ومن المعروف عن ٍ الإسلام السياسي أنه لا يؤمن بالوطنيات وبالحدود القطرية، ويزعم أنه يعمل على توحيد الأمة الإسلامية تحت راية الخلافة.
ومن التنظيمات التي يمكن تقديمها كمثال في هذا الشأن، "جماعة الإخوان المسلمين" التي نشأت في مصر عام 1928 كجماعة دعوية، قبل أن تصبح تنظيما سياسيا عالميا ينشط في الدول العربية والإسلامية وفي أوروبا وأمريكا، لدرجة أن أغلب تنظيمات الإسلام السياسي تدين بالولاء لهذا التنظيم، إن فكريا وعقديا أو سياسيا وتنظيميا. ومعروف عن تنظيم الإخوان أنه يستعمل التقية على طريقة الروافض الشيعية. ويوجد توافق فكري وإيديولوجي بين الإخوان المسلمين والشيعة، ويشتركون في الأهداف والأفكار الهدامة رغم ما بينهما من فوارق عقدية.
وبما أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين مهووس بالخلافة، فمن حقنا أن نصفه بالحالم وننبهه بأن الحديث عن الخلافة، في سياقنا الحالي، هو حديث هلامي وحنين لزمان ولَّى. فواقع الحال يجعل من هذا الحلم مجرد سراب في عالم إسلامي يتكون من أكثر من خمسين دولة. فهل الحالمون بالخلافة يستحضرون هذا الواقع أم أن تفكيرهم الجامد والمُحنَّط صار لا يميز بين الممكن والمستحيل؟ فعدد الدول المنتمية لمنظمة التعاون الإسلامي 57 دولة أو يزيد. والحديث عن خمسين أو ستين دولة، فهذا يعني أن الأمر يتعلق بخمسين أو ستين شعب وأمة وخمسين أو ستين مجتمع ونظام سياسي.
وتُبرز الخارطة السياسية في العالم الإسلامي أن الأنظمة تنقسم إلى ملكيات وشبه ملكيات وجمهوريات؛ وبين الملكيات، هناك من هي دستورية برلمانية ديمقراطية ذات تعددية حزبية ومن هي تنفيذية خالصة لا يوجد فيها أحزاب سياسية ولا يسمح فيها بالمعارضة. أما الجمهوريات فتنقسم إلى أنظمة شمولية ذات الحزب الواحد، والتي غالبا ما تنحو نحو توريث الحكم (الرئيس يسلم السلطة لابنه؛ سوريا الأسد على سبيل المثال)؛ وهناك أنظمة يتحكم فيها الجيش وتسمى بالأنظمة العسكرية؛ والصنف الثالث من الأنظمة الجمهورية، هو ذاك الذي يتبنى الديمفراطية إما كشعار للاستهلاك الداخلي وإما كخيار فكري وسياسي يسعى لتحقيق مفهوم دولة المؤسسات والقانون.
أمام هذا الخليط وهذا الواقع المعقد، يبقى الحلم بالخلافة الإسلامية، سواء من قبل الإخوان المسلمين أو من غيرهم من الحركات الدينية، مجرد أحلام يقظة. وعلى كل، فالأحزاب المحسوبة على الإسلام السياسي، عند وصولها إلى السلطة، غالبا ما تفشل في تدبير الشأن العام، إلا فيما ندر. ويمكن أن نستشهد على هذا الفشل، في العالم العربي، بمصر والمغرب الذين تولى فيهما الإسلام السياسي أمر تدبير الشأن العام بعد ما سمي بـ"الربيع العربي". ولن ندخل في التفاصيل لأن المقام لا يسمح بذلك. وبالنسبة للعالم الإسلامي غير العربي، يوجد بلد واحد نجح فيه حزب إسلامي، هو حزب العدالة والتنمية التركي. لقد نجح الحزب المذكور، بفضل عقليته البرجماتية واختياره للواقعية بدل الطوباوية والرومنسية السياسية، نجح في تطوير البنيات التحتية وجعل البلاد متقدمة اقتصاديا واجتماعيا وصناعيا وسياحيا...
خلاصة القول، الإسلام السياسي الحالم بالخلافة لا يهتم بقضايا التنمية وبالعدالة الاجتماعية والمجالية؛ ولا تهمه قضايا حقوق الإنسان ودمقرطة الحياة السياسية والنضال من أجل دولة القانون والمؤسسات؛ ولا تعنيه مكانة البلد بين البلدان في شيء. ما يشغله هو الاستلاء على السلطة بأية وسيلة كانت (الانقلاب، التمرد، العصيان المدني، الثورة وحتى الانتخابات يمكن تجريبها كما حدث في مصر وفي المغرب). المهم لدى الإسلام السياسي، هو بلوغ الهدف الذي لا يعني شيئا آخر غير الاستحواذ على السلطة وتقويض ركائز الدولة.
مكناس في 31 غشت 2025



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار القضية الفلسطينية في المغرب وخدمة الأجندات الأجنبية
- إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير
- عبد الابه بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع، رئيس المكتب الوطني ...
- سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023
- في بلد عاش دائما تحت عباءة الاستعمار، فعلى أية قيم تمت تنشئة ...
- المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نمو ...
- أين اختفى مغاربة إيران؟
- كيف ستتعامل الجزائر الشمالية مع الجزائر الجنوبية في ضوء الوض ...
- إعلام الوضاعة والقذارة والحقارة
- الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء له طعم خاص ودلالة قوية
- مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإ ...
- حين يسقط التحليل في آفة التعميم
- إيران محور مقاومة أم محور مساومة؟؟؟
- استمراء العيش في الأوهام


المزيد.....




- بري يطرح الحوار تحت سقف استراتيجية الامن الوطنية
- سيارة تقتحم القنصلية الروسية في سيدني بأستراليا
- نيويورك تايمز: أميركا توسع قيود التأشيرات على الفلسطينيين
- الحوثيون يعتقلون 11 موظفاً أممياً، والأمين العام يطالب بالإف ...
- شاهد.. أسباب تراجع أداء برشلونة أمام رايو فاليكانو
- مقتل 9 في زلزال بقوة 6 درجات هز جنوب شرق أفغانستان
- -حلقة النار-.. جولة حرب جديدة قاسية بين إيران وإسرائبل
- نتنياهو يعطي -إشارة الانطلاق- لاجتياح مدينة غزة
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء في قصف للمستشفيات ونسف ل ...
- شاهد..هل استحق الأرسنال الخسارة أمام ليفربول؟


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة