أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - في الجزائر خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إصلاحها؟














المزيد.....

في الجزائر خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إصلاحها؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكفي أن تستمع إلى خطب رئيس الجمهورية أو إلى تدخل مسؤول حكومي (عطاف، مثلا) أو مسؤول حزبي (عبد القادر بنكرينة، نموذجا) أو مداخلة لأستاذ جامعي (إسماعيل خلف الله، على سبيل المثال) أو إعلامي مشهور (حفيظ الدراجي) أو خطاب شنقريحة (الحاكم الفعلي في الجزائر)، تدرك أن النظام العسكري قد أُفرغ البلاد من نخبها ورجالاتها، إما بالتصفية الجسدية وإما باللجوء إلى اعتقال كل صوت معارض للنظام أو متهم بالتفكير في التغيير. وبهذا، دخلت البلاد في مرحلة تخلف متعدد الأبعاد.
أمام هذه الوضعية، يصعب، حتى لا أقول يستحيل، على النظام الجزائري أن يُقدِّر النبل الملكي حق قدره؛ ويستحيل عليه أن يستوعب الذكاء الإستراتيجي للملك محمد السادس. لذلك، أعتقد أن النظام، الذي غرس في أذهان الجزائريين بأن المغرب عدو كلاسيكي لبلادهم، لن يأخذ أية مبادرة إيجابية تجاه النداء الأخوي الذي وجهه جلالة الملك إلى الرئيس الجزائري؛ ذلك أن الجزائري، مهما كان مستواه، فقد تشرَّب الهوس بنظرية المؤامرة وأصبح يردد مع عبد المجيد تبون بأن الجزائر مستهدفة.
ومن المعلوم أن النظام العسكري قد نجح في إيهام الجزائريين بأنهم من أشجع الشعوب وأغناها، وأنهم أحرار وأبناء الشهداء وأن جيشهم الأقوى في المنطقة...فأصيبوا بجنون العظمة؛ مما قوى لديهم شعور الافتخار بالنفس، فجعلهم يستمرئون العيش في الوهم، رغم ما هم فيه من بؤس اجتماعي وفقر ثقافي وفكري. وهكذا أبعدهم الوهم عن الواقع وجعلهم يعيشون على الشعارات والعنتريات الفارغة، فاستحقوا بذلك تسميتهم بالعالم الآخر (كما جاء في إحدى خطب جلالة الملك)؛ أي العالم المنفصل عن الواقع. وهذا الأمر ليس طارئا على الجزائر؛ بل هو ناتج عن نوع التنشئة الاجتماعية التي خضع لها الشعب الجزائري منذ عهد بوخروبة (الهواري بومدين). وقد لخص المرحوم عبد العزيز بوتفليقة نتيجة هذه التنشئة في ملاحظتين؛ الأولى تتمثل في أزمة الرجال بالجزائر (وهذا شيء ملحوظ ويقر به كثير من الجزائريين)، والملاحظة الثانية تتلخص في خاصيتين متناقضتين يتميز بهما الجزائيون، وهما الزلط والتفرعين، حسب بوتفليقة دائما.
وإذا كان هذا هو حال الجزائر والجزائريين في عهد بوتفليقة، فإن الوضعية قد استفحلت بشكل ملفت مع عبد المجيد تبون وشنقريحة؛ ذلك أن رجال الدولة قد أصبحوا عملة نادرة، ما لم يكونوا منعدمين تماما؛ ونفس الشيء بالنسبة للنخب؛ فلن تجد في محيط النظام أو في الأحزاب السياسية نخبا فكرية أو سياسية قادرة على الانخراط في حوار مثمر ونقاش بناء؛ بل ستجد نفسك أمام أناس لا يحكم حديثهم منطق ولا يؤطر تدخلاتهم منهج يحترم قواعد الحوار. وعندما يحشرهم محاورهم في الزاوية ويريهم وجههم في المرآة، فينكشف ضعفهم وخواؤهم، فإنهم ينفجرون غضبا ويحتمون بالزعيق والنعيق كآخر ملاذ.
ومن الأساليب التي يلجأ إليها النظام الجزائري في تعامله مع الرسائل الودية التي يبعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى الشعب الجزائري وحكامه من أجل فتح حوار حول القضايا العالقة بين البلدين، فإن ما يقوم به هو الدفع بإعلام الزريبة للرد على الرسائل الملكية بالتشكيك في نوايا جلالة الملك محمد السادس والطعن في مصداقية خطابه بأسلوب منحط وقذر يكشف حقيقة هذا الإعلام وحقيقة النظام المتحكم فيه.
هذه المساهمة المتواضعة أملتها التطورات الأخيرة الهامة لقضية وحدتنا الترابية، خصوصا وأنها أحدثت رجة عاطفية وسيكولوجية قوية لدى جارتنا الشرقية؛ ورغم ذلك، فإنهم لم يستفيقوا بعد ليس من الصدمة؛ بل من الوهم الذي عاشوا فيه وعيَّشوا فيه محتجزي تندوف ومرتزقتها لمدة خمسين سنة. فالنظام الجزائري وأبواقه لا يزالون يطمعون في تحريف القرار الحاسم لمجلس الأمن الدولي (2797) حول الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وخلاصة القول، فإذا كان النظام الجزائري قد أنفق مال قارون، حسب اعتراف عبد المجيد تبون، وذلك على قضية خاسرة، أهمل بسببها مصالح الشعب الجزائري وحرمه من ثروات بلاده لدرجة أنه أصبح اليوم مهددا بالمجاعة، فإن ذلك من غباء هذا النظام الذي جعل همه الوحيد، هو معاكسة مصالح المغرب ووحدته الترابية والوطنية. وها هو اليوم يشرب من كأس الانفصال مع جمهورية القبايل وغارق في مشاكل مرتزقة تندوف. فماذا سيقول للجزائريين عن غياب الاستثمار والبنيات التحتية واستفحال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر منها البلاد؟ فهل سيتهم بها المغرب كما سبق في مرات عديدة؟ ألا يقول المثل العربي بأن "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"؟ أليس النظام الجزائري واقعا اليوم ليس في حفرة واحدة، بل في حفر كثيرة؟
ولله الحمد، لقد "انكشف الغطاء" وعرف الناس، عبر العالم، "مع من حشرنا الله في الجوار"، وعرف العالم "النوايا الحقيقية لمن هم يساكنونا ويجاوروننا"؛ و"مغربية الصحراء، هذا شيء لا جدال فيه" (ما وُضع بين مزدوجتين، هو من درر جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه). وعزلة الجزائر اليوم، إقليميا ودوليا، دليل ساطع على هذه الحقيقة.
مكناس في 8 نونبر 2025



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب وا ...
- في خاطر خونة الداخل، تجار القضية وأبواق إيران
- تتمة اللمحة التاريخية عن الأزمات الداخلية لحزب القوات الشعبي ...
- لمحة تاريخية سريعة عن الأزمات الداخلية للاتحاد الاشتراكي للق ...
- على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي ...
- لا يوجد في العالم إعلام بقذارة وحقارة الإعلام الجزائري
- الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة
- تجار القضية الفلسطينية في المغرب وخدمة الأجندات الأجنبية
- إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير
- عبد الابه بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع، رئيس المكتب الوطني ...
- سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023
- في بلد عاش دائما تحت عباءة الاستعمار، فعلى أية قيم تمت تنشئة ...
- المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نمو ...
- أين اختفى مغاربة إيران؟


المزيد.....




- سوريا تشن حملة ضد تنظيم داعش قبيل زيارة مرتقبة للشرع إلى أمر ...
- حماس تعلن العثور عليه.. من هو هدار غولدن الذي فشلت إسرائيل ف ...
- بوندسليغا.. بايرن ميونخ يفلت من الهزيمة أمام أونيون برلين
- طهران تشهد أزمة جفاف غير مسبوقة منذ 60 عاما
- علي مهدي: -ما يحدث في السودان هو تمرد قوة باطشة على الدولة- ...
- ترامب والدميوقراطيون ...من سيدفع ثمن أطول إغلاق حكومي؟
- إصابة فلسطينيين وصحافية في رويترز بهجوم شنه مستوطنون إسرائيل ...
- السودان : لماذا يتواصل الصراع في ظل لامبالاة دولية ؟
- بدو السويداء النازحون: تراجع الأمل بعودة قريبة وسط استمرار ا ...
- رئيس جيبوتي يعلن ترشحه لولاية سادسة


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - في الجزائر خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إصلاحها؟