أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب والأحزاب















المزيد.....

المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب والأحزاب


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صادق المجلس الوزاري الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس يوم الأحد 19 أكتوبر2025، على أربعة مشاريع قوانين تنظيمية؛ ومن بينها مشروع القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، الذي يهدف إلى تخليق الاستحقاقات التشريعية المقبلة وضمان سلامتها، ومشروع القانون التنظيمي الخاص بالأحزاب السياسية، الذي يهدف بالأساس إلى تطوير الإطار القانوني المنظم لها، وكذا وضع القواعد المساعدة لتعزيز مشاركة النساء والشباب لمواكبة التطورات المتسارعة التي يعرفها المجتمع المغربي.
ويهدف هذان المشروعان، في مضمونهما وكنههما، إلى حماية المؤسسات التمثيلية وتطوير عملها وتعزيز دورها في تخليق الحياة السياسية والحزبية وتخليق الاستحقاقات التشريعية، خصوصا وأن بلادنا ستشهد انتخابات تشريعية السنة المقبلة 2026. ويمكن اعتبار هذا الاحتياط، استباقا تشريعيا، الهدف منه محاصرة سماسرة الانتخابات وقطع الطريق على المفسدين والعابثين بالحياة السياسية؛ وذلك، من خلال تهييئ الشروط القانونية والإجرائية الكفيلة بمحاربة الفساد السياسي والانتخابي، أو على الأقل تحجيمه وتقليصه إلى حدوده الدنيا. وفي هذا الأمر، استجابة لمطلب الأحزاب السياسية الصادقة في سعيها إلى تحقيق الديمقراطية التمثيلية الحقة المبنية على المنافسة الشريفة، البعيدة عن المتاجرة في ذمم المواطنين الذين يعيشون على عتبة الفقر والهشاشة.
وبصفتي فاعلا سياسيا، لا أجد حرجا في القول بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوجد في طليعة الأحزاب التي ناضلت من أجل ترسيخ الخيار الديمقراطي الذي أصبح والحمد لله من ثوابت الأمة؛ وناضل الاتحاد ويناضل من أجل تفعيل هذا الخيار على أسس متينة وقواعد صلبة يتكسر عليها الغش والتزوير وتضع حدا للرشوة الانتخابية بكل أصنافها. ولا بد أن أذكر بأن الاتحاد الاشتراكي قد عانى مع التزوير المكشوف والمفضوح على يد السلطة منذ دستور 1962 إلى دستور 1996. ولم تنته المعاناة مع دستور 2011، رغم مستجداته الكثيرة وتقدمه الكبير على الدساتير السابقة.
ومع هذا الدستور الجديد، ظهر نوع آخر من التزوير يعتمد الخطاب الشعبوي بهدف استغلال الفئات الهشة اجتماعيا وثقافيا ونفسيا؛ كما أن غياب الحس الأخلاقي لدى بعض الفئات، يجعلها تضعف أمام بريق النقود، فتنسى بأنها تبيع ذمتها وضميرها وتضعف بهذه الممارسة المشينة المؤسسة (أو المؤسسات) التمثيلية، وترهن مستقبلها بتشجيع الغش وخيانة الأمانة. وهكذا، تصبح الانتخابات سوقا أو بورصة يتم فيها التداول والتسعير حيث يصبح الصوت الانتخابي سلعة، قيمتها تخضع لقانون العرض والطلب. وتلعب، هنا، سلطة المال دورا خطيرا في إفساد الحياة السياسية وإفراغ المؤسسات التمثيلية من محتواها وتعطيل مهامها وأدوارها. ونعيش مع الأغلبية الحكومية الحالية المتسمة بالتغول، فراغا مؤسساتيا كبيرا، إن على المستوى الوطني أو على المستوى الترابي (فالجهات قُسِّمت بالتساوي بين أحزاب الأغلبية الثلاثة؛ واستولت نفس الأحزاب على رئاسة أهم الجماعات المحلية وكذا رئاسة المجالس الإقليمية...).
وقد كان الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، مُحِقاً في وصف حكومة السيد عزيز أخنوش وأغلبيته بالتغول. ونتائج هذا التغول يلمسها المواطن المغربي في تدهور قدرته الشرائية وتفاقم الأوضاع الاجتماعية وتردي الخدمات على مستوى المجالس الترابية؛ هذا، بالإضافة إلى عجز الحكومة عن مواجهة الاحتجاجات الاجتماعية (فلأول مرة في تاريخ المغرب، يستمر إضراب الأسرة التعليمية لشهور، ويستمر الإضراب في كلية الطب لقرابة سنة؛ ولولا تدخل وسيط المملكة لضاعت عن أطباء الغد سنة كاملة)؛ والحكومة تصرفت كأن تلك الاحتجاجات لا تعنيها في شيء، ولم تتدخل إلا في الوقت الميت.
هناك أمل كبير في أن تنجح المنظومة الانتخابية المرتقبة في غلق الأبواب أمام الفساد السياسي بفضل ما سوف تحتويه من بنود زجرية تجعل المتهم بجريمة محاولة إفساد العمليات الانتخابية، يتعرض لعقوبات ثقيلة. وتجدر الإشارة إلى أن المشروعين القانونيين المشار إليهما أعلاه، يتكاملان فيما بينهما نظرا لطبيعتهما وطبيعة الأهداف المتوخاة منهما؛ كما أنهما يتكاملان مع المنظومة الانتخابية الجديدة، نظرا للارتباط الوثيق بين هذه الأخيرة والقوانين التنظيمية.
وتجدر الإشارة إلى أن جلالة الملك محمد السادس سارع، بشكل استباقي، إلى تكليف وزير الداخلية بفتح حوار مع الأحزاب السياسية حول المنظومة الانتخابية، تجنبا لأي تأخير في التحضير للاستحقاق التشريعي المقبل. ويبدو أن مشروع المنظومة الانتخابية حافل بالمستجدات، والتي بشَّر بها المجلس الوزاري الأخير؛ كما يشر بقانونين تنظيميين جديدين بهما مستجدات تهم تخليق الحياة السياسية وتخليق الاستحقاقات التشريعية. ومن أبرز المستجدات التي تهم المنظومة الانتخابية والقوانين التنظيمية ما يتعلق بدعم النساء والشباب وتحفيزهم على الانخراط في المجال السياسي والتطلع إلى ولوج المؤسسة التشريعية (البرلمان). ومن أجل ذلك، فقد تقرر أن يتم تخصيص اللوائح الجهوية حصريا للنساء؛ كما تقرر دعم الشباب - الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس وثلاثين سنة (35) – لتحفيزهم على المشاركة السياسية من بوابة الانتخابات التشريعية؛ ومن أجل ذلك، تضمن لهم الدولة 75 في المائة من مصاريف الحملة الانتخابية، سواء ترشحوا مع الأحزاب أو اختاروا أن يبقوا مستقلين.
خلاصة القول، الرهان كبير على تحسين المنظومة الانتخابية وجعلها قادرة على قطع الطريق أمام الفساد الانتخابي ضمانا للشفافية والنزاهة وتحقيقا للنجاعة المؤسساتية. وفي انتظار صدور هذه المنظومة، تجب الإشارة إلى أن مطالب الاتحاد الاشتراكي الواردة في مذكرته المقدمة إلى وزارة الداخلية، تمت الإجابة عنها، ولو جزئيا، من خلال المشروعين التنظيميين ومن خلال تخصيص اللوائح الجهوية للنساء ودعم ترشيح الشباب. ونتمنى أن يجد مطلب الاتحاد المتعلق بمراجعة التقطيع الانتخابي، صدى في المنظومة الانتخابية المنتظرة؛ وهذا المطلب يهدف إلى تحقيق التوازن الديمغرافي والجغرافي الكفيل بضمان تكافؤ الفرص تحقيقا للعدالة الانتخابية.
مكناس في 29 أكتوبر 2025



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في خاطر خونة الداخل، تجار القضية وأبواق إيران
- تتمة اللمحة التاريخية عن الأزمات الداخلية لحزب القوات الشعبي ...
- لمحة تاريخية سريعة عن الأزمات الداخلية للاتحاد الاشتراكي للق ...
- على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي ...
- لا يوجد في العالم إعلام بقذارة وحقارة الإعلام الجزائري
- الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة
- تجار القضية الفلسطينية في المغرب وخدمة الأجندات الأجنبية
- إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير
- عبد الابه بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع، رئيس المكتب الوطني ...
- سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023
- في بلد عاش دائما تحت عباءة الاستعمار، فعلى أية قيم تمت تنشئة ...
- المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نمو ...
- أين اختفى مغاربة إيران؟
- كيف ستتعامل الجزائر الشمالية مع الجزائر الجنوبية في ضوء الوض ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: لماذا يعد اجتماع شي جينبينغ وترامب -فوزا- للصين ...
- آبي أحمد: سد النهضة -نعمة- لشعوب المنطقة.. واستعادة منفذ لنا ...
- كوريا الشمالية تختبر صواريخ كروز قبيل زيارة ترامب إلى سول
- مصرع 18 مهاجرا قبالة السواحل الليبية وإنقاذ 64 آخرين
- ترامب: من حق إسرائيل الانتقام وحماس جزء صغير ضمن اتفاق الشرق ...
- قضية -التنمر الإلكتروني-.. ابنة بريجيت ماكرون تكشف عن -معانا ...
- البرازيل: 64 قتيلا في أوسع عملية أمنية ضد المخدرات في ريو دي ...
- المغرب: أكثر من 2400 شخصا يواجهون الملاحقة القضائية إثر احتج ...
- تعزيزات عسكرية أمريكية في البحر الكاريبي : هل باتت أيام الرئ ...
- السودان: الصليب الأحمر الدولي يكشف مقتل خمسة متطوعين في شمال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب والأحزاب