أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - رؤى سياسية وعسكرية حول العملية التفاوضية في سوريا: تحليل لمواقف صالح مسلم ومظلوم عبدي














المزيد.....

رؤى سياسية وعسكرية حول العملية التفاوضية في سوريا: تحليل لمواقف صالح مسلم ومظلوم عبدي


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 16:19
المحور: القضية الكردية
    


​مقدمة
​تعد المسألة السورية واحدة من أكثر الأزمات الدولية تعقيداً في العصر الحديث، حيث تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية مع الطموحات المحلية الساعية للتحول الديمقراطي. في قلب هذا المشهد، تبرز الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كلاعب فاعل، يواجه تحديات وجودية تتمثل في ضغوط دولية للاستقرار السريع، وتعنت "مركزي" من قبل سلطة دمشق، وتهديدات إقليمية مستمرة (١). يسعى هذا المقال إلى توثيق وتحليل التصريحات الأخيرة لصالح مسلم، عضو المجلس الرئاسي لحزب الاتحاد الديمقراطي، والجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، لاستشراف آفاق الحل السياسي.
​أولاً: الموقف السياسي والقراءة الجيوسياسية (صالح مسلم)
​يرى صالح مسلم أن المقاربة الدولية، وتحديداً الأمريكية، للأزمة السورية تعاني من خلل بنيوي ناتج عن الرغبة في إنهاء الملف بأي ثمن. ويشير مسلم إلى أن الاستعجال الأمريكي قد يؤدي إلى اتفاقيات هشة تفتقر لجوهر العدالة، حيث يقول: "أمريكا في عجلة من أمرها؛ لذلك، فهي تتوقع الاستقرار على الورق دون مراعاة العدالة" (٢).
​وفيما يخص العلاقة بين دمشق وأنقرة، يطرح مسلم رؤية نقدية تصف النظام في دمشق بأنه أداة لتنفيذ الأجندات التركية، واصفاً إياه بـ***"تحالف شر"*** يعمل بتوجيهات مباشرة من تركيا، بل ويذهب أبعد من ذلك بوصفه "ظل تركيا" (٢). هذا التوصيف يعكس حجم الهواجس من تقارب "دمشق-أنقرة" على حساب تطلعات المكونات السورية في الشمال.
​كما يفند مسلم الادعاءات التي تروجها دمشق وبعض الأطراف الإقليمية حول عدم التزام الإدارة الذاتية بالاتفاقات، معتبراً إياها بروباغندا تهدف لشيطنة الكُرد والمكونات الأخرى، مؤكداً أن القوة العسكرية المنظمة هي الضمانة الوحيدة لمنع تكرار المآسي التي حلت بمكونات أخرى كأتباع المذهب العلوي والدروز، حيث يقول: "لو كان الكُرد عزّلاً، لفعلوا بهم ما فعلوه بالعلويين والدروز" (٢).
​ثانياً: الرؤية العسكرية والمبادئ الدستورية (مظلوم عبدي)
​في مقابل القراءة السياسية الحذرة لمسلم، يقدم الجنرال مظلوم عبدي تفاصيل أكثر "تقنية" حول مسار المفاوضات، مركزاً على مفهوم "الملكية الوطنية" والاستقرار المستدام. يشدد عبدي على أن الحل لن يكتمل إلا بـ***"نموذج حكم شامل ومتوازن"*** يتجنب المركزية المفرطة التي كانت سبباً في اندلاع الأزمة (٣).
​وقد كشف عبدي عن نقاط تقارب جوهرية تم التوصل إليها، لاسيما في ملفات السيادة والموارد، مشيراً إلى أن "الموارد الطبيعية هي ملكية مشتركة لجميع السوريين، وليست ملكاً لأي طرف واحد" (٣). كما أشار إلى وجود تفاهمات حول إدارة الحدود والمعابر الدولية، مما يعكس مرونة من جانب قوات سوريا الديمقراطية في الاعتراف بالسيادة الوطنية السورية مقابل الاعتراف بالخصوصية الإدارية للمنطقة.
​ومع ذلك، تظل العقدة الكأداء في ملف "دمج القوات العسكرية". فبينما تطالب دمشق بتبعية مباشرة ومطلقة لثلاث فرق عسكرية من (قسد) تحت إمرتها المركزية، يصر عبدي على أن يكون الحكم محلياً ضمن إطار دستوري يضمن المشاركة الفعالة لجميع المكونات (٣).
​ثالثاً: تعنت دمشق والضغوط الإقليمية (تحليل موسع)
​يمكن قراءة هروب دمشق من مسؤولياتها الوطنية من خلال اشتراطاتها التعجيزية، فهي ترفض أي حل ديمقراطي حقيقي وتكتفي بعرض صيغة "الاستسلام مقابل الحقوق المحدودة"، وهو ما يلخصه مسلم بقوله إن دمشق تقول: "بإمكاننا منحكم بعض الحقوق إذا حكمناكم" (٢).
​هذا الهروب يجد غطاءً له في:
​الضغوط التركية: التي ترفض أي اعتراف دستوري بالإدارة الذاتية، وتستخدم نفوذها للضغط على دمشق والفاعلين الدوليين لتقويض هذا المشروع.
​الاستعجال الأمريكي: الذي يضغط على "قسد" لتقديم تنازلات مؤلمة لدمشق بغية تحقيق "استقرار ورقي" يسهل عملية الانسحاب أو تقليص الدور العسكري، وهو ما وصفه مسلم بأنه نهج يجعل "الطرف المظلوم يقبل الظلم، بينما يستمر الظالم في حكمه" (٢).
​تزييف الحقائق: عبر تفنيد ادعاءات "الحكومة المؤقتة" وأدوات دمشق الإعلامية التي تحاول تصوير الإدارة الذاتية ككيان انفصالي، بينما تؤكد التصريحات الموثقة لعبدي ومسلم أن المطالب تتمحور حول "سوريا ديمقراطية لا مركزية".
​خاتمة
​إن التباين بين رغبة واشنطن في "الحل السريع" وتعنت دمشق "المركزي" المدفوع بأجندات إقليمية، يضع شمال وشرق سوريا في اختبار تاريخي. وبحسب توثيق هذه التصريحات، فإن المخرج الوحيد يتمثل في اعتراف دستوري بالخصوصيات المحلية وبناء جيش وطني على أسس دمج مهني، لا على أسس التبعية العمياء لمركزية أثبتت فشلها في حماية السوريين.
++++++++++++++&&&
​المراجع:
​(١) تقارير المركز السوري للأبحاث، "ديناميكيات القوى في الشمال السوري"، ٢٠٢٤.
(٢) صالح مسلم، مقابلة مع الصحفي روني ريها، المجلس الرئاسي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، ٢٠٢٥.
(٣) مظلوم عبدي، تصريحات رسمية حول "عملية السلام والنموذج الدستوري"، قيادة قوات سوريا الديمقراطية، ٢٠٢٥.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الإرادات بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية ال ...
- الهوية الكُردية بين صخرة الإنكار ومطرقة الواقع الإقليمي: رؤي ...
- قوات سوريا الديمقراطية بين منطق “الحلّ” ومشروع “التحوّل”: قر ...
- توازنات القوة والسيادة: قراءة تحليلية في توترات حلب ومستقبل ...
- قراءة في كتاب جهاز المناعة الأيديولوجي
- خطاب الجنرال مظلوم عبدي: تحليل متعدد المستويات في لحظة سورية ...
- المسألة الكُردية بين بنية الدولة التركية وتحولات الجغرافيا ا ...
- زلزال الجيوسياسة: الصدام الروسي التركي ومستقبل الخارطة السور ...
- عيد العلم الكوردي: راية الهوية وذاكرة المقدّس في تاريخ شعب
- كسر التابوهات الجيوسياسية: الجولان والاتفاقيات الإبراهيمية ك ...
- من الدولة القومية إلى المواطنة الشاملة: قراءة تحليلية في مشر ...
- هجوم البادية السورية: جيوبوليتيكا التصعيد وتداعياتها على الت ...
- «الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟ ...
- العزلة والشرعية: تحوّل المواقف الدولية في شمال سوريا
- قانون قيصر والمستقبل السياسي السوري: قراءة نقدية في الاشتراط ...
- موازين القوة الجديدة في شرق المتوسط: التشريع الأمريكي والقرا ...
- أوراق اللعب السورية: حاكم بذاكرة الأمس في مواجهة الجغرافيا ا ...
- بهچلي السلام ليس طائرًا بجناح واحد الجناح الثاني للطائر سيصن ...
- مظلوم عبدي ورسم معالم المرحلة المقبلة: قراءة سياسية–استراتيج ...
- أوجلان… من الكفاح المسلح إلى “عقد اجتماعي جديد”: قراءة تحليل ...


المزيد.....




- الإمارات ترحب بوصول بعثة الأمم المتحدة إلى الفاشر
- ملفات جديدة تهز أوكرانيا.. منع وكالة مكافحة الفساد من مداهمة ...
- درس ووجبة.. جهود حثيثة لتعليم الأطفال النازحين بمدينة الأُبي ...
- الداخلية السورية تعلن اعتقال مطلوب وضبط أسلحة في درعا
- ديوان السودان.. المبادرة التي سهلت على النازحين نزوحهم
- دولة الإمارات ترحب بوصول بعثة الأمم المتحدة إلى الفاشر
- تايمز: هل نجح ترامب في تأمين الحدود بعد عام من مطاردة المهاج ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن في الرياض وتكشف عن اسمه ...
- منخفض جوي قطبي يضرب غزة ويهدد حياة النازحين
- منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - رؤى سياسية وعسكرية حول العملية التفاوضية في سوريا: تحليل لمواقف صالح مسلم ومظلوم عبدي