أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محفوظ بجاوي - عيد الميلاد...نور المحبة والسلام في قلب الإنسانية














المزيد.....

عيد الميلاد...نور المحبة والسلام في قلب الإنسانية


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 00:40
المحور: المجتمع المدني
    


في عيد الميلاد، تتجدد القلوب على وقع أنغام المحبة وتعلو الأماني كما ترتفع الشموع في الليالي الحالكة. إنه عيد يتجاوز حدود الدين، ليصبح رسالة إنسانية عالمية تهدف إلى زرع السلام في النفوس، وتذكير الجميع بأن الإنسانية أسمى من كل خلاف، وأن النور الذي يولد في قلب أحدنا قادر على إشاعة الدفء في قلوب الآخرين.
نرسل تحية حبّ صادقة لأصدقائنا المسيحيين في شمال إفريقيا، وفي كل بقاع العالم، تحية تمشي على ضوء القيم المشتركة، على أمل أن يبقى العالم مكانًا للتفاهم والتعايش. فالعيد ليس فقط احتفالًا دينيًا، بل لحظة تأمل وتقدير لما يجمعنا من روح مشتركة، وما يربطنا بالإنسانية في جوهرها، بعيدًا عن الحدود الجغرافية والانتماءات العقائدية.
وفي قلب الجزائر، نحيّي إخواننا المسيحيين تحية خاصة، ومعها فرحة رمزية بمناسبة تجديد كنيسة القلب المقدس Sacré-cœur أعالي العاصمة. هذا الصرح ليس مجرد مبنى حجري يزين الأفق، بل شاهد حي على تاريخ طويل من التعايش، على زمن تلاقت فيه الثقافات والأديان، ووجدت فيه القلوب مساحة للسلام المشترك. الكنيسة تروي قصة بلد احتضن التنوع واحتوى اختلافات المعتقدات، ليبقى النور والحرية عنوانًا لمواطنيه، والذاكرة شاهدة على أن التعايش ليس فكرة عابرة، بل أسلوب حياة متجذر في الروح الوطنية.
لقد شهدت الجزائر على مدار تاريخها لحظات من الانفتاح والتعايش، حيث عاش المسلم والمسيحي جنبًا إلى جنب، وتشاركوا الأسواق، والمدارس، والثقافة والاحتفالات. الكنائس والمساجد، بجانب الأسواق والميادين، تشكل نسيجًا ثقافيًا حيًا، يبرهن أن الإنسان قادر على تجاوز اختلافه الروحي لبناء مجتمع متماسك يسوده الاحترام والاعتراف بالآخر.
عيد الميلاد ليس مناسبة لتزيين الأشجار فقط، بل هو دعوة للتأمل في المعاني الإنسانية الأصيلة: التسامح الاحترام، المحبة، والكرامة. إنه تذكير بأن القلوب التي تعرف التعاطف والاحترام قادرة على بناء جسور فوق كل اختلاف، وأن السلام لا يتحقق بالقوانين وحدها، بل بالإرادة الصافية التي تنبع من إدراك قيمة كل إنسان مهما اختلف عرقه أو دينه أو ثقافته.
كما أن هذا العيد يشكل فرصة للتفكير في كيفية تجديد قيمنا المشتركة. ففي زمن تتزايد فيه الانقسامات والتمييزات، تصبح لحظات الاحتفال بالإنسانية أكثر أهمية. فالاحتفال بالعيد مع الإخوان والأخوات من كل دين وعرق هو إعلان حيّ أن المحبة أوسع من أي خط سياسي أو أي عقيدة ضيقة، وأن الأمل يمكن أن يولد في أي مكان، حتى في أكثر الظروف صعوبة.
ليكن هذا العيد انتصارًا للإنسان، وللنور الذي يضيء القلوب، وللسلام الذي لا يعرف دينًا سوى المحبة. ولتظل الجزائر، كما كانت دائمًا، أرضًا للتعايش، منارةً للنور والاحترام، وموطنًا لكل من يبحث عن حياة مشتركة تُحتفل فيها الحرية قبل كل شيء، ويُكرم فيها الإنسان قبل أي تقليد.
فلتكن أيامنا القادمة ميلادًا دائمًا للسلام، وتذكيرًا بأن عيد الميلاد ليس فقط مناسبة لإشعال الشموع، بل فرصة لإشعال القلوب بالمحبة، وبناء عالم أكثر إنسانية. فلننظر إلى المستقبل بعين متفائلة، ولنتذكر دومًا أن كل عيد ميلاد يحمل وعدًا جديدًا للخير، وللأمل، وللعلاقات الإنسانية التي تتجاوز الزمان والمكان، وتربطنا جميعًا كإخوة وأخوات في الإنسانية.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكفر العقل ويُدان الفكر
- لماذا يخافون من شعار : الجزائر جزائرية ؟
- الجزائر جزائرية...هوية لاتقبل الوصاية ولا الاختزال
- هوية لا تختزل...والجزائر، ذاكرة لاتقبل التزوير
- الإسلام الحقيقي ... بين نقاء القرآن وتشويهات الحديث المدوّن ...
- التاريخ المزيف ... حين تستباح الذاكرة
- الفلسفة..نور العقل في زمن الظلال: رحلة الإنسان إلى الذات وال ...
- على حافة الوعي... او حافة الهاوية
- الإعلام المصري يوقظ الغيرة الوطنية... والإعلام الجزائري يبيع ...
- حين تغتصب المعاني باسم السماء
- التراث المعماري الأمازيغي بين جذور شمال إفريقيا وإشعاع الأند ...
- الثورة الجزائرية... فكر قبل أن تكون سلاحًا
- بين الجذور والهوية المكتسبة: رحلة الشعوب نحو ذاتها
- من غرس الشجرة إلى إشعال الشاشة: الجزائر تزهر بالثقافة
- الجزائر تزهر من جديد : تحية إلى شعب يغرس الأمل
- الهوية... الحقيقة التي خافوا منها طويلًا حتى أصبح الجزائري غ ...
- ومضة سلام عل ضفتي شمال إفريقيا
- حين استوردنا الحجاب...واستوردنا معه تراجع الوعي
- الجزائر : حضارة الهوية وحماية الذات
- من فضاء للتنوير إلى مسرح للإذلال... مأساة المدرسة الجزائرية


المزيد.....




- اعتقال بابا نويل!
- الأسرى الفلسطينيون: وجع الزنازين وامتحان الكرامة الوطنية
- الأسرى والشهداء ومعركة المعنى الوطن
- السعودية تعلن إعدام مواطن يروج الحشيش -للمرة الثانية- بالنقل ...
- الإمارات تسلم متهما بتهريب البشر من إريتريا للسلطات الهولندي ...
- مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم قرية دار الزير جنوب بيت لح ...
- مقررة أممية: الوضع الإنساني في السودان كارثي والعنف الجنسي س ...
- مقتل 3 أشخاص واعتقال آخر في عملية أمنية باللاذقية
- صفقة أسلحة ضخمة بين حفتر وباكستان تتجاوز حظر الأمم المتحدة
- غضب فلسطيني من تحويل رواتب الأسرى إلى -مساعدات اجتماعية مشرو ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محفوظ بجاوي - عيد الميلاد...نور المحبة والسلام في قلب الإنسانية