أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ بجاوي - الفلسفة..نور العقل في زمن الظلال: رحلة الإنسان إلى الذات والكون














المزيد.....

الفلسفة..نور العقل في زمن الظلال: رحلة الإنسان إلى الذات والكون


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 09:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كل عام، ومع حلول اليوم العالمي للفلسفة، نحتفل بالقدرة الفريدة للإنسان على التساؤل، بالروح التي ترفض الرضا بالسطحية، وبالعقل الذي يبحث عن الحقيقة وسط ضوضاء الحياة وتعقيداتها. هذا اليوم ليس مجرد مناسبة على التقويم، بل هو تذكير بأن الفلسفة ليست رفاهية ذهنية، ولا كلامًا فارغًا في كتب قديمة، بل هي ممارسة للحياة نفسها، ونور العقل في زمن الظلال، ووسيلة الإنسان لفهم نفسه والعالم من حوله.
الفلسفة هي ذلك الصوت الداخلي الذي لا يهدأ، يدفعنا لأن نسأل: من أنا؟ لماذا أعيش؟ ما معنى الحب والمعاناة، والموت؟ هي المرآة التي تعكس صمت الروح والنافذة التي نطل منها على الكون بكل تناقضاته. من سقراط وأفلاطون إلى كانط ونيتشه، ومن الفلاسفة المعاصرين إلى كل عقل يتسائل، لم يبتكر المفكرون نظريات جامدة فحسب، بل صاغوا أدوات للحرية الفكرية، وأيقونات للبحث عن الحقيقة، وطرقًا للتعامل مع الأسئلة الكبرى للوجود.
اليوم العالمي للفلسفة هو دعوة للجرأة، للمواجهة وللاحتفال بالقدرة على التفكير الحر. كل سؤال نطرحه هو شعلة في الظلام، وكل فكرة نولدها هي نافذة على ما وراء الواقع. الفلسفة تعلّمنا أن نقبل الشك، وأن نحترم الغموض، وأن ندرك أن الحقيقة ليست ملكًا لأحد بل هي رحلة لا نهاية لها، تزداد إشراقًا كلما امتدت أعماق روحنا في البحث.
الفلسفة تجعلنا نعيد النظر في المألوف، ونتساءل عن المفاهيم الموروثة، ونفكك العادات والأيديولوجيات لنكتشف أنفسنا بلا أقنعة، ولندرك العالم بلا أوهام. هي تجعلنا نحيا في الحقيقة بدل أن نعيش في وهم، وتجعلنا نرى ما وراء الكلمات، وما وراء الصور، وما وراء المظاهر، لنصل إلى جوهر الأشياء.
في عالم يركض بلا توقف، وتضيع فيه الأصوات بين ضجيج الحياة، تبقى الفلسفة الواحة التي نرتوي منها بالمعرفة والوعي. هي تصنع من التساؤل قوة، ومن الشك نهجًا، ومن النقد أداة للبناء لا للهدم. ومن خلال فلسفة الحياة، نتعلم أن كل سؤال هو رحلة، وكل إجابة مؤقتة، وكل حقيقة قابلة للنقد والتطوير، وأن البحث عن الحكمة لا ينتهي إلا بانتهاء الإنسان نفسه.
الفلسفة ليست فصلًا من كتب أو دروس جامدة، بل هي ممارسة مستمرة، تجربة يومية، حياة يُعاد فيها النظر في كل شيء: في الحب، في الألم، في السياسة، في الموت، في الكون نفسه. إنها تجعلنا نواجه أنفسنا بصدق، وتكشف لنا عيوب التفكير الأعمى، وتحررنا من قيود التقاليد والخوف والجمود.
اليوم العالمي للفلسفة ليس فقط للاحتفال بالمفكرين والفلاسفة العظام، بل هو فرصة لكل إنسان ليكون متسائلًا، ناقدًا، باحثًا عن الحقيقة بلا حدود. كل سؤال نطرحه على أنفسنا أو على الآخرين هو شعلة مضيئة وكل محاولة للتفكير الحر هي مشاركة في هذا الاحتفال العالمي.
الفلسفة هي فعل مقاومة. مقاومة للسطحية، وللتقليد وللتفكير الأحادي. إنها تجعل الإنسان يتحدى نفسه ويتحدى المجتمع، ويتحدى الزمن. هي تضعه في مواجهة مباشرة مع الأسئلة الكبرى: من أنا؟ لماذا أنا هنا؟ ما معنى الخير والشر؟ ما هو الحب؟ ما هو الموت؟ لا إجابات جاهزة، لا حلول مريحة، بل مواجهة صادقة مع الذات والكون.
إن الفلسفة، في جوهرها، هي الحب الأكبر للإنسان: حب للمعرفة، حب للحرية، حب للحقيقة. تجعلنا نرى الحياة كما هي، لا كما نريدها أن تكون، وتجعلنا نحمل مسؤولية أفعالنا وأفكارنا. تجعلنا أحياء في عالم يميل إلى النسيان، وتجعلنا نقاوم السطحية في زمن يقدس الانفعال على العقل.
فلنحتفل بهذا اليوم بفكر حر، بأسئلة جريئة، وبروح تبحث بلا توقف. لنذكر أنفسنا أن التساؤل هو فعل شجاعة، وأن البحث عن الحقيقة هو رحلة لا تنتهي، وأن الفلسفة ليست مجرد كلمة، بل حياة، نورًا في الظلام، وأملًا في زمن الضياع.
اليوم العالمي للفلسفة هو دعوة مستمرة لكل إنسان ليكون مفكرًا، متسائلًا، ناقدًا، وحرًا. فلنجعل الفلسفة دليلنا، وحرية الفكر نبراسنا، والتساؤل طريقنا، والحب للحقيقة هدفنا الأبدي، لأن الإنسان بلا فلسفة كجسد بلا روح، وكقلب بلا نبض، وكعقل بلا ضوء.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حافة الوعي... او حافة الهاوية
- الإعلام المصري يوقظ الغيرة الوطنية... والإعلام الجزائري يبيع ...
- حين تغتصب المعاني باسم السماء
- التراث المعماري الأمازيغي بين جذور شمال إفريقيا وإشعاع الأند ...
- الثورة الجزائرية... فكر قبل أن تكون سلاحًا
- بين الجذور والهوية المكتسبة: رحلة الشعوب نحو ذاتها
- من غرس الشجرة إلى إشعال الشاشة: الجزائر تزهر بالثقافة
- الجزائر تزهر من جديد : تحية إلى شعب يغرس الأمل
- الهوية... الحقيقة التي خافوا منها طويلًا حتى أصبح الجزائري غ ...
- ومضة سلام عل ضفتي شمال إفريقيا
- حين استوردنا الحجاب...واستوردنا معه تراجع الوعي
- الجزائر : حضارة الهوية وحماية الذات
- من فضاء للتنوير إلى مسرح للإذلال... مأساة المدرسة الجزائرية
- نوميديا... مملكة الشعب لا مملكة البدو
- لسنا ضد الدين ... بل ضد من يحتكره
- الجزائر بين تلاعب الهويات وخطر التفكيك
- قراءة بسيطة في التاريخ : من ماسينيسا واكسيل إلى نوفمبر المجي ...
- الجزائر ونوميديا : هوية ضاربة في عمق الزمن
- الجزائر... هوية لاتباع ولاتنسى
- هروب الأمل من الوطن : الجزائر بين الجهل وتنويم الشعب


المزيد.....




- الخارجية السعودية تشعل تفاعلا بجملة استخدمتها في بيانها ضد ز ...
- متى ستُنشر -ملفات إبستين-؟ وهل ستخضع للتنقيح؟
- الاتحاد الأوروبي يخصص 88 مليون يورو كمساعدات للسلطة الفلسطين ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يدعو إلى -سلام مشرف- وسط خطة أمريكية تتضم ...
- لقاء غامض يفجر الجدل.. البيت الأبيض يعلق على -اجتماع القدس- ...
- مصر.. -خناقة- علاء مبارك وهجوم ساويرس على مصطفى بكري بذكرى م ...
- السعودية.. ثمن -شنطة- الأميرة ريما بلقاء محمد بن سلمان وترام ...
- فيديو وتحليل نظرة إعلامية سعودية أمام محمد بن سلمان لحظة توب ...
- البيت الأبيض يعلق على منشور ترامب عن -إعدام- نواب ديمقراطيين ...
- بعد ثلاثة قرون.. علماء يقتربون من اكتشاف كنز سفينة غارقة


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ بجاوي - الفلسفة..نور العقل في زمن الظلال: رحلة الإنسان إلى الذات والكون