أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي جاسم ياسين - دراما الهامش














المزيد.....

دراما الهامش


علي جاسم ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 18:54
المحور: الادب والفن
    


على الرصيف
تدار الحياة بلا جدول
ولا ساعة منبه.
الوقت هنا
يمشي ببطء متعمد
كأنه يعرف
أن لا أحد يطارده.
في هولندا
النهار يمر خفيفا
بعلبة بيرة
وسيـجارة
تتبادل الأدوار مع الصمت.
لا خطط مؤجلة
ولا وعود غير منجزة،
فالوعد الوحيد
أن يبقى اليوم مفتوحا
حتى المساء.
الخروج دائم
حتى في البرد.
الشارع أوسع من الغرف،
الجلوس قرب البيوت
طقس يومي،
والتلويح بالأيدي
لغة لا تحتاج ترجمة.
التحية تمنح للجميع:
للجار،
للغريب،
لساعي البريد،
وللفكرة التي تمر ثم تختفي.
الأصوات
خشنة،
تخرج من حناجر
أنهكها الضحك أكثر مما أنهكها التعب.
في تلك الخشونة
شيء يشبه الصدق،
وفي العيون
لمعة تقول:
لا وقت للكذب.
المظاهر
الملابس لا تتفاوض مع الموضة،
والشعر لا يعرف الفرشاة،
والمرايا مجرد زينة على الجدران.
الوجوه حاضرة كما هي،
بلا أقنعة
وبلا محاولة إصلاح.
الكلاب الصغيرة
تفهم هذا العالم جيدا.
تشبه أصحابها
في القصر،
في الجرأة،
وفي الرائحة التي تجمع
البيرة
والسجائر
والألفة.
ذيول تهتز كأنها تصفق للحياة
كلما مرت.
المساعدة
تأتي فجأة،
من يد لم تسأل،
ومن قلب
لم يطلب سببا.
حمل صندوق،
إشعال سيجارة،
إرشاد تائه،
أفعال صغيرة
تصنع إنسانية كاملة.
التراجيديا
تجلس أحيانا في الزاوية:
كرسي فارغ
لشخص لم يخرج اليوم،
ضحكة ناقصة،
زجاجة لم تفتح.
يمر الحزن بصمت،
لا خطابات،
ولا بكاء علني،
فالألم هنا
يتعلم الجلوس بهدوء.
الفكاهة
تأتي كإنقاذ متأخر:
نكتة عن الحكومة،
ضحك عالٍ
بلا سبب واضح،
سقوط علبة بيرة
وتحويل الحادث
إلى مهرجان ضحك.
السخرية
سلاح الفقراء
الذي لا يصادر.
العيش اليومي
لا اكتراث بالطعام،
ولا نقاش حول النوع.
الجوع يعرف الطريق،
والجسد يتدبر أمره.
الأهم
أن يبقى المزاج واقفا
على قدميه.
غياب الخلود
لا كتابة للتاريخ،
ولا رغبة في الخلود.
لكن الفراغ
يمتلئ بهذه التفاصيل،
بهذا الحضور الهش
الذي يمنع العالم
من أن يصبح آلة باردة.
الهامش
ليس مكانا مهملا،
بل مسرحا مفتوحا
للدراما الحقيقية:
قليل من الحزن،
كثير من الضحك،
وحياة تعاش كما هي،
على مهل،
وبلا اعتذار.
وعندما يحين المساء
يرفع الكأس الأخير،
لا احتفالًا بشيء،
بل شكرًا ليوم مر
ولم يطلب أكثر
مما أعطي.



#علي_جاسم_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحقائق نسبية فعلا؟
- شيطان الشرق
- صوت من جهة الرماد – حديثٌ عن أبو لولو
- انتخابات الأكاذيب في العراق
- اللون الأزرق للفقد
- إذا تخاصم اللصّان ظهر المسروق
- القرآن بين البيان والغموض: أسئلة مهمة
- لماذا يمنع الآخر من نقد التاريخ والتراث؟
- السيستاني: مرجعية الصمت والتواطؤ
- إمام علي No ستي Yes: النجف بين قداسة الرمز وتناقض الموقف
- الحلقة الثانية: لماذا الشرق الأوسط بالذات؟
- الحلقة الأولى: الحضارات القديمة وظاهرة النبوة
- الفلاسفة ورجال الدين في صراع العقل والسلطة عبر التاريخ
- لحم الخنزير والغيرة المفقودة
- أفلاطون عزيز… لكن الحقيقة أعز
- هل القرآن كتاب الله أم كتاب إساءة إلى الله؟
- نصب الحرية: من جواد سليم إلى شباب تشرين
- قمل وذباب على قمة السلطة
- عندما تثقف امرأة… تسقط كل الأعراف!
- حضارة نفتخر بها… بعد أن كفّرنا أصحابها


المزيد.....




- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...
- إقبال متزايد على تعلم اللغة التركية بموريتانيا يعكس متانة ال ...
- غزة غراد للجزيرة الوثائقية يفوز بجائزة أفضل فيلم حقوقي
- ترميم أقدم مركب في تاريخ البشرية أمام جمهور المتحف المصري ال ...
- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي جاسم ياسين - دراما الهامش