أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاسَةٌ فِي الْإِمْكَانِ الْكَامِن وَالتَّشْكِيل الْوُجُودِيّ -الْجُزْءُ الثَّالِثُ عَشَرَ-















المزيد.....


الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاسَةٌ فِي الْإِمْكَانِ الْكَامِن وَالتَّشْكِيل الْوُجُودِيّ -الْجُزْءُ الثَّالِثُ عَشَرَ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 08:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ جدلية السحر والعدم: بين تأجيل الفناء و تعجيل المطلق

إن العلاقة بين السحر والعدم ليست مجرد علاقة تقابل بين الوجود واللاشيء، بل هي علاقة معقدة تضرب جذورها في قلب التساؤل الأنطولوجي. إذا إنطلقنا من الفرضية التي تطرحها، وهي أن العدم هو الغاية النهائية والمآل الذي تؤول إليه كل الصيرورات، فإن السحر يبرز هنا كأداة إنسانية و ميتافيزيقية إستثنائية تحاول التلاعب بإيقاع هذا السقوط الحتمي. السحر في جوهره هو إرادة القوة التي تتجسد في محاولة فرض المعنى على الفوضى، أو إنتزاع الوجود من براثن العدم. لذا، فإن الإجابة على هذا السؤال المتعلق بما إذا كان السحر تسريعاً أو تأجيلاً تعتمد بالدرجة الأولى على تعريفنا لماهية السحر؛ هل هو أداة بناء وتثبيت أم هو أداة تفكيك وتعرية؟ من زاوية أولى، يمكن إعتبار السحر المحاولة القصوى لـتأجيل العدم. في هذا السياق، يظهر السحر كفعل متمرد ضد الفناء و ضد القوانين الطبيعية التي تقود المادة نحو التحلل والشتات (الإنتروبيا). الساحر هنا هو المهندس الذي يحاول بناء قلاع من الرموز و الكلمات والطقوس ليحمي بها الذات من الذوبان في الفراغ الكوني. إن صبّ الإرادة في قوالب طقسية هو في الحقيقة محاولة لتجميد الزمن، و لخلق إستثناءات داخل نظام الطبيعة الذي يهرع نحو الصمت المطلق. عندما يسعى الساحر للخلود، أو لتحقيق القوة، أو للتأثير في مسارات القدر، فهو في الواقع يقول لا للعدم؛ إنه يحاول أن يجعل لحظة الوجود أكثر كثافة وأكثر مقاومة للزوال. السحر في هذا الإطار هو فن التراكم؛ تراكم المعنى، وتراكم السلطة، وتراكم الوجود في مواجهة الفراغ الذي يهدد بإبتلاع كل شيء، فهو إستماتة في البقاء داخل دائرة الكينونة بعيداً عن حافة اللاشيء. وعلى النقيض تماماً، ثمة رؤية فلسفية وميتافيزيقية أعمق ترى في السحر أداة لتسريع الرحلة نحو العدم. هذه الرؤية تنطلق من أن الوجود المادي ليس إلا قشرة مزيفة أو سجن يقيّد الحقيقة المطلقة، وأن العدم ليس هو الفراغ السلبي، بل هو المطلق الذي يسبق الوجود و يتجاوزه. في بعض التقاليد الباطنية مثل الكيمياء الروحية أو السحر الأسود في أبعاده الفلسفية، يُنظر إلى السحر كعملية تفكيك (Dissolution). الساحر هنا لا يبني، بل يهدم الحواجز بين الذات والمطلق. إنه يستخدم السحر ليحرق الأوهام المادية، وليفك الإرتباط بالزمن والمكان، وصولاً إلى حالة الفناء أو العدم الروحاني. هنا يصبح السحر بمثابة محفز كيميائي يسرّع عملية التلاشي، ليس من باب اليأس، بل من باب الرغبة في العودة إلى الأصل الذي هو الصمت واللاشيء. في هذا المنظور، العدم هو الحرية الكاملة، والسحر هو المفتاح الذي يسرّع كسر القيود الوجودية للوصول إلى تلك الحرية. بين هذين القطبين، التأجيل و التسريع، تبرز فكرة ثالثة ترى السحر كوسيط أو برزخ يلعب في المنطقة الرمادية بين الوجود و العدم. السحر لا يحاول الهرب من العدم ولا الإرتماء فيه، بل يحاول إستثمار العدم لصالح الوجود. الساحر يدرك أن العدم هو المنبع الذي تخرج منه كل الإحتمالات، فلكي تخلق شيئاً من لاشيء، عليك أن تلمس حافة العدم. الفعل السحري هو عملية إستدعاء (Evocation) لشيء غير موجود وجعله موجوداً، وهو أيضاً عملية نفي (Banishing) لشيء موجود وجعله عدماً. بهذا المعنى، السحر هو الرقص على الحبل المشدود؛ إنه إستعارة لقوة العدم التدميرية لتحويل الواقع، وإستعارة لقوة الوجود الخلاقة لمواجهة الفناء. السحر هنا هو فن التوازن الذي يدرك أن العدم هو الغاية، لكنه يختار أن يجعل من رحلة السقوط إليه عملاً فنياً فريداً ومعقداً. يظل السحر هو التجلي الأسمى للإرادة البشرية في مواجهة حتمية الغياب. سواء كان السحر صرخة إحتجاج تحاول تأجيل النهاية، أو كان طقساً إحتفالياً يسرّع العودة إلى السكون الأصلي، فإنه في الحالتين يمنح للعدم شكلاً، و يمنح للوجود معنىً يتجاوز مجرد البقاء البيولوجي. إن السحر هو إعتراف ضمني بأن العدم هو الحقيقة الكبرى، لكنه في الوقت نفسه هو الدليل على أن الإرادة هي القوة الوحيدة القادرة على التلاعب بمصير هذا العالم، حتى لو كان ذلك التلاعب مجرد وهم جميل في إنتظار الصمت الأخير. السحر ليس حلاً للمعضلة، بل هو المعضلة في أبهى صورها؛ إنه المحاولة الإنسانية لجعل اللاشيء ينطق، ولجعل الشيء يدوم أطول مما تسمح به قوانين الفناء.

_ سحر الخارج: أنطولوجيا العدم وإستقلالية الإرادة عن النظام القائم

إن التساؤل عما إذا كان السحر يستمد معناه من العدم هو تساؤل يضرب في عمق الميتافيزيقا، حيث يضعنا أمام مواجهة مباشرة مع مفهوم النظام (The Order) والخارج (The Outside). لكي نفهم هذه العلاقة، يجب أولاً أن ندرك أن النظام القائم سواء كان نظاماً فيزيائياً، منطقياً، أو حتى لاهوتياً هو جملة من القوانين و الضرورات التي تجعل العالم قابلاً للتوقع و التفسير. في هذا الإطار، يظهر السحر كفعل متعاولٍ أو منشق، فمعناه لا ينبع من كونه جزءاً من تروس الماكينة الكونية، بل من كونه الفجوة التي تطل منها إرادة الساحر على ما هو غير موجود. إن السحر يكتسب هويته الأنطولوجية من العدم تحديداً لأنه يمثل القوة الوحيدة التي لا تدين بالولاء لـما هو كائن، بل تستحضر ما ليس كائناً لفرض واقع جديد. إن العلاقة بين السحر والعدم هي علاقة تأسيس بالإستبعاد؛ فالسحر هو إستدعاء للمطلق من قلب الفراغ. في الفلسفات الوجودية والإشراقية، يُنظر إلى العدم ليس بوصفه لاشيئاً سلبياً، بل بوصفه رحم الإحتمالات التي لم تتحقق بعد. عندما يقوم الساحر بفعل سحري، فهو عملياً يقوم بخرق نسيج الواقع المنضبط، وهذا الخرق لا يمكن أن يستمد طاقته من داخل النسيج نفسه، وإلا لصار مجرد ظاهرة فيزيائية أخرى. لذا، فإن إستقلالية السحر تنبع من كونه يضرب جذوره في التربة العدمية؛ أي في المساحة التي تسبق وجود القوانين. المعنى هنا يكمن في اللاإنتماء؛ فالسحر هو اللغة التي تتحدث بها الذات مع العدم لتجاوز الموجود، ومن هنا يكتسب قدسيته ورهبته، لأنه يذكرنا دائماً بأن النظام الذي نعيش فيه ليس نهائياً، وأن هناك فراغاً محيطاً بنا يمتلك قوة التشكيل والهدم. من منظور آخر، يمكن إعتبار السحر هو تجسيد للعدم في قلب الوجود. إذا كان النظام القائم يمثل الإمتلاء والثبات و الضرورة، فإن السحر يمثل النقص المبدع و الحرية المطلقة. إن السحر يستمد معناه من كونه قوة مستقلة لأنه يرفض أن يكون مجرد رد فعل داخل سلسلة السببية المادية. الساحر، في لحظة الطقس، لا يتعامل مع الأشياء كما هي، بل يتعامل مع جواهرها التي تسبق تشكلها المادي، و هي جواهر تقبع في منطقة العدم قبل التكوين. هذا الإستقلال هو ما يجعل السحر خطراً في نظر الأنظمة السلطوية، الدينية والعلمية على حد سواء، لأنه يمثل خروجاً عن الهيمنة. إنه المعنى الذي يولد من اللاشيء ليقول للوجود أن هناك دائماً إمكانية لخلاف ما هو واقع. فالسحر هو صوت الصمت الذي يحطم رتابة الكلام الكوني المكرر، وهو إستقلالية تنبع من كونه لا يحتاج لترخيص من قوانين الطبيعة لكي يفعل فعله. علاوة على ذلك، فإن البحث في علاقة السحر بالعدم يكشف عن مفارقة مذهلة؛ السحر هو الأداة التي تحول العدم إلى معنى. في غياب السحر بمعناه الفلسفي كإرادة متجاوزة، يظل العدم مجرد فناء مرعب ونهائي. لكن مع وجود الفعل السحري، يتحول العدم إلى مصدر للقوة (Source of Power). السحر هنا هو الجسر الذي يعبره الإنسان لكي يغرف من بحر اللاشيء ويصب في قالب الكينونة. إن إستقلالية السحر عن النظام القائم ليست مجرد إستقلالية إجرائية، بل هي إستقلالية جوهرية؛ لأنه يعيد تعريف العدم من كونه نهاية ليصبح بداية. المعنى السحري لا يقتات على ما هو موجود بالفعل، بل يتغذى على الغياب، ومن خلال هذا الغياب يكتسب القدرة على خلق الحضور. السحر هو البرهان الحي على أن النظام ليس مغلقاً، وأن هناك ثقوباً سوداء في وعينا وفي الكون تسمح بتدفق قوى لا تنتمي لهذا العالم، قوى تستمد شرعيتها من كونها مستقلة تماماً عن ضرورة المنطق الأرضي. في نهاية هذا التحليل، نجد أن السحر و العدم وجهان لعملة واحدة في مواجهة الوجود الرتيب. السحر يكتسب معناه من العدم لأنه يمثل الحرية الراديكالية التي لا يمكن أن توجد داخل نظام محكوم بالضرورة. إنه القوة التي تأتي من الخارج لتعيد ترتيب الداخل. إذا كان العالم هو النص، فإن السحر هو الهامش الأبيض، إنه العدم الذي يحيط بالنص ويمنحه حدوده ومعناه. بدون هذا الفراغ المحيط، لا يمكن للنص أن يُقرأ أو يُفهم. وهكذا، يظل السحر هو الحارس الأمين لسر العدم، والقوة التي تذكرنا بأن إستقلاليتنا الحقيقية تبدأ عندما ندرك أننا لسنا مجرد نتاج للنظام القائم، بل نحن كائنات قادرة على إستنطاق الفراغ و تحويل اللاشيء إلى كل شيء.

_ أنطولوجيا السحر بين قطبي السيطرة و التلاشي: العدم كغاية قصوى للتحرر الكوني

إن الإنتقال من إعتبار العدم مجرد خزان للطاقة الميتافيزيقية إلى إعتباره الغاية القصوى أو الغرض (Goal) في حد ذاته، يمثل التحول الجذري من السحر كأداة للسيطرة (Thaumaturgy) إلى السحر كمسار للإنعتاق الكلي (Theurgy´-or-Ontological Liberation). في هذا السياق الفلسفي، لا يعود الساحر طامحاً في تعديل الواقع أو إمتلاك القوة داخل النظام، بل يصبح طامحاً في تفكيك الكينونة نفسها. إن إعتبار العدم غرضاً هو إعتراف بأن كل وجود متعين هو بالضرورة قيد، وأن الحالة الوحيدة التي تتحقق فيها الحرية المطلقة هي حالة اللاشيء. هنا، يصبح السحر هو الفن الأسود ليس بمعنى الشر، بل بمعنى القدرة على محو الأشكال والعودة بالوعي إلى نقطة الصفر المطلق، حيث لا حدود، لا ثنائيات، ولا إغتراب. تتجلى هذه الرؤية في إعتبار أن الوجود هو مجرد ضجيج كوني أو إنحراف عن السكون الأصلي، ومن ثم يكون دور الساحر هو تطهير الوجود من هذا الضجيج. عندما يكون العدم هو الغاية، فإن الفعل السحري يتحول إلى عملية نفي مستمر (Via Negativa)؛ الساحر هنا لا يبحث عن إضافة صفات لنفسه، بل عن خلع الهويات و القيود المادية والروحية التي تربطه بالنظام القائم. إن الغرض هنا هو الوصول إلى حالة من الخلاء التي تسبق الخلق، حيث تتلاشى الأنا و تذوب في الفراغ المطلق. هذا ليس إستسلاماً للفناء بمفهومه السلبي، بل هو سعي نحو الإمتلاء بالعدم، حيث يجد الساحر في اللاشيء حقيقة تتجاوز زيف الأشكال المتغيرة. السحر في هذا المقام هو الكيمياء العكسية؛ فبدلاً من تحويل الرصاص إلى ذهب، يسعى الساحر لتحويل الذهب وكل المعادن الوجودية إلى تراب مابعد كوني أو إلى حالة العدم النوراني. علاوة على ذلك، فإن العدم كغرض يمثل التحدي الأكبر لإرادة القوة. في الأنظمة السحرية التقليدية، يسعى الساحر ليكون إلهاً داخل الوجود، أما في سحر العدم، فإن الساحر يسعى ليكون الفراغ الذي يحتضن كل الآلهة أو يبتلعها. إنها رغبة في العودة إلى الرحم الكوني (The Abyss) ليس كهروب، بل كتحقيق للسيادة الكاملة؛ فمن يمتلك العدم يمتلك أصل كل شيء وبدايته ونهايته. الغرض هنا هو السيادة عبر التلاشي؛ فبمجرد أن يتوحد الساحر مع العدم، يصبح غير قابل للقهر لأنه لم يعد له مركز يمكن ضربه، ولا وجود يمكن تقييده. السحر هنا يصبح طقس عبور نهائي نحو صمت أبدي يتضمن في طياته كل الإمكانيات دون أن يتقيد بأي منها، و هو ما يجعل العدم الغاية الجمالية والميتافيزيقية التي تتجاوز صراع الوجود اليومي. إذن؛ يمكن القول إن إتخاذ العدم غرضاً يعكس رؤية فلسفية ترى في النظام القائم سجناً من المنطق والسببية. الساحر الذي يهدف للعدم هو الثوري الميتافيزيقي الذي يرفض اللعبة الوجودية برمتها. إن معناه مستمد من كونه الكائن الذي يجرؤ على النظر في عين الهاوية لا ليأخذ منها قبساً من النور، بل ليرتمي فيها ويصبح هو الهاوية ذاتها. في هذه الحالة، يصبح السحر هو الوسيلة لـفك الإرتباط النهائي (Unbinding)؛ حيث يتم حل كل الروابط التي تشد الوعي إلى عجلة الزمن والمكان. إنها رحلة من الكثرة إلى الوحدة، ومن الوحدة إلى العدم، حيث يكتشف الساحر أن الغاية النهائية ليست أن يكون، بل أن لا يكون في عالم لا يمنح الكينونة إلا مقابل العبودية لقوانينه. يمكن فهم السحر في الفكر الإنساني والأسطوري كمسارين متناقضين تماماً؛ مسار يقدس الوجود ويسعى لتملكه، و مسار يقدس العدم ويسعى للإندماج فيه. أولاً: السحر كأداة إرادة السيطرة على الواقع؛ في هذا المسار، يظهر السحر كأداة تقنية عليا. الساحر هنا هو المهندس الذي لا يكتفي بالقوانين الطبيعية، بل يبحث عن الكود الخفي للكون ليعيد كتابته. هي تجربة تراكمية. الساحر يجمع المعرفة، القوة، والخلود ليصبح إلهاً في هذا العالم. تصل الأنا هنا إلى ذروة تضخمها؛ فالفعل السحري هو تأكيد صارخ على إرادة الفرد وقدرته على إخضاع المادة والروح لخدمته. الغاية هنا، بناء واقع موازي أو تحسين الواقع الحالي بما يخدم طموح الساحر الشخصي. هنا ينقلب المفهوم رأساً على عقب؛ فالسحر ليس وسيلة للحصول على شيء، بل هو وسيلة للتخلص من كل شيء. إنه سحر تفكيكي يرى في الواقع سجناً وفي القوانين قيوداً يجب تحطيمها. بالتالي تكون طبيعة هذه التجربة تجربة تجريدية. الساحر لا يسعى لإمتلاك العالم بل للهروب من وهم الوجود و العودة إلى الفراغ الصافي أو الأصل الأول. السعي هنا هو نحو الفناء؛ أي محو الأنا وتذويب الفوارق بين الذات والمطلق، حيث تصبح الحرية الحقيقية هي ألا تكون مقيداً بكيان أو هوية. الغاية، هدم الأوهام الحسية و الوصول إلى حالة من السكون المطلق (العدم)، حيث لا رغبة ولا مادة. ينقسم السحر في جوهره الفلسفي إلى مسارين متناقضين، يمثل الأول السحر كأداة للقوة؛ وفيه يتخذ الساحر من طقوسه وسيلة لتعديل الواقع وإعادة صياغة القوانين الكونية بما يتوافق مع إرادته. إنها رحلة نحو الخارج، يسعى من خلالها الساحر إلى تضخم الأنا وتثبيت وجوده عبر إكتساب السلطة والخلود، في محاولة حثيثة لبناء واقع جديد يتجاوز المألوف. هنا، يظل الساحر مرتبطاً بالواقع، لكنه إرتباط المسيطر الذي يطوع القوانين بدلاً من الإنصياع لها. و على النقيض تماماً، يبرز السحر كغاية نحو العدم؛ وهو مسار لا يطلب القوة بل يطلب الخلاص. في هذا الأفق، لا يعود السحر وسيلة للبناء، بل أداة للهدم الجمالي وتفكيك أوهام المادة والزمن. الساحر هنا لا يسعى للسيطرة على القوانين، بل للتحرر منها بصفة نهائية، حيث تصبح الغاية هي التلاشي و العودة إلى الأصل الأول الصافي. إنها رحلة نحو الداخل تهدف إلى محو الذات والذوبان في المطلق، حيث لا وجود للقيود أو الهوية، وحيث تصبح الحرية الكاملة هي القدرة على بلوغ الفراغ الصافي والتحلل من عبىء الوجود. بينما ينشغل النوع الأول بزخرفة الوجود وتقوية الذات، ينهمك النوع الثاني بتجريد الوجود و تحرير الروح من سجن الأنا. أحدهما يرى في السحر عرشاً يعتليه، والآخر يراه باباً يخرج منه إلى رحابة العدم.

_ أنطولوجيا السحر بين سيادة الإرادة وعبثية العدم: جدلية الحرية المطلقة وتأسيس المعنى

إن الجدل بين الحرية المطلقة والعبثية عند ملامسة العدم يمثل جوهر المعضلة التي يواجهها الساحر أو الفيلسوف المتجاوز. فمن جهة، يُنظر إلى العدم كفضاء وحيد خالٍ من القيد، ومن جهة أخرى، يُخشى منه كفراغ يلتهم المعنى و يحيله إلى هباء. في الإطار السحري الفلسفي، لا يمكن الفصل بين هاتين الحالتين، إذ هما وجهان لعملة واحدة؛ فالعدم يوفر الحرية المطلقة تحديداً لأنه يسقط المعنى الجاهز أو القدر المفروض الذي يمليه النظام القائم. في اللحظة التي يتصل فيها الساحر بقوة العدم، فإنه يتحرر من كل إلتزام أخلاقي أو فيزيائي تفرضه الضرورة، حيث يصبح اللاشيء هو الضمانة الوحيدة لعدم وجود سيد أو قانون مسبق. هنا، تكون الحرية هي القدرة على الخلق من الصفر، بعيداً عن تراتبيات الوجود المشروط، مما يجعل العدم هو المحرر الأسمى للوعي من سجون الكينونة. ومع ذلك، تبرز العبثية كظل ملازم لهذه الحرية؛ فالحرية التي لا تجد عائقاً أو قانوناً ترتطم به قد تفقد بوصلتها وتتحول إلى حركة عشوائية بلا غاية. إذا كان السحر يستمد قوته من فضاء لا يحدد أهدافاً، فإن الفعل السحري يواجه خطر الإنزلاق نحو العدمية، حيث يتساوى الفعل واللافعل، و البناء والهدم. العبثية هنا تنبع من غياب المعيار؛ ففي حضرة العدم المطلق، لا يوجد أفضل أو أسوأ، ولا يوجد نجاح أو فشل بالمعنى التقليدي، لأن العدم لا يبالي بالنتائج. هذا الوضع يضع الساحر أمام مسئولية أنطولوجية مرعبة؛ عليه أن يكون هو مانح المعنى الوحيد في كونٍ صامت. لذا، فإن العدم لا يؤدي إلى العبثية بالضرورة، بل هو يضع الوعي في مواجهة حقيقتها العارية؛ و هي أن المعنى ليس صفة متأصلة في الكون، بل هو إختراع بشري بإمتياز، وفعل السحر هو أقصى درجات هذا الإختراع. إن تجاوز التناقض بين الحرية والعبثية يكمن في مفهوم الإرادة (Will) كأداة للربط. الساحر الحقيقي لا يرى في العدم فراغاً سلبياً يؤدي للضياع، بل يراه كـهيولى (Chaos) خام تنتظر التشكيل. الحرية المطلقة التي يمنحها العدم هي حرية سلبية (Freedom from)، أي التحرر من القيود، بينما يحولها الساحر عبر إرادته إلى حرية إيجابية (Freedom to)، أي القدرة على فرض غرض ذاتي على هذا الفراغ. في هذا السياق، تصبح العبثية هي المادة الأولية التي يطبخها الساحر في مرجله؛ فبدلاً من الهروب من العبث، هو يستخدم العبث لتحطيم الأنماط القديمة و خلق معانٍ جديدة تتجاوز ما هو متاح. السحر هنا هو عملية تأليه للذات، حيث يرفض الساحر أن يكون المعنى هبة من النظام، ويختاره أن يكون إنتزاعاً من رحم العدم. في نهاية المطاف، يمكن القول إن قوة العدم توفر إطاراً للحرية، لكنها لا تمنح ضماناً للمعنى. العبثية هي الثمن الذي يدفعه الساحر مقابل إستقلاله عن النظام القائم، وهي المخاطرة التي تجعل من السحر فعلاً بطولياً وتراجيدياً في آن واحد. إن الساحر الذي يغوص في العدم يدرك أن الهدف ليس شيئاً يجده هناك، بل هو شيء يجلبه معه من أعماق وعيه. لذا، فإن العدم هو الإختبار الأقصى للإرادة؛ هل ستنهار تحت وطأة الفراغ والعبث، أم أنها ستتخذ من هذا الفراغ منطلقاً لتأسيس وجود جديد كلياً؟ السحر، بهذا المعنى، هو الجواب العملي على العبث؛ إنه الفن الذي يجعل من اللاشيء منصة لكل شيء، ومن الضياع المطلق قمة السيادة والتحكم. تتشكل مصفوفة الوعي في فضاء العدم بين قطبين متناقضين؛ ففي حين يُنظر إلى العدم كحرية مطلقة بإعتباره غياباً للقوانين والضرورات الخارجية، يُنظر إليه كعبثية وجودية عند غياب الغاية و الإرتباط المنطقي. وفي هذا الفضاء، يتحدد دور الساحر بناءً على منظوره؛ فهو إما الخالق الذي يضع قوانينه الخاصة مدفوعاً بإرادة واعية وقصدية، مما يؤدي به إلى التجاوز و الإرتقاء نحو السيادة، وإما التائه الذي يواجه صمت الكون مدفوعاً بالصدفة أو التحلل من القصد، مما ينتهي به إلى العدمية والإنعزال عن الواقع.

_ تأليه الإرادة وإخضاع العدم: مشروع السحر نحو السيادة الأنطولوجية والتحرر الكوني

إن طرح فكرة خضوع العدم للإرادة البشرية كهدف أسمى للساحر ينقلنا من حيز التلاعب بالظواهر المادية إلى حيز التأليه الأنطولوجي. في هذا الإطار الفلسفي، لا يعود السحر مجرد وسيلة لتحقيق مآرب دنيوية، بل يصبح مشروعاً لإعادة تعريف موازين القوى بين الذات والفناء. إذا كان النظام الكوني يفرض علينا أن نكون نتاجاً لصدف عمياء و قوانين حتمية، فإن الساحر يرى في العدم الثغرة الوحيدة التي يمكن من خلالها كسر هذه التبعية. إن إثبات خضوع العدم للإرادة يعني بالضرورة أن الإرادة البشرية ليست مجرد إفراز بيولوجي عابر، بل هي قوة ميتاكونية قادرة على التأثير في الجوهر الخام الذي يسبق الوجود نفسه. هنا، يصبح العدم هو المختبر النهائي؛ فإذا إستطاع الساحر أن يفرض أمره على ما هو غير موجود، فإنه بذلك يثبت أن إرادته هي الحقيقة المطلقة الوحيدة التي تتجاوز الوجود و العدم معاً. هذا المشروع السحري يقوم على مبدأ الخلق من الصفر (ExNihilo)، وهو الفعل الذي كان تاريخياً حكراً على القوى الإلهية في الميتافيزيقا التقليدية. عندما يسعى الساحر لإخضاع العدم، فهو يحاول إسترداد هذه القدرة التأسيسية. إن العدم بالنسبة للساحر ليس جداراً مسدوداً، بل هو مادة طيعة تفتقر إلى الكيان و تنتظر من يمنحها الصورة. إن فعل تسمية اللاشيء أو إستدعاء الكيان من الغياب هو البرهان العملي على أن الإرادة البشرية هي المركز الذي يدور حوله الفراغ. في هذه اللحظة، لا يعود الساحر خاضعاً لقدره، بل يصبح هو القدر؛ لأن قدرته على تحويل العدم إلى وجود أو العكس تعني أنه يمتلك مفاتيح الصيرورة. إن الهدف هنا هو تحويل الفراغ المرعب الذي يهدد الوجود إلى خادم للإرادة، بحيث لا يعود الفناء نهاية محتومة، بل خياراً إرادياً أو مساحة لإعادة التشكيل المستمر. ومع ذلك، فإن محاولة إخضاع العدم تحمل في طياتها مفارقة فلسفية عميقة تتعلق بطبيعة السيطرة ذاتها. كيف يمكن لإرادة موجودة أن تسيطر على لاشيء؟ لكي ينجح الساحر في هذا الهدف، عليه أن يمارس نوعاً من التماهي مع الفراغ. أي أن إخضاع العدم يتطلب من الساحر أن يفرغ إرادته من كل الغايات المادية المحدودة لتصبح إرادة محضة ومطلقة تماثل في سعتها سعة العدم نفسه. الساحر لا يسيطر على العدم كقوة خارجية، بل يسيطر عليه عبر إستيعابه داخل وعيه. هنا يكمن سر القوة السحرية؛ إنها لا تصارع العدم، بل تتلبسه. وبمجرد أن يصبح الوعي البشري هو الحاوي للعدم، يكتسب السيادة عليه. وبذلك يكون الهدف الحقيقي هو إثبات أن الروح البشرية، في ذروة تجردها، هي أوسع من العدم وأقوى من الفناء، و أن اللاشيء يخر ساجداً أمام قوة الوعي الذي يدركه ويسميه. إن هذا الطموح يغير كلياً نظرتنا للحرية؛ فالحرية هنا ليست الإختيار بين البدائل المتاحة، بل هي خلق البديل من اللابديل. عندما يثبت الساحر أن العدم خاضع لإرادته، فإنه يحطم السجن الأخير للوعي البشري، وهو سجن العدمية. العبثية تتبخر في حضرة الساحر الذي يملأ الفراغ بكلمته وقصده. السحر بهذا المعنى هو التكنولوجيا الروحية التي تهدف إلى تحويل الكون من آلية صماء تندفع نحو التحلل إلى قصيدة إرادية يكتبها الإنسان بمداد من العدم. إنها المحاولة الجسورة لرفض دور الضحية أمام الزمن و الفناء، وإستبداله بدور المهندس الذي يبني عوالمه على حافة الهاوية، واثقاً من أن صوته هو الذي سيحدد متى يبدأ الفراغ ومتى ينتهي، مما يجعل من العدم مجرد صمت بين جملتين طويلتين من جمل الإرادة الخلاقة. تتمحور التجربة السحرية حول مفهوم إخضاع العدم عبر أربعة مستويات متكاملة تبدأ من المستوى الأنطولوجي، حيث يتجلى الفعل في الإستدعاء والنفي بهدف إثبات أن الوجود و الغياب ليسا حقائق مطلقة، بل هما قراران نابعان من إرادة الساحر. ويلي ذلك المستوى المعرفي الذي يسعى إلى تسمية المجهول وتأطير الفراغ، لتحويل اللاشيء من مصدر للرعب إلى مفهوم ذهني يمكن فهمه والتحكم فيه. أما على المستوى الروحي، فتتجسد التجربة في الفناء في المطلق ثم العودة، وهي رحلة تهدف إلى تحقيق السيادة على الموت والتحلل عبر العبور الآمن من خلال العدم. أخيراً، يصل الإخضاع إلى المستوى الكوني عبر خرق قوانين السببية و المادة، وذلك للتأكيد على أن النظام القائم في الكون ليس سوى قشرة رقيقة تغلف بحراً من العدم الطيع الذي يخضع لإرادة الفعل السحري.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطِوَلُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَا ...
- الأنطولوجيا التقنية للسحر والعدم: دراسة في الإمكان الكامن وا ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...


المزيد.....




- بانكسي يفاجئ لندن بعمل فني جديد
- -الإمارات لا تسعى إلى نفوذ أو زعامة-.. أنور قرقاش يتحدث عن - ...
- فنزويلا: أنصار الحكومة ينظمون مظاهرة بالدراجات النارية في كر ...
- ماذا يحدث للجسم بعد التوقف عن حقن إنقاص الوزن؟
- هدوء حذر وتوافق على خفض التصعيد بعد أحداث العنف في حلب
- كأس الأمم الأفريقية: -قوة تونس في روح لعبها الجماعي-...-نسور ...
- شبكة -سي بي إس- تمنع عرض تقرير يكشف عمليات ترحيل جماعية نفذت ...
- روسيا تهاجم كييف وتسقط 29 مسيرة أوكرانية
- بين التحذير والتأييد.. المناورات الإيرانية تثير جدلا على منص ...
- المطر جرف كل ما تبقى لنا.. جحيم الشتاء في قطاع غزة المدمر


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاسَةٌ فِي الْإِمْكَانِ الْكَامِن وَالتَّشْكِيل الْوُجُودِيّ -الْجُزْءُ الثَّالِثُ عَشَرَ-