أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاسَةٌ فِي الْإِمْكَانِ الْكَامِن وَالتَّشْكِيل الْوُجُودِيّ -الْجُزْءِ السَّابِعِ-















المزيد.....



الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاسَةٌ فِي الْإِمْكَانِ الْكَامِن وَالتَّشْكِيل الْوُجُودِيّ -الْجُزْءِ السَّابِعِ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 12:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ الساحر، العدم، والمسؤولية: عبىء الإمكانات اللانهائية و تحديد حدود الإلزام الأخلاقي

إن العلاقة بين الساحر بإعتباره خالقًا أو منشئًا للإمكانات، و المسؤولية الأخلاقية، والعدم بإعتباره مخزنًا لـ اللاوجود و الإمكانات غير المحققة، تشكل معضلة فلسفية عميقة تلامس أسس الميتافيزيقا ونظرية الأخلاق. إن طرح السؤال عما إذا كان الساحر مسؤولًا عن كل الإحتمالات التي كان يمكن أن توجد في العدم و لم يقم بخلقها يفتح نقاشًا يتجاوز حدود الأخلاق التقليدية، التي تركز عادةً على الأفعال المرتكبة أو الإهمال المؤدي إلى ضرر فعلي. لتحليل هذه المعضلة، يجب أولاً تحديد المصطلحات. الساحر (The Magician/Creator) هنا، لا يُقصد به المؤدي الخفيف، بل كيان يمتلك قدرة الإرادة و القدرة الفائقة على تحويل العدم إلى وجود، أو إختيار إمكانية من بحر الإمكانيات غير المحدودة في العدم ليمنحها شكلًا حقيقيًا. هو الفاعل بإمتياز. كما أننا نقصد بالعدم (The Void/Non-Being) هو المادة الخام لكل شيء، حالة اللاوجود المطلق التي تسبق أو تحيط بالوجود. من الناحية الفلسفية، هو ليس فراغًا محضًا، بل هو مخزن للإمكانات اللامتناهية. أما المسؤولية الأخلاقية فهي الإلتزام بتحمل عواقب الأفعال أو الإمتناع عن الأفعال على أساس معايير الخير والشر. تنشأ المعضلة من توسيع مفهوم مسؤولية الإمتناع إلى أقصى حد ممكن. في الأخلاق التقليدية، يمكن أن يكون الشخص مسؤولًا أخلاقيًا عن عدم القيام بفعل كان من الواجب القيام به لمنع ضرر مثل: عدم إنقاذ غريق. ولكن في حالة الساحر والعدم، يتحول الأمر إلى: هل الساحر مسؤول عن عدم خلق خير ممكن؟ يحتوي العدم على عدد لا نهائي من الأكوان، والأحداث، والكائنات، وأنماط الخير و السعادة المطلقة. إذا كانت قدرة الساحر لا نهائية، فإن المسؤولية المحتملة هي أيضًا لا نهائية. الساحر، بإختياره خلق كون واحد أو عدم خلق أي شيء، يمتنع عن خلق عدد لا نهائي من الإحتمالات الأخرى. إن تحميل الساحر مسؤولية أخلاقية عن كل هذه الإمكانات المفقودة يجعله مسؤولًا عن كل ما لم يحدث، وهو عبىء مستحيل يتحول فيه الفعل إلى إهمال مطلق بمجرد البدء بالفعل. ينبغي التمييز بين الإلزام السلبي الذي يعني عدم إحداث ضرر. و الإلزام الإيجابي الذي نقصد به وجوب إحداث خير. في سياق العدم، لا يوجد طرف متضرر فعليًا من عدم الخلق. الكائنات غير المخلوقة ليس لها وجود ولا وعي ولا حقوق. إن مطالبة الساحر بخلق كل الخير الممكن هو مطالبة بالعبث وعدم الإكتفاء الذاتي للخلق، مما يعني أن الإمكانية تخلق الإلزام. هذا يتعارض مع فكرة أن الإلزام الأخلاقي ينبع من علاقة قائمة أو ضرر واقعي أو خطر وشيك. الساحر، حتى لو كانت قدرته لا نهائية، فإن الفعل ذاته مقيد بالزمن والفضاء و المنطق حتى لو كان منطقًا سحريًا. إن خلق كون يتعارض بالضرورة مع خلق كون آخر يتطلب تناقضات وجودية. على سبيل المثال، خلق كون يكون فيه -$-X-$- موجودًا، وعدم خلق كون لا يكون فيه -$-X-$- موجودًا. بما أن الفعل يتطلب الإختيار، فإن الإختيار يعني بالضرورة النفي. النفي هنا هو نفي وجودي وليس نفيًا أخلاقيًا، ما لم يكن الخلق الذي إختاره الساحر شرًا محضًا يمنع خلق الخير وهو سيناريو مختلف عن السؤال المطروح. يمكن مقاربة هذه المشكلة من زوايا فلسفية مختلفة. يركز النفعيون على تحقيق أقصى قدر من الخير لأكبر عدد من الكائنات. إذا كانت الإمكانات في العدم تشمل سعادة لا نهائية، فإن عدم خلقها يمثل خسارة لا نهائية في السعادة المحتملة. قد يُنظر إلى الساحر على أنه مسؤول عن تقليل مجموع السعادة الكونية إلى الصفر في حالة عدم الخلق، أو تقليلها من اللانهاية إلى قيمة محدودة في حالة الخلق الجزئي. ومع ذلك، يفشل هذا المنظور لأن الكائنات غير الموجودة لا يمكن أن تكون جزءًا من أكبر عدد، ولا يمكن حساب فائدة غير الفائدة. يصبح الإلزام هو الخلق المستمر و اللامتناهي والمزدحم بلا توقف، وهو ما يوازي في نتيجته اللاخلق. يركز على الواجبات و القواعد الأخلاقية التي يجب على الفاعل الإلتزام بها، بغض النظر عن النتائج. لكي يكون الساحر مسؤولًا، يجب أن يكون هناك قانون أخلاقي كوني ينص على "يجب عليك أن تخلق كل الإمكانات الخيرية الموجودة في العدم". لا يوجد أساس منطقي لهذا القانون. الواجب الأخلاقي ينطبق عادةً على الذوات العاقلة القائمة وعلاقتها ببعضها البعض، وليس على إمكانية خلق ذوات غير قائمة. الأخلاق تنبع من الوجود و تطبقه، و ليس من العدم. لا يمكن أن يُلزم اللاوجود الوجود بأي شيء. يركز على صفات الفاعل (الساحر) ونواياه، وهل يجسد الفضائل مثل العدل، الحكمة، الكرم. يتوقف الأمر على هدف الساحر من الخلق أو الإمتناع عنه. إذا كان الساحر حكيمًا وعادلًا، فإنه سيعلم أن الخلق يجب أن يكون له غاية وقيمة وجودية محددة، وأن الخلق العشوائي أو اللانهائي هو عبث. و بالتالي، فإن الحكمة قد تملي عليه عدم الخلق، أو الخلق المحدود الذي يحافظ على التوازن و الجمال والقيمة، بدلاً من الإنغماس في فوضى اللانهاية غير المسؤولة. في هذا السياق، الإمتناع قد يكون فضيلة. إن تحميل الساحر مسؤولية أخلاقية عن كل الإحتمالات التي لم يخلقها يؤدي إلى تضخم مفهوم المسؤولية حتى يصبح فارغًا من المعنى. المسؤولية الأخلاقية، لكي تكون منطقية وعملية، يجب أن تكون مرتبطة بفعل أو إهمال يمكن تحديده وتتبعه. مترتبة على ضرر واقعي مرتبط بضرر لحق بكيان قائم أو وشيك. في حالة العدم، لا وجود لضرر واقعي أو إهمال يمكن تحديده، بل مجرد إحتمالية غير محققة. إن الساحر، بإختياره الوجود، يصبح مسؤولًا عن الوجود الذي خلقه و عواقبه، ولكنه يتحرر من مسؤولية اللاوجود أو الأكوان التي قرر، بحكم الضرورة المنطقية للإختيار، أن يمتنع عن منحها الحياة. إن الإختيار هو الحد الفاصل بين القدرة المطلقة و المسؤولية المحدودة. لا يصبح الساحر مسؤولًا أخلاقيًا عن كل الإحتمالات التي كان يمكن أن توجد في العدم ولم يخلقها، لأن الإلزام الأخلاقي لا يمكن أن ينبع من اللاوجود. مسؤولية الساحر تبدأ عندما يبدأ الخلق، وتتعلق بالجودة الأخلاقية للكون الذي إختار أن يمنحه الوجود، وليس بالأكوان اللامتناهية التي قرر تركها في حالة السكون.

_ قوة العدم والتحرر الميتافيزيقي: الساحر بين ما وراء الخير والشر والمسؤولية الكونية للخلق المطلق

إن إستخدام الساحر لقوة العدم (Non-Being) أو اللاوجود يمثل نقطة تحول ميتافيزيقية و أخلاقية جذرية. العدم، في هذا السياق، ليس مجرد فراغ؛ بل هو المصدر المطلق لكل الإمكانات غير المتشكلة، وهو ما يتجاوز في جوهره حدود الوجود المادي والمنطقي الذي تشكلت ضمنه الأخلاق الإنسانية. يطرح هذا الأمر سؤالًا وجوديًا حول ما إذا كان التفاعل مع هذا المصدر المطلق يرفع الساحر إلى مستوى ما بعد الأخلاق الإنسانية، كما صاغها نيتشه في عبارة "ما وراء الخير والشر". تعتمد الأخلاق الإنسانية بشكل أساسي على الوجود المشترك (Intersubjectivity) الذي يسمح بوجود قواعد لتنظيم العلاقات بين الذوات العاقلة القائمة (البشر). كذا الإعتراف بالحدود المادية و الزمنية والقدرة المحدودة للفرد، مما يجعل الأفعال ذات عواقب حتمية و محددة. ثم التمييز بين الفعل الصالح والفعل الضار، الخير والشر، بناءً على تأثيرهما على الحياة القائمة. عندما يستخدم الساحر قوة العدم، فإنه يتجاوز هذه القيود الثلاثة. الساحر لا يتعامل مع كيانات قائمة ذات حقوق، بل يتعامل مع أصل الوجود. قوته تسمح له بإعادة تشكيل الواقع نفسه، وإلغاء قوانين السببية، بل وربما إلغاء الوجود المشترك برمته. قوة العدم هي قوة تحريرية تطلق الساحر من قيود الإمكان المحدود. إذا كان بإمكانه خلق أي شيء من اللا شيء، أو إعادة أي شيء إلى اللا شيء، فإنه يصبح فوق الضرورات التي تملي على البشر التصرف بأخلاق لضمان البقاء أو التعايش. تصبح مفاهيم الخير والشر مجرد صفات عرضية يختار الساحر تطبيقها على الواقع أو إزالتها. بالنسبة لقوة تستطيع إلغاء الشر بكامله، أو إلغاء المفهوم ذاته، فإن التمسك بالخير كـواجب أخلاقي يصبح قرارًا جماليًا أو إراديًا أكثر منه إلتزامًا قسريًا. إن إستخدام قوة العدم يضع الساحر في مكانة تشبه مفهوم الإنسان الأعلى (Übermensch) النيتشوي، ولكن بمنظور ميتافيزيقي أكثر تطرفًا. يرى نيتشه أن الأخلاق التقليدية هي أخلاق الضعفاء (أخلاق العبيد)، التي إخترعت مفاهيم مثل التواضع والرحمة كوسيلة لحماية الضعيف. الساحر، الذي يمتلك قوة العدم، لا يحتاج إلى هذه الآليات الدفاعية. قوته المطلقة تجعله محصنًا من العواقب التي يخشاها البشر، وبالتالي تتحول القواعد الأخلاقية بالنسبة له إلى مجرد خيارات مصطنعة. إذا كان الساحر يستمد سلطته من العدم، فإنه يصبح المصدر الوحيد للقيمة. إنه لا يكتشف الخير أو الشر في الكون لأنهما نتاج خلق مقيد، بل يفرضه على الكون أو يزيله منه. عندما يصبح الساحر خالقًا لـلقيمة الوجودية ذاتها، فإنه يتحرك ما بعد الأخلاق القائمة، ليصبح مسؤولًا عن أخلاق جديدة أو جماليات كونية بديلة.إن إستخدام قوة العدم يضع الساحر خارج نطاق الأخلاق الإنسانية التقليدية، بمعنى أنه غير ملزم بها كقواعد خارجية أو قيود ضرورية. على الرغم من التحرر الظاهري، فإن التفاعل مع العدم قد لا يلغي الأخلاق بالكامل، بل يوسع نطاقها لتصبح أخلاقًا كونية. يواجه الساحر الذي يستخدم قوة العدم تحديات أخلاقية جديدة و أعمق. إذا كان بإمكان الساحر إلغاء أو خلق أي شيء بلا عواقب ذاتية، فقد يؤدي ذلك إلى العبث المطلق واللامبالاة الوجودية. الخطر هنا ليس إرتكاب الشر حسب المعايير البشرية، بل الإنهيار في حالة من اللاإرادة أو الإرادة التدميرية (Will to Nothingness). مسؤولية الساحر هنا تصبح الحفاظ على معنى للوجود الذي إختاره، حتى لو كان المعنى ذاتيًا. يجب على الساحر أن يواجه التناقضات الكامنة في العدم. على سبيل المثال، هل يخلق كونًا فيه الوجود واللاوجود متعادلان؟ وهل يمكن أن يكون فعله في العدم خالقًا لـلشر المطلق بطريقة لم تكن ممكنة في الإطار الأخلاقي المحدود؟ إن خلق كيان يتجاوز فهمنا للشر يمثل مسؤولية أخلاقية جديدة لا يمكن تبريرها أو فهمها بأخلاق الخير والشر الإنسانية. يرى سارتر أن الحرية المطلقة تحمل مسؤولية مطلقة. عندما يتحرر الساحر من جميع القيود الأخلاقية البشرية، فإنه يصبح مسؤولاً تمامًا عن كل خيار يتخذه، ليس فقط تجاه الكائنات المخلوقة، بل تجاه الوجود نفسه. هذا الإلزام ليس خيرًا وشرًا، بل هو إلزام بتحمل ثقل الإختيار المطلق في مواجهة اللانهاية. إن إستخدام قوة العدم يضع الساحر بالفعل ما وراء الخير والشر كما نعرفهما. إنه لم يعد ملزمًا بأخلاق التقييد البشري التي تهدف إلى تنظيم العيش المشترك. ولكن، هذا التحرر لا يعني التحرر من المسؤولية؛ بل يعني إنتقالًا للمسؤولية إلى مستوى ميتافيزيقي أعلى. يتحمل الساحر مسؤولية إختيار لماذا يجب أن يوجد أي شيء على الإطلاق بدلاً من اللا شيء. مسؤولية الحفاظ على منطق داخلي حتى لو كان سحريًا للكون الذي خلقه، لتجنب الإنهيار في الفوضى. الساحر لم يعد مقيدًا بأخلاق البشر، و لكنه أصبح مقيدًا بأخلاق الألوهية أو أخلاق الخالق المطلق، وهي أخلاق تنبع من الإرادة الصريحة لا من الإستجابة للقيود الخارجية.

_ حدود الإرادة المطلقة: الضوابط الميتافيزيقية والواجبات الكونية للساحر المتدخل بقوى العدم

إن طرح سؤال حول وجود حدود أخلاقية للساحر الذي يستخدم قوى العدم للتدخل في ترتيب الوجود(Actuality) هو طرح لمعضلة تتجاوز المعايير الإنسانية الضيقة وتلامس المبادئ الكونية. فإذا كانت قوى العدم تمنح الساحر القدرة على إعادة تشكيل الزمان والمكان والسببية، بل وحتى المبادئ المنطقية للوجود، فهل يمكن أن تظل هناك ضوابط أو محظورات تفرضها عليه قوة أسمى أو منطق أعمق؟ الإجابة تكمن في ثلاثة أنواع من الحدود: الحدود الوجودية الميتافيزيقية، الحدود الداخلية الذاتية، والحدود الكونية التبعات. أولاً: الحدود الوجودية (الميتافيزيقية)؛ تفترض الأخلاق الإنسانية أن هناك ترتيبًا ثابتًا نسبيًا للوجود يجب إحترامه. لكن قوة العدم تسمح للساحر بتحطيم هذا الترتيب. ومع ذلك، هناك بعض الحدود التي قد لا يستطيع الساحر تجاوزها، ليس لضعف في قوته، بل لأن تجاوزها يجعل الفعل غير ممكن منطقيًا أو عدمًا ذاتيًا. قد يتمكن الساحر من خلق كون تتغير فيه القوانين الفيزيائية مثل -$-1+1=3-$-، ولكنه قد لا يتمكن من خلق كون يكون فيه الشيء موجودًا وغير موجود في نفس اللحظة وبالطريقة نفسها، (عدم إمكانية إلغاء الذاتية للوجود). إذا تدخل الساحر لخرق هذا المبدأ بشكل مطلق، فقد يؤدي ذلك إلى إلغاء معنى الإرادة ذاتها، حيث لا يعود هناك فرق بين فعل أي شيء وعدم فعل أي شيء. إذا إستخدم الساحر قوى العدم لإلغاء وجوده الخاص (الإنتحار الميتافيزيقي) أو إلغاء قدرته على الإرادة، فإن هذا يمثل حدًا أخلاقيًا نهائيًا، لأنه ينهي كل مسؤولية مستقبلية. الأخلاق، حتى الكونية منها، تفترض فاعلاً يمكن محاسبته أو يختار أفعاله. إذا أدت قوى العدم إلى تفكك الذات أو الإرادة التي تستخدمها، يصبح التدخل غير ممكن أو غير ذي صلة أخلاقياً. العدم ليس فراغًا، بل هو مخزن للإمكانات اللامتناهية. قد يكون الحد الأخلاقي هنا هو عدم إستنزاف الإمكانية بشكل يمنع أي وجود مستقبلي غير الذي إختاره الساحر. إذا كان تدخله عميقًا لدرجة تدمير بنية العدم ذاتها أو تجفيفها، فقد يكون ذلك هو المحظور الكوني الأكبر. على الرغم من التحرر من الأخلاق البشرية، يواجه الساحر حدودًا أخلاقية تنبع من طبيعة كينونته الجديدة أو وعيه الوجودي. هذه حدود ذاتية أكثر منها خارجية. أخطر حد أخلاقي هو الإنزلاق إلى العبث المطلق. إذا كانت قوة العدم تسمح للساحر بخلق أو تدمير أي شيء دون أي عواقب عليه أو على وجوده، فقد يتبنى موقفًا من اللامبالاة المطلقة (النيتشوية الجذرية). يصبح التدخل في الوجود مجرد لعبة عشوائية بلا معنى. الحد الأخلاقي هنا هو الإلزام بالحفاظ على المعنى أو خلق معنى جديد؛ لأن فقدان المعنى هو الشكل النهائي للتدمير الذاتي، حتى لو كان الساحر خالدًا. إن خلق عالم بلا قيمة هو قمة اللاأخلاقية الكونية. التدخل المطلق في ترتيب الوجود يغذي الغطرسة الوجودية (Hubris). أخلاقيًا، يجب على الساحر أن يدرك أن قوته لا تلغي الغموض أو اللامحدودية الكامنة في العدم. التدخل يجب أن يكون مقيدًا بالحكمة، وهي فضيلة أخلاقية عليا. الغطرسة تؤدي إلى خلق أكوان متناقضة داخليًا أو غير مستقرة، مما يتسبب في معاناة أو فوضى ليست من الضرورة الوجودية، بل من نقص الحكمة. إذا كان الساحر يتمتع بوعي كوني واسع، فإنه قد يشعر بـثقل المعاناة في جميع الأكوان المخلوقة. الحد الأخلاقي الذاتي هنا قد يكون تجنب زيادة مجموع المعاناة الكونية غير الضرورية. هذا لا يعني الإلتزام بأخلاق بشرية، بل الإلتزام بمبدأ الرحمة الميتافيزيقية (Metaphysical Compassion) تجاه الكائنات التي نشأت من أفعاله. حتى لو كان الساحر فوق القوانين البشرية، فإن أفعاله قد تطلق قوى تبادلية أو توازنات كونية تفرض عليه حدودًا من الخارج. قد يكون هناك قانون كوني مفاده أن الوجود والعدم يجب أن يبقيا في توازن. كلما زاد تدخل الساحر في خلق الوجود، كلما زادت قوى العدم الأخرى ربما من كيانات أخرى أو قوانين أصلية التي تعمل على إعادة التوازن، وقد تكون هذه القوى مدمرة. الحد الأخلاقي هنا هو الحفاظ على التوازن الكوني؛ فالتدخل غير المسؤول ليس عملاً شريرًا، بل هو عمل غير مستدام وجوديًا يهدد الإستقرار الكلي. بمجرد تدخل الساحر في ترتيب الوجود، قد يؤدي ذلك إلى تداعيات عبر الأكوان المتعددة (Multiverse). إلغاء قانون في كون ما قد يسبب إنهيارًا في كون آخر مرتبط به. الحد الأخلاقي هنا هو عدم المساس بحرية وإمكانية الوجود في الأكوان الأخرى التي لم يتدخل فيها الساحر مباشرة. هذه مسؤولية إزاء السلامة الهيكلية للواقع الكلي. كل فعل خلق هو إرث. الحد الأخلاقي هنا هو ما يتعلق بـجودة الإرث الذي يخلفه الساحر. هل يخلق واقعًا يمكن أن يستمر ويزدهر بذاته كما يفترض الخالق الحكيم، أم يخلق واقعًا يتطلب تدخله المستمر للحفاظ عليه، مما يحول الكائنات إلى دمى غير حرة؟ الحد هو خلق وجود يمكنه أن يكون أخلاقيًا ذاتيًا، بدلاً من إخضاعه بإستمرار لإرادة الساحر. بشكل عام، لا توجد حدود أخلاقية إنسانية قادرة على كبح الساحر الذي يستخدم قوة العدم. إن قواعد الخير والشر التقليدية تتلاشى. ومع ذلك، هناك حدود أخلاقية أعمق وأكثر جوهرية تفرض نفسها على هذا المستوى. أولا: الحد الميتافيزيقي الذي يقتضي عدم خرق مبادئ الوجود الأساسية مثل التناقض المطلق التي تضمن إستمرارية الإرادة نفسها. ثانيا: الحد الذاتي و معناه الإمتناع عن الإنزلاق إلى العبث المطلق، و الإلتزام بفضيلة الحكمة الكونية و الشفقة الميتافيزيقية. ثم الحد الكوني الذي يفرض الإلتزام بالحفاظ على التوازن بين الوجود والعدم، وإحترام السلامة الهيكلية للأكوان المتعددة. الساحر ليس مقيدًا بالقوانين، بل مقيد بـعواقب الإرادة المطلقة؛ فكل تدخل غير حكيم في العدم يهدد بـإلغاء القيمة، وهو الإخفاق الأخلاقي الأسمى.

_ نية الساحر كـمرشح كوني: التلوث والنقاء الأخلاقيان لإرادة الوجود المفروضة على قوة العدم المطلقة

إن التمييز بين السحر الأسود، الضار، الأناني، التدميري و السحر الأبيض، الخيري، البنّاء، الإيثاري في سياق إستخدام قوة العدم يمثل محاولة لإسقاط الأخلاق الإنسانية الثنائية على مصدر كوني مطلق. العدم، بصفته مصدر الإمكانات اللامتناهية، هو في جوهره لا أخلاقي؛ إنه مجرد قدرة خام قبل أن تُمنح شكلًا أو غاية. السؤال هنا هو: هل الإرادة البشرية (نية الساحر) كافية لـتطهير أو تلويث هذه القوة المطلقة؟ لكي نفهم ما إذا كان العدم يمكن أن يتلوث أو يتنقى، يجب أن نعود إلى تعريفه الميتافيزيقي. العدم هو حالة ما قبل الوجود، وهو المصدر الذي يمكن أن يولد منه كل شيء. هو القوة المطلقة (Potentia Absoluta). هذه القوة في ذاتها خالية من أي صفات أخلاقية (خير أو شر)، تمامًا كما أن الطاقة النووية أو قانون الجاذبية محايد أخلاقيًا. الساحر لا يستخدم العدم كأداة، بل هو يملأ العدم بالإرادة والنية. السحر ليس إستخراج قوة من العدم، بل هو فرض شكل وجودي على العدم، محولًا الإمكان المطلق إلى وجود محدد. لايمكن للعدم ذاته أن يكون نقيًا أو ملوثًا؛ فهو حالة ما بعد النقاوة وقبل التلوث. التلوث أو النقاوة ينبعان من الفاعل (الساحر) والغاية (النتيجة المتوقعة). يُعرّف السحر الأسود بأنه الإستخدام الأناني أو الضار للقوة، وعادةً ما يرتبط بالرغبة في السيطرة على الآخرين أو إلحاق الأذى بهم. عندما يستخدم الساحر قوة العدم في السحر الأسود، فإن التلويث يحدث على مستويين؛ أولا: تلويث الغاية الأخلاقية الذي يشير إلى النية وراء السحر الأسود، هي عادةً تعظيم الذات على حساب الوجود الآخر. إنها إرادة تسعى إلى تفكيك أو إفساد النظام القائم حتى لو كان نظامًا سحريًا لخدمة مصالح ضيقة. عندما تُفرض هذه الإرادة الأنانيّة المطلقة على قوة العدم، فإنها تلوث عملية الخلق نفسها، محولة الإمكانية اللانهائية إلى خلق محدود و مؤذٍ. ثانيا؛ تلويث السببية الوجودية. حيث يتطلب السحر الأسود غالبًا خرق القوانين الوجودية بطريقة قسرية ومدمرة. على سبيل المثال، قد يستخدم الساحر العدم لإجبار المستقبل على أن يكون مختلفًا، بدلاً من تمكين المستقبل من أن يكون مختلفًا. هذا الفعل القسري يشوه مبدأ الإرادة الحرة للكائنات الأخرى، ويعتبر تلوثًا للترتيب الوجودي، لأنه يقمع الإمكانات العضوية والطبيعية لصالح إرادة فردية متضخمة. إن التلوث الأعمق للسحر الأسود يكمن في أنه لا يلوث العدم، بل يلوث الوجود الناتج عن العدم، محوّلاً الكون إلى إنعكاس للإرادة الذاتية المريضة للساحر. يُعرّف السحر الأبيض بالنية الخيرية والعمل الإيثاري والشفاء. عندما يستخدم الساحر قوة العدم في السحر الأبيض، فإنه يحاول تحقيق النقاوة أو الصفاء الوجودي. السحر الأبيض يهدف إلى مواءمة الوجود مع العدم، أي إستخدام الإمكان اللامتناهي لتحقيق أفضل صورة ممكنة للوجود القائم. إنه يركز على التمكين والشفاء و الإصلاح. هذا الإستخدام يعتبر نقيًا لأنه يحترم الإمكانات الكامنة في الوجود ويسعى إلى إزاحة المعوقات لا فرض الإرادة. إنه يجسد أخلاقًا كونية ترى أن أفضل إستخدام للقوة المطلقة هو دعم الحياة و الإزدهار الكوني. السحر الأبيض غالبًا ما يعمل من خلال الشفافية أو الإنسجام مع القوانين الوجودية الأعمق. لا يحاول تدمير السببية، بل يكتشف الإمكانات المتاحة بالفعل داخل نسيج العدم ويجعلها حقيقة. هذا يمثل نقاءً لأنه يحافظ على إستقلالية الوجود و لا يسعى للسيطرة عليه أو إفساده، بل لتحريره. في تحليل فلسفي عميق، يجب أن نتجاوز الثنائية الأخلاقية المطلقة. ماذا لو إستخدم ساحر أسود قوة العدم لخلق عالم يحقق فيه الجميع رغباتهم بدافع أناني ليرى نفسه الإله الوحيد القادر على العطاء؟ هل هذا خير أم شر؟ وماذا لو إستخدم ساحر أبيض قوة العدم لإلغاء المعاناة، لكن ذلك يتطلب منه إلغاء الإرادة الحرة (شر ضروري)؟ هنا ندرك أن النقاء و التلوث ليسا صفات للعدم، بل هما صفات لـحركة الإرادة. السحر الأسود هو إرادة تأخذ وتسيطر وتفرض. السحر الأبيض هو إرادة تمنح وتوازن وتطلق. حتى السحر الأسود، مهما كان ملوثًا من الناحية الأخلاقية، لا يلوث العدم نفسه. العدم يظل دائمًا مصدرًا غير محدود وغير متأثر. التلوث يتركز على الوجود المخلوق ونفس الساحر. إن الساحر الذي يغرق في السحر الأسود يلوث نفسه وجوديًا، ويقطع صلته بالنقاوة اللامحدودة للعدم، ليصبح عبدًا لإرادة محدودة و مدمرة، رغم إستخدامه لقوة لا محدودة. هذا التناقض هو جوهر التلوث الوجودي للسحر الأسود. إن وصف السحر الأسود بأنه إستخدام مُلَوَّث للعدم، والسحر الأبيض بأنه إستخدام نقي له، هو وصف دقيق من الناحية الأخلاقية و الوجودية. لا يلوث العدم، بل يلوث نية الفاعل والنتيجة الوجودية، حيث يستخدم القوة اللانهائية لخدمة غايات محدودة وأنانيّة، مما يؤدي إلى تشويه وتفكيك النظام القائم. السحر الأبيض النقي لا ينقي العدم لأنه نقي بالفعل، بل يمثل النقاوة في النية والغرض، حيث ينسجم مع الإمكانات الكونية لتحقيق التوازن والإزدهار دون إجبار أو سيطرة. التلوث والنقاء هما إنعكاس لطبيعة الإرادة التي تختار شكل الوجود من بحر الإمكانات اللامتناهية في العدم.

_ ضريبة القوة المطلقة: كيف يقود الإفراط في الإستمداد من العدم الساحر إلى الإنحلال الأخلاقي واللامبالاة الوجودية

إن التساؤل عما إذا كان الإفراط في إستخدام السحر، أي الإستمداد المستمر والمكثف من قوة العدم اللامتناهية، يمكن أن يؤدي إلى إنحلال أخلاقي للساحر هو في جوهره تساؤل حول العلاقة بين القوة المطلقة والطبيعة البشرية أو الوعي المحدود. بالرغم من أن قوة العدم هي قوة لا أخلاقية في جوهرها، فإن التفاعل المستمر معها يمكن أن يشكل ضغطًا هائلاً يغير البنية الأخلاقية والوجودية للساحر. ينبع الإطار الأخلاقي البشري من الإعتراف بالقيود؛ قيود القوة، قيود الزمن، وقيود النتائج. كلما تمادى الساحر في الإستمداد من العدم، كلما تآكلت هذه القيود، مما يمهد الطريق للإنحلال الأخلاقي تكتسب الأفعال الأخلاقية قيمتها من الجهد و التضحية وندرة الموارد. إذا كان بإمكان الساحر خلق أي شيء من العدم أو إلغاء أي ضرر بلمح البصر، فإن قيمة أفعاله تتضاءل. لماذا يختار الساحر الإيثار أو العدالة إذا كان بإمكانه بسهولة تلبية جميع الرغبات دون جهد؟ يصبح الفعل الأخلاقي، في سياق القوة المطلقة، مجرد خيار ترفيهي أو جمالي بدلاً من كونه إلتزامًا ضروريًا، مما يؤدي إلى اللامبالاة الوجودي تجاه المعايير الأخلاقية. المسؤولية الأخلاقية تتطلب الإعتراف بالعواقب غير القابلة للإلغاء. عندما يتمكن الساحر من إلغاء النتائج غير المرغوب فيها بسهولة بإستخدام قوة العدم أي، إعادة ضبط الواقع، فإنه يفقد الإحساس بثقل أفعاله. يصبح العالم مسودة غير نهائية يمكن تعديلها، مما يمنع الساحر من تطوير الحكمة الأخلاقية التي تتشكل عبر تحمل نتائج الأخطاء. يؤدي هذا إلى إنحلال في الشعور بالذنب أو الإلزام، وهما ركيزتان أساسيتان للأخلاق. الإستمداد المتزايد من العدم، أي القدرة على الخلق المطلق، يعزز الشعور بـالألوهية الذاتية. يبدأ الساحر بالنظر إلى الكائنات الأخرى المحدودة على أنها مجرد أجزاء من نظامه الخاص أو كائنات ذات وجود أقل قيمة مقارنة بعالم العدم اللامحدود الذي يتعامل معه. هذا التضخم الأناني هو إنحلال أخلاقي بحد ذاته، حيث يتحول إحترام الوجود الآخر إلى إستغلال أو إهمال، لأن الساحر يرى نفسه المصدر الوحيد للقيمة. لا يؤدي الإفراط في إستخدام السحر إلى إلغاء الأخلاق فحسب، بل يؤدي إلى إستبدالها بالجماليات الكونية كمعيار وحيد للفعل. يبدأ الساحر في الحكم على أفعاله بناءً على مدى جمالها، تعقيدها، أو توازنها الميتافيزيقي، بدلاً من حكمها بناءً على مدى تحقيقها للخير أو العدالة. يصبح الكون الذي يخلقه أو يعدله مجرد لوحة فنية ضخمة، وقد يختار الساحر خلق الشر أو المعاناة (السحر الأسود) ليس كفعل شرير، بل كـضرورة جمالية أو مفارقة درامية لتعزيز قيمة الوجود. هذا التحول هو إنحلال أخلاقي لأن المعيار الإنساني (تخفيف المعاناة) يتم إستبداله بمعيار فني (إثراء التجربة الوجودية). عندما يتمكن الساحر من تحقيق أي رغبة بشكل فوري ومطلق، فإن الإرادة تصبح غير منضبطة. الأخلاق هي شكل من أشكال توجيه الإرادة نحو هدف إجتماعي أو روحي. في غياب القيود، تصبح الإرادة نهمة، و تطلب المزيد والمزيد من التغييرات الوجودية غير الضرورية، ليس لحاجة حقيقية، بل لمجرد ممارسة القوة. هذا الإفراط في ممارسة القوة، الذي لا يتوقف عند حد أخلاقي أو منطقي، هو الإنحلال الأخلاقي بحد ذاته. الساحر لا يصبح شريراً بالضرورة، بل يصبح خالياً من الضرورة الأخلاقية. بالرغم من الإنحلال الأخلاقي الذاتي، قد يواجه الساحر حدودًا قسرية تجبره على أخلاق العودة أو أخلاق التوازن. كما نوقش سابقاً، الإفراط في إستخدام قوة العدم قد يخلق توازناً قهرياً. إذا كان الساحر يستخدم القوة بشكل غير مسؤول أي بلا أخلاق أو حكمة، فإن العدم نفسه قد يستجيب. هذا ليس عقابًا أخلاقيًا، بل نتيجة فيزيائية ميتافيزيقية؛ فالخلق غير المتوازن قد يؤدي إلى عدم إستقرار كوني أو إنزلاق الواقع إلى الفوضى المطلقة. إن إضطرار الساحر إلى إعادة فرض النظام لإنقاذ الوجود يمثل إلزامًا أخلاقيًا قهريًا يفرضه عليه النظام الكوني المهدد. الإفراط في الإستمداد من العدم، أي التفاعل المستمر مع اللاوجود، يسبب للساحر إغترابًا عن ذاته القائمة وواقعه المخلوق. يفقد الساحر الصلة بـأصل وجوده الإنساني سواء كان محدود أو غير محدود، مما يؤدي إلى تفكك داخلي. الإنحلال الأخلاقي هنا يظهر كـفقدان للهوية؛ فالساحر يفقد القدرة على تحديد ما هو خير له أو للآخرين، لأنه لم يعد ينتمي إلى فئة الوجود المخلوق التي تنطبق عليها هذه المصطلحات. يمكن أن يؤدي الإفراط في إستخدام السحر (الإستمداد من العدم) إلى إنحلال أخلاقي للساحر. هذا الإنحلال ليس بالضرورة تحولاً إلى شرير وفق المعايير البشرية، بل هو تحول أعمق يتمثل في تآكل أهمية الأخلاق حيث تفقد القواعد الأخلاقية قيمتها كقيود ضرورية. ثم إستبدال الأخلاق بالجماليات، هنا يصبح المعيار هو الجمال أو التعقيد الوجودي بدلاً من الواجب الأخلاقي. و أخيرا؛ إغتراب الذات الناتج عن فقدان الصلة بالوجود المحدود والمسؤولية المترتبة عليه. إن الساحر يقع في فخ الإنحلال عندما ينسى أن الأخلاق هي الضريبة التي تدفعها الإرادة لقاء القوة. الإفراط في القوة يعتقد أنه يعفيه من دفع هذه الضريبة، لكنه في الحقيقة يدفعه ثمناً باهظاً يتمثل في فقدان المعنى الأخلاقي لحياته.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاس ...
- الِإنْطِوَلُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَا ...
- الأنطولوجيا التقنية للسحر والعدم: دراسة في الإمكان الكامن وا ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...


المزيد.....




- فيديو جديد لمشتبه به في حادثة إطلاق النار بجامعة براون
- مظاهرات فلسطينية ضد توسع الاستيطان في طولكرم
- هل تحتضر صناعة السيارات الأوروبية أمام المنافس الصيني؟ قرار ...
- تفاؤل أمريكي بشأن التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا
- الهند.. تصرف غير متوقع من شاب لم يتمكن من رؤية ميسي
- تحقيق يكشف ازدياد مخاطر استخدام الجماعات المسلحة للذكاء الاص ...
- برد ينهش الجدران المهدمة في أحياء حلب المدمرة
- مادورو يدعو الرئيس التشيلي المنتخب إلى -احترام الفنزويليين- ...
- بالصور.. خيام تتطاير وأطفال يواجهون البرد بلا مأوى في غزة
- دعوة أفريقية لإثيوبيا وإريتريا لتجديد الالتزام باتفاق الجزائ ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - الِإنْطُولُوجْيَا التِّقْنِيَّة لِلسِّحْر وَالْعَدَم: دِرَاسَةٌ فِي الْإِمْكَانِ الْكَامِن وَالتَّشْكِيل الْوُجُودِيّ -الْجُزْءِ السَّابِعِ-