رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 03:49
المحور:
الادب والفن
"الكرسي لا يُصلّي"
في الصورة
يظهر جالسا
كأنّه الفجر
قبل أن يُخلق الضوء.
يداه مطويتان
على وعد
لم يُوقّع بعد
وصوته؛
يشبه بيانًا
نُسِيَ أن يُكتَب.
في الخلف
تقف اللغةُ على أطرافها
تصفّقُ بلا يدين
وتُسَبّح باسمٍ
لم يعد يُلفظ إلا بخشوعٍ إداري.
كلّما أُعدم اسمٌ
كُرّم شاعر
وكلّما ماتت قرية
وُلِدَ نشيد.
لا أحد يسأله عن عمر الرصاصة
لكن الجميع
يرتّب كوفيته
قبل أن يبتسم.
هو لا يحتاج جيشًا
تكفيه المرايا
الكرسي لا يُصلّي
لكنه يُلبّي
يصغي للدم
ويصفّق
إن كان الميتُ
خارج الصورة"
.
عندما يلجأ الشاعر/ة إلى الصور المقطعة/ المنفصلة فهذا يشير إلى الحالة البائسة التي يريد تقديمها، فمن خلال التقطيع يعطي المتلقي فكرة عن صورة الواقع الممزق، الواقع البائس الذي لم يعد يُحتمل، فالتقطيع يخدم فكرة الحال البائس وما فيه من ألم.
ونلاحظ أن النص جاء بصورة سريالية/ فانتازيا، فنجد أنسنة اللغة:
"تقف اللغة على أطرافها
تصفق بلا يدين
وتسبح باسم"
وأنسنة الكرسي: "يلبي، يصغي، ويصفق" فمثل هذه الصور (المجنونة) تخدم فكرة عدم قدرة الكاتبة على التحمل، مما أنعكس على طريقة تقديم النص، فجاءت المشاهد/ الصور مجنونة (لا يقبلها) العقل: "تصفق بلا يدين" لكنها توصل فكرة بؤس الواقع/ الحال الذي يمر به الشاعر والقارئ معا.
واللافت في النص عدم تحديد من هو المقصود في الحديث، هل هو الكرسي أم شخص آخر (مغيب):
"في الصورة
يظهر جالسا"
وما يؤكد هذا التداخل بين الكرسي والشخص خاتمة المقطع التي أنسنت بها الكاتبة الكرسي وجعلته بشريا: "يبلي، يصغي، ويصفق" هذا (التتويه) له علاقة بفكرة قسوة الواقع الذي انعكس على النص وعلى طريق وشكل تقديمه، وبهذا يتكون الكاتبة قد أوصلت فكرة الألم/ البؤس من خلال مضمون النص، ومن خلال طريقة تقديمه.
النص منشور على صفحة مجلة الأخوة العرب للثقافة والأدب.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟