أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - لماذا تعطل النصر الروسي وخسر حزب الله المعركة؟














المزيد.....

لماذا تعطل النصر الروسي وخسر حزب الله المعركة؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 22:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عندما نشبت الحرب بين القوات الروسية والاوكرانية , كان الاعتقاد السائد ان قوات بوتين سوف تسحق قوات أوكرانيا في ظرف ساعات على فرض ان روسيا هي القوة العظمى بعد الولايات المتحدة الامريكية عسكريا. كانت الثقة عند المراقبين وخاصة عند العرب بان قوات أبو علي , وهو الاسم الجديد الذي اطلقه العرب على بوتين ان ينهي القتال بأيام معدودات ويرجع الجيش الروسي منتصر الى قواعده .
لم تجري الرياح كما تشتهي سفن بوتين , القوات الروسية ما زالت تقاتل القوات الأوكرانية على مساحة ليست بالكبير , ولكن روسيا تقول انها حققت اهداف العملية العسكرية الخاصة , وبكل تأكيد لو استطاعت التوغل لما توقفت , ليكون هذا التوغل ورقة رابحة عند دخول روسيا المفاوضات مع اكرانيا .
لماذا لم تستطع قوات روسيا المعروفة بشجاعتها واقدامها وتضحياتها التوغل داخل دولة لا تعد من ضمن الدول القوية سواء من ناحية عدد قواتها او تجهيزاتها العسكرية؟ الامر يعرفه الجميع . لقد دخلت الولايات المتحدة الامريكية و اوروبا بكل ثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري لإنقاذ أوكرانيا . في أياما معدودات وضعت هذه الدول جميع علاقاتها التجارية والثقافية مع روسيا على الرف , وبدأت ببناء جسرا بريا و بحريا وجويا لنقل ما تحتاجه أوكرانيا من سلاح وطعام , وفتحت معاهدها العسكرية لتدريب جنودها , وافرغت مدن لإسكان عوائل اكرانيا المتضررة من الحرب.
لم ينتهي الامر الى هذا الحد , وانما تعدى على اضعاف روسيا اقتصاديا . أوروبا وامريكا فرضت أسعار على النفط روسي المصدر الى العالم اقل من أسعار السوق , منعت ناقلات النفط العالمية من نقل نفطها , والتحول من شراء الغاز الطبيعي الروسي الى غاز طبيعي من دول أخرى , وفي الأخير تم تفجر أنبوب الغاز سيل 2 الذي كان يغذي أوروبا بالغاز , واخير لم توافق اوكرانيا بتجديد الاتفاق على نقل الغاز عبر أراضيها الى بعض الدول المجاورة لها .
إضافة الى منع تصدير الطاقة الروسية الى أسواقها , فرض الداعمين الى أوكرانيا 13 حزمة من العقوبات شملت ما يقارب كل نوع من العلاقات الدولية بما فيها المشاركة في رقصة البالية وحفلات روسيا الموسيقية . فيما فرضت عقوبات اقتصادية على كل دولة تخرق العقوبات الغربية بما فيها دولة الصين , حيث ان الولايات المتحدة وضعت أسماء الكثير من أسماء الشركات الصينية تحت القائمة السوداء ( فرض عقوبات تجارية عليها) بتهمة التعاون مع روسيا.
كل هذه الإجراءات اضعفت روسيا , ذات البلد المترامي الأطراف المتنوع بثرواته الطبيعية, وقلص قدرتها العسكرية على التمدد اكثر في الأراضي الأوكرانية ومطالبتها الإسراع بأنهاء القتال , على الرغم من ان روسيا هي من اكبر منتجي السلاح , وليس لها أعداء في الداخل , وهو ما يجعلها لا تخسر الحرب وانما تأخير انجاز أهدافه . ان دخول الغرب بكل طاقته وقدراته بجانب أوكرانيا هو الذي عطل النصر الروسي ولو لم يكن لهم المصانع العسكرية وجيش قوي لخسروا حربهم .
حزب الله خسر المعركة مع إسرائيل , وهناك أسباب عديدة لخسارته في حربه الأخيرة مع الكيان الصهيوني . انه حزب وليس دولة لها الحرية والقدرة على بناء علاقات دولية مثل أي دولة صغيرة او كبيرة . انه حزب , الامر الذي ليس له القدرة على التعاقد لشراء سلاح وتحديد كميته ونوعه وصنعه , بل ليس له موارد مالية مثل أي دولة يجبى لها الضرائب وتبيع ما تجود ارضها من خيرات طبيعية , الحزب كان يعتمد على مساعدات مالية من دولة او دولتين وعلى بعض التعاملات الاقتصادية . هذا الحزب عاني من الحصار الدولي طيلة 40 عاما الماضية , وحصارا عربيا وحتى محليا. الشعب اللبناني منقسم على نفسه بين رافض لحزب الله وبين داعما له , ولكن الحرب الأخيرة كشفت ان الحزب كان يعيش في بيئة غير حاضنة له . الاعلام المعادي له داخل البلد وخارجه استطاع ان يقنع نسبة كبيرة من الشعب اللبناني و العربي بان الحرب " لا تعنيه" , وبالتأكيد لقد مرت عليكم فتاوى بعض رجال الدين التي تستهزئ بالمقاومة , بل حتى حرمت قتال بنيامين نتنياهو بدعوة انه تنكح بناته وان الله يسال عبده كيف يغسل عورته وليس عن فلسطين.
واذا كانت روسيا لها القدرة على استبدال السلاح المعطوب بسلاح جديد الصنع , فان حزب الله ليس له مصانع لإنتاج السلاح , وكل قطعة سلاح كانت تدمر في معركه , يعني خسارته لها , خاصة وان جميع نوافذ تسويق السلاح له قد أغلقت . ومع ذلك كانت قوات حزب الله قادرة على رد العدوان , لولا تدخل أمريكا والغرب بكل ما لديهم من التكنلوجيا المتقدمة . لقد كانت الحرب على حزب الله حرب عالمية بامتياز شاركت بها الولايات المتحدة , إيطاليا, فرنسا, المانيا, والمملكة المتحدة. هذه الدول بنوا جسرا بريا و بحريا وجويا لإمداد السلاح الى إسرائيل بالوقت الذي لم يستطع حزب الله استلام السلاح الا عن طريق التهريب .
ومع كل هذه العقبات , فقد استطاع الحزب من إيقاف أي زحف إسرائيلي نحو الحدود اللبنانية . بالحقيقة , كان الإسرائيليون اذكياء بعدم التشابك مع حزب الله على الأرض , لانهم يعرفون لا طاقة لهم بمواجهة مقاتليه. لقد انتصر الإسرائيليون على حزب الله بفضل التكنلوجيا والسلاح المتقدم الذي قدمها الغرب لهم . لقد بدء الكيان الصهيوني بالبيجات , والتي حيدت ما لا يقل عن 4000 مقاتل , وانهوا المعركة باستخدام الأقمار الاصطناعية لمعرفة تمركز قادة الحزب في لبنان وخارجه , وهكذا بقية قوات حزب الله بدون راس , ومع هذا فان وقف النار جاء بطلب من إسرائيل بعد ان اتعبها مقاتلي حزب الله.
روسيا لم تعلن انتصارها بعد على أوكرانيا , وحزب الله لم يخسر الحرب. انه من العقل والمسؤولية ان تجتمع كل الدول صاحبة العلاقة في هاذين الحربين لإنهائهما . روسيا له مطالب عادلة , وكذلك الشعب الفلسطيني , وان استغفال هاتين المشكلتين بدون شك سيعرض العالم الى حرب كونية ترجع الانسان الى حياة جده الخمسين , اذا بقى أحدا منه.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي بين اليوم والامس
- لابد من الثناء على قادة العراق بعد التغيير
- عليكم العباس أبو فاضل لا تقتلوا طائر الفلامنكو
- هل من علاقة بين عدد العاطلين عن العمل و عدد وفياتهم ؟
- كيف تضرر الفلاح الامريكي من تعريفة ترامب الجمركية ؟
- خذ بالك من التحليلات الاقتصادية
- سندات الباندا خيار اخر لتنشيط التنمية الاقتصادية في العراق
- نظرة القوي للضعيف, الرئيس ترامب وقطاع غزة مثالا
- التلاعب بالأصول الروسية خرق لقواعد النظام الرأسمالي
- انتظروا دولة شرق الشام العظمى !
- قضي الامر الذي فيه تستفتيان .. دماء الشهداء اثمرت في فلسطين
- منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا
- المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة حق يجب ان لا يختطف
- قصرBiltmore في بابل العراق
- وتبين ان العراق ليس عربيا !
- شكرا سيد قرداحي
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط


المزيد.....




- بيونسيه وكيتي بيري.. نجوم ومشاهير أمريكيون واجهوا لحظات حرجة ...
- بيان من الجيش المصري بشأن ما أثارته وثائق منسوبة له حول منح ...
- تفاؤل في ميامي .. تقييمات إيجابية لمحادثات السلام بشأن أوكرا ...
-  *”في خندق جمهوريّة فنزويلا البوليفاريّة في مواجهة العدوان ا ...
- نيجيريا: السلطات تعلن تحرير 130 تلميذا اختطفهم مسلحون من مدر ...
- السودان: مقتل 10 أشخاص بضربة طائرة مسيرة استهدفت سوقا مزدحمة ...
- الناشر المصري إبراهيم المعلّم: مؤسسات عربية تحتفي بالمزورين ...
- السودان.. نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من الفاشر
- 3 سيناريوهات وراء إعلان الاحتلال إنهاء -التمشيط- خلف الخط ال ...
- العليمي يحذر مسؤولين يمنيين من استغلال المناصب لمكاسب سياسية ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - لماذا تعطل النصر الروسي وخسر حزب الله المعركة؟