أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - هل من علاقة بين عدد العاطلين عن العمل و عدد وفياتهم ؟














المزيد.....

هل من علاقة بين عدد العاطلين عن العمل و عدد وفياتهم ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 20:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


البطالة هم وغم على صاحبها , واذا كانت طويلة تؤدي به الى العزلة والاكتاب , وبعكسه فان الصحة البدنية تنتعش في أوقات الازدهار الاقتصادي . عندما يدخل الاقتصاد الوطني مرحلة التراجع يقلق العمال من خسارة اعمالهم , تجميد اجورهم , تدهور قيم ممتلكاتهم مما يزرع القلق والخوف في نفوسهم وتنحدر صحتهم البدنية , وربما الموت المبكر. ولكن بالمقابل فان استمرار ازدهار الاقتصاد الوطني يرسم الامل على وجوه العمال ويسمح للذين يتقاضون رواتب كبيرة السفر لأغراض السياحة , زيارة الطبيب بانتظام , اختيار احسن الموجود من الطعام والشراب ,ممارسة الرياضة البدنية, وكلها تقود الى التمتع بعمر طويل .
ولكن الاقتصادي Christopher J. Ruhm وجد العكس. لقد وجد ان زيادة في نسبة العاطلين عن العمل يقابلها تراجع في اعداد الوفيات في الأمد القصير , حيث اوصلته دراسته بان زيادة في نسبة العاطلين عن العمل بنقطة واحدة يقابلها انخفاض في عدد الوفيات بحوالي 11,000 . لماذا ؟
فسرRuhm , هذه الظاهرة بالقول ان البطالة المؤقتة تؤدي بالعمال الى الالتفات الى حالتهم الصحية . هؤلاء العمال سيكون لديهم الوقت الكافي لأعداد الطعام الصحي لهم , ممارسة الرياضة من اجل قتل الفراغ , زيارة الطبيب , وتقليص المصاريف على التدخين و شرب المشروبات الكحولية. وبالعكس , فان أوقات الازدهار الاقتصادي يؤدي بالعمال الى ترك الرياضة البدنية , زيارة الطبيب , ازدياد حوادث العمل , ازدياد القلق النفسي , وزيادة في حوادث المرور.
اقتصاديون اخرون يتفقون على نتائج الاقتصادي Ruhm , ولكنهم يختلفون في الأسباب . لقد وجد هؤلاء الاقتصاديون سبب زيادة الوفيات في زمن التعافي الاقتصادي يعود الى عمر العمال الذين يخسرون أعمالهم والى حوادث السير وليس بسبب تغيير نمط الحياة. هذه العلاقة وجدت ليس فقط في الولايات المتحدة الامريكية فحسب وانما في دول أوروبا أيضا مثل المانيا واسبانيا , وان هذه الظاهرة تحدث في الأمد القصير فقط , اما في الأمد الطويل فان العلاقة تتحول الى طردية بين عدد الوفيات و نسبة العاطلين عن العمل.
علاقة العمل والموت في الأمد البعيد بحثت من قبل مجموعة أخرى من الاقتصاديين على عمال ولاية بنسلفانيا الامريكية في أعوام السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي . نتيجة البحث كانت زيادة في عدد الوفيات بين 50% و100% بين مسؤولي المستويات الإدارية العليا عند خسارتهم العمل . وان البطالة خفضت اعمار من هو بعمر 40 عاما , بين سنة و سنة ونصف , فيما ان علاقة البطالة بالموت للأفراد القريبون من وقت التقاعد تكاد لا تذكر .
يفسر البحاثة هذه العلاقة المباشرة بين عدد حالات الموت وفترة البطالة عن العمل الى خوف العاطل عن العمل من عدم قدرته المالية والتي قد تقوده الى تقاعس زيارة الطبيب وترك الرياضة البدنية وزيادة شرب الكحول , والخوف من عدم العثور عن عمل يغطي تكاليف المعيشة التي تعود عليها .خلال فترة الركود العظيم في الولايات المتحدة الامريكية والذي غطى عام 2007 و عام 2009, وجد الباحثون ان الركود قاد الكثيرون الى تقليل عدد زياراتهم الى عيادة الأطباء , هذه الظاهرة قد سجلت أيضا في بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا.
البحاثة لم يعترضوا على العلاقة بين عدد العاطلين عن العمل وعدد الوفيات في الوقت القصير , حيث يؤكدون ان البطالة المؤقتة تؤدي بالعاطل عن العمل زيادة نشاطاته اليومية ,التمتع بالسفر , وفرصة لزيارة الاهل والأصدقاء .
وهل ينطبق هذا الامر على أبناء الشرق الأوسط , العراق , على سبيل المثال ؟ لا توجد دراسة حول هذا الموضوع , ولكن بكل تأكيد ينطبق الموضوع عليهم . وفرة العمل لأصحاب المهن والحرفيين وأصحاب الخبرة أدت الى سعة الحال و زاد من أعمارهم ( متوسط العمر 73) , حيث توفرت لهم السياحة الداخلية والخارجية , زيارة الطبيب الدورية , والتردد على المطاعم التي توفر الطبخات الصحية , فيما ان الطبقة الفقيرة والتي لا تملك المؤهلات العلمية او الحرفية يتقدم بهم العمر سريعا ويموتون وهم ليس كبارا في السن ,بسبب سوء التغذية , عدم قدرتهم مراجعة الطبيب ,وهموم الدنيا , وصدق من قال " الخير يخير والفقر يغير" , أي الثروة والمال تجلب السعادة والرخاء فيما ان الفقر يجلب الهم والغم واللذان يتركان بصماتهما على وجوه اصحابها.

المصدر:
Ruben Hernadez-Murillo and Christopher J. Martinek, In Some Cases, a Sick Economy Can Be a Pre-script-ion for Good Health, The Regional Economist, October 2010.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تضرر الفلاح الامريكي من تعريفة ترامب الجمركية ؟
- خذ بالك من التحليلات الاقتصادية
- سندات الباندا خيار اخر لتنشيط التنمية الاقتصادية في العراق
- نظرة القوي للضعيف, الرئيس ترامب وقطاع غزة مثالا
- التلاعب بالأصول الروسية خرق لقواعد النظام الرأسمالي
- انتظروا دولة شرق الشام العظمى !
- قضي الامر الذي فيه تستفتيان .. دماء الشهداء اثمرت في فلسطين
- منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا
- المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة حق يجب ان لا يختطف
- قصرBiltmore في بابل العراق
- وتبين ان العراق ليس عربيا !
- شكرا سيد قرداحي
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات


المزيد.....




- ترامب يشكك في مصداقية استطلاعات الرأي بعد تراجع تأييد سياسته ...
- مقترح منطقة اقتصادية حرة في دونيتسك: نظرة على مواقف كييف ومو ...
- أزمة الصناعة الدفاعية الأمريكية: انهيار القدرة الإنتاجية في ...
- عام على سقوط نظام الأسد.. تحولات اقتصادية كبرى في سوريا ومشا ...
- من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة ا ...
- مسؤول سوري: إلغاء عقوبات قانون قيصر نقطة تحول للاقتصاد
- المركزي السوري: خطوة إلغاء قانون قيصر تفتح صفحة جديدة للتعاف ...
- الإمارات: اقتصاد جديد.. ووظائف للمواطنين
- مشادة بين مراسلة CNN والمتحدثة باسم البيت الأبيض بشأن أداء ا ...
- الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع ويعزز توقعات خفض أسع ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوري: من احتكار الدولة إلى احتكار النخب تحولات هي ... / سالان مصطفى
- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - هل من علاقة بين عدد العاطلين عن العمل و عدد وفياتهم ؟