أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - سندات الباندا خيار اخر لتنشيط التنمية الاقتصادية في العراق














المزيد.....

سندات الباندا خيار اخر لتنشيط التنمية الاقتصادية في العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 05:21
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاقتراض من الأسواق المالية العالمية لا يشكل مشكلة كبيرة امام العراق , حيث ان سجله نظيف جدا , يدفع المستحقات في اوقاتها وبذلك ربح ثقة المؤسسات المالية العالمية له . العراق يستطع ان يقترض من اجل دفع عملية التطور العمراني فيه , ومن الطرق الحديثة للتمويل هي استخدام سندات الباندا الصينية .
الصين أصبحت المنافس الوحيد للولايات المتحدة الامريكية اقتصاديا , ولم تعد عملتها الوطنية عملة تستخدم لغرض البيع والشراء الداخلي , وانما أصبحت عملة عالمية يتاجر بها حوالي نصف الكرة الأرضية . يضاف الى ذلك ان الصين سمحت صرف قيمة هذه السندات خارج حدودها بعد ان كان الشرط الأول هو ان الجهة التي تصدر هذه السندات عليها استثمارها داخل الصين في مشاريع الاقتصاد الأخضر و التنمية المستدامة.
هل يستطع العراق الاستفادة من هذه السندات لغرض تعجيل وتائر التنمية الاقتصادية ؟ نعم , العراق يستطع الاستفادة من اصدار هذه السندات وبدون عقبات نظرا لكون ان العراق له علاقات قديمة مع الصين , ولا اعتقد ان الصين سوف تعترض اذا أراد العراق اصدار سندات الباندا بمقدار 500 مليون دولار.
كيف سيستفاد العراق من هذا القرض او السندات ؟ لا حاجة لاقتصادي لتوضيح دواعي الاقتراض , كل ما نحتاج هو مقارنة كلفة القرض بمنفعته , ان كانت المنفعة اعلى من كلفة القرض فالقرض يكون مربحا , والا فلا . الناس تشتري البامية في اول موسمها بكلفة عالية , لان اشتياقهم لها ( المنفعة) تعوض ارتفاع سعرها في السوق. وكذلك القروض , فان كانت كلفة القرض اقل من منفعته فلا حاجة للقرض . فلو ان الحكومة العراقية قررت انشاء جسر على نهر الفرات وان كلفة الجسر هي 10 مليون دولار , فان هذه الكلفة لا شيء امام منفعة الجسر لأهل المنطقة والى الاقتصاد الوطني . البنى التحتية تشمل الجسور , ولو كانت كلفة الفائدة على العشرة ملايين هي 5 % فان ما يقدمه الجسر من منفعة تفوق هذه الكلفة , حيث ان الدراسات العالمية كشفت ان المضاعف الاقتصادي للاستثمار في البنى التحتية قد يكون اعلى ب 1.5 مرة من الاستثمار الاولي في غضون عامين الى خمسة أعوام مقارنة بأشكال الانفاق العام الأخرى . أي ان المصاريف على البنى التحتية تعطي فائدة قدرها 1.5 مرة من قيمة المصاريف مقارنة مع المصاريف التشغيلية . منافع إنجازات موظفي الدولة مقابل رواتبهم لا تستطع منافسة ما تحققه البنى التحتية من منافع .
عملية اصدار سندات الباندا ليست صعبة وليست مكلفة مقارنة مع كلفة سندات الدولار او اليورو . هذه السندات مقومة بالعملة الصينية الرنمينبي , تصدره جهة اجنبية , ويتم تداوله وبيعه داخل الصين وتستخدم عائدتها لأغراض تتعلق بالاقتصاد الأخضر . وفي الآونة الأخيرة سمحت الصين بعض الحكومات بإصدارها واستخدامها لخدمة اقتصادها الوطني بشرط ان تستخدم قيمة السندات على الاقتصاد الأخضر. عمر هذه السندات تتراوح بين عام واحد الى عشرة أعوام وبحجم من 1 مليار الى 14 مليار يوان.
دول عديدة بدأت بإصدار او التفكير بإصدار سندات الباندا , ومنها باكستان التي تستخدمها لتمويل البنى التحتية للطاقة المستدامة , مصر تعتزم طرح سندات بقيمة 500 مليون دولار لتمويل مشاريع النقل النظيف والطاقة المتجددة و الإدارة المستديمة للمياه والصرف الصحي , كينيا تتطلع لإصدار سندات بقيمة 500 مليون دولار , فيما تدرس شركات روسية عملاقة بينها " روساتوم" و " غازبرام" اصدار من صنف هذه السندات .
لا يمكن اغفال الأهمية القصوى للبنى التحتية للاقتصاد الوطني وخاصة للعراق الذي ذاق الإهمال طيلة الخمسين عام الماضية . لقد استلمت الحكومات بعد التغيير بلد مع بنى تحتية شبه معدومة فلا جسور كافية ولا طرق رئيسية حديثة تربط المحافظات , شحة قاتلة في الطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب , نقص في المستشفيات , و خراب الأبنية الحكومية .المواطن المريض في محافظة الانبار كان يضطر السفر الى بغداد لعدم توفر مستشفى تعالج علته في محافظته. الشوارع الترابية كانت تقضي على نصف حياة سيارات الخاصة والنقل . وعدم وفرة طرق ومخازن حديثه سببت بترك الفلاح الزراعة . وقلة الجامعات في بغداد أدى الى اضطرار ابناءها العيش في البصرة او الموصل ليتمكن من اكمال شهادته الجامعية . ولكن الحال بدء يتغير نحو الاحسن بعد التغيير , ومن يدخل بغداد هذه الأيام سوف يكتشف حجم التغيير فيها . كل هذا التغيير يصب في رفاهية الشعب العراقي والاقتصاد الوطني . لان وفرة البنى التحتية تقلل التكاليف على المنتجين , وكفاءة الموانئ العراقية تضمن استمرارية انتاج المصانع التي تعتمد على استيراد المواد الأولية , واعمار البنى التحتية توفر فرص عمل للمواطن العراقي بكل الاختصاصات , وتشجع المستثمر العراقي والاجنبي في استثمار أموالهم في العراق .
لا اقوال ان البنى التحتية في العراق أصبحت متوفرة 100% , بل امام العراق طريق طويل ومتعرج وشاق في محاولته تطوير البنى التحتية فيه , عسى وان تكون سندات الباندا جزء من علاج نقص شبكة الطرق والجسور والتي تزعج المواطن العراقي صباحا ومساءا .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة القوي للضعيف, الرئيس ترامب وقطاع غزة مثالا
- التلاعب بالأصول الروسية خرق لقواعد النظام الرأسمالي
- انتظروا دولة شرق الشام العظمى !
- قضي الامر الذي فيه تستفتيان .. دماء الشهداء اثمرت في فلسطين
- منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا
- المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة حق يجب ان لا يختطف
- قصرBiltmore في بابل العراق
- وتبين ان العراق ليس عربيا !
- شكرا سيد قرداحي
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة


المزيد.....




- المغرب يخطط لتأمين 60% من احتياجاته المائية عبر تحلية مياه ا ...
- فيليب موريس إنترناشيونال توسّع شراكتها مع سكوديريا فيراري وت ...
- -كيلو الدجاج بجنيه!-.. فيديو يربك المصريين ويشعل المنصات
- دراسة ل SearchInform تكشف أن واحدة من كل شركتين في الخليج ت ...
- البنك المركزي العراقي يتراجع عن تجميد أموال حزب الله وحركة أ ...
- في يومها العالمي.. 7 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاء
- ماكرون في الصين.. مساعٍ فرنسية–أوروبية لتعزيز التعاون مع ثان ...
- البنك الدولي: اقتصادات الخليج تُظهر صمودا لافتا
- اجتماع الناقورة.. هل يكبح الاقتصاد عدوان إسرائيل على لبنان؟ ...
- رشيد حموني يطلب رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بخصو ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوري: من احتكار الدولة إلى احتكار النخب تحولات هي ... / سالان مصطفى
- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - سندات الباندا خيار اخر لتنشيط التنمية الاقتصادية في العراق