أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - كأس العرب: بيئة رياضية مُسيَّسة وبطولة بلا حياد














المزيد.....

كأس العرب: بيئة رياضية مُسيَّسة وبطولة بلا حياد


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعمد بعض المحللين الرياضيين إلى إرجاع نتائج المنتخب العراقي في بطولة كأس العرب إلى عامل الحظ، وهو تشخيص بائس يفتقر إلى الحدّ الأدنى من الوعي بالسياق العام الذي تُدار فيه هذه البطولة. فالمسألة لا تتعلق بالحظ بقدر ما ترتبط بطبيعة البيئة السياسية–الرياضية التي باتت تحكم الفضاء العربي المعاصر.
لقد تحوّلت بطولة كأس العرب من تظاهرة رياضية ذات طابع رمزي، كانت تُستدعى فيها مفاهيم الأخوّة والتضامن، إلى ساحة تنافس تُدار وفق منطق «النظام العالمي الجديد»، حيث تسود عقلية الاقتصاد الحر والليبرالي القائم على المنفعة والربح، لا على القيم المشتركة. وفي هذا الإطار، لم تعد الرياضة مجالًا محايدًا، بل أداة من أدوات إعادة توزيع المكانة والنفوذ.
ضمن هذه البيئة، لا يُنظر إلى العراق اليوم بوصفه «الأخ»، بل باعتباره جارًا منافسًا، أو قوة تاريخية محتملة ما تزال مقيّدة بالضغوط الدولية، ويُقابل أي أفق لنهوضه بقلقٍ إقليميّ واضح. هذا القلق لا يقتصر على السياسة أو الاقتصاد، بل يمتد إلى الثقافة والرياضة، حيث تُدار المنافسة بآليات غير متكافئة، تهدف إلى التحجيم لا إلى الاحتواء.
وتتجلّى مسألة التحكيم بوصفها أحد أوضح مظاهر هذا الخلل البنيوي. ففي مباراة العراق والجزائر التي جرت على ملعب خليفة في قطر يوم الثلاثاء 9 كانون الأول، لم يكن الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم مجرّد طرفٍ محايد، بل بدا أقرب إلى خصمٍ يتقمّص دور الحكم. وقد كشفت الدقيقتان (3) و(5) من عمر المباراة هذا المسار بجلاء؛ ففي الأولى أُشهرت البطاقة الحمراء بوجه المدافع العراقي، وفي الثانية احتُسبت ركلة جزاء لصالح المنتخب الجزائري، لولا تدخّل تقنية الـ-var-التي حالت دون تكريس هذا المنحى التحكيمي المبكر الا أنها كانت حركةَ مبيتة منه للنيل من تماسك الفريق العراقي وادخاله في دوامة القلق.
في المقابل، غضّ الحكم الطرف عن أخطاء أردنية عديدة بحق لاعبي العراق، أخطاء لا تقل في حدّتها عن المخالفة التي طُرد بسببها اللاعب العراقي حسين علي ، ما يعكس افتقارًا صارخًا لوحدة المعيار التحكيمي. ومما يعزّز الاعتقاد بوجود تحاملٍ مقصود ضد المنتخب العراقي، هي لحظة أقدم فيها الحكم الجاسمو على دفع لاعبنا أحمد يحيى بكلتا يديه وبعصبية مفرطة إثر احتكاكٍ عادي مع لاعب جزائري، في محاولة واضحة لاستفزاز لاعبنا وسحبه إلى الانفعال والخطأ تمهيدًا لطرده، غير أن كياسة لاعبنا أفشلت هذه الحيلة.
وتكرّر مشهد الظلم في مباراة العراق والأردن، إذ احتسب حكم المباراة، وضمن الدائرة التحكيمية نفسها، ركلة جزاء لصالح المنتخب الأردني سجّل اللاعب الأردني منها هدف التأهل، ليُقصى العراق من البطولة. ويمكن، في هذا السياق، تلمّس حضور المفاهيم التجارية الحديثة في إدارة المباريات، كما حدث في إلغاء هدف المنتخب الجزائري أمام الأردن بداعي التسلل، رغم أن الإعادة لم تُثبت ذلك بشكلٍ حاسم. وتزداد دلالة هذا السياق إذا ما أُخذ بالاعتبار أن المنتخب الأردني حصل على سبع ركلات جزاء دون أن تحتسب ضدهم اية ركلة جزاء خلال النسخة الحادية عشرة من كأس العرب، وهو رقم يثير تساؤلات مشروعة حول طبيعة البيئة التحكيمية وحدود الفصل بين المنافسة الرياضية ومنطق التوجيه والمنفعة.
إن استمرار العراق في استنزاف طاقاته ضمن بيئة عربية تُدار بهذه الذهنية لا يمكن اعتباره خيارًا عقلانيًا. فحين تتحوّل المنافسة إلى أداة ضبطٍ سياسي، يصبح الإنجاز الرياضي مرهونًا بعوامل خارجة عن الأداء الفني والاستعداد البدني.
وعليه، يصبح من الضروري أن يعيد العراق النظر في أولوياته الرياضية، وأن يوجّه ثقل مشاركاته نحو فضاءات أكثر توازنًا ووضوحًا في القواعد، كالساحات الآسيوية والأوروبية، حيث تخضع المنافسة – نسبيًا – لمعايير مؤسسية أشدّ صرامة، ويُترك الأداء لميزانه الطبيعي.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل يُراد للعراق أن يبقى لاعبًا في بيئة لا تعترف به إلا بوصفه خطرًا يجب تحجيمه؟
أم أن الوقت قد حان لإعادة تعريف موقعه الرياضي خارج هذه الدائرة المغلقة؟



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الحر في العراق: بين كذبة الحد من سلطة الدولة وواقع ...
- بأن قصة قصيرة جدا
- معركة البرلمان العراقي محاولة يائسة لإعادة إنتاج الطائفية
- الكويت: من الحماية البريطانية إلى ابتلاع خور عبد الله – دور ...
- أن الصمود ممكن، وليس من كبيرَ على الأرض سوى الله سبحانه...حد ...
- من صفّين إلى كربلاء: جدلية الدهاء الأموي ومأساة الانقلاب على ...
- موجة الخطاب اللاوطني الصاعدة في العراق: خطر يفوق موجة الخطاب ...
- على درب عاشوراء: من الحسين إلى العراق: قراءة في انحراف السلط ...
- على ضفاف الحرب: تحولات الجيوبوليتيك الدولي وفرص التحرر في ال ...
- برامج الهيمنة في الشرق الأوسط: من الاستعمار الكلاسيكي إلى ال ...
- على طريق الحل: أسئلة قبل فوات الاوان عن البداية ومأزق التغيي ...
- بيان حركة الأمة المدنية العراقية حول اتفاقية خور عبد الله ال ...
- التجربة الديمقراطية في العراق بين حداثة هشة وتقليدية مهيمنة.
- رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية
- حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة ...
- ثمة ما يُقال في تصحيح سرديات الهوية العراقية
- نواح الساحل القتيل - نص شعري
- سنديانةُ الساحل السوري
- كرسي هزاز - نص شعري
- كاريكاتير محلي / قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- صندوق مفاجأة دمية -لابوبو- يبرز أيضا ضمن صيحات هدايا عيد الم ...
- ضاحي خلفان يكشف عن 3 أسباب لفشل الوحدة العربية ونجاحها في ال ...
- كيف يؤثر التأمل علي دماغك ويحمي صحتك النفسية؟
- جرائم إبستين ـ اختفاء وثائق وملفات يهز وزارة العدل الأمريكية ...
- شرطة تايوان تنفي الدوافع الإرهابية عن هجوم مترو تايبيه
- قصة -الملثم خالد- الشاب الذي كان -مفتاح النصر- لحلب
- 10 قتلى بنيران مسيرة استهدفت سوقا بولاية شمال دارفور
- مقتل 3 بقصف إسرائيلي شرقي مدينة غزة.. واقتحامات في الضفة
- البرادعي: صراعات عالمنا العربي كانت بين الأنظمة والآن الكارث ...
- خارجية سوريا تعقب ببيان عن جهود محاربة داعش وتعزي ضحايا الهج ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - كأس العرب: بيئة رياضية مُسيَّسة وبطولة بلا حياد