أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - برامج الهيمنة في الشرق الأوسط: من الاستعمار الكلاسيكي إلى التمكين الجيوسياسي الجديد














المزيد.....

برامج الهيمنة في الشرق الأوسط: من الاستعمار الكلاسيكي إلى التمكين الجيوسياسي الجديد


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقديم
على مدى أكثر من قرن من الزمن، شكّل الشرق الأوسط ساحة صراع مفتوح للقوى الاستعمارية، بداية بالهيمنة العسكرية الكلاسيكية، ثم الاستعمار المقنّع عبر أنظمة محلية تابعة، وصولًا إلى الهيمنة الجيوسياسية المعاصرة التي توظف أدوات جديدة كالتطبيع والتفكيك الثقافي والديني. تطرح هذه الورقة سؤالًا محوريًا:
كيف تطوّرت برامج الهيمنة الغربية على المنطقة، ولماذا أخفقت المجتمعات العربية في بلورة مشروع استقلالي ناجز رغم تكرار التجربة؟
أولًا: الجذور التاريخية لمشاريع السيطرة
بدأت الملامح الأولى للهيمنة الغربية على المنطقة في مطلع القرن العشرين، حيث كشفت الوثائق الأوروبية عن نوايا استراتيجية تجاه الثروات الكامنة في الأراضي العربية. في مؤتمر كامبل بنرمان 1905–1907، وُضعت الأسس النظرية لفكرة "غزو العرب" باعتبارهم أمة تمتلك خصائص الوحدة من لغة ودين وموقع وثروة، ما يجعلها مصدر تهديد لمصالح الغرب إن لم تُفكك. ثم جاءت مرحلة التنفيذ العملي عبر :
- اتفاقية سايكس–بيكو /1916 لتقسيم المنطقة.
- وعد بلفور/ 1917 لزرع كيان استيطاني في فلسطين.
- تأسيس أنظمة وظيفية في دول عربية عديدة تابعة للنفوذ البريطاني والفرنسي.
ثانيًا: التحول من الاستعمار إلى الهيمنة الناعمة
بعد انسحاب القوات الاستعمارية التقليدية، حافظ الغرب على نفوذه من خلال أدوات جديدة مثل
- دعم أنظمة حكم تابعة مقابل حماية المصالح الغربية.
- التحكم في موارد الطاقة وتسعير النفط.
- التحكم في القرار السياسي عبر المؤسسات المالية والعسكرية.
وفي العقدين الأخيرين، دخلت المنطقة طورًا جديدًا عبر مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو إعادة تأهيل وظيفي لدور إسرائيل كمركز إقليمي يقود مشروع تفكيك ما تبقى من هوية مقاومة. وكان أبرز مظاهره:
- موجة تطبيع رسمية
بدأت بالإمارات والبحرين وشملت اكثر من ثمانية دول عربية وانتهت إلى محاولات لاستدراج السعودية.
- إطلاق مشروع "الديانة الإبراهيمية":
. كغطاء ثقافي لترويض المزاج الشعبي تجاه إسرائيل
ثالثًا: قوى الممانعة والرد المضاد
رغم اتساع دائرة التبعية، بقيت قوى "الممانعة" تشكل حاجزًا أمام المشروع الغربي–الإسرائيلي، وتتمثل حاليًا في:
إيران ، حماس، حزب الله ،سوريا (الاسد)، الحوثيين، وفصائل المقاومة العراقية.
وقد واجه المشروع الأمريكي–الإسرائيلي هذه القوى عبر مراحل مبرمجة:
1- المرحلة الأولى :
- استهداف غزة وتصفية حماس.
- محاولة تفكيك حزب الله واغتيال قادته.
- إسقاط نظام بشار الأسد وتسليم سوريا لمجموعات إرهابية موالية للغرب، من بينها تنظيم يقوده الارهابي أبو محمد الجولاني .
2- المرحلة الثانية :
الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران في سياق خطة انقلاب داخلي تقوده خلايا محلية مدعومة استخباريًا من تل أبيب.
إلا أن إيران سيطرت على المحاولة الانقلابية و استعادت توازنها، ثم أطلقت صواريخ دقيقة أصابت العمق الإسرائيلي، مما شكل تحولًا استراتيجيًا في ميزان الردع.
رابعًا: أفق الهيمنة القادم ومآلات السيادة العربية
لا تشير المؤشرات إلى نهاية قريبة لمخططات الهيمنة. بل إن ما يجري اليوم من حروب مباشرة أو بالوكالة ليس سوى تمهيد لمراحل أخرى من الاستنزاف والسيطرة. ومع ذلك، يبقى السؤال الحرج
لماذا لم تستطع النخب العربية، طوال 120 سنة، أن تنتج مشروعًا سياديًا حقيقيًا؟ ولماذا تفتقر الأمة إلى قول "لا" صريحة؟
يتوزع الجواب بين ضعف البنى الفكرية والسياسية، واستمرار ثقافة التبعية، وطغيان الاستبداد السياسي للانظمة السياسية العربية التي ادام وجودها الغرب والامريكان طوال المائة عام من الهيمنة ، ما ادى الى غياب الإرادة المجتمعية في مقاومة المشروع الاستعماري المركّب الذي يشمل القوة، والدين، والاقتصاد، والإعلام.

خاتمة
إن برامج الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط لا تقتصر على الاحتلال العسكري، بل تتجدد باستمرار عبر أدوات ناعمة وخشنة، تهدف إلى إفراغ المنطقة من إرادتها ومقدراتها. ورغم ذلك، فإن وجود قوى مقاومة صلبة يحفظ إمكانية قلب الموازين، شريطة توافر مشروع حضاري سيادي بديل، يقرأ التاريخ ويصوغ المستقبل من داخله، لا على هوامشه.

هوامش ومراجع مقترحة
1- عبد الوهاب الكيالي، الموسوعة السياسية، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1986 .
2- رودني هيل، الشرق الأوسط الحديث: تاريخ سياسي واقتصادي، ترجمة: فاضل جتكر، مركز دراسات الوحدة العربية، 2005 .
3- محمد حسنين هيكل، الطريق إلى رمضان، القاهرة: دار الشروق، 1975 .
4- ناعوم تشومسكي، الدولة الفاشلة: إساءة استخدام القوة والهيمنة، ترجمة: محمد العاني، الدار العربية للعلوم، 2008 .
5- تقارير حول إعادة تشكيل الشرق الأوسط (متوفرة إلكترونيًا).



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طريق الحل: أسئلة قبل فوات الاوان عن البداية ومأزق التغيي ...
- بيان حركة الأمة المدنية العراقية حول اتفاقية خور عبد الله ال ...
- التجربة الديمقراطية في العراق بين حداثة هشة وتقليدية مهيمنة.
- رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية
- حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة ...
- ثمة ما يُقال في تصحيح سرديات الهوية العراقية
- نواح الساحل القتيل - نص شعري
- سنديانةُ الساحل السوري
- كرسي هزاز - نص شعري
- كاريكاتير محلي / قصة قصيرة جدا
- قرار العفو العام تهديد للاستقرار السياسي والأمني في العراق.
- شعور الخوف من -عزرائيل-عند النخبة اوالعامة
- الموجة الترامبية الجديدة والعشرة المبشرون بالسلطة في العراق.
- كابينة الضحك - قصة بصيرة
- قراءة واقعية في المشروع السياسي السوري الجديد.
- 2 آب 1990 الاسود: فوهة لهجوم الشياطين والافاعي والدبابير على ...
- قراءة في كأس مقلوبة
- 100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطني ...
- 9نيسان2004 ذكرى محنة كأداء لعلكم تتفكرون!!
- حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - برامج الهيمنة في الشرق الأوسط: من الاستعمار الكلاسيكي إلى التمكين الجيوسياسي الجديد