أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - التجربة الديمقراطية في العراق بين حداثة هشة وتقليدية مهيمنة.














المزيد.....

التجربة الديمقراطية في العراق بين حداثة هشة وتقليدية مهيمنة.


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط النظام الاستبدادي في عام 2003، دخل العراق مرحلة انتقالية كان يُفترض أن تقوده نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة. غير أن ما حصل فعليًا هو انبعاث قوى تقليدية طائفية وقبلية، تمترست خلف شعارات الهوية، وفرضت على التجربة السياسية طابعًا مشوَّهًا، أعاد إنتاج منطق الهيمنة والغنيمة بدلًا من ترسيخ قيم المواطنة والمؤسسات.
إن ما يجري في العراق ليس مجرد صراع سياسي عابر، بل هو تحدٍ عميق داخل الذات العراقية، بين خيار التقدّم إلى الأمام بخطى حداثية واضحة، أو الارتداد إلى الوراء والانغماس في دوامة التقليدية البطريركية. هذا التحدي لا يخص النخب وحدها، بل يشمل المجتمع بأسره، لأنه يتعلق بطبيعة الدولة وهوية المواطن.
الديمقراطية، باعتبارها أحد أوجه الحداثة الإنسانية، لم تُمنح في العراق فرصةً حقيقية للنمو. فمنذ بدايتها، واجهت هجمة شرسة من القوى التقليدية التي استفزها التحول من حضيرة الاستبداد إلى أفق المشاركة والتسامح. وهكذا وُلدت لدينا ديمقراطية هشة، مشلولة، خرجت بنموذج سياسي كسيح تمارس في ظله مفاسد ومظالم، لكنها، رغم هشاشتها، تظل مؤشراً على بداية مختلفة، لو أُحسن توجيهها.
إذا أردنا أن نكون بشراً حقيقيين، بمستوى أولئك الذين يعيشون على هذا الكوكب المضيء، علينا أن نتمسك بنقطة الانطلاق نحو الديمقراطية. فهي لحظة فاصلة في التاريخ السياسي العراقي، وفرصة نادرة للخروج من هيمنة الحكم الأبوي المستبد.
ولترسيخ هذه التجربة، لا بد من خطوات جريئة وواضحة، منها:
- تأسيس معارضة برلمانية فاعلة تمثل رقابة حقيقية، لا مجرد مشاركة شكلية.
- تعزيز التعددية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، دون قيود أو وصاية.
- فرض رقابة صارمة وشفافة على أداء السلطات كافة، ومحاسبة المقصّرين والفاسدين.
- صيانة حرية الفكر والفن والآداب والأديان والمذاهب، باعتبارها ضمانة لحيوية المجتمع.
- ربط المجتمع بالتكنولوجيا وروح العصر، وقطع الارتباط بمنطق التخلّف.
- ترسيخ مبادئ الحرية وحقوق الإنسان كأساس لبناء الدولة.
- حماية الحريات الشخصية بنصوص قانونية ملزمة، لا بعُرف السلطة.
- الاعتراف بالمواطن كقيمة مقدسة، متساوية بين الرجل والمرأة، مهما اختلفت هويته الدينية أو القومية.
- إلغاء منطق الإيجار القهري، والاعتراف بالسكن كحق إنساني لا جدال فيه.
- إطلاق منظومة ضمان اجتماعي وصحي تُنقذ المواطن من الفقر والعوز.
خاتمة:
لن تُبنى الدولة العراقية الحديثة إلا إذا اقتنع النظام السياسي والمجتمع معًا أن الديمقراطية ليست ديكورًا، ولا الحداثة ثوبًا مستعارًا، بل هما مشروع وطني يحتاج إلى شجاعة في الموقف، وصدق في النية، وعدالة في التطبيق. العراق اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يستكمل مشروعه الديمقراطي عبر إصلاح حقيقي وعميق، أو أن يظل يدور في حلقة مفرغة من التبعية والتقليد والتراجع.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية
- حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة ...
- ثمة ما يُقال في تصحيح سرديات الهوية العراقية
- نواح الساحل القتيل - نص شعري
- سنديانةُ الساحل السوري
- كرسي هزاز - نص شعري
- كاريكاتير محلي / قصة قصيرة جدا
- قرار العفو العام تهديد للاستقرار السياسي والأمني في العراق.
- شعور الخوف من -عزرائيل-عند النخبة اوالعامة
- الموجة الترامبية الجديدة والعشرة المبشرون بالسلطة في العراق.
- كابينة الضحك - قصة بصيرة
- قراءة واقعية في المشروع السياسي السوري الجديد.
- 2 آب 1990 الاسود: فوهة لهجوم الشياطين والافاعي والدبابير على ...
- قراءة في كأس مقلوبة
- 100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطني ...
- 9نيسان2004 ذكرى محنة كأداء لعلكم تتفكرون!!
- حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد
- يصعب على الجوعان نعم الثرد. أفكار في الثقافة المجتمعية
- اخي الكوردي
- كيف يواجه المجتمع العراقي ثقافة العنف وتنمر غرائز القتل.


المزيد.....




- نتنياهو: هاجمنا إيران لمنع -محرقة نووية- وهذا ما قاله عن -تغ ...
- أنور قرقاش يعبر عن إدانة الإمارات الضربات الإسرائيلية على إي ...
- الجيش الأردني: نسقط الصواريخ والمسيرات التي تنتهك مجالنا الج ...
- سكان القدس يخزنون المؤن وسط تصاعد التوتر مع إيران
- نيكولا ساركوزي يفقد وسام الشرف الفرنسي بعد إدانته رسمياً
- لماذا هبت دول عربية وتركيا لمساعدة سوريا؟
- نتنياهو: العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تغيير النظام في إير ...
- تركي آل الشيخ لجمهور الزمالك: لا تصطادوا في الماء العكر
- وزير الخارجية القطري ونظيره الفرنسي يؤكدان أهمية الاستقرار ف ...
- إسرائيل لم تخطر بريطانيا بهجماتها مسبقا


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - التجربة الديمقراطية في العراق بين حداثة هشة وتقليدية مهيمنة.