أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية














المزيد.....

رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية.

لو بقي الامام علي عليه السلام في المدينة المنورة عاصمة لخلافته لسقط معاوية مدحورا بين يديه، وهناك ما يعضد رأينا في ذلك. إلا أن السرَّ العبقري الكامن في انتقالته العظمى من المدينة الى الكوفة، كان يمثل الخطوة الاولى على الارض في بناء تجربة للدولة المدنية، من لدن (حاكم مفكر) فالمدينة المنورة وقتذاك هي عاصمة التراث القبلي التقليدي، وإنها ستطبع تاسيسات الدولة بطابعها القبلي الضيق، بينما الذهاب الى الكوفة يعني التلاقح مع تراث المدن الرافدينية، الحيري والمدائني والسلوقي في وادي الرافدين. كان على بن ابي طالب يخطط لبناء اسس لدولة تستند الى قواعد مدينية حقوقية، هذه الانتقالة النوعية الفريدة في التاريخ، مهدت لظهور الحضارة العربية الاسلامية في العهد العباسي، وفي العاصمة بغداد . وليس من المستغرب الإقرار بان الامام علي (ع) هو رائد تلك الحضارة، وممهد ثقافتها المبنية على الجذر الإنساني والمدني والفلسفي والعلمي، سواء في معاملاته وتطبيقاته الإدارية والسياسية، أوفي خطبه إلى الأمة وخطاباته وبلاغاته الى ولاته في البلدان : (أنظر الى من معك من الناس ،أما ان يكونوا أخوة لك في الدين أو نظراء لك في الخلق) ، هذا خطاب فكر وفلسفة لم تنتجهما المدينة المنورة .. بل هو عقل علي (ع) وفكر العراق الحضاري، وكانت تجربة ميدانية كبيرة تقترن فيها الممارسة بالفكر، والتي استنبطها الفكر السياسي الأوروبي لاحقا بعد عدة قرون. وكانت درسا رائدا في السياسة، والاجتماع، والإدارة، والفكر. مخططا له وليس وليد صدفة أو نزوة، ونستنبط من تجربة الإمام (ع)، إن بناء اسس الدولة المدنية يتطلب التضحيات الجسام والتحدي والمجازفة و الاستشهاد، كما ويقتضي بالضرورة أن تتوفر ادوات المدنية في مهمة البناء والانجاز .. ضحى الإمام علي (ع) بحياته، وضحى بمصير الحسن والحسين واخوانهما وابنائهما، و ترك مواطن الاهل وملاعب الصبا، لأنه اختار المدن الاستثنائية الوريثة لسومر وبابل وأكد والحضر وميسان والحيرة والمعبأة بمتون الثقافة والعلوم والقانون لينجز مشروعه الاسمى، ويتقدم خطوة أولى في بناء الانسان الكامل خارج هوية الجهل الموروث القبلي. يحتاج المدنيون اليوم جهودًا جبارة لقراءة ابجديات المشروع العظيم الذي ابتدأه الإمام علي (ع).
هذا تمهيد يدعونا الى تكثيف جهود دائمة في ادراك هذا الحدث الثري، وإنتاج نصوص عنه تفيض وعيًا عميقًا وبصيرة تاريخية متقدة، والخروج بقراءة فريدة وجريئة لحركة الإمام علي عليه السلام، ونقل عاصمة خلافته من المدينة المنورة إلى الكوفة، باعتبارها انتقالة من التأسيس القبلي إلى التأسيس المدني الحضاري. وأن إبراز التلاقح بين علي الإنسان/ المفكر، وبين إرث العراق المديني المتراكم منذ سومر وبابل، يعطي بعدًا حضاريًا نادرًا، ويدفعنا لإعادة قراءة تفاصيل ذلك العصر بروح جديدة تليق بمشروع الإمام علي القائد والمرجع ، لا مجرد خليفة مظلوم، بل كمؤسس حقيقي لما تحول لاحقًا إلى حضارة عراقية جديدة أبان العصر العباسي والتي دامت خمسة قرون.
خلاصة :
أن ما فعله الإمام علي عليه السلام يشكّل اليوم مرجعية يمكن استلهامها في بناء مشروع الدولة المدنية في العراق المعاصر، ويمكن توطين تلك الرؤية في وعي الاجيال الجديدة من منظور فكري لا يرى في الحدث مجرد تحوّل جغرافي أو عسكري، بل يرى فيه إرهاصات لميلاد مشروع حضاري كوني. ان الوعي بهذا الجذر المدني يمد كل الحركات المدنية الناهضة بخلاصة معرفية تفيد بأن مشروع الدولة المدنية لا يُبنى إلا على التحدي، والفداء، واستحضار أدوات الفكر قبل السلاح.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة ...
- ثمة ما يُقال في تصحيح سرديات الهوية العراقية
- نواح الساحل القتيل - نص شعري
- سنديانةُ الساحل السوري
- كرسي هزاز - نص شعري
- كاريكاتير محلي / قصة قصيرة جدا
- قرار العفو العام تهديد للاستقرار السياسي والأمني في العراق.
- شعور الخوف من -عزرائيل-عند النخبة اوالعامة
- الموجة الترامبية الجديدة والعشرة المبشرون بالسلطة في العراق.
- كابينة الضحك - قصة بصيرة
- قراءة واقعية في المشروع السياسي السوري الجديد.
- 2 آب 1990 الاسود: فوهة لهجوم الشياطين والافاعي والدبابير على ...
- قراءة في كأس مقلوبة
- 100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطني ...
- 9نيسان2004 ذكرى محنة كأداء لعلكم تتفكرون!!
- حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد
- يصعب على الجوعان نعم الثرد. أفكار في الثقافة المجتمعية
- اخي الكوردي
- كيف يواجه المجتمع العراقي ثقافة العنف وتنمر غرائز القتل.
- على انغام الراديو - قصة قصيرة


المزيد.....




- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- المبادرة المصرية تطالب وزارة الداخلية بتمكين محمد عادل من حق ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري
- -فضيحة تجسس- جديدة... برلين تتهم وبكين تنفي!
- الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة ...
- شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم ...
- بيسكوف يعلق على إمكانية الاتصال المباشر بين بوتين وترامب
- دبلوماسي أمريكي يرجح إعلان واشنطن عن اتفاق المعادن مع أوكران ...
- -رويترز-: الأردن نجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية