أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - على انغام الراديو - قصة قصيرة














المزيد.....

على انغام الراديو - قصة قصيرة


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


على انغام الراديو
قصة قصيرة


أخذ عن أبيه مكارم ورفعة السلوك، وأحبّ الناس بشكل مفرط حتى أنه لايظن بأحد ظن سوء وإن كان مسيئا حقاً. ولما يتعرض إلى عتب، أولوم عما هو فيه يرد بقناعة، وثبات: أو ليس هم عيال الله فما اقول في غد لصاحب العيال..؟ هو يدرك انحراف المخطئين لكنه يدرك أكثر منه أهمية موقفه في الحفاظ على جادته في النقاء بعيدًا عن التلوث العام.
وجد في خلوه إلى نفسه متنفسًا يجدد صلابته، ويمنع انحناء قامته للزمن، فهو صاحب صوت فريد، وذاكرة تحفظ نوادرالأبوذية، والزهيري، والدارمي، وان توقيت خلوته يوميًا يكون عند الساعة التي تسبق المغرب، ويوافق أن ينتشر الهدوء في تلك الساعة الجميلة ما جعل الأهالي يختلفون في تقدير السبب والنتيجة بين الهدوء وصوته، في أيهما يبعث الآخر. وتلك ظاهرة شغلت اهل القرية وقتًا ليس بقصير، فتعدت الى الحيوانات والطيور، ويرونها قد تمتعت بنعمة الهدوء. في ذات مرة عزم أن يذهب إلى المدينة الكبيرة التي تبعد خمسة وثلاثين كيلومترا عن قريتهم ليشتري كمية أعلاف فصلية لأبقاره وأغنامه، ارتدى دشداشته اللائقة، وشمّر غترته على رأسه، ودس دنانيره في جيب الورك، ومضى مشيًا مايقارب كيلومترين حتى موقف السيارات الذاهبة الى المدينة.. من المعتاد ان تقبط السيارة ب14 راكبا حتى تنطلق، جلس في وسط اثنين من الركاب مألوفين له، فهما من سكان أطراف القرية، مضت السيارة في السير وران صمت يقابل صوت راديو السيارة الذي لم يعره أحدهم بالًا، نظر الى جانب الشارع فعرف من خلال بعض الدلالات انهم قطعوا ما يعادل نصف المسافة إلى المدينة، في اللحظة تلك أحس بأن يد الراكب من جهة اليمين تمتد إلى جيبه الورك، وتلتقط رزمة الدنانير بخفة ومهارة، لم يمنع اليد من سرقته، وظل ساكنا هادئا الى ان وصلت السيارة كراج المدينة. نزل الركاب وبقي هو في السيارة، سأله السائق عن سبب بقائه قال سأعود معك إلى القرية قد نسيت فلوسي..! استغرب اهله
عودته السريعة فشرح الموقف الذي تعرض له وانكر معرفته بالجاني، وشاع الخبر في القرية، وجاء المتندرون، العذال، والشطار بعتب ثقيل :لماذا لم تمسك بيده حتى تسلمه إلى الشرطة؟ واردفوا كثيرا مما يشبه ذلك، فاغلق الحديث معهم بقوله :أتعتقدون إن شاحنة علف حيواني تساوي تلويث سمعة انسان تلصق معه طوال عمره، وما ذنب عائلته لتلاحقها الألسن هذه "عائلة الحرامي"..



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة - قصة قصيرة
- مقالب هولاكو & الهدوء اللذيذ ( قصتان قصيرتان جدا)
- قصتان قصيرتان جدا :دعاء النملة السوداء & العشق بصوت عال
- مقاربة نقدية في خميرة حلم بقلم الناقد عبد الجبار خضير عباس
- رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة
- بُرنص محترق- قصة قصيرة جدا
- قراءة نقدية في القصة القصيرة ( كميلة) للقاص العراقي على حداد
- اطوار-الكرسي قصتان قصيرتان جداً
- الباء،طائرة ورقية-قصص قصيرة جداً
- يوميات قميص -قصة قصيرة جدا
- لحظة أخيرة
- احاديث أم حمزة- قصة قصيرة
- العراق ، محو الوطن والغاء المواطنة هدف عالمي يديره وكلاء الن ...
- ملامح تنويرية في الفكر الديني المعاصر
- 50 مليار دولار فائض صادرات النفط العراقي - الشحمة والبزون -
- التمييز في الرؤية والاستبصار قي الرؤيا ، اجراء لافكاك عنه.
- القناعة بالمقسوم وحاجتها الى التدقيق والمراجعة
- احاديث العام الجديد - الوباء واللقاح في ثنائية الفقر والغنى.
- صراع الأضداد أم وحدتهم في المؤسسة الاميركية..
- اللغة العربية سلاح للوحدة العراقية.


المزيد.....




- بدايات القرن العشرين في المغرب بريشة الفنان الإسباني ماريانو ...
- اللقاء المسرحي العربي الخامس بهانوفر.. -ماغما- تعيد للفن الع ...
- يرغب بنشر رسالته في -الخلاص- حول العالم.. توصية بالعفو عن نج ...
- أهرمات مصر تشهد حفل زفاف أسطوري لهشام جمال وليلى أحمد زاهر ( ...
- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - على انغام الراديو - قصة قصيرة