أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة














المزيد.....

رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


في ٱخر ليلة من السنة أخرج عدة احتفاله المعهودة كل عام : شموع ،وحلوى، وكيك، وكرزات ، وشراب الزبيب، وبخورهندي، وعلبة سجاير مارلبورو . جلس الى مائدته المليئة بمصفوفات عدة السهر،مصغيا إلى نغمات الرسائل المتوالية. التي أخذ يتلقاها محملة بتهاني الأصدقاء وتمنياتهم الباذخة. وبالنظر لبلوغ صفحته في الفيس بوك عدداً كاملاً 5000 صديقاً ، ومتابعين أكثر من 9000 متابعاً، شهدت الساعات الأخيرة من تلك الليلة تسارعا في ورود التهاني . ربما كان الأمرهذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة، نكاية ببعض من حاموا حول تحريم الاحتفاء برأس السنة الميلادية على المسلمين.
أحس بجمال المعايدات وبهاء الكلمات التي تنظف مخيلته العابسة الحزينة بفقدان ثلة من الاقربين شهداء في معارك الدفاع ضد داعش. كذلك بعض الأصدقاء المقربين ممن توفاهم الله. ما دفعه إلى أن يشعل شموعاً لأرواح من يحضره ذكرهم. الحقيقة إنه نسي كل شيء في الزمن الذي يشير الى نصف الساعة الأخير قبل التحول الى العام الجديد. رأى قلبه قد مال الى العتمة ناسفا كل بهجته التي راكمتها رسائل الاصدقاء ، لاشك انه معلق برسالة دون غيرها، لم تأت بعد .. راوده شعور طفولي قلق يعتريه دائما في ليلة عيد الفطر، حين يجمد احساسه في طيات الغروب بين ثبوت رؤية الهلال من عدمها.. لأن أفراحه الحولية متوقفة على ذلك، فهي محفوظة مع ملابس العيد التي تنتظر،وهو في شغف لارتدائها لكن لايجوز الا في الاعلان الشرعي عن ثبوت رؤية الهلال. كان يرد على الامنيات الجميلة بأجمل منها، لكن قلبه مشدود الى الماسنجر. ويعلم إنها ستأتي قبل التقاء العقربين . منذ زمن عمد الى تدريب نفسه بشؤون مختلفة من عالم الروحيات والريكي والفيوضات القلبية فلم يداهمه يأس شديد.. إلا خمس دقائق اشتعلت سماء بغداد بالصعادات .
نبس مع نفسه ان الإرهاب سقط امام ثقافة الفرح العارمة وخسرعديد من الملتحين فرصتهم في أن يتحولوا الى صف داعش .. لأن موت الفرح محال فالروح الشعبية هي تاريخ للثورة، والجلد، والصبر المعاكس للتعذيب، والاغتيال ، والقمع، والموت، والاحساس بقيمة الادمية، وتاريخية العِشرة، والشراكة تيار يخرس الرصاص، ويعيد الابتهاج الأولي كما كان صادحاً في أور، و بابل، و ٱشور، والحيرة، وميشان من صبأ منهم ، ومن تنصر ..الضمير الجمعي اخرج نفيه التاريخي لفتوى الارهاب المفعمة بالجهل المعرفي. كأن اخصاص القصب تحركت في مساحات الزمن المطوي لتكتب بدماء عراقية فصيحة كلمات للفرح والميلاد. شعر بأن الحياة تتجدد في مساحات الوعي.. لكن ذلك لم يلهه عما يتوقد به القلب من انتظار.. إلا دقيقة واحدة السماء تصطك بدويّ الفرح فرزت أذناه نغمة رسالة من بين بقية الرسائل، جاءت من بعيد محملة بالحياة والحب، لإيلافنا، رسالة الصيف ورسالة الشتاء فليعمّدوا هذا الحب الذي وقاهم من بغض وٱمنهم من خوف.. قرأ مالم يقرأه من قبل .. وضعت صورتها كأمرأة تشبه تاريخ حواء مذ شهقت على أرض، وعرفت أن الإنسان لفي خُسر إلا الذين ٱمنوا بقلوبهم وهم يصدقون.. صورة تختصر الانثى.. فكيف يكتب عن ذلك، وكيف يرد ؟ اهتدى الى حيلة روحية تشبه لحظة الشفاء العاجل، فوضع صورتها وكتب تحتها:
(وتظل هذه الساحرة تمثل أيقونة المحبة الأبدية لقلب اعمى)..
وضعها على الماسنجر وأرسلها إليها.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُرنص محترق- قصة قصيرة جدا
- قراءة نقدية في القصة القصيرة ( كميلة) للقاص العراقي على حداد
- اطوار-الكرسي قصتان قصيرتان جداً
- الباء،طائرة ورقية-قصص قصيرة جداً
- يوميات قميص -قصة قصيرة جدا
- لحظة أخيرة
- احاديث أم حمزة- قصة قصيرة
- العراق ، محو الوطن والغاء المواطنة هدف عالمي يديره وكلاء الن ...
- ملامح تنويرية في الفكر الديني المعاصر
- 50 مليار دولار فائض صادرات النفط العراقي - الشحمة والبزون -
- التمييز في الرؤية والاستبصار قي الرؤيا ، اجراء لافكاك عنه.
- القناعة بالمقسوم وحاجتها الى التدقيق والمراجعة
- احاديث العام الجديد - الوباء واللقاح في ثنائية الفقر والغنى.
- صراع الأضداد أم وحدتهم في المؤسسة الاميركية..
- اللغة العربية سلاح للوحدة العراقية.
- العام الجديد : قيح وأورام في رئتي العراق
- ما اعتقده في العملية السياسية
- الثعلب الماكر
- نبوءة السياب : يا خليج يا واهب المحار والردى
- النظام الأكبر هجنة في التاريخ ..محنة الإنسان في العراق


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة