أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد














المزيد.....

حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 7932 - 2024 / 3 / 30 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد
21 رمضان (هجري)- استشهاد الامام علي عليه السلام
31 آذار (ميلادي)- تأسيس الحزب الشيوعي العراقي

يلتقي في يوم غد الأحد حدثان لهما قول فصل في نشأتي وتكويني وسلوكي مذ حبوت ووعيت معنى أن يكون الانسان انسانا في حياته وتكوينه وكيف يبصم ملامحه ازاء موجات من : الصراع، وطلب الحقوق وتنفيذ الواجبات ، ومسارات الاضطهاد والاختطاف والتغييب والملاحقة والسجون والصمود والبراءة والبيعة والنكث والردة، وصناعة الأمل والقراءة والابجدية والكتب والصحف والبيان والشعر والشعر الشعبي الذي أوجز لنا فيه ببلاغته المعهودة (شاعرنا كاظم اسماعيل الكاطع) فكتب: ( هو طريجين العمر ‘ واحد مذلة ومزبلة تاريخ، والثاني شمس، وأثنينهن يتلاكن بحلك الكبر).
الحدث الاول : تلمست الطريق الى (الامام علي ع) وأنا غض طري العود فملأت جودي من حبه حتى شق النهر طريقه الى روحي وعقلي ومشاعري، وركزت النظر وترقيت تدرجاً في فهم حقيقة (الامام علي ع) فأدركت ضياءه من وراء العتمة الحالكة التي يثيرها الفالقون لهامه المتعاقبون في عتبات التاريخ والقابضون على مواقع الاستبداد ليفقأوا أي عين ناظرة ويلقوا الى العدم أي تبصر أو قرب في وعي منه. منعوا الانسانية من الاقتراب من حدود (الامام علي ع) ذلك الكون الموازي ، نعم فهو التطابق الواقعي للحكمة المجسدة في القول الشعري ( وتحسب أنك جرم صغير-- وفيك انطوى العالم الأكبر). إن منع الانسان من الارتقاء في ابجديات الانسان الكامل (الامام علي ع) هو دأب قديم سار عليه سلف ولحق به خلف ولم يزل يحرم البشرية لذة الحقيقة ويمنعها الكشف والوضوح والتبصر. تدرجت في حب (الامام علي ع) حتى قلتُ فيه :

(عليٌ أنت أم أنت العلي
جعلتَ اللُبَّ في تيهٍ يُحارُ
عليٌ مذ حبوتَ تقمصتك
رسومُ المجد والفِعلُ الكبارُ
فلم تلد النساءُ كذا عظيما
جوار الله يحضنه الجدارُ )
الحدث الثاني: وعي الاستبداد والصراع الطبقي والتخلف الاجتماعي ومرادفات كثيرة شكلت صورة وعيي المنفتح على تداخلات ومسارات وتعرجات وجدت فيها ترجمة للحس الداخلي المتدفق لاحتواء الوجع اليومي لمشاهد الاستلاب والهيمنة والظلم بشكل يلائم ما تقطر على روحي من فيض الامام عليه السلام وتمثلاتها في متوك مداركي الغضة شذرات تحكي في داخلي عن قدرة الانسان على صناعة حاضره وتعميد ملحمته الكبرى في الوجود على اسس عادلة .الامر الذي هيأ لي هذا المختبر الثوري التطبيقي لأسير بخطواتي الى طرق وعرة لاشك بأنه كان تراث عائلتي المركب من ( التراث الديني والوطني – اليساري على الخصوص) ، فتجارب رواد عائلتي الراحلين في مسارات السياسة والمواقف اليسارية كان لها صدى في ريف ميسان وانتفاضاته الفلاحية وفي العاصمة بغداد وانتفاضاتها الوطنية، يذكر لي جدي العلامة الشيخ عباس الشيخ عطية بأنه كان في بغداد أوان وثبة كانون المجيدة في العام1948وشارك في نسيجها وكتب قصيدة قال فيه: َ ( سلام من الباري العزيز أولي النصر
ِعلى جثثٍ فاضت دماها على الجسر ِ)، وكانت قصيدة يرددها مثقفو الوثبة وتقوم الحكومة بسجن كل من يرددها في التظاهرات وقتذاك، كما حدثني عن ذلك (المناضل الراحل عبد الحسين خليفة وهو احد رواد السياسة واليسار في عائلتنا). وتداولت مجالس عائلتنا مرويات عن المآثر والاسهامات التي قدمها رواد العائلة في العمل السياسي في مقاومة الاقطاع والرجعية ، حدثونا عن الدور الذي قدمه عمنا ( مجيد الملا خليفة) في ترسيخ الوعي اليساري في صفوف الفلاحين في ارياف المجر الكبير والميمونة وعموم لواء العمارة، وانتقاله القسري الى بغداد بعد تهجيره من قبل اقطاعيو الميمونة، وعن دور والدنا في هذا النطاق ومساهمته الاساسية في تطبيق قانون الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي الزراعية على الفلاحين في العمارة ونزعها من قبضة والاقطاع. في أثناء ثورة 14 تمو 1958 وقد اشترك الوالد بوصفه رئيس الاتحاد العام للفلاحين في العمارة في جهود تعبئة الفلاحين للدفاع عن اهداف ثورة 14 تموز وحمايتها من الردة الاقطاعية المدعومة من اعضاء حلف بغداد الذين تولى شاه ايران المهمة عنهم وقام بالتحشيد العسكري على حدود العمارة وتهديد الوضع العراقي بالانقلاب على الثورة وافشالها . وفي غضون ذلك الصراع تمخضت الامور عن تقدم للردة الاقطاعية في 1960-1961 واجبرت عائلتنا على النزوح الى بغداد. وكنت وقتئذ صغيرا وفي عمر عامين، فتفتحت لدي بواكير الوعي السياسي بمرور الايام في عرصات الشاكرية والصليخ والأورفلي فنشأتُ في خضم ذلك يساريا بوعي طبقي حساس لمجريات التفاوت ، وتراكمت التجارب والقراءات والالتزام بمتابعة الاحداث وقراءة الصحف والمجلات والكتب وتصدرت المشهد القرائي جريدة طريق الشعب وجريدة الفكر الجديد الاسبوعية ومجلة الثقافة الجديدة ومجلة الثقافة للراحل صلاح خالص ومجلة الهدف للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و منشورات وكالة نوفوستي السوفيتية، وهكذا تربع يوم تأسيس الحزب الشيوعي العراقي محله في وجداني وتدرجتُ في تشبع مداركي بالوعي الاشتراكي المرادف لشموخ ال قائد الفذ يوسف سلمان يوسف (فهد) في ذاكرتي كرمز وطني شامخ، وقلت فيه:
(عليكَ السلامُ وكنتَ عليماً بمعنى الجنوبِ
لتمنح أورَ وسامَ البداية.
عليكَ السلامُ
نضالكَ قد طافَ عشقاً بكلِّ القلوبِ
وأينع في كل عقلٍ حكاية
عليكَ السلامُ
ودونكَ ألفٌ من الناصريات
وشمعٌ و ياسٌ وحبٌ وراية ..)
الامر الذي جعل ادراكي الطبقي والانساني يمزج المكونين ( الحزب الشيوعي العراقي بالامام علي ع ) في مركب ثوري واحد تتنمط حوله رؤاي وهواجسي وخلجاتي ولست وحيدا في التمتع بهذا المركب العضوي انما يحفل به جميع من قابلت من مثقفي بلدي المتطلعين الى فجر انساني جديد للكادحين والفقراء والمهمشين.

كامل الدلفي / بغداد / 30 آذار /2024



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يصعب على الجوعان نعم الثرد. أفكار في الثقافة المجتمعية
- اخي الكوردي
- كيف يواجه المجتمع العراقي ثقافة العنف وتنمر غرائز القتل.
- على انغام الراديو - قصة قصيرة
- ثرثرة - قصة قصيرة
- مقالب هولاكو & الهدوء اللذيذ ( قصتان قصيرتان جدا)
- قصتان قصيرتان جدا :دعاء النملة السوداء & العشق بصوت عال
- مقاربة نقدية في خميرة حلم بقلم الناقد عبد الجبار خضير عباس
- رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة
- بُرنص محترق- قصة قصيرة جدا
- قراءة نقدية في القصة القصيرة ( كميلة) للقاص العراقي على حداد
- اطوار-الكرسي قصتان قصيرتان جداً
- الباء،طائرة ورقية-قصص قصيرة جداً
- يوميات قميص -قصة قصيرة جدا
- لحظة أخيرة
- احاديث أم حمزة- قصة قصيرة
- العراق ، محو الوطن والغاء المواطنة هدف عالمي يديره وكلاء الن ...
- ملامح تنويرية في الفكر الديني المعاصر
- 50 مليار دولار فائض صادرات النفط العراقي - الشحمة والبزون -
- التمييز في الرؤية والاستبصار قي الرؤيا ، اجراء لافكاك عنه.


المزيد.....




- مشاهد من بدء مراسم تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر في ساحة الق ...
- الفوز الثالث للنمسا في تاريخ المسابقة.. المغني النمساوي -جيه ...
- أوكرانيا: أكبر هجوم روسي بطائرات مسيرة منذ بداية الحرب
- استطلاع: أكثر من نصف الألمان يمكنهم تصور الهجرة من بلدهم
- السلطات السعودية تحذر من ظاهرة -الافتراش- خلال الحج
- إسرائيل تعلق على صحة تقارير العثور على جثة السنوار
- اكتشاف مبنى أثري تحت الأرض في الأردن بالصدفة
- -اغلق التطبيق واذهب إلى النوم-.. -تيك تيك- يطلق ميزة جديدة
- أعراض وجود الديدان في الجسم
- روسيا.. ابتكار مواد سيراميكية جديدة لبطاريات الجيل القادم


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد