يصعب على الجوعان نعم الثرد. أفكار في الثقافة المجتمعية

كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 7912 - 2024 / 3 / 10 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رمضان كريم وكل عام وانتم بخير.
الثرد هو عمل الثريد اي تقطيع الخبز ونقعه بماء اللحم. هذه عبارة بمستوى اعلان تاريخي يطلقه الجياع ليمثل يأسهم من الحلول الترقيعية التي تبذل لإصلاح أحوالهم، فإنها كوجيتو ابدي محمل بشك عميق في أفعال الاغنياء، وأهل البطر الذين لايحسون بنغز الجوع وألمه. وكما يبين الولي الراحل هادي العلوي في كتابه النفيس (مدارات صوفية) أمثلة عديدة عن ثقافة اهل العرفان في تحسس جوع الخلق، ومقاطعة اهل السلطة واهل المال ومن دار في فلكهم، وكيف انهم فرضوا على أنفسهم منهج ( الحرمان) من اللذائذ والتخلي عن المُلكية كطريق للوصول إلى عدالة اجتماعية في التوزيع، فقناعتهم راسخة بأن من يملك ولايجوع لايصل إلى تلك الغايات. فجاء بأمثلة شتى عمن ترك اكل الحنطة لأنها تُطحن في طاخونة مائية مقابل أجور، لأن الماء مباح، ولا تصح فيه التجارة. وأنهم حرموا الاستضاءة في مشاعل مواكب السلاطين، ويروى ان رابعة العدوية فقدت قلبها ( وجدانها الصوفي) بعد أن خيطت فتقا في قميصها في ضوء مشاعل السلطان وبقيت كذلك إلى أن تذكرت ففتقت القميص وعاد إليها قلبها.، ويذكر العلوي في الصفحة 62 من الكتاب:( ان امرأة اهدت الى بشر الحافي سلة عنب بأنها من بستان أبيها، فردها، فقالت: سبحان الله تشك في كَرْم أبي وصحة ملكه وميراثي منه، وشهادتك مكتوبة في كتاب الشراء فقال: إنك أفسدت الكرم، قالت: بماذا؟ قال:سقيتيه من نهر طاهر بن الحسين، نهر ضمن مشروعات الري التي تتولاها الدولة، و جاء تحريم الاستسقاء منه ضمن اسباب : اولها ان الماء يُؤخذ عليه أجر وهو مباح، وان أعمال الحفر تستعمل فيها السخرة و العمال يتحملون فوق طاقتهم مقابل أجور قليلة، واخيرا هو من ضمن مرافق الدولة.) براينا ان
طاهر بن الحسين الرجل المتنفذ هو وعائلته في القرنين الثاني و الثالث - العصر العباسي يعد مثالا مطابقا للكثير من مسؤولي العراق الحاليين الذين انتشروا متنفذين في دولتنا ومجتمعنا ويمدون أيديهم في كل صوب، ويتمدد طغيانهم و جورهم على عباد الله الكادحين.

#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل