كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تؤكد الأدبيات السياسية أنّ اللحظات المفصلية في تاريخ الدول لا يمكن تجاوزها دون إعادة النظر في "نقطة الخلاف الأولى"، تلك التي غالبًا ما تتأسس عليها بنية الصراع وطبيعته اللاحقة. وفي السياق العراقي، لا يبدو من الممكن بناء مسار إصلاحي حقيقي دون تحديد دقيق لنقطة الافتراق الأساسية التي انبثقت منها معظم الانقسامات البنيوية اللاحقة.
لقد أسّس نظام المحاصصة، الذي بدأ مع إعلان "مجلس الحكم" في عام 2003 وتُوّج بدستور 2005، لمرحلة جديدة في تاريخ الدولة العراقية، اتّسمت بإعادة إنتاج الهويات الفرعية في بنية الحكم، وتفكيك مفهوم المواطنة الجامعة. هذا النظام لم يكن مجرد آلية لتقاسم السلطة، بل تحوّل إلى بنية حاكمة أعاقت مشروع التغيير، ورسّخت منطق التمثيل الطائفي والعرقي على حساب الدولة.
إن فشل نظام المحاصصة في تحقيق الأهداف المعلنة لمرحلة ما بعد 2003 يفرض تساؤلاً جوهريًا: هل ما زال ممكنًا المضي بهذا الإطار السياسي؟ أم أن اللحظة تستدعي ما يمكن تسميته بـ"تغيير التغيير"
- أي تجاوز النظام الذي أُنتج باسم التغيير-وتأسيس مسار وطني بديل يؤمّن وحدة العراق، ويحفظ سلامة شعبه، واستقلاله، وسيادته؟
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟