أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - معركة البرلمان العراقي محاولة يائسة لإعادة إنتاج الطائفية














المزيد.....

معركة البرلمان العراقي محاولة يائسة لإعادة إنتاج الطائفية


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معركة البرلمان العراقي محاولة يائسة لإعادة إنتاج الطائفية.
إن ما يحدث اليوم تحت قبة البرلمان العراقي من صراع بين رئيسه بالوكالة الدكتور محمود المشهداني ونائبه الأول محسن المندلاوي، ليس سوى محاولة جديدة لتلويث المشهد الوطني بلون الطائفية البغيض. فالقضية، في جوهرها، إدارية داخل مؤسسة تشريعية، لكن القوى الطائفية تحاول منحها بُعدًا سياسيًا تقسيميًا لتعيد إنتاج أجواء الانقسام والاصطفاف الميت. لكنّ الشعب العراقي، الذي خبر هذه الألاعيب منذ سنوات، لم يعد ساذجًا. فوعيه الوطني النوعي، وتمسكه بوحدته المجتمعية، يجعله أكثر قدرة على تمييز الأهداف الخفية لهذه المسرحية البائسة. لنعد إلى الوراء، إلى عام 2007، حين خرج العراقيون مجروحين من أتون صراع طائفي دموي، كان قد دُبّر بأيدٍ خارجية، هدفها تمزيق العراق مجتمعًا ودولة. وفي لحظة مفصلية، جاء فوز العراق بكأس آسيا لكرة القدم ليشكّل بلسمًا للروح الوطنية، ويعيد شيئًا من الأمل والثقة والانتماء. توحد العراقيون حينها خلف اسم العراق، وارتفعت مؤشرات المواطنة بشكل لافت. ثم جاءت نكسة سقوط الموصل عام 2014 بيد تنظيم داعش، لتعيد التهديد الوجودي، لكن الفتوى التاريخية بالجهاد الكفائي قلبت المعادلة، وصنع العراقيون ملحمة تحرير وطنية أعادت بعض الاعتبار للمشروع الوطني الجامع. غير أن منظومة المحاصصة الطائفية، التي حكمت البلاد منذ 2003، لم تتراجع. بل تشظّت وتغوّلت، وتزاوجت مع منظومة الفساد المالي والإداري، فأنتجت نظامًا متفرعنًا، أنهك مؤسسات الدولة، وأحبط آمال المواطنين، وعمّق الفجوة بين السلطة والشعب. تنامى الإحساس بخيبة الأمل على نطاق واسع، وصار واضحًا أن العراقيين، بجميع أطيافهم، تعلموا الدرس القاسي، وأصبحوا أكثر وعيًا بمخاطر الانجرار وراء الخطابات الطائفية، وأكثر تمسكًا بالخطاب الوطني الشامل. وقد ظهرت مؤخرًا شواهد حية على هذا الوعي الوطني، كان أبرزها الموقف الشعبي الرافض لتفريط الحكومة في خور عبد الله، والذي قوبل بغضب واسع، واعتُبر جرحًا سياديًا نازفًا. هذا الحدث، رغم خطورته، أدى إلى توحيد الشارع العراقي خلف النخب الوطنية: من أكاديميين، قانونيين، إعلاميين، مثقفين، مدنيين، وسياسيين، باتوا ينظرون إلى قضية السيادة باعتبارها قضية وجود وطني. في هذا السياق، بات واضحًا أن البرلمان - بوصفه أحد رموز النظام السياسي القائم - يدرك جيدًا أن عودة التمترس الطائفي لم تعد مقبولة جماهيريًا، وأن الوحدة الوطنية تمثل أكبر خطر على وجود نظام المحاصصة والفساد. ولذلك، فإن ما نراه اليوم من افتعال للأزمات داخل البرلمان ما هو إلا تمثيلية غبية هدفها شق الصف الوطني وإعادة إنتاج الاصطفاف الطائفي، لتأجيل الانهيار الحتمي لهذا النظام الفاسد. لكن هيهات. فالعراقيون اليوم أكثر وعيًا وصلابة، ولن يُلدغوا من الجحر نفسه مرتين. الخطاب الطائفي بات مكشوفًا، والممثلون الرديئون لم تعد تنطلي أدوارهم على أحد. إن وحدة العراقيين هي صمام أمان الوطن، وهي الحصن الحصين في وجه كل مشروع تفتيتي. وما يحاوله بعض الساسة اليوم، لا يتجاوز كونه رقصة أخيرة على مسرح آيل للسقوط.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويت: من الحماية البريطانية إلى ابتلاع خور عبد الله – دور ...
- أن الصمود ممكن، وليس من كبيرَ على الأرض سوى الله سبحانه...حد ...
- من صفّين إلى كربلاء: جدلية الدهاء الأموي ومأساة الانقلاب على ...
- موجة الخطاب اللاوطني الصاعدة في العراق: خطر يفوق موجة الخطاب ...
- على درب عاشوراء: من الحسين إلى العراق: قراءة في انحراف السلط ...
- على ضفاف الحرب: تحولات الجيوبوليتيك الدولي وفرص التحرر في ال ...
- برامج الهيمنة في الشرق الأوسط: من الاستعمار الكلاسيكي إلى ال ...
- على طريق الحل: أسئلة قبل فوات الاوان عن البداية ومأزق التغيي ...
- بيان حركة الأمة المدنية العراقية حول اتفاقية خور عبد الله ال ...
- التجربة الديمقراطية في العراق بين حداثة هشة وتقليدية مهيمنة.
- رؤية معاصرة في مرجعية الإمام علي ع للمدنية والحضارة العراقية
- حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة ...
- ثمة ما يُقال في تصحيح سرديات الهوية العراقية
- نواح الساحل القتيل - نص شعري
- سنديانةُ الساحل السوري
- كرسي هزاز - نص شعري
- كاريكاتير محلي / قصة قصيرة جدا
- قرار العفو العام تهديد للاستقرار السياسي والأمني في العراق.
- شعور الخوف من -عزرائيل-عند النخبة اوالعامة
- الموجة الترامبية الجديدة والعشرة المبشرون بالسلطة في العراق.


المزيد.....




- فساتين النجمات في حفلات صيف 2025: بين الأناقة والتمرّد على ا ...
- مراسلة CNN تضغط على ترامب بشأن الاجتماع المحتمل مع بوتين
- البرغوثي يعلق على خطة غزة التي أعلنها نتنياهو
- ماذا كشف نتنياهو بخطة غزة الجمعة؟.. إليك ما نعلمه ولا نعلمه ...
- مفاوض سابق عن خطة احتلال غزة: من الصعب نجاحها وستكون باهظة ا ...
- لماذا تقود السعودية حملة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية؟
- رفيقك الوفي.. كلبك قد يعيد لك توازنك ويخفف من الضغوط والتوتر ...
- وزير الهجرة اليوناني يشيد بتراجع أعداد الوافدين بعد شهر من ت ...
- فيدان: ناقشت مع الشرع تعميق التعاون والقضايا الأمنية
- حكم قضائي رابع يوقف أمر ترامب بمنع منح الجنسية الأميركية بال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - معركة البرلمان العراقي محاولة يائسة لإعادة إنتاج الطائفية