|
|
غزة.. تعثرت مرارا لتنهض وتركت بصمتها على الحضارة
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 12:26
المحور:
القضية الفلسطينية
عبر التاريخ ازدهرت مركزاً ثقافيا وعلميا واقتصاديا في فلسطين والمنطقة
"بين أهم مراكز التعليم في البلاد في تلك الحقبة (القرنين الخامس والسادس الميلادي) مدينة غزة، التي تبدو مقرا للأدب والبلاغة الكلاسيكيين، بمجموعة من الباحثين الشهيرين الذين يقيمون ويعملون فيها، ومركزا حضريا مسيحيا ناجحا ومثقِفا لكل منطقة البحر الأبيض المتوسط. على مدى الحقبة تعاونت المدينتان، قيسارية وغزة، المتصلتان بحريا وبواسطة جادة "فيا مايس"، مركزين حضريين منفتحين على العالم، وكان في المدينتين مجتمعات عربية كبيرة." يكتب المؤرخ والأكاديمي نور مصالحة في مؤلفه النفيس، "فلسطين أربعة آلاف عام في التاريخ." ( ص 147) يسرد المؤلف دور المدينة قاطرة تمضي ببيئتها الجغرافية الى ذرى التحضر في زمانها لتحفر، مع شقيقاتها المدن، اسم فلسطين كيانا سياسيا اعترف بكينونته كل من اتصل بالمنطقة او عرف بها في العصر القديم. تهيأ لخطاب الدراسات التوراتية تحديد تشكل دولة إسرائيل القديمة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد؛ فالتوراة أبقت غفلا تاريخ الغزو وتاريخ قيام الدولة، ولم تعوض التنقيبات الأثرية مكتشفات مادية دالّة، وهي المعتمد الرئيس في إثبات احداث التاريخ القديم. رغم خذلان الأبحاث العلمية سدرت الدراسات التوراتية في التسليم بصحة حكايات التوراة؛ تبين لدى معظم الباحثين في تاريخ المنطقة انها مجرد تخيل ديني -ادبي متأخر لا علاقة له بأي فترة معينة من تاريخ الأرض الحقيقي. الفلسطينيون هم شعب فلسطين الأصلي؛ وجذورهم المحلية منغرسة بعمق في أرض فلسطين، كما بينت التنقيبات الأثرية ووثائق لأقطار المجاورة. حفرت فلستيا اسمها في العصر البرونزي المتأخر (1200ق.م) والعصر الحديدي تحت سيطرة الفلسيين، وتحولت الى كيان جيوسياسي مستقل له روابط تجارية دولية قوية واقتصاد مستقل وبيئة حضرية متطورة. تكونت فلسطين الكبرى من باليستينا بريما شملت المنطقة رفح الى خليج حيفا، وعاصمتها فيساريا؛ بالستينا سيكوندا (معظم الجليل ومرتفعات الجولان) وعاصمتها بيسان(سكيتوبوليس)؛ بالستينا سالوتاريس او تريشيا (الثالثة) وعاصمتها البتراء وضمت جنوب شرقي الأردن والنقب. تم التقسيم بقرار من الإمبراطورية الرومانية الشرقية ولغة التفاهم هي اليونانية. التقسيم استوحى الفكرة الكلاسيكية والمسيحية الأولى -ثلاث في واحد- فكرة التثليث اللاهوتية التي اقرها مؤتمر نيقية عام 325. كانت كنسيا وعسكريا وسياسيا تعد وتطور وتدار وتحمى عسكريا على انها ولايات "ثلاث في واحد" في فلسطين. (123) تأسست غزة منذ ما يزيد على 5000 عام، وهي إحدى أقدم مدن العالم، كانت ميناءً بحريا وأقرب الممرات الى الجزيرة العربية، وكان الإغريق القدامى يعرفون انهم عن طريق غزة يمكنهم الوصول الى الهند. في القرن الثاني عشر ق.م جعل الفلستيون من غزة المدينة الأولى في خماسية مدن فلستيا. ذكرتها رسائل تل العمارنة باسم "أزّتي"، وكانت بمثابة عاصمة مصرية إدارية بفلسطين. (147) تزعم الأساطير التوراتية نشوب حروب بين الإسرائيليين والقلستين، الذين تخلط الدعاية الصهيونية بينهم وبين الفلسطينيين. الشعب الفلسطيني تشكل على مدى التاريخ من مجموعات بشرية سكنت البلاد عقب غزوات او فتوحات. تورد الأساطير حكاية شمشون الإسرائيلي الذي تورط في شباك دليلة ووقع في الأسر لينتهي نهاية مجيدة، وفقا للمزاعم،"علي وعلى أعدائي "!، وكذلك حكاية داود بجسمه الضئيل وسلاحه البسيط، مع ملك الفلسيين المعتد بضخامة جسمه وقوته وبسلاحه الفتاك يخر صريعا بحجر من مقلاع داود، وتدور الدائرة على الفلسيين. حكايات من هذا القبيل تزخر بها البروباغندا الصهيوامبريالية المنطلقة نهاية القرن التاسع عشر، نذيرا لمن يتصدى لمشروعها في فلسطين ودول المحيط، تطورت الى "جيش لا يقهر ". تظهر على خارطة الفسيفساء في مأدبا سبع بلدات ومدن كبرى بفلسطين في القرن السادس تقع ما بين غزة وإيلوسّا، عاصمة باليستينا الثالثة وعمل بها عدد من المطارنة العرب؛ تبعد23كم جنوب غرب بئر السبع، وامتدت طريق توصل الى بترا ينقل عبرها أهالي المنطقة سلعهم الى غزة ومينائها. ساد في غزة اللغتان اليونانية العامية واللاتينية، على الرغم من أن الغساسنة الذين سكنوا المنطقة وكل باليستينا كانوا يتحدثون العربية. كثير من الريفيين تكلموا الآرامية (150) كان قدماء المصرين يسمونها "ازاتي"، (المدينة الممتازة). لم ينشغل الفلستيون بالحروب والدمار، على العكس من حكايات التوراة انطلقوا في المعمار والإنتاج. برزت فلستيا كيانا مستقلا بين مصر وفينيقيا القويتين تجاريا، استثمروا بدهاء جوارهم من أجل تشكيل منطقة جيوسياسية متعددة الآلهة وثقافة مادية مستقلة. اختلطوا بغيرهم من السكان. توفر الفخاريات المزينة برسوم الطيور تنتجها مدن غزة، يافا، عقرون وأسدود وعسقلان، أدلة أثرية على التطور الكبير للمدن الفلستية لفلسطين القديمة. كانت المنطقة معبر طرق القوافل التجارية وتستوفي رسوم المرور منها. (90) وكتب المؤرخ الإغريقي الروماني، أبيان السكندري(نحو95-165م)، الذي نشط قبل عهد هدريان وفي أثنائه وبعده، في مقدمته لكتاب "هستوريا رومانا "(تاريخ الرومان) (نحو 150ق.م) ما يلي: ارتأيت، وانا عازم على كتابه تاريخ الرومان، أن الأفضل هو ان نبدأ بحدود الأمم التي هي تحت سلطتهم. هنا (بعد مصر) نتجه في طريقنا نحو بالستينا- سورية وبعدها جزئيا شبه جزيرة العرب. الفينيقيون يملكون البلاد المجاورة لفلسطين على ساحل البحر، وبعد أرض الفينيقيين كويله- سوريه، والأجزاء الممتدة، وبالتحديد تدمر. والبلاد الرملية من حولها الممتدة حتى نهر الفرات نفسه."(109) اختلف الباحثون حول أصل الفلستيين، لكن أحدث الأبحاث تشير الى انهم شعب أصيل من المشرق. تطور نظام المدينة -الدولة الفلستية في فلسطين، ظاهرة المدينة الدولة تضم القرى حولها نظاما متقدما يشبه الى حد ما المدن الإغريقية. واثناء الفترتين الهلينية والرومانية تطورت مدن عدة بفلسطين، وعلى الأخص عسقلان في الجنوب وعكا في الشمال. كشفت الأبحاث الأثرية على اليابسة وفي البحر، من حطام سفن فلستيا ان الفلستيين كانوا شعبا متحضرا جدا: رواد بحر متطورين ومعماريين ومخططين حضريين، وصناع فخار فنانين جدا وبارعين في الحياكة وتصنيع العاج والمعادن.. طور الفلستيون، مثل الفينيقيين، تكنولوجيا بحرية متطورة عززت ربما شهرتهم شعبا يخوض البحار. (88) غزة مثال على أفضل المدن تخطيطا، وكذلك قيسارية ونابلس وعكا وعسقلان والقدس(إيليا). أكدت الحفريات الأثرية تقاليد التجارة القوية والابتكار التكنولوجي في فلستيا، في تلك الحقبة، وطبيعة الحضارة الفلسطينية بوصفها ثقافة وكيانا سياسيا متطورا جدا ذا نفوذ في البحر المتوسط. مدن الساحل أكثر تطورا. (89) فلستيا اول بلد ينتقل من اقتصاد الذهب الى اقتصاد النقود وضربت النقود الفلسطينية في غزة بدءًا من عام 538 ق.م، ثم ضربت نقود الدراخما في عدة مدن فلسطينية على الطريقة الإغريقية القديمة في مدن غزة ويافا وعكا. من الدراخمة وجد الدرهم الفضي، النقود العربية الإسلامية التي اشتق اسمها من الدراخما. (93) في القرنين الخامس والرابع ق.م طورت مدن فلستيا نقودها الفلستو -عربية وتابعت المدينة ازدهارها تحت الحكم الروماني في القرن الثاني الميلادي كانت النقود الرومانية البرونزية تسك في غزة. (148) وأثناء حكم الرومان والبيزنطيين توسعت المدينة ومرفأها؛ وفي عام 635م كانت إحدى أول المدن التي فتحها العرب وتحولت بسرعة الى مركز كبير للمحاكم الإسلامية. النقود الفضية صكت في المدن الفلسطينية واستمر حتى القضاء على حكم الفرس(الإخمينيين) في القرن الرابع ق.م. يوجد مجموعة من النقود الفضية او المطلية بالفضة في المتحف البريطاني. هدريان ، الملقب بالعربي نظرا لآنه من إيدوم جنوبي فلسطين، كان مغرما بالثقافة وعلم التاريخ والآداب الإغريقية، أعجب بالهلينية وبالتهلين الثقافي وسعى لجعل أثينا عاصمة ثقافية للامبراطورية. بذات غزة تؤرخ نقودها بحقبة جديدة تبدأ مع وصول هدريان الى المدينة؛ يمكن حصر زمن زيارته في تموز130م؛ شجعت رحلة هدريان على المزيد من التحول الكلاسيكي في الثقافة بالمدينة وبناء الكثير من المعابد الإغريقية هناك. كان للهلينية فضل كبير على تطوير ديانة الجماعات اليهودية على الشكل الذي هي عليه الآن. ولولا تغاعلها مع الثقافة الهلينية لبقيت معزولة مثل السومرية. زار هيرودوتس، المؤرخ الكبير، فلستيا وتجول فيها وكتب عنها؛ لم يذكر شيئا عن إسرائيل أو اليهود. ذكر ان فلستيا تنتشر فيها عبادة آلهة متعددة، وفي مدينة أشكالون معبد أفروديت. وتحدث ميلا بقول ساحر عن غزة والمدن المهمة الأخرى التي سماها باليستينا. في اللغات السامية يعني الاسم غزة "قوي"؛ في فقه اللغة للاسم الإغريقي واللاتيني كانا ربما مستمدين من السريانية (غنزة-غزة، وأصلها من الفارسية "كنز"، "هرى". يضيف ميلا : لكن في فلسطين غزة مدينة جبارة حسنة التحصين، لذلك يسميها الفرس كنزهم: حين توجه قمبيز صوب مصر بالسلاح جلب معه الى هنا الثروة والمال لأجل الحرب. وليست عسقلان مدينة أقل أهمية، ويافا(يوبي) أسست كما يروون، قبل الطوفان.(114). انتشر التعليم تحت حكم البيزنطيين حتى في القرى، والمجتمع بمجمله كان متعلما؛ كانت المواد الدراسية الأساس هي البلاغة والفلسفة والقانون واللغتين اليونانية واللاتينية، اما النساء فأوصاعهن كانت متردية..لا يُعار في الوقت الراهن اهتمام لمدرسة البلاغة في غزة. (148) أحالت مدرسة البلاغة بغزة المدينة في حقبة أواخر القرن الخامس وأوائل السادس مستقرا للتحول الكلاسيكي المسيحي، كان التراث الكلاسيكي بالمدرسة قد تلاحم بعمق مع التراث المسيحي. وكانت مدن أخرى في فلسطين مثل عسقلان وبيسان قد تحولت بعمق بفعل النهضة المسيحية ما بعد الكلاسيكية أواخر العصور القديمة. عجل أنصار المسيحية الباكرة بفلسطين استخدام الاسم سورية - باليستينا"؛ كانوا متمردين سياسيا وراديكاليين. (108) نمت المدن الفلسطينية وازدهرت في العصر البيزنطي. (121) كانت غزة متأثرة فكريا وثقافيا بمزيج من التقاليد الهلينية المختلفة، من الإسكندرية وكايسريا واثينا، وكذلك بالنيو أفلاطونية المسيحية. أدى الوضع المريح على نحو استثنائي، والبيئة الحضرية الفكرية والثقافية المزدهرة في غزة، وكان معظم سكانها مسيحيين، أدى على مدى يزيد على قرنين الى نهوض مدهش لمدرسة البلاغة التي كان يرأسها فلاسفة وخطباء مسيحيون، بينهم بروكوبيوس الغزي وتلميذه خوريكيوس الغزي، الذي برز أوائل القرن السادس. نهضت ثقافة مسرحية زاهرة، العروض المسرحية والخطب العامة بالمدارس والمسارح "المقدسة" و"العامة".(149) أنجبت فلسطين البيزنطية يوليان العسقلاني المعماري الشهير، أثرت أعماله في مجال قضايا النمو والتخطيط للبيئة المبنية. امتد تأثيره الى القسطنطينية ودام أكثر من 1400 عام ولا يزال عمله قابلا للانسجام مع التخطيط المدني البيئي الحديث. (121) الجدير بالذكران مدينة غزة عام 451 مثلها مطران عربي في مجتمع خلقيدونية. عام 530 ق.م صدر مديح في نص إنكوميوم كتبه خوريكيوس الغزي، الفيلسوف والخطيب (توفي عام 518ق.م) وجّهه لكل من أرانيوس، حاكم باليستيا بريما العسكري وأرخون ستيفانوس ، برو قنصل باليستا بريما على قيامهما بتحسين نظام شبكة المياه كايسيريا ماريينا ولحفاظهما على القانون والنظام. كانت غزة والبحارة والتجار العرب يؤدون دورا كبير في تجارة التوابل من الهند الى الجزيرة العربية وشرق المتوسط وغربه؛ حققت غزة الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، مركزا لجادة الطرق من مصر الى النقب وشرقي الأردن.. غزة مركز اقتصادي وفكري وثقافي كبير في باليستا والمشرق. (150) من غزة صدر الى العالم الروماني منتجات النبيذ والفاكهة المجففة والكتان، استوردت القمح من مصر، ومن غزة انطلقت الطرق الى القدس، وحرص الحجيج على شمول غزة لدى زيارة فلسطين. كما اشتهرت مدرسة البلاغة في حوض البحر المتوسط، وأسهم خطباؤها في إحياء البلاغة بالقرن السادس. . في غزة نشأ بروكوبيوس آخر من قيسارية مسيحي صميم واحد أهم ممثلي مدرسة البلاغة، درّس البلاغة وكتب كراسات فلسفية وبلاغية. وما عرف عنه مصدره رسائله، ومن الأنكوميوم (باليونانية مديح شخص ما) من تلميذه وخليفته، خوريكيوس الغزي، الخطيب وممثل المدرسة البلاغية في غزة، اشتهر في عهد الامبراطور اناستاسيوس الأول (491 -518)، - (151) تتمثل أعمال خوريكيوس في كل أشكال البلاغة ما بعد الكلاسيكية في الأسلوب الأنيق لمدرسة غزة للبلاغة، بعناصرها الخاصة؛ كذلك عرفت أعمال خوريكيوس بوصفه المادح لكنيستين في غزة، وهو مديح يتضمن أبرز الأمثلة على أدب الوصف- الوصف الغرافيكي الدراماتيكي واللفظي لعمل فني بصري-لمباني الكنائس.
مهرحان الورود سعى الفلاسفة العاملون في التحول الكلاسيكي واللاهوتيون المسيحيون في غزة لدمج علوم للاهوت العالية والبلاغة الكلاسيكية مع الدين الشعبي والمهرجانات الدينية، وكان أشهرها مهرجان الورد في غزة. مهرجان ربيعي له تاريخ كلاسيكي طويل وجذور وثنية عميقة. في القرن السادس كان يوم الورد يقام في غزة في مهرجان الربيع الذي كان ربما استمرارا لمهرجان روزاليا. في اليونان وروما كان كل من الرجال والنساء يحملون عقود الزهر والاكاليل والنباتات الخضر للمناسبات الاحتفالية. وكان مهرجان روزاليا مهرجانا للورد، يحتفل به في تواريخ مختلفة، ولا سيما في أيار/مايو. (154) يسمى الطقس "يوم التزيين بالورد"، وعلى هذا الاحتفال تطور روزاسيو من عادة وضع الأزهار على ضرائح الموتى. في الميثولوجيا الكلاسيكية كانت الدماء والأزهار متصلة بواسطة التحويل الإلهي؛ الأزهار ترمز لعودة الشباب، والولادة الجديدة والتذكار. كان لون الزهر والبنفسج الأحمر والقرمزي يمثلان الدم، في أحد أشكال الكفارة. حين قتل خنزير بري أدونيس، محبوب أفرودايت، في رحلة صيد أنبتت دماؤه زهرة؛ واتفق وقت إزهارها مع موسم الربيع. التزيين بالورد بات ممارسة استعارتها المسيحية في ذكرى الأموات؛ أعيد تأويل التقاليد الوثنية الرومانية المرتبطة بروزاليا في مفاهيم مسيحية، ونقل الكتاب المسيحيون الأوائل في فلسطين صورة الأكاليل وتيجان الورد والبنفسج الوثنية الى طقوص القديسين المسيحيين. لقيت هذه التقاليد الباكرة بفلسطين وغزة البيزنطيتين واستمرت في التقاليد الحديثة بفلسطين. (155)
أديرة الضحراء أدى "لاهوت الصحراء" وأديرة الصحراء أواخر العصور القديمة بفلسطين ومصر وسوريا دورا فاعلا في مجتمعات الشرق الأدنى ويُعترف اليوم على نطاق واسع ب "آباء الصحراء "على انهم وجوه أساسية في تاريخ اللاهوت المسيحي، وفي الروحانية والتطورات العقيدية. المدينتان على شاطئ المتوسط تمثلان بالستينا العقل؛ أما بالستينا الرهبانية فتقاليدها تمثل القلب، كان لها تأثير كبير في التصوف الديني. وفي التقليد الإسلامي تقابل النبي محمد مع الراهب بحيرة (سرجيوس) في أحد الأديرة المسيحية لمدينة بصري في منطقة حوران، وكانت جزءا من بالستينا سيكوندا وفي عموم فلسطين كان الغساسنة ينتمون في أغلبهم الى العقيدة المونوفيسية. وغزة شهيرة كذلك بتقاليدها الرهبانية المتميزة. (156) التقطت كلمة أب من اللغة الآرامية بمعنى الرئيس ، واقترنت ر-برئاسة الأديرة وشاعت في العالم ترمز الى إدارة المراكز الدينية في أنحاء العالم. ازدهرت في غزة جماعة رهبانية فكرية من القرن الرابع الى السابع، وأنشأت تقليدا رهبانيا فلسطينيا متميزا تكونت ملامحه تحت وطأة المعارك الفكرية في شأن طبيعة المسيح، خلال القرنين الخامس والسادس، وأنتجت ثروة من الأعمال الأدبية يمكن تسميتها مدرسة غزة الرهبانية. اتصلت بالتقاليد الرهبانية بفلسطين ومصر. وثمة دير القديس هيلاريون في بالستينا بريما بقطاع غزة ومكرس للقديس هيلاريون (291-371) كان أبا صحراويا اسطوريا ولد في ثاياتا، التي تبعد خمسة أميال عن مدينة غزة وبعد ان عاش بالفقر 22 عاما اشتهر في أنحاء المنطقة، يفد اليه الزوار يطلبون منه البركة. (160)
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين عبر التاريخ كانت وستبقى
-
اضطرابات الشرق الأوسط ومأساة تقرير لجنة كينغ-كراين
-
هل ثمة آمال معلقة على مصادقة مجلس الأمن على خطة ترمب؟
-
جهود محمومة لتثبيت حدود إسرائيل التوراتية
-
مغالطات عن الإسلام يسوّغ الغرب بها مغامراته العدوانية -2
-
مغالطات عن الإسلام يسوّغ الغرب بها مغامراته العدوانية
-
كاتبة اميركية تفضح خدع إسرائيل
-
مآلات وردود أفعال غير محسوبة لحروب التوسع والإلحاق
-
هل إسرائيل على حافة انهيار؟ تساءل المؤرخ الإسرائيلي إيلان با
...
-
إسرائيل مسلسل حروب وشواحن كراهية وتمييز عنصري
-
إرادة لا تُقهر: انتصار روح غزة على عمارة الإبادة الجماعية
-
ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي
-
هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟
-
دولة العدوان تكرر لفنزويلا ما اقترفته ضد العراق
-
إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالج
...
-
يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
-
بين نارين على طريق الآلام
-
صفقة ترامب جريمة حرب
-
-لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
-
مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
المزيد.....
-
من الخرطوم إلى كاراكاس.. روبيو يعلن أولويات واشنطن الإقليمية
...
-
اجتماع جديد للوسطاء بميامي.. روبيو: اتفاق غزة سيستغرق 3 سنوا
...
-
أفضل أداة توليد صور بالذكاء الاصطناعي؟.. -واشنطن بوست- تجيب
...
-
من هجليج للأبيض.. مدن مفصلية ترسم ملامح الصراع في كردفان
-
محللون: تعقيدات تعرقل الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
...
-
بهدوء وثبات.. إسرائيل تنهار من الداخل
-
-كوشنر سيحضرها-.. مصدر يكشف لـCNN تفاصيل جديدة عن محادثات مي
...
-
العدل الدولية تنظر في قضية الإبادة الجماعية بميانمار في يناي
...
-
العقوبات على الجنائية الدولية.. هل تجهز واشنطن على القانون ا
...
-
3 شهداء وعدة مصابين في قصف مدفعي إسرائيلي على مبنى يؤوي نازح
...
المزيد.....
-
قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة
/ معتصم حمادة
-
مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني
/ غازي الصوراني
-
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي
...
/ غازي الصوراني
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|