أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - كاتبة اميركية تفضح خدع إسرائيل















المزيد.....

كاتبة اميركية تفضح خدع إسرائيل


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 20:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


ضوء في آخر النفق

" اتصلتْ بي الشرطة لتقنعني بأن لا آتي لأن أعدادًا كبيرة من اليمين جاءت لتفجير الاجتماع. أخبرتُ الشرطة بأنني مصرّة على المشاركة مهما كان الثمن.
"عندما دخلْت هجم الفاشيون على السيارة، ضربوها بأيديهم وبالعصيّ ولكننا نجحنا بالدخول." الحضور كان كبيرًا ورائعًا. تحدّثت عن حرب الإبادة في غزة، وعن العنصرية والتحريض ضد المواطنين الفلسطينيين. وانتهى اللقاء بشعور طيّب مع الحضور الكبير."
الآن وبفضل الشجاعة وإلحاح الضمير النقي واليقظ، والمثابرة على الوقوف بشجاعة وتحدٍ بوجه ا الفاشية المنفلتة، غدت ممكنة تسمية الأشياء بأسمائها "حرب الإبادة"، "العنصرية" و"التحريض ضد المواطنين الفلسطينيين". رغم تعاظم التوحش الفاشي واشتداد سعاره يشيع الرعب والخنوع، اتسع التحدي الشجاع؛ إذ لم يعد الصمت ضامن للنجاة. لم تحسم المواجهة فاليمين الفاشي يحكم قبضته على أجهزة الدولة، خاصة الأمن والإعلام؛ ولم يزل يحظى بالدعم المادي والمعنوي من جانب قوى الامبريالية، خاصة فصيلها الأشد ضراوة، اليمين الفاشي بقيادة ترامب زعيم التطرف العنصري اليمين على الصعيد الدولي. تصرفات إدارة ترامب بصدد غزة تؤكد ان كل ما جرى منذ الثامن من أكتوبر 2023 مخطط أميركي بامتياز يخدم مصالح الامبريالية الأميركية بالمنطقة،ويفيد الدولة الصهيونية؛ بينما اليمين الصهيوني أحد القوى اليمينية الفاشية العاملة على الصعيد الدولي في الوقت الراهن لتعزيز السيطرة الكونية للإمبريالية الأميركية.



وعد بلفور آخر
إدارة بايدن الديمقراطية زودت حرب الإبادة بما تحتاجة من أسلحة متقدمة وأفشلت ثلاث مرات قرار مجلس الأمن لوقف العدوان، وساندت مزاعم حكومة نتنياهو الفاشية للتغطية على جرائم الحرب. وتبعتها إدارة ترامب الجمهورية بمواصلة التزويد بالأسلحة شديدة التدمير وعطلت مرتين قرار مجلس الأمن بوقف الحرب. لم تكتف بالتستر على جرائم الحرب، بل سلطت شرطتها تطارد كل من تضامن مع الضحية وسجنتهم بتهمة دعم الإرهاب.
لم يخف ترامب انه قدم مشروعه لوقف الحرب مقرونا بترتيبات مناقضة للشرعية الدولية تحمل مخاطر إنجاز أهداف الإبادة الجماعية لكن بوسائل سلمية، إحداها وسيلة الدبلوماسية الأبراهامية التي يروج لها باستمرار. تقرر خطة ترامب فصل القطاع عن الضفة وإخضاعه لسيطرة اجنبية. تخلو خطة ترامب من أي التزام بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره؛ بدلا من ذلك تسعى إلى فرض "مجلس وصاية" على الشعب الفلسطيني يقوده ترمب، كمرجعية سياسية للإدارة التي ستتولى تسيير الأعمال بعد الانسحاب العسكري. عمليا تتشابك المساعي الامبريالية لتوطيد سيطرتها على المنطقة مع مساعي ألدولة الصهيونية للتوسع طبقا للأسطورة التوراتية .
حمل نص خطة ترامب نفس مضمون الوعد، الوثيقة الاستعمارية الكلاسيكية، أوحت بأن أغلبية السكان الفلسطينيين لا اسم لهم ولا حقوق ولا صوت لهم؛ انسجاما مع الدراسات التوراتية شطبت التاريخ الفلسطيني. فقد أُشير إلى الشعب الفلسطيني، الذي اعترف بلفور بانه أنكر عليه حقه في تقرير المصير خلافا لجميع شعوب المعمورة، بمفهوم "المجتمعات غير اليهودية" القائمة، بينما عُرّفت الأقلية اليهودية بـ "الشعب".
خطة ترامب صيغت على مثال وعد بلفور، كما ورد في مقالة الأكاديمي الأميركي، رضا بهنام ، استاذ العلوم السياسية ومتخصص في السياسات المقارنة مع التركيز على غرب آسيا، نشرها مؤخرا:
" حظي بموافقة مسبقة من حلفاء بريطانيا في زمن الحرب - فرنسا وإيطاليا والفاتيكان والولايات المتحدة - الذين منحوه بإجماعهم شرعيةً دولية. وكان لموافقة الرئيس وودرو ويلسون المسبقة على الوثيقة تأثيرٌ حاسمٌ على قرار مجلس الوزراء البريطاني".
يضيف بهنام: "ومن مضمون مشروع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بدت البربرية الصهيونية حتمية؛ تجلّت بعد سنوات قليلة في الأيديولوجيا (التي وجهت مسار الاستعمار الاستيطاني) كما وضعها الزعيم الصهيوني فلاديمير زئيف جابوتنسكي (1880-1940). رأى جابوتنسكي - المنظر المؤسس للكتلة السياسية اليمينية الإسرائيلية، وخاصةً حزب الليكود - بأن الأخلاق والضمير لا يمكنهما أن يُمليا السياسة الصهيونية، وأن على الصهاينة قبول حقيقة أن التطرف والقوة عنصران أساسيان في تحقيق الدولة الصهيونية."
ان المخطط الذي تبنته إدارة ترامب لغزة، والمستوحى من الشركات، هو ببساطة إعادة صياغة لوعد بلفور المستوحى من خطاب الدراسات الاستشراقية امبريالية التوجه، وفرعه الرئيس، خطاب الدراسات التوراتية، ومحوره ما يزعم بأنه وطن قومي لليهود تشكل بسرعة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وتطور بسرعة الى امبراطورية تمتد من الفرات الى النيل.
بدأت الدراسات التوراتية في القرن التاسع عشر في كنف الدراسات الاستشراقية، وهي سردية كتبت بدون أي "شرقي" فاعل فيها؛ حظيت بدعم الدراسات الامبريالية والدراسات اللاهوتية والمعاهد الجامعية، خاصة أبحاث التاريخ.
دراسات الاستشراق التراثية المتركزة على فلسطين بالتحديد كانت جزءًا من السردية الاستشراقية وامتدادا لها، نظرا لكونها موجهة بغايات الهيمنة وتصويرها في الغرب.
تحظى الدراسات التوراتية ومحورها دولة داوود بتأييد الدوائر السياسية والثقافية الرسمية في دول الغرب الامبريالية. ورغم ان مصدرها التوراة دون أي مصدر آخر، ورغم ان التنقيبات الأثرية لم تعثر على مخلفات كتلك الموروثة عن امبراطوريات المشرق في بلاد ما بين النهرين ومصر وإيران، وحتى ما يماثل المخلفات الأثرية للدولة الإسلامية من قصور وجوامع، فما زالت الدراسات التوراتية متمسكة بحكايات التوراة ومحورها دولة داود وسليمان، وتنكر بالتالي الوجود الفلسطيني عبر التاريخ.
ينفض المؤرخ الفلسطيني، نور مصالحة، ما تروجه الدراسات التوراتية. يشغل عضوية مركز دراسات فلسطين في "كلية الدراسات الشرقية والإفريقية" التابعة لجامعة لندن، ألف كتاب "فلسطين أربعة آلاف عام من التاريخ" الصادر بالعربيةعام2022 عن مركز دراسات الوحدة العربية، ضمنه دراسات علمية تدحض اختلاقات الصهيونية ورواياتها المكررة لحكايات التوراة.



فلسطين راسحة في التاريخ
يقول نور مصالحة في كتابه المذكور: "غالبا ما يكون التاريخ والذاكرة الجماعية نسيجا من الأقاصيص والحكايات على يد النخب الاجتماعية مع تجاهل اصوات الناس العاديين وبعيدا عن الرواية الذاتية على لسان المقموعين، المستعمَرين، المحليين والمهمشين. ان كثيرا من تواريخ فلسطين كتبها نخب نافذة ومن هم في خدمة الغزاة والمستعمرين." (35)
يضيف: "ظهرت فلسطين في كتاب التاريخ الذي ألفه هيرودوس، زار فلسطين خلال الفترة 450-420ق.م. نسب هيرودوس القسمة الكبرى للشهادة الشفوية في التواريخ المعاصرة. أطلق الاسم "بالاستينة "على المنطقة ما بين مصر وفينيقيا، وأورد اسم أشكالون ، ميناء بحري كبير وفيها تقاليد تعدد الآلهة، ولا يذكر اليهود أو ديانة التوحيد... مع ان تاريخ هيرودوتس يؤسس للتاريخ المعاصر في الغرب، ويستخدم بوصفه مفتاح سجلات التقاليد والسياسات والجغرافيا القديمة والنزاعات بين مختلف القوى التي عرفها اليونانيون، لكن في موضوع فلسطين والذاكرة الغربية المسيحية المتعلقة بالأماكن لا تستند الكتابات على تواريخ هيرودوتس بل على السرديات- اساطير التوراة. (64)
يقارن الكاتب "عدم وجود مواد او أدلة عملية على مملكة داوود وسليمان الموحدة امر معترف به عالميا تقريبا، لدى علماء الآثار في الغرب، وكذلك لدى كبار علماء الآثار الإسرائيليين." (46) يورد كمثال أستاذ التاريخ القديم بجامعة تل أبيب، زئيف هيرتسوغ، أقر بخيبة آمال المنقبين الإسرائيليين، وذلك مقابل " فلسطين كانت كيانا إداريا مستقلا وولاية رسمية منذ أكثر من ألف عام. كان ذلك أولا المقاطعة الرومانية المشتركة (سوريا باليستينا)300-135 من ثم فيما بعد المقاطعة المنفصلة عن سوريا في شكل ثلاث مقاطعات إدارية في فلسطين: باليستسنا بريما، باليستيناسيكوندا وباليستينا سالوتاريس أو باليستينا ترشيا (22)
"فكرة فلسطين كبلد ووحدة جيوسياسية راسخةٌ بعمق في التاريخ السياسي والجغرافيا الثقافية وتراث البلاد منذ أواخر العصر البرونزي وما بعده. ولم يكن الرومان الوثنيون ، بل البيزنطيون المسيحيون هم الذين انشأوا في أواخر العصور القديمة المقاطعتين الإداريتين باليستينا بريما وباليستينا سيكوندا، ولم تكن ولايتا جند فلسطين وجند الأردن في الشمال الشرقي، العربيتان الإسلاميتان، شريطين طويلين متوازيين او متساويين ، بل الواقع ان ولاية جند فلسطين شملت كلا من باليستينا بريما وباليستينا سالوتاريس( المقاطعة الثالثة)في الجنوب والجنوب الشرقي....انه لأمر قاطع ان فكرة فلسطين مغروسة في الماضي القديم ومتينة الأصول في مصادر تاريخ العصور القديمة والعصور الوسطى والعصر الحديث"(33)
أول ما ظهر اسم بيليست كان في القرن الثالث عشر ق.م، ولم يرد على أي من المصادر التاريخية السابقة. لذا لا يكون دقيقا تاريخيا استخدام اسم فلسطين للمنطقة قبل التاريخ المذكور. (54)
معظم الذين انخرطوا في عمل علمي في موضوعات التوراة وعلم الآثار وتاريخ الشعب اليهودي المتداخلة- الذين نزلوا في يوم من الأيام الى الميدان بحثا عن أدلة تؤيد قصص التوراة - يتفقون الآن على ان الأحداث التاريخية المتعلقة بمراحل ظهور الشعب اليهودي تختلف جذريا عما ترويه القصة."(49) مثلا الاسم "يهودية " ظهر في المصادر الآشورية في القرن الثامن واوائل القرن السادس قبل الميلاد، وليس في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

بينما فلسطين الكبرى (مقاطعات باليستينا البيزنطية الثلاث) استمرت ما بين القرن الرابع وبداية القرن السابع محركا اساسيا للنهوض الثقافي والفكري والتحول المراسيمي في أواخر العصر القديم. كان أشهر رمزين للتحول الى الكلاسيكية (خليط من الهلينية والرومانية اثرت على ثقافة منطقة البحر الأبيض المتوسط) مدرسة البلاغة في غزة ومكتبة قيسارية البحرية، وهي أوسع المكتبات الكنسية في أواخر العصور القديمة. كانت مدينتا غزة وقيسارية البحرية اهم مدينتين في فلسطين الأولى التي كانت المركز السياسي والثقافي المسيطر في فلسطين الكبرى. بفضل مدرستي غزة وقيسارية واسعتي النفوذ في مدارس البحر المتوسط، وأعمال جوليان العسقلاني المعمارية وتخطيطه المدني- من اهم المراكز للتعلم والنشاط الفكري في أواخر العصر القديم؛ في الواقع حلت قيسارية فلسطين وغزة محل كل من أثينا والإسكندرية واحتلتا ترتيبهما كمراكز أولى للتعلم في كل منطقة البحر المتوسط. (59)




الخديعة الصهيونية

حيال هذه الوقائع تتكشف سياسات الدولة الصهيونية عما وصفته الكاتبة الأميركية، كيتلين جونستون، "شيتات متسلياخ" أي طريقة النجاح. انها، حسب ملاحظة الكاتبة الأميركية، عبارة عن "محاولة فعل ما تريد حتى تلقى الردع، كأن يُخبرك أحدهم بعكس ذلك". "تفعل الوسيلة غالبًا مع المهاجرين الجدد - لقبول صفقات سيئة أو قبول رواتب لا تتناسب مع مهاراتهم، ونجحت في التفاوض مع الطرف الفلسطيني والأطراف العربية الأخرى". تحذر كيتلين جونستون الأطراف العربية من هذه المكيدة، تفضحها لتعطيل مفعولها، بغية إجبار إسرائيل على الرضوخ للقرارات والاتفاقات. تقول:
" نكتة في إسرائيل تقول: يكتشف زبون في مطعم رسومًا بقيمة 20 شيكلًا على فاتورته لشيء يُسمى "العمل". لا يتذكر أنه طلب شيئًا كهذا، فيشير إلى النادل. يسأل: "ما الغرض من هذا؟" يهز النادل كتفيه. "لا شيء". أحيانًا ينجح وأحيانًا لا ينجح". مهما كان رأيك في النكتة، يُقال إنها أدت إلى ظهور التعبير العبري العامي الشائع "شيتات ماتسلياخ"، والذي يعني حرفيًا "طريقة ناجحة"، أو كما يقول البريطانيون "تجربة." يُستخدم هذا التعبير عادةً بمعنى ازدرائي، وهو يصف محاولة متعمدة لاستغلال غفلة شخص آخر، بافتراض أن العقوبة في حال القبض عليه ضئيلة، إن وُجدت".
الصهيونية الفاشية، وقد أشهرت مشروعها التوراتي ومنطوياته امبراطورية داود المترامية ولما بين الفرات والنيل، تستخدم الأسلوب،"شيتات ماتسلياخ"، فتواصل عدوانها العسكري ضد الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع وضد أكثر من بلد عربي في جبهة المواجهة. والدعم المادي والمعنوي الذي انهمر على الدولة الصهيونية وهي تشن حرب الإبادة الشاملة لم يزل يتدفق مقرونا بمخطط احتلال دائم لإجزاء من القطاع يتم تحويله الى ريفيرا. يصر ترامب على الشروع في تنفيذ المخطط تدعمه دول امبريالية وأخرى عربية. تكشفت مخططات تهجير "طوعي لآلاف من الفلسطينيين عبر دروب سرية وبواسطة جهات متواطئة مع مشروع ترامب ومرامي إسرائيل التوسعية
وحدث في السابق ان طبق أسلوب "شيتات ماتسلياخ" حينما أبلغت الأجهزة السرية في الولايات المتحدة وبريطانيا حكومتيهما بقناعتيهما، بحكم الوظيفة، ان ما من أحد في أوساط الصهيونيين سيحترم قرار الأمم المتحدة، الذي لم يصدر بعد ، بتقسيم فلسطين، لم تفاجا الحكومتان ولم تعلنا حالة طوارئ لفرض القرار الدولي وإلزام الصهيونيين بمراعاة الشرعية الدولية. مضت المليشيات الصهيونية تستولي على المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية. بعد أسبوع من صدور قرار التقسيم في نوفمبر 1947 تقرر منع قيام الدولة الفلسطينية؛ وفي العام 1949 أقر لإسرائيل ان ترسم حدودها حيت وقفت ميليشياتها، وليس حسب قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، هذا القرار المنطوي على خدعة. والخدع في النهج الصهيو امبريالي دبلوماسية ناجحة خاصة أثناء التفاوض.
الأنظمة العربية في ذلك الحين كانت تعوزها الإمكانيات والرغبة في مساعدة الشعب الفلسطيني للمحافظة على وطنه. فقد تفوقت المليشيات الصهيونية من حيث العدد والعدة على الجيوش العربية، كما ان التجمع اليهودي بفلسطين تهيأت له الأسباب لتشكيل الدولة وإعلانها بمعزل عن الأمم المتحدة. باتت قوات الشرطة والجيش التابعة للانتداب البريطاني عام 1946، أي قبل عام من قرار التقسيم، ثكنة محاصرة، عاجزة حيال إرهاب الميليشيات الصهيونية الموجه ضد الشعب الفلسطيني واليهود غير الصهاينة، الى جانب القوات الأمنية للانتداب البريطاني.
نجح أسلوب "شيتات ماتسلياخ"؛ مضى برسم التنفيذ ويسدد الخطى الشعار الصهيو امبريالي:
"دعوا الجيش ينتصر"، ولم يزل واجب الإقرار والتنفيذ، حتى بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار. دعوا الجيش ينتصر في غزة وفي سوريا وفي لبنان، وفي أقطار عربية أخرى نهج مضمر في الزمن الراهن لدى دوائر العدوان الصهيوامبريالية، ويتستر على العدوان الدموي طالما الأنظمة الأبوية المترهلة تواصل عجزها وتسترشد ب "دبلوماسية النعامة" تدس رؤوسها بالرمال كي لا ترى او تسمع.
امعنت الديبلوماسية الصهيونية في"شيتات ماتسلياخ"؛ وهي وسيلة تسعف في مجال التجارة دليل ذكاء ولباقة، وكذلك في السياسة، خاصة أثناء التفاوض مع الفئات الضعيفة. الوسيلة الناجحة،
هذه الوسيلة الناجحة تعلمَتْها بالضفة الغربية شركات الاتصالات. تكتشف بعد مدة خصومات من حسابك فتسأل ويجيبون انه تذكير بموعد الصلاة. وتقول لم اطلب لان بيتا واحدا بالضفة لا يسمع المؤذن بفضل أموال النفط لتي اكثرت من بناء الجوامع في البلدات والقرى. او يقولون انه برنامج ترفيهي وتقول لم اطلبه، ويوقفون السرقة بعد ان يستولوا على عشرات آلاف الشواكل من الزبائن المشتركين.
تمضي كيثلين جونستون مع أمثلتها المشابهة في خاطرتها الى ان تقول: بالطبع، لا أحد يحب أن يكون مغفلاً. فالضعيف الذي يُرمى وجهه بالرمل يُحتقر عالمياً. يرفع الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم الأثقال لتجنب هذا المصير. ... يُمكنك رؤية هذه الدينامية تتجلى في المفاوضات مع الفلسطينيين على مدار تاريخ دولة إسرائيل. دائمًا ما تحاول إسرائيل خداع الطرف الآخر. دائمًا ما تحاول الحصول على المزيد. ودائمًا ما تُوسّع حدود كل اتفاق إلى أقصى حد ممكن.
أفادت التقارير أن إسرائيل قتلت 241 فلسطينيًا في غزة منذ دخول ما يُسمى بوقف إطلاق النار مع حماس حيز التنفيذ الشهر الماضي. لو قتلت حماس 241 إسرائيليًا في نفس الفترة، لكانت إسرائيل قد حوّلت غزة إلى بحيرة من نار الآن.
في مقال نُشر مؤخرًا في صحيفة فاينانشال تايمز، كتبت كيم غطاس: "بالكاد تصدّر هذا عناوين الصحف الدولية، ولكن منذ وقف إطلاق النار في لبنان قبل عام، ضربت إسرائيل جنوب لبنان ووادي البقاع أكثر من 500 مرة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص تقول إسرائيل إنهم عناصر من حزب الله.". وتخلص جونستون:
"مرة أخرى، لو هاجم حزب الله إسرائيل 500 مرة وقتل مئات الإسرائيليين خلال هذه الفترة نفسها، لما ادّعى أحدٌ سريان "وقف إطلاق النار". لكانت إسرائيل قد مارست حربًا شرسة على لبنان بدعم كامل من الإمبراطورية الغربية."
تخلص في خاطرتها الى نصيحة تقدمها للمفاوضين العرب: "أي اتفاق يُبرم يكون دائمًا في غير صالح الطرف الآخر، ويسمح لإسرائيل بمواصلة القتل والانتهاكات دون عقاب. بناءً على ما نعرفه عن المجتمع الإسرائيلي، من المنطقي افتراض أن هذا سيستمر حتى يتم إيقاف إسرائيل بالقوة."
.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآلات وردود أفعال غير محسوبة لحروب التوسع والإلحاق
- هل إسرائيل على حافة انهيار؟ تساءل المؤرخ الإسرائيلي إيلان با ...
- إسرائيل مسلسل حروب وشواحن كراهية وتمييز عنصري
- إرادة لا تُقهر: انتصار روح غزة على عمارة الإبادة الجماعية
- ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي
- هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟
- دولة العدوان تكرر لفنزويلا ما اقترفته ضد العراق
- إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالج ...
- يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
- بين نارين على طريق الآلام
- صفقة ترامب جريمة حرب
- -لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
- مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
- استغلال الاغتيال لفرض الفاشية ممارسة هتلر وموسوليني والآن تر ...
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني- ...
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
- الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية


المزيد.....




- مجلس الأمن يصوت لصالح الخطة الأمريكية بشأن غزة.. ماذا نعرف ع ...
- المفاوضات السورية الإسرائيلية وصلت إلى طريق مسدود.. تل أبيب ...
- وزير داخلية ألمانيا لـDW: حق اللجوء مكفول لكن يجب مكافحة سوء ...
- غزة مباشر.. اعتداءات بالقطاع والضفة ومجلس الأمن يقر مشروع ال ...
- خبير: انسحابات الجيش السوداني -تكتيكية- ولهذا يتمسك بالأُبيّ ...
- بعد جرائم الفاشر.. ما الذي أوصل السودان إلى هذه اللحظة؟
- نتنياهو يتوعد بمواجهة عنف المستوطنين في البلدات الفلسطينية
- مجلس الأمن يعتمد مشروع القرار الأميركي بشأن غزة
- أول تعليق من حماس على إقرار خطة ترامب بشأن غزة
- ترامب: سأكون -فخورا- بضرب منشآت المخدرات في دول مثل المكسيك ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - كاتبة اميركية تفضح خدع إسرائيل