|
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 15:11
المحور:
القضية الفلسطينية
الدراسات التوراتية في نهج سياسي
حتى سبعينات القرن الماضي كانت الثقة اجماعية حول مخرجات الدراسات التوراتية. استولت خلاصات وليم فولبرايت ومدرسته على العقول والضمائر في عالم الغرب السياسي والثقافي والأكاديمي؛ اهم قضية جذبت اهتمام الدارسين التوراتيين هي الأبحاث التوراتية حول ﻓﺘﺮة» ﻧﺸـﻮء إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ« ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين وﺗﻄﻮر مملكتي داود وﺳﻠﻴﻤـﺎن، مرحلتين بالغتي اﻷﻫﻤﻴﺔ تمثلان "اﻟـﻠـﺤـﻈـﺘين اﻟـﻔـﻴـﺼـﻞ " moment defining ﻓﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ. بالطبع تلتزم السياسات والدراسات الأميركية والغربية وفي الجامعات والصفوف المدرسية بهذه الزيوف التاريخية، تتغلغل في الثقافة الشعبية لمجتمعات الغرب.ويستند اليمين الفاشي بإسرائيل االى هذه الزيوف يسانده اليمين الفاشي على الصعيد الدولي وعلى رأسه إدارة ترامب بالولايات المتحدة.
حتى غوتفيلد، الذي اعترف بتأثره الشديد بحركات التحرر الوطني، حيث شارك فيها بنشاط، كان الموضوع اﻷﻫﻢ والجدير ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ اﻵن ، في نظره، ﻟﻴﺲ المشكلة المتعلقة ﺑﺎﻷرض ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ أو ﻣﺸﻜﻠﺔ المناطق اﻟﺘﻲ أﺧﺬت أو أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻌﺴﻜﺮي أو ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮي إﻟﺦ... ﻓﻠﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻵن ﻟﻢ ﻳـﺘـﻢ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت المتعلقة ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ أو ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﳊﺎﻻت دﻗﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺰﺋﻲ. ) ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ١٩٧٩ :163) ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺒﺪﻳﺪ أي ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻫﺬه اﻷرض ﻫﻲ" أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ" آلآن(1996) [حتما اختلفت التقديرات بعد حرب الإبادة وعزلة إسرائيل]؛ وهذا مستغرب في ضوء اﻋﺘﺮاﻓ غوتوولد ذاﺗﻪ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ حركات التحرر ﻋﻠﻰ أفكاره. (163) إﻻ أن ﻫﺬا ﻳﺪل ﻗﺒﻞ أي ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ الهائلة القوية والغلابة والمسيطرة إﻟﻰ ﺣﺪ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ المعالجات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔالحساسة ﻟﻠﻤﻀﺎﻣين اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄين ﺗﻈﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﻬﺎ. (163) خطاب الدراسات التوراتية حظر بحزم أي إشارة الى الموضوع الفلسطيني في الماضي القديم وفي العصر الحديث. إن ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن المدنية وﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺣﺮب ﻓـﻴـﺘـﻨـﺎم واﻟـﻨـﺸـﺎط المعادي ﻟﻺﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ، وﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، واﻟﻌﻤـﻞ ﺿـﺪ ﻋـﺸـﻮاﺋـﻴـﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ، ﻫﺬه ﻛﻠﻬﺎ قاربها غوتفيلد بجسارة ووﻓﺮت له »ﻣﺨﺘﺒﺮا ﺣﻴﺎ« وﻣﺼﺪرا داﺋﻤﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳـﻠـﻘـﻰ اﻟـﻀـﻮء ﻋـﻠـﻰ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة .(Gottwald ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ :1979 مقدمة). ﻳﺒﺪأ ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت ﻳﺮﻛﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ، أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻣﺎرﻛﺲ وإﳒﻠﺰ، وآﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل(1973 :١٢ ( ﺛﻢ ﻳﻌﺮض ﺑﻮﺿﻮح أﻫﻢ المؤﺛﺮات ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ. يضيف وايتلام ،" ﻣﻦ المذﻫﻞ، إذا أﺧﺬﻧﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴـﺔ اﻟـﻮاﺿـﺤـﺔ ﻷﻋـﻤـﺎل ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ وﲢﻠﻴﻠﻪ الماركسيـ المادي- ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻋﺘـﺮاﻓـﻪ ﺑـﺪوره ﻓـﻲ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم ، أﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ أﺑﺪا اﻟﻜﻔﺎح اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ المصير. وﻓﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺟﺬرﻳﺔ وإﺛﺎرة ﻟﻠﺠﺪل ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﻈﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄين ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﻬﺎ.
بدأ التصدع في الدراسات التوراتية في ثمانينات القرن الماضي، إذ شرع الباحثون يشككون في هذه القضية او تلك. شرعت التنقيبات تدحض المزيد من حكايات التوراة. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻏﺰو ﻟﻔﻠﺴﻄين ﺑﺄﻋﺪاد ﻟﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻻﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ؛ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺟﺬري ﻟﻠﺴﻜﺎن، ﺑﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﻘﻂ اﺳﺘﺒﺪال ﺿﺮوري ﻟﻠﺤﻜﺎم المحليين اﻟﺘﺎﺑﻌين ﻟﻠﻤﻠﻮك ﺑﺎﺳﻢ الملوك. وﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اي ﻏﺰو ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄين ، ولم تحدث المجازر الموصوفة بالتوراة؛ إنما اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ يمكن أن ﻳﺴﻤﻰ، ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ المؤرخ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ المهتم ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ـ اﻻﺟﺘﻤـﺎﻋـﻴـﺔ، ﻫـﻮ ﺛـﻮرة ﻓـﻼﺣـين ﺿـﺪ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻣﻦ دول ـ المدينة.( ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل 1972:73).(150)
صور الخيال إسرائيل القديمة أمة منفصلة تماما عن محيطها، خاصة عن الواقع الاجتماعي والسياسي الذي وجد ت فيه، وذلك مطابق تماما لإسرائيل المعاصرة. نجد في كتابات المؤرخين التوراتيين المبالغات والإسراف في الإشادة بالتاريخ القديم، حصة عهد داو د وسليمان. على سبيل المثال يجزم الباحث التوراتي الألماني، نوث، "في إسرائيل كان النظام الملكي يعتبر دائما مؤسسة تطورت مع مجرى التاريخ... ، وكانت "نشأة الكتابة التاريخية في إسرائيل، ولم يكن لها نظير في عالم الشرق القديم. وكان ذلك نتيجة الوعي التاريخي الفريد لإسرائيل، الذي كان مبنيا على الطبيعة الخاصة لعلاقتها مع الإله. " هذه الأفكار نجد لها صدى مشابها تماما في دولة إسرائيل ا لمعاصرة، التي ترى نفسها أمة منفصلة عن محيطها الثقافي والسياسي، وعاملا يجلب الحضارة الى المنطقة نتيجة "للوعى التاريخي الفريد لإسرائيل الذي هو وحي إلهي. ويماثل كذلك مفهوم» التنوير السليماني Solomonic Enlightenment « الذي عبرعنه فون راد Von Rad ، يماثل ذروة النظرة القائلة إن ا لمملكة الإسرائيلية كانت العصر الذهبي الذي حدد معالم كل الفترات اللاحقة في تاريخ المنطقة. أصبح هذا هو الواقع والدافع لتطور التاريخ الإسرائيلي والتراث الذي شكل الجزء الأكبر من التوراة العبرية: أنتج العصر الذهبي للمملكة العبرية أعمالا تاريخية أصيلة. لم يكن بمقدور أي حضارة في الشرق الأدنى القديم الإتيان بمثلها. حتى الإغريق لم يتمكنوا من الوصول إلى مثلها .
ومفارقة أخرى في الدراسات التوراتية تقبع في إسقاط اﻷﻓﻜﺎر الحديثة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم؛ ﻤﻔﻬﻮم اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﺷﺄﻧها ﺷـﺄن العنصرية، ﻫي ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮم ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟقديم"(1973 :١٨٤) (149). وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻘﻮﻣـﻴـﺔ الحديثة ﻗـﺪ ﺑـﺬﻟـﺖ الجهد والمال اﻟﻬﺎﺋﻠين ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﻘديم(45)؛ فجاءالخطاب التوراتي نتاج طاقات فطرية متعددة الجنسية، وموارد مادية هائلة راكمتها جامعات الغرب الامبريالي وكليات اللاهوت والمدارس الدينية وحلقات البحث وأقسام الآثار تجمعت في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل"، كما يقول الأكاديمي كيث وايتلام.
من ثم يستنتج هيوز (1990) ﻓﻲ دراﺳﺘﻪ الحديثة ﺣﻮل اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺘﻮراﺗﻲ أن اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻔﺮي اﻟﻘﻀﺎة وﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﻫﻮ ﺧﻴـﺎل ﻣـﺤـﺾ اﺧـﺘـﺮﻋـﻪ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ المنفى ﻟﻜﻲ يمدوﻧﺎ بمشروع ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻤﺮه ١٠٠٠ ﺳﻨﺔ ﻳﻐﻄﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ وﺟﻮد إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ أرض ﻛﻨﻌﺎن . ﻫﻜﺬا ﻻ يمكن اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﺘﺰوﻳﺪﻧﺎ ﺑﺘﺴﻠﺴﻞ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.(62).
فاعلية الدراسات التوراتية بالسياسات الصهيونية
"إن الوضع الذي وصفناه من قبل يوضح قوة هذا الخطاب في عرقلة أي ادعاءات بديلة بالماضي على الرغم من الافتقار إلى أدلة قاطعة لإثبات مثل هذه التصورات المهيمنة، وعلى الرغم من ذلك ظلت الدراسات التوراتية صامتة بشكل غريب في محاولتها تفسير عدم وجود الدلائل الآثارية التي تثبت وجود مثل تلك الإمبراطورية اﻟﻤﺠيدة ، وحاولت بدلا من ذلك استغلال إنشاء دولة إسرائيلية، مرتكزة على الصمت أو الغياب، ’ولكن الصمت غلاب‘. " يقول وايتلام. ونجد نفس الإصرار على تحديي الوقائع الصلدة في تحدي نتنياهو حاليا للإرادة الدولية، وتجاهل عزلته الدولية بسبب جرائم الإبادة الجماعية. يمتلك نتنياهو طاقة خطاب الدراسات التوراتية بالذات. في التنكر للوقائع. انعكست قبضة الدراسات التوراتية في مضمار السياسات الصهيو امبريالية، نهجا عدوانيا ضد الشعب الفلسطيني تواصلت حتى الزمن الراهن وتفاقمت. للأسف الشديد لم تلحظ حركات المقاومة الفلسطينية التزام النهج الصهيوني بقاعدة إيجيولوجية صلبة، واظهرت قيادات المقاومة الفلسطينية ميولا للاتفاق عند هذه النقطة او تلك، واحيانا تدخل في صراع حاسم تحت وهم انعزال الجماعات الصهيونية عن قوى الامبريالية المتنفذة بالمنطقة. هكذا شاب المقاومة الفلسطينية الكثير من الأخطاء، بل الخطايا، إبرزها النظرة الى الصهيونية ودولة إسرائيل مقطوعة عن الامبريالية، والأميركية على وجه الخصوص.
الساسة الصهيونيون اخذوا بأفكار الفترة الأولى وصمموا على الاستحواذ على كامل فلسطين التاريخية. يذكر عن حاييم وايزمن انه دعا، بعد صدور وعد بلفور، الى اجتماع لعدد من الشخصيات الصهيونية المتنفذة، وتم الاتفاق على ان تشمل الدولة القادمة فلسطين بأسرها، على ان يبقى الاتفاق سرا ولا يطرح على اجتماعات فرسايل التي كانت منعقدة. وفي عشرينات القرن الماضي أشهر جابوتينسكي مطلب الاستيلاء على كامل فلسطين مع تشريد اهل البلاد من ديارهم. ضمّن مشروعه في كتاب عنوانه "الجدار الحديدي" الذي أصدره عام 1923، أطلق على خطته "الصهيونية المراجعة"، أي الرجوع الى مبادئ المؤتمر الأول التي قررت إقامة دولة تشمل فلسطين بكاملها، لكن ارتؤي إخفاء القرار الى ان تنضج الظروف؛ وهذا ما التزم به بن غوريون. مضى على نهج جابوتينسكي كل من ميناحيم بيغن واسحق شامير وأرييل شارون وبنيامين نتنياهو. اما دافيد بن غوريون فالتزم الحذر من إشهار الاستراتيجيا الصهيونية في غير الأوان، وكان يعلق على أقوال جابوتينسكي باتهامه بالفاشية وكشف عن علاقته بموسوليني. تبنى بن غوريون خطة اسماها الصهيونية العملية ، قوامها الملكية العبرية والعمل العبري والدفاع العبري، ضمنها له الانتداب في نهج الوكالة اليهودية، التي كانت بمثابة إدارة ذاتية ترتبط بحبل صري بالرأسمال الاحتكاري اليهودي. فرض بن غوريون حالة من العداء للعرب وإقصائهم اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا. فرض مقاطعة تامة للعمل العربي عملا بمقتضيات الاستيطان الكولنيالي، واستهدافا لترحيل من يطردون من أراضيهم بعد انتقالها الى الصندوق القومي اليهودي (كيرن كاييميت) خارج فلسطين. بالقعل طالب بن غوريون وحاييم وايزمن المندوب السامي أكثر من مرة بترحيل العاطلين عن العمل خارج فلسطين وتكفلا بدفع تكاليف الترحيل. التقى طرفا اليوشيف اليهودي المتصارعان عام 1937 باستنكار خطة بريطانيا بتقسيم فلسطين، إذ طالب الطرفان بكامل فلسطين. ولكل من ميناحيم بيغن وديفيد بن غوريون قوله الصريح في هذا الشأن. يلاحظ المراقبون ان الصهيونيين في كل مرحلة يظهر في أوساطهم نزعة تطرف تروج لما هو قادم من مراحل الاستعمار الاستيطاني بفلسطين، وتنشر تربية سياسية للجمهور ينزاح حيالها الى مزيد من التعصب العنصري وتغلغل فكرة الفرادة اليهودية واستثنائية المصير اليهودي والنظرة العدائية تجاه العرب. سلم الانتداب بن عوريون الوكالة اليهودية حكومة ذات استقلال ذاتي تتولى شئون التدريس والدفاع والإدارة والاقتصاد. كان التدريس ولم يزل يضخ التعصب العرقي وكراهية العرب. وشرعت المنظمات الإرهابية التابعة للطرفين (الهاغاناه، الإرغون، أيتسل) عمليات قتل وابتزاز شملت العرب واليهود المعارضين لخطاب الدراسات التوراتية وكذلك القوات البريطانية التابعة للانتداب. بدأ التوجه الإرهابي قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1942، وأعلن مطلب الدولة تشمل كامل فلسطين ثم التبعية للولايات المتحدة بديلا عن بريطانيا. يسرد الكاتب البريطاني توماس سواريز بالتفصيل عمليات الإ رهاب الصهيوني طوال الفترة 1937- 1949، حيث سيطرت المنظمات الصهيونية عام 1946 على الأوضاع بفلسطين وباتت القوات البريطانية ثكنة محاصرة. عمليا لم تكن المنظمات الصهيونية بحاجة لقرار الأمم المتحدة يمنحها دولة شرعية بفلسطين. في رحم الانتداب البريطاني نضجت العوامل السياسية والاقتصادية والتربوية - الثقافية والعسكرية لإقامة الدولة بمضمون صهيوني بعيد جوهريا عن الديانة اليهودية. تجلت في التوجهات الصهيونية، إثر مؤتمر نيويورك عام 1942، العلاقة العضوية بين الصهيونية والامبريالية الأميركية، مصحوبة بنزعة الصهيونية للانفراد بالسيطرة على المجتمع اليهودي بفلسطين وفي الخارج: بناء نظام شمولي يقاوم بالعنف المسلح كل خروج او حتى تساهل حيال قرارات القيادة، وأن قضية الصهيونية فريدة في بابها لا تنطبق عليها القوانين السائدة في الحياة الدولية، وكذلك مطلب إسرائيل الكبرى. تسمع من القادة الصهيونيين، مدنيين وعسكريين، إنكار وجود شعب فلسطيني أصيل في وطنه ووعيد بأن تحيا إسرائيل بحد السيف. لم يأت نتنياهو بجديد في مختلف المجالات؛ وإذ يصر على رفض قبول دولة فلسطينية غربي النهر فإنما يستند في تزمته الى إيديولوجيا خطاب الدراسات التوراتية بمضمونه الامبريالي. لهذا نجد الإصرار على رفض التاريخ الفلسطيني. محاولة نتنياهو لسحق المقاومة المسلحة في غزة جوبهت بحركة تضامن دولة أبرزت المقاومة الفلسطيني وكشفت ما حاولت الحركة الصهيونية إخفاءه على مدى أكثر من قرن . مكافحة الصهيونية لا تنفصل إطلاقا عن مكافحة الامبريالية سياسيا واقتصاديا وثقافيا. وجميع الصدامات مع إسرائيل توهما انها منفردة لن تعود إلا بالانكسارات والخيبات. يجب ان يكون المجال الثقافي في مقدمة النضال لتقليص نفوذ الصهيونية واستئصاله. وتدخل عنصرا في السياق الثقافي الثقافة اليهودية الإنسانية التي تلهم في الوقت الراهن حملات اليهود ، حاصة الشيباب ضد نهج نتنياهو الهمجي .
كيف الخلاص من قبضة الدراسات التوراتية؟
يرى وايتلام النقطة المفصلية لإﻋـﺎدة اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻓـﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻨﺎ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟمتخيلة وﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﻤﻮﺿﻮع ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ وﻣﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ يبدأ بالكشف عن المسألة الجوﻫﺮﻳﺔ ﺑﺼﺮاﺣﺔ، مسألة اﻟﻄﺒﻴـﻌـﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ واﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻻﺳﺘﺸﺮاﻗﻴﺔ (أي الامبريالية) لخطاب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراتية. ﺳﻮف ﻳﻮﻓﺮ ﺧﻄﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻬﻤﺎ أﻛﺜﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﻨـﺠـﺰات المادية والحضارية ﻟﺴﻜﺎن ﻫﺬه المنطقة ﻛﻜﻞ. ﻓﺎﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺮﺿﺖ ﺣﻠﻮل اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺤﻞ اﳊﻀﺎرة اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻜﻴﺪة ﺗﺆدي إﻟﻰ اﳊﻂ ﻣﻦ ﻗﺪر المميزات الجمالية واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻨﻴﺔ والأواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ والخزف المزخرف واﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺎت والحلي وﻏﻴﺮﻫﺎ، مما نراه ﻓﻲ آﺛﺎر ﻓﻠﺴﻄين . تمثيل فترة العصر البرونزي المتأخر على أنها فترة انهيار حاد للمدنية وللثقافة لتحل محلها الثقافة الراديكالية الجديدة التي وفرت عوامل ولادة الديانة التوحيدية والتوراة العبرية يبدو أنه يؤكد ويعكس الأوضاع التي كانت سائدة خلال العقود المبكرة من القرن العشرين. ليس هناك أي اهتمام با لمزايا الجمالية لأشكال التماثيل الآدمية، ما تكشفه مثل التماثيل المكتشفة عن القيم الجمالية أو منجزات الفنان أو اﻟﻤﺠتمع الذي كان هذا الفنان جزءا منه. إن العوامل الإيجابية في النظام الديني المحلي والاهتمام بالأشياء الهامشية أو غير المماثلة تمثيلا صحيحا أو مفهوم الانسجام يتم إخفاؤها بتصوير حضارة ثابتة على حالها ومنحطة من المحتم أن يتم استبدالها. ولكن عدم وجود أي خطاب مناسب لتمثيل المنجزات الثقافية المحلية كان يعني أن الخطاب الوحيد المتوفر هو الذي تم الأخذ به: وهذا الخطاب صُمم خصيصا للحط من أي إنجاز ثقافي يُعتقد أنه يعود إلى ديانة غير الديانة الإسرائيلية (الأصولية اليهودية)التي شكلت أساس الديانة اليهودية والمسيحية اللاحق، تلك التي يتمثلها ويتصرف بمقتضاها المسيحون الصهيونيون في الوقت الحالي.
بذلك احتلت فترات» نشوء «إسرائيل في فلسطين وتطور دولة إسرائيلية المكانة المفصلية في الدراسات التوراتية. فهي تحدد الطبيعة الأساسية لإسرائيل وشعورها بهويتها القومية وتصورعلى أنها ثابتة لا تتغير خلال الفترات اللاحقة من التاريخ، وذلك بربط الحاضر بالماضي. بناء الماضي، إذ ن هو صراع حول تعريف الهوية التاريخية والاجتماعية. إذا تمكنا من تغيير المنظور الذي تنبع منه هذه التصورات لنبين أن خطاب الدراسات التوراتية قد اختلق تاريخا كثيرا ما يعكس حاضرها في كثير من جوانبه، عندئذ فقط يمكن أن نحرر التاريخ الفلسطيني ونتقدم باتجاه خطاب يسمح ببناءات وتصورات بديلة للماضي. وهذا سيحرر أيضا الفترات السابقة واللاحقة للمنطقة من قبضة التاريخ الإسرائيلي. تحديد موقع للتاريخ الفلسطيني. مؤشران اثنان يراهما وايتلام ضروريان للتوصل الى استخلاصات علمية للأبحاث التراثية: نظرة ليمحي، يدعمه وايتلام وكوث وطومسون، الاهتمام بدراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي لفلسطين بشكل عام؛ ﻳﻘﺘﺮح ﻟﻴﻤحي دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄين. (251)؛ وﺗـﺪل اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ تحليلات المؤرخ كوت على ﻧﻮﻋﻴﺔ المسائل وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ، واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺘﺮة. ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻓﺈن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ تم إﺳـﻜـﺎﺗـﻪ ﺑـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ بﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﻓﻼت ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺒﺤﺚ المهيمن ﻋـﻦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ. قيود الدراسات التوراتية تعيق هذا التوجه حتى الأن.
والمؤشر الثاني، منظور بروديل الخاص"المدى الطويل. (293) حيث تشمل الأبحاث فترة زمنية مديدة تتجلى فيها مختلف ظواهر الحياة الاجتماعية. والدراسات التوراتية تفضل، كذلك، الانغلاق على وقائع مبتورة عن سياقها الزماني والمكاني. النظرة بعيدة المدى تبين عكس ما يلفقه خطاب الدراسات التوراتية، حيث يتغلب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗـﻴـﺔ. إﻧـﻪ "ﺑُﻌﺪ زﻣﻨﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺿـﻴـﺢ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﻣﺠﺮد ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﻜﺎﺳﺢ"، حسب تعبير وايتلام. ﻓﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ المدى اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﻘﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺠﺮي إﻟﻰ اﻟﻌﺼـﺮ اﻟـﺮوﻣـﺎﻧـﻲ أو اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺎﺿﺮ، ﻳﻄﻤﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن "إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﺧﻴـﻄـﺎ رﻓـﻴـﻌـﺎ ﻓـﻲ ﻧﺴﻴﺞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟغني، ومنظور اﻻﻣﺘﺪاد اﻟﺰﻣﻨـﻲ اﻟـﻄـﻮﻳـﻞ«. ﻫـﺬا ﻫﻮ اﻟـﺬي ﻳُﻤﻜّﻦ المؤرخ ﻣﻦ أن ﻳﻘﺮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن نمط اﻻﺳﺘـﻴـﻄـﺎن، ﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺠﺮي اﻷول ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻫﻮ نمط ﻓﺮﻳـﺪ أو أﻧـﻪ ﻳـتفق ﻣـﻊ أنماط مماﺛﻠﺔ ﻓﻲ أزﻣﻨﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻓﻘﻂ يمكننا أن ﻧﺴﺄل إن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﲢﻮل نمط اﻻﺳـﺘـﻴـﻄـﺎن أو أﻧـﻪ ﻳـﺠـﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺣﺴﺐ ﻗﻮاﻧين تحتلف تماما ﻋﻦ أي ﻓﺘﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم. ﻣﻦ ﻫﺬا المنظور ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ اﺳﺘﻤﺮارا ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ رﺋﻴﺴﻴﺎ أو وﺣﻴﺪا ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺮﺑﻂ ﺑين اﻟﺘﻄﻮرات وﻇﻬﻮر إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺗﻄﻮرﻫﺎ، أو ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻈﻬﻮر واﻟﺘﻄﻮر.
ينقل عن ديفيز Davis.((1992 :٣١ ) في سياق منظور "المدى الطويل" ﻟﻘﺪ ﳒﺢ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺑﻨﺎء ﻓﻜﺮي وﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳـﺪي ـ ﳒـﺢ ذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﺗـﻜـﻮﻳـﻦ »ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة وﻟﻜﻨﻪ أﻳﻀﺎ ﺗﻌـﺎرض ﻣـﻊ ﺗـﺎرﻳـﺦ ﻓـﻠـﺴـﻄين الحق، اﻟـﺬي ﻫـﻮ اﻵن »ﻓـﺮّوج ﻓﺼﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺶ ﻳﺼﻴﺢ.« ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ وﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﻜﺎن ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي وﻛﺎﻧﺖ ﻫـﻨـﺎك مملكـﺔ ﺗُﺪﻋﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻧﺎس ﺣﻘﻴﻘـﻴـﻮن ﻋـﺎﺷـﻮا ﻫـﻨـﺎك وﻣـﻠـﻮك ﺣﻘﻴﻘﻴﻮن ﺣﻜﻤﻮا، وﺣﺪﺛﺖ ﺣﺮوب ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺑﻌﺎد ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣـﻦ وإﻟـﻰ اﻟـﺒـﻼد ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ الجيوش المحتلة واﳊﻜﺎم. ﻫﺆﻻء ﻫﻢ اﻟﻨﺎس واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﻜـﺘـﺸـﻒ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻵﺛـﺎر والمنقبون آﺛﺎرﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ »إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة. « ﻣﻦ ﺳﻴﻜﺘﺐ ﺗﺎرﻳﺦ ﺷﻌﺐ أزاﻟﺖ اﻟﺒﻨﺎءات اﻟذهنية ﺳﻤﺎﺗﻪ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ? إذا ﻛﺎن ﻣﺎ أﻗﻮﻟﻪ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﺈن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻣﺬﻧﺒﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة إﻟﻰ اﻟﻮراءاﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺢ ﺷﻌﺒﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوف ﻻ ﻳﻜﺘﺮث ﺑﻪ أﺣﺪ لمصلحة ﺑﻨﺎء ذﻫﻨﻲ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ.
أن ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ المبكر ﺳـﻮف ﻳُﻨﻘﻞ، ﻓﻲ أﻏﻠﺐ الظن، إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳـﻴـﺔ.(319) وبذا تفقد حكاية مملكة داوود وسليمان المترامية ما بين الفرات والنيل قيمتها في التاريخ الفلسطيني. إذن، اﻟﺪراﺳﺔ الحاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻧﻜﺎرا لمملكتي إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا: وانما ﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن ﺑﻌﺪ أن تم ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ واﻟﻴﻬﻮدي ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ، ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم اﻷﺷﻤﻞ.(319). وهذا يقتضي إلغاء تسمية حقبة ممتدة من التاريخ الفلسطيني بانها الحقبة التوراتية. إن ﺑﻨـﺎء الماﺿـﻲ، إذن، ﻫـﻮ ﺻـﺮاع ﺣـﻮل ﺗـﻌـﺮﻳـﻒ اﻟـﻬـﻮﻳـﺔ، يواصل وايتلام:. ﻳـﺠـﺐ أن ﻳُﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸـﻜـﻞ ﺟـﺬري ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﻳُﻌﺮف ﺑﻔـﺘـﺮة المملكة المتحدة. أدى وﻫﻢ "إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود" وإﺳﻘﺎط دوﻟـﺔ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ الحديثة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪيدي إﻟﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺗﺎم ﻓﻲ ﻋﺮض ﺗﺎرﻳـﺦ المنطقة (317)
تحديد موقع التاريخ الفلسطيني
اعطت ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺤﺮر ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺻﻮﺗﺎ ﻟﻠﻔﺌﺎت اﻟمهمشة والمعدمة ﻓـﻲ اﻟﻤﺠـﺘـﻤـﻊ واﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ. وﻣـﻦ المفارﻗـﺎت اﻟـﺘـﻲ أدى إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻛــﺘــﺎب »اﻻﺳﺘﺸﺮاق« ﻹدوارد ﺳﻌﻴﺪ أﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﻣـﻮﺿـﻮع اﻟـﻜـﺘـﺎب ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳﻂ ، ﻓﺈن اﻟﻨﺠﺎح اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ باسترداد الماضي ﻗـﺪ تحقق ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺄرﻳﺦ اﻟﻬﻨﺪي. ما ﻳـﺰال اﻟﺼﺮاع ﺣﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ اﻷوﻟﻰ. وﺣﺘﻰ ﻳُﻜﺘﺐ ﻟﻪ اﻟﻨﺠﺎح، يحتاج اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ أﻳﻀﺎ إﻟﻰ أن ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻀﺎءًا ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج رواﻳﺘﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺎضي، وﺑﻬﺬا ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﺳﺘـﻌـﺎدة ﺻـﻮت اﻟـﺴـﻜـﺎن اﻷﺻﻠﻴين اﻟﺬي تم إﺳﻜﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﺧﺘﻼق إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة.(325).
ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ، يواصل وايتلام: أﻳﻦ يمكن ﺗﻌيين ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم، وﻣﻌﻪ ﺗﻮارﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا ؟ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟـﻪ ﻣـﻮﻗـﻊ ﺧـﺎص ﺑـﻪ يمكن أن ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ. إذن ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺴﺮد اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺘـﺎرﻳـﺦ ﻫـﻮ ﺷﻲء ﺣﺎﺳﻢ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ اﻋﺘﺮاف ﺑﺠﻮاز ﺳﺮد اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ، أي الطعن في جوهر الإيديولوجيا الصهيونية. إذا ﻛﺎن ﺳﻴﺘﺴﻨﻰ للتاريخ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲأن ﻳﺘﺤﺮر ﻣﻦ قبضة ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻤﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﻳﺘﺤﺮر أوﻻ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ هيمنت على تارﻳﺦ المنطقة. ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﻤﻮﺿﻮع ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ؛ وﻛﺠﺰء ﻣﻦ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺧﻄﺎب »اﻟـﺪراﺳـﺎت الحضارﻳـﺔ« cultural studies إذا ﻛﺎن ﺳـﻴُﻌـﻄَـﻰ ﺻﻮﺗﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ يمكنه ﻣﻦ ﲢﺪي اﺧﺘﻼق ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟـﻘـﺪيمة، وﻟـﻜـﻲ ﻳﻔﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ وأوﺋﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي. (324).إذا قدر للتاريخ الفلسطيني ان يتحرر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻫﺬا ﺷﻲء ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ، وﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺻﻮت ﻣﺴﻤﻮع، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪأن ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻀﺎءه اﳋﺎص ﺑﻪ أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣـﻊ المواﻗﻊ الموﺟﻮدة ﺣﺎﻟﻴﺎ. ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻳﻦ ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻣـﻮﻗـﻊ ﻫـﺬا اﻟـﻔـﻀـﺎء اﻟﺬي يسمح ﺑﺴﺮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠـﺴـﻄـين القديم. وﻻ ﺑـﺪ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺪاﻳـﺔ ﻣـﻦ أن ﻳﺤﺪث اﻟﻨﺰاع ﻓﻲ المواﻗﻊ اﻷﻛﺎديمية الموﺟﻮدة اﻵن، ﺿﻤﻦ أﻗﺴﺎم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ والموﺿﻮﻋﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ المحل اﻷول أﻧﻪ ﺳﻴﺤﺪث داﺧﻞ أﻗﺴﺎم وﻛﻠﻴﺎت اﻟﻼﻫﻮت (325) إن ﺳﺒﺐ ﻫﺬا ﻫﻮ أن المهمة اﻷﻛـﺜـﺮ إلحاﺣـﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤين ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻄﻮر اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق المشروع اﻻﺳﺘﻴﻄـﺎﻧـﻲ. والمهمة المطلوبة ﻫﻲ إﻳﻀﺎح اﻟﺪواﻓـﻊ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺪراﺳـﺎت اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ وﺗـﺼـﻮرﻫـﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ. وﺳﻮف ﻳﺤﺘﺎج ﻫﺬا أﻳﻀﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ المادة الموﺟﻮدة والمتواﻓﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻼت ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻴﺢ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺪواﻓﻊ والمصالح اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺎر ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ المعرﻓﺔ.
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
-
فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني-
...
-
فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
-
الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية
-
قرار -الاتحاد من أجل السلام- والجمعية العامة للأمم المتحدة
-
تسونامي زلزال نيويورك 2001 ماثل في الإبادة الجماعية وحروب ال
...
-
مشكلة الأونروا انها تمثل حق العودة، والعودة حق راسخ
-
ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي-2
-
ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي
-
اسرائيل الكبرى استراتيجيا صهيو امبريالية
-
أميركا وبريطانيا وطلعات الطيران التجسسية إسهام مباشر في الإب
...
-
اغتيال الصحافيين الفلسطينيين ممارسة للأبارتهايد
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
-
فلسطين لم تكسب عبر التتاريخ فائض قوة يؤهل للتوسع
-
امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟
-
إبادة جماعية فصولها تجري بغواتيمالا..لكنها صامتة
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
المزيد.....
-
روسيا تشن ثالث أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ الغزو.. إليكم
...
-
-لسنا ملزمين بها-.. إيران ترد على إعادة فرض العقوبات عليها ب
...
-
روسيا تمطر أوكرانيا بوابل من المسيّرات والصواريخ.. وكييف تحت
...
-
ارفعوا أيديكم عن حق الشباب المغربي في الحلم بمغرب آخر
-
قتلى وجرحى في هجوم روسي ليلي كبير على أوكرانيا
-
كاتب بريطاني: الإبادة البيئية لغزة تعني جعلها غير صالحة للعي
...
-
دبابات الاحتلال تتوغل بأحياء غزة وصعوبة بالاستجابة لنداءات ا
...
-
بريندان كار.. -رقيب خطير- عينه ترامب للتحكم بالإعلام الأميرك
...
-
العاصفة -بوالوي- تضرب فيتنام وتخلف 26 قتيلا بالفلبين
-
أبرز الصور في أسبوع.. قصف ونزوح جماعي في غزة واحتجاجات عالمي
...
المزيد.....
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
المزيد.....
|