|
اغتيال الصحافيين الفلسطينيين ممارسة للأبارتهايد
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 21:38
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حكومة الولايات المتحدة ترفض الإقرار بالأبارتهايد الإسرائيلي
ريتشارد فولك و دانييل فالكون
Richard Falk - Daniel Falcone
"لا بد من التحرر من معتقدات النخب الحاكمة، والعودة إلى تناول الحقائق كما تُفسَّر بنزاهة" ، يدعو ريتشارد فالك، الخبير الأميركي في القانون الدولي .
في الصراعات المعاصرة، يُظهر "استخدام المعلومات سلاحا " أو "استهداف الصحفيين" نمطًا من قمع المعارضة. يجادل محللون مثل مارتن ليبيكي وجون أركويلا كيف تصبح المعلومة نفسها ساحة معركة فيما يسمونه " نيو بوليتيك". اعتادت الولايات المتحدة وإسرائيل تاريخيًا استغلال الأرض والبحر والجو؛ كما أن التلاعب بحيز المعلومات ليس بالأمر الجديد ؛ فقدأشار يوفال أبراهام من مجلة +972 إلى أن المخابرات الإسرائيلية، أو أمان، شكلت خلايا إضفاء الشرعية تستبق الأحداث وتتهم صحفيي غزة بالانتساب لحماس عندما كانت التقارير الصحفيةالفلسطينية دقيقة، رغم الإقرار العام في بقاع العالم بجواز الانتماء السياسي للصحافة. في هذا الحوار يناقش الباحث القانوني وخبير العلاقات الدولية ريتشارد فالك غارة الطيران يوم العاشر من أغسطس، آب الجاري،وقتلت أربعة صحفيين مراسلي قناة الجزيرة واثنين آخرين في غزة. يرى فالك بأن تشويه سمعة رواة الحقيقة وقتل الصحافيين يتطابق مع وجهة النظر الدولية لنظام الأبارتهايد، والتي تهيمن على الإيديولوجيا الصهيونية.
دانييل فالكون: يلعب الصحفيون الفلسطينيون دورًا حاسمًا في تحدي الهيمنة الرمزية للرواية الإسرائيلية، والتي غالبًا ما تُكلّفهم حياتهم. فكيف تُفسّر الرقابة المتعمدة والصارمة على الصحافة الفلسطينية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، وماذا يقول ذلك حول التهديد المُتصوّر لتقاريرهم الصحفية للمصالح الجيوسياسية المهيمنة؟ ريتشارد فالك: عندما تنقل أعيننا وآذاننا واقعًا يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للحكم الاستبدادي، ينتاب القلق النخب المهيمنة والمصالح الخاصة المرتبطة بالوضع الراهن. ومن بين الاستجابات ممارسة الضغط على وسائل الإعلام في القطاع الخاص، بما في ذلك المعلنون، لممارسة رقابة ذاتية طابعها يخفي تصور المبهمات والاتهامات الباطلة. سارعت إسرائيل، بموافقة أوروبية-أمريكية، إلى استخدام معاداة السامية سلاحاأدرج انتقاد إسرائيل والصهيونية في منطقة من عدم اليقين ت تثلم نصل الاستجابات المفتوحة على الفعل والمستندة الى القانون الدولي أو القيم المشتركة؛ بينما تحط من سمعه أولئك المنتقدين أو تُعاقبهم مهما كانت مؤهلاتهم محللين بارعين وعارضين موثوقين للوقائع كما يُتصور بكل امانة.إن إحجام الميديا الرئيسة في دول الغرب لمدة طويلة عن المطول من جانب وسائل الإعلام المؤثرة في الغرب في التطرق لما تؤكد عليه إسرائيل من تمييز اليهود في جميع مناحي الحياة الإسرائيلية تأكيد التفوق اليهودي في مختلف مجالات الحياة لإسرائيلية باعتباره تمييزا عرقيا يشكل نموذج إدارة تمأسس التمييز العنصري بما ينتهك الميثاق الدولي لحظر جريمة الأبارتهايد والمعاقبة عليها ، والصادر عام 1973 إنما هو مثال صادم لهه الظاهرة قبل 7 أكتوبر (2023).استمر صمت حكومات الغرب، خاصة الولايات المتحدة وشركاؤها في الناتو، حيال تهمة الأبارتهايد هذه حتى في مواجهة سلسلة من تقارير المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان ذات الطابع الأكاديمي(هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية منظمة إسكوا التابعة للأمم المتحدة(2017))، وحتى المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية،الرائدة في مجال حقوق الإنسان (بتسيلم) ؛ كل من هذه المنظمات وثقت ادعاءات الأبارتهايد. رغم تهم الأبارتهايد هذه ، الموثقة بمسئولية عالية، لم تواجه بالتحدي أو بالتعليقات، إنما بالتجاهل التام. حقا، جاء الرد الواعد أكثر من غيره،من إسرائيل ، رغم ان ذلك تم من غير قصد؛ أكدت تهمة الأبارتهايد في القانون الأساسي الصادر عن الكنيست، في إسرائيل، التي أكدت بشكل غير مباشر مزاعم الفصل العنصري في القانون الأساسي الذي تم اعتماده عام 2018. يحظىى هذا النمط من التشريعات بالمكانة الرفيعة في إسرائيل، التي ليس لديها دستور؛ عرف القانون الأساسي لعام 2018 إسرائيل دولة الشعب اليهودي، يتمتع دون غيره بحق تقرير المصير ، مع إعطاء اللغة العبرية امتياز اللغة الرسمية، وتجاهل حقوق الإنسان للفلسطينيين والأقليات الأخرى التي تعيش في إسرائيل أسوة للمقيمين في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
يتضح ان انزلاق الديمقراطية الإسرائيلية الشكلية إلى أحتضان صامت للأبارتهايد لم يتم التعامل معه قطعا على انه ذو علاقة بأي طريقة من الطرق ، لدى التقييم المنصف للمقاومة الفلسطينية في سياق هجوم السابع من أكتوبر. بدلاً من ذلك، أخرج الجمهور العام في إسرائيل 7 اكتوبر من السياق دون الرجوع الى الحصار الإسرائيلي القاسي المفروض على غزة منذ عام 2007 أو التوغلات الدورية العسكرية الإسرائيلية المكثفة الدورية في أعوام 2008-2009 ، 2012 و2014 أو حتى الفشل في النظر بمبادرة حماس الدبلوماسية بوقف إطلاق نار طويل الأمد لمدة تصل الخمسين عامًا.
يبدو رد الفعل على إصدار تقرير الإسكوا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) التابعة للأمم المتحدة، والذي شاركتُ في كتابته بالتعاون مع فيرجينيا تيلي، كاشفا بصورة خاصة نوايا العودة لشن الهجوم ضد البعثات المدرسية المستندة الى الوقائع وكذك الصحافة والخبراء المستقلين. لم يمض سوى فترة وجيزةعلى إصدار تقرير نا في آذار 2017، حتى تعرّض لهجومٍ عنيفٍ في مجلس الأمن شنه ممثل إسرائيل والدبلومسيون الأميركيون. كان هدف الهجوم الضاري صرف الانتباه عن اتهام الفصل العنصري إلى مزاعم تحيز مُعدّي البيان ضد إسرائيل. وحيث كان من المتوقع ان تبدي ممثلة ترامب لدى الأمم المتحدة ، نيكي هيلي، قدرا من ضبط النفس ، حتى بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فقد شنّت هجومًا شخصيًا ضدي ، ("ما خطب هذا الشخص، فالك؟") وهدّدت بسحب التمويل الأمريكي للأمم المتحدة إذا لم يُستنكر الأمين العام المُنتخب حديثًا، أنطونيو غوتيريش، تقرير الأبارتهايد . استجاب غوتيريش ومجاملة للولايات المتحدة، وأمر بسجب التقرير من موقع الإسكوا الإلكتروني، حيث ورد أنه يتلقى عددًا قياسيًا من الطلبات؛ لكنه لم يصل إلى حد رفض محتوياته. كان هذا الاستسلام كافيًا لدفع الأمينة التنفيذية للإسكوا، ريما خليف، إلى الاستقالة المبدئية. [انظر "رفض تقرير الفصل العنصري الإسرائيلي هو إساءة استخدام للسلطة، بقلم الكاتب"، ميدل إيست مونيتور، 26 أبريل/نيسان 2017].
تُعد هذه الحكاية من الإسكوا مهمة لأنها تُظهر أن الصيغة التضليلية المتمثلة في الصمت والتشهير ومنع التسمية والتهديدات قد استُخدمت قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول لحماية إسرائيل ليس فقط من مزاعم ارتكاب جرائم دولية خطيرة، ولكن أيضًا من جهود كشف الحقيقة التي يبذلها الخبراء والعلماء لتسمية الحقائق المبلغ عنها بلغة صادقة ومعروفة من قِبل أفراد حظي عملهم باحترام كبير في الأوساط المهنية. ولا ينبغي أن يكون من المفاجئ أن نفس تكتيكات التحويل قد استُخدمت بقوة أكبر لإخفاء الحقائق المخزية للإبادة الجماعية في غزة. لاعجب أن نفس أساليب التضليل قد استُخدمت بقوة أكبر لإخفاء الحقائق المخزية للإبادة الجماعية في غزة. تفقد هذه الأساليب تطبيقها الرقابي الذاتي في الأشهر الأخيرة مع تزايد وضوح لغة وأساليب الإبادة الجماعية التي يستخدمها القادة الإسرائيليون، ليس فقط من خلال الكلمات، بل من خلال الصور اليومية للأطفال المحتضرين والفلسطينيين الجائعين الذين يُطلق عليهم النار ويُقتلون غالبًا في مواقع المساعدات المزدحمة والفوضوية التي تديرها الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما يكافحون للحصول على أكياس الطعام التي تمنع الموت.
دانيال فالكون: إن الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي قتلت العديد من صحفيي الجزيرة خارج مستشفى الشفاء، بمن فيهم أنس الشريف، اتُهمته لاحقًا بعد وفاته بأنه منتم لحماس، وهي ممارسة من حلفاء ومنافذ ذات صلات إشكالية فعلية. كيف يُقيّم القانون الدولي مثل هذه المبررات بأثر رجعي لاستهداف الصحفيين في مناطق النزاع؟ ريتشارد فالك: أعتبر هذا التبرير اللاحق لاستهداف وقتل أنس الشريف في منطقة آمنة بمستشفى في غزة امتدادًا لعزم إسرائيل على تدمير وتشويه سمعة وكبح الانتقادات اللاذعة لحملة الإبادة الجماعية ضد سكان مدنيين عزل، يُقدر عددهم بنحو مليوني ناجٍ من أصل 2.3 مليون نسمة في 7 أكتوبر. تحاول إسرائيل هنا إحاطة صحفيي غزة الشجعان بـ "ضباب حرب" كثيف عمدًا، معززةً فيما يتعلق بأنس الشريف باتهامه التحريضي دون أي دليل يُثبت أنه يعمل سرا لصالح حماس. منذ بدء هذا الهجوم العسكري قبل نحو عامين، دأبت إسرائيل على استهداف الصحفيين الأكثر تأثيرًا بالاعتماد على تقنيات مراقبة متطورة طورتها شركتا بالانتير وأندوريل، اللتان ورد اسماهما في تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة، والذي أدى إلى فرض الحكومة الأمريكية عقوبات رسمية عليها في 9 يوليو/تموز. وقد كرّس التقرير المرفوع إلى الأمم المتحدة، والمعنون "من اقتصاد الاحتلال إلى احتلال(اقتصاد) الإبادة الجماعية / مكرس لكشف تواطؤ الشركات الكبرى بناء على قاعدة بيانات ضخمة. وهذا يششكل مواصلة لسياسات إسرائيل في عدم التعاون مع الصحافة النقدية، حيث تبرر اتخاذ إجراءات عقابية ضد الصحفيين الذين ينشرون الحقيقة، متذرعين بالمصالح الاقتصادية والسياسية احتجاجًا على المصالح الوطنية، الاقتصادية والسياسية.
الحكومة الأمريكية، خارج مناطق القتال في غزة أو إسرائيل المجاورة،جربت استخدام أساليب أقل فتكًا، ذات أهداف مماثلة، تتمثل في إثارة البلبلة والصمت وعدم اليقين، معززة بالدعم الحازم لعدم إطلاق اسم المقتلة على ما يجري في غزة مصحوبة بلغة تثلم نصل القيم الإنسانية ً، وذلك على المنابر الإعلامية الرئيسة. بزعم التصرف ضد اللاسامية بالحرم الجامعي، الى جانب تصعيد التحديات للطلبة الذين لا يحملون وثائق الإقامة تبدو كلها متلاحمة مع بعضها البعض في العمل على إسكات منتقدي إسرائيل. وأحد جوانب أجندة ترامب الأوسع التحديات المتزايدة التي يواجهها الطلبة الأجانب غير المسجلين، جزء لا يتجزأ من الالتزام بإسكات منتقدي إسرائيل، وجانب من أجندة ترامب الأوسع الرامية للطعن في مصداقية الحكومات، والتي تدفع المواطنين الى المزيد من الشك حيال أجندة حركة ماغا القائمة على معتقد اليمين المتطرف، والتي تشن حرب ايبستومولوجيا رجعية تلوي عنق الحقيقة إذ تشكك الجمهور في أقوال الخبراء ذوي التوجه العلمي. مثل وجهة النظر الكونية هذه تحرف الانتباه عن تزايد الحرارة بالكرة الأرضية للانخراط في أشد أبعاد الرأسمالية جشعًا. دعني أختم ردي بالتعبير عن الحزن لاغتيال انس الشريف انتقاما لكلماته التي تدين صمتنا وسلبيتنا، مقتبسا كلماته " إن لم ينته هذا الجنون ولم تسكت أصوات جمهوره فسوف تمحى الوجوه و يتذكركم التاريخ شهودا صامتين عل إبادة جماعية فضلتم ان لا توقفوها ". دانيال فالكون: لطالما اتهمت الجزيرة جيش الدفاع الإسرائيلي بشن حملة تحريض ضد صحفييها، واصفةً إياها بتكتيك لتبرير استهدافهم. كيف ترى هذاالاستخدام للغة مهينة تهيئ الجمهور لتقبل العنف ضد الإعلاميين ريتشارد فالك: أعتبر اتهامات الجزيرة مُبررة كتقدير أولي. إن مقتل أكثر من 230 صحفيًا بنيران إسرائيل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، العديد منهم عمدًا ومن مسافة قريبة، يُعطي هذه الاتهامات ما يُطلق عليه المحامون "دعوى أولية". ويبدو أن هذا يتماشى مع التركيز الذي لطالما أولته إسرائيل على السيطرة على الخطاب العام المتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الكامن، مع تغير التكتيكات بتغير السياق. لقد أدى تفاقم العدوان المستمر على غزة إلى تحويل مسار الرأي العام تدريجيًا ضد إسرائيل، بما في ذلك تصعيد إسرائيل لمحاولاتها قمع الواقعية الصحافية وتشويه سمعة الصحافيين الشجعان أثناء محاولتهم تغطية الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وتراجع الدعم الغربي للمشروع الصهيوني. وقد قادت الجزيرة هذا الجهد لنقل الحقيقة كما هي، مما ولّد عداءً شديدًا بين مُخططي الحرب والقادة السياسيين في تل أبيب. ما زال من غير المُدرك أن هذه الإبادة الجماعية قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، حيث ستكون المرحلة التالية من الرثاء بروح "لم نفعل إلا القليل جدًا، ولكننا تأخرنا كثيرًا".
لدى الإسرائيليين "حاجة إلى عدم المعرفة"، وهذا يُثقل كاهل آلة الدعاية الحكومية شديدة الفعالية، بالنظر إلى ما يُرى ويُسمع يوميًا في جميع أنحاء العالم، مع تناقص الفلتر(المخفف لهجوم الصحافة )أو الغاؤه. لكي تزدهر الصحافة في هذا العصر، لا بد من التحرر من معتقدات النخب الحاكمة والعودة إلى تناول الحقائق كما تُفسَّر بنزاهة. لا سبيل آخر لضمان إحياء صحافة واقعية لا تُهدد حياة الصحفي، لكن هذا سيعتمد على تثقيف المواطنين للمطالبة بحماية هذه التقارير وتقديرها من خلال تنظيم ضغط المجتمع المدني على الحكومة وجماعات الضغط ذات المصالح الخاصة من القطاع الخاص. وكما أشار أنس الشريف سابقًا في كلماته المؤثرة، قد يكون الأوان قد فات، حتى لو انطلقت هذه الضغوط بقوة للمساعدة في إنهاء معاناة الناجين من غزة، لكننا مدينون لأنفسنا وللمستقبل الإنساني بالتخلي عن الدوافع الحذرة، وبذل قصارى جهدنا لإنهاء هذا المشهد المروع للإبادة الجماعية، والسعي إلى عملية بناءة لمحاسبة الجناة. يبدو الأمر في الوقت الحاضر حُلمًا، لكن بعض الأحلام عوامل غير مباشرة للتغيير. دانيال فالكون: الصحفيون الذين قُتلوا عند أبواب المستشفى كانوا في موقع محمي بموجب القانون الدولي. وهذا يُفاقم الانتهاك. هل يُشير كل هذا إلى تراجع أكبر في احترام المعايير الإنسانية الدولية في غزة؟
ريتشارد فالك: تُفاقم هذه الاغتيالات المُستهدفة جريمة قتل الصحفيين بعد تحديد هويتهم بدقة. وينطبق هذا التقييم بشكل خاص على غزة، التي لا تزال أرضًا محتلة تتوقف على مراعاة إسرائيل إطار القانون الإنساني الدولي، خاصةً ما هو منصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة التي تُنظّم الاحتلال العسكري.
كما ينبغي إدانةالطريقة التي استُهدف بها صحفيو الجزيرة قانونيًا وأخلاقيًا، باعتبارها تُشكّل عنصرًا حيويًا في الإبادة الجماعية الجارية منذ زمن، وذلك من خلال نيتها الواضحة في معاقبة صحفي مؤثر نقل للقراء الطبيعة الحقيقية للتكتيكات الإسرائيلية، وبذلك توجه التحذير للصحفيين الذين على قيد الحياةك كي لا ينقلوا الحقيقة إن هم يأملون في استمرار الحياة. رسالة مُرعبة تهدف إلى حفظ الإبادة الجماعية من إمعان النظر وإنزال العقوبات.
دانيال فالكون: تُشير التقارير إلى احتمال مقتل 186 صحفيًا في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. هل نشهد انهيارًا للحماية التقليدية لمراسلي الحرب (انظر أيضًا: "حدود صورة الحرب" - ماري طرفة)؟ أم أن هذا يُشير إلى تغيير في كيفية تحييد المعلومات وحامليها عمدًا كجزء من استراتيجية عسكرية؟ يبدو أن إسرائيل تكاد تفخر بهذا العنصر المارق وهذه التقنية لبناء الدولة من خلال عنف الدولة؟ ريتشارد فالك: لقد طرحتَ سؤالاً جوهرياً يصعب عليّ تقديم إجابة شافية له، نظرا لافتقاري للدراية اللازمة بتطوير العقيدة وكيفية التلاعب بالأخبار لتجنب الاصطدام مع التأييدالشعبي للعمليات العسكرية. من الدروس المستفادة لمراكز الأبحاث ومستشاري السياسة الخارجية في واشنطن الاعتقاد الخاطئ بأن "الحرب فقدت التأييد في غرف الاستقبال ببيوت الأميركيين "، خاصةً رؤية توابيت مُغطاة بالأعلام على شاشات التلفزيون تحمل رفات ضحايا المعارك. كان الحل المُبتكر، والذي خفف العبء عن الاستراتيجيين العسكريين فيما يتعلق بالنتائج السياسية لحرب فيتنام، هو دمج الصحافيين في الوحدات القتالية، بافتراض تغطية أكثر إيجابية للعمليات العسكرية وتركيز أقل على تصوير الضحايا. يبدو أن إسرائيل اتبعت نهجًا أكثر فظاظة فيما يتعلق بمزاعم الإبادة الجماعية، إذ قدّم صحفيون شجعان تقاريرهم من مواقع الدمار والمعاناة العديدة في غزة، معتبرين ذلك مصداقية. ببساطة، الأمر يتعلق بتشويه سمعة الصحفيين الصادقين وغيرهم من الخبراء إذا كانت التقارير الضارة دوّنها مراسلون غربيون، وضحايا الاغتيال فلسطينيون، نموذج من مخرجات الاحصائيات التي جمعت حتى الوقت الراهن وباتت مطابقة لوجهة نظر الأبارتهايد المهيمن على الإيديولوجيا الصهيونية، والتي تتبناها شريحة واسعة من كبار المستشارين الإسرائيليين.
..
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
-
فلسطين لم تكسب عبر التتاريخ فائض قوة يؤهل للتوسع
-
امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟
-
إبادة جماعية فصولها تجري بغواتيمالا..لكنها صامتة
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
-
تمزيق الأقنعة التنكرية -3
-
بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
-
تتمزق الأقنعة التنكرية-2
-
لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
-
ترامب يعاقب ألبانيز!!
-
تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي
...
-
مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
-
تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
-
تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
-
تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
-
السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
-
تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
-
كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
المزيد.....
-
جنايات بدر تجدد حبس محبوسين احتياطيًا دون حضورهم
-
بيان للمكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراط
...
-
محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ي
...
-
هل أُعدّت السجون في تونس لاستقبال النقابيين؟
-
الضفة.. إصابة 25 فلسطينيا بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في نا
...
-
مناورة خاسرة.. البوليساريو في قمة طوكيو بـ-حيلة بروتوكولية-
...
-
قيادي بـ-التقدمي الاشتراكي-: حصر السلاح بلبنان مرهون بوقف اع
...
-
تجمهر العاملون بالأخبار فاستجابت الوطنية للصحافة لمطالبهم
-
“مصيرنا واحد”.. تدعو للانضمام إلى دعوى قضائية لإسقاط زيادة أ
...
-
ازدياد الفقراء في بنغلاديش لنحو 50 مليونا فما السبب؟
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|