أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تتمزق الأقنعة التنكرية-2















المزيد.....



تتمزق الأقنعة التنكرية-2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 20:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


ل

اختلاس تاريخ واعتصاب وطن

رغم انف ترامب وزمره الفاشية في جنبات المعمورة باتت القضية الفلسطينية محور اهتمام الإنسانية، بفضل عشرات آلاف ضحايا حرب الإبادة الهمجية. شعوب العالم لن يجبرها على الخنوع للقوة الهمجية وسوف تنتزع حقها في التطور المستقل وبناء حياتها كما تشاء. ولسوف يرتفع نصب تذكاري لضحايا الإجرام الصهيوني ليس على أ رض غزة فقط، إنما في كل قطر خرجت جماهيره تتضامن مع غزة في كربها المميت. نصب تذكر بضحايا الهمجية الفاشية ويحتفي بجواره كل اب وام بمولود او مولودة ضامنين لهم حياة سعيدة خالية من الخوف.
ان إبادة عشرات آلاف الفلسطينيين العزل الجارية في الوقت الراهن قد أسس لها قبل قرون بمنطق القوة عملية لصوصية شطبت حق الفلسطينيين في الوطن والتاريخ. وحين أغفل بلفور عامدا ذكر الشعب الفلسطيني حين وهب فلسطين وطنا قوميا كان أسلاف بلفور قد جردوا الشعب الفلسطيني من تاريخه وصادروه بمنطق خطاب الدراسات التوراتية؛ وحين انكرت غولدا مائير وجود شعب فلسطيني فقد ركنت الى خطاب الدراسات التوراتية؛ وإذ يهرف بن غفير بالتهجير فإنه يسند جريمته العصرية بالجريمة المدخرة في خطاب الدراسات التوراتية. ماساة الشعب الفلسطيني جرى الإعداد لها منذ قرون، حيث تواطأ لصوص الأرض على تسجيل الوطن الفلسطيني والتاريخ الفلسطيني في غفلة من أصحاب الوطن والتاريخ.

مثلما يجد الشعب الفلسطيني متضامنين مع حقه المشروع في الحياة وجد مفكرين باحثين في علم الآثار يفضحون التلفيق والتزوير. في كتابه أختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني قدم عالم الآثار والأكاديمي من سكوتلندا البينات على التزوير والاختلاس، داعيا الباحثين والمؤرخين الفلسطينيين والعرب الى تثبيت التاريخ الفلسطيني.
في الفصل الأول من الكتاب (نصوص منحازة وتواريخ متصدعة) يمسك الكاتب بعملية
سطو واختلاس انتهزت غيبوبة صاحب الحق ؛ بالنتيجة بات المختلس صاحب الحق يحتكر التاريخ القديم للمنطقة. نظرة الدراسات التوراتية كانت ضيقة الأفق محدودة ضمن مناطق أو فترات تاريخية قصيرة . لذا يدعو الباحث الى اعتماد منظور أوسع وأطول، حينئذ يظهر تاريخ إسرائيل "كلحظة قصيرة في تاريخ فلسطين الطويل ". لذلك فإن الباحث يرى ان من المناسب طبعا للمؤرخين ، إذ يركزو ن على الحقب القصيرة من التاريخ او المجتمعات المعنية فيها؛ فالضرورة تملي ان نتوقف قليلا ونتامل ، وذلك لتقديم منظور مختلف من خلال رؤية الصورة الأشمل( 28 )
ﻳﻮﺟﺪ حقا ﻣﺎ يمكن ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺨﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗـﻴـﺔ، وﻫـﻮ "ﻋـﺒـﺎرة ﻋـﻦ ﺷبﻜة ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ وﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﻮﻛﻴﺪات اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘد دﺎرﺳـﻮﻫـﺎ أﻧـﻬـﺎ ﻧﺘﺎج اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ الموﺿﻮﻋﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ الحقيقة ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ممارسة للقوة.(27)
المؤلَف ليس كتاب تاريخ قديم للفلسطينيين او للإسرائيليين ؛ إنما هو بحث يكشف زيوف التأرخة الإسرائيلية، يفضح عملية الاختلاس، ويفككها . يبين احتكار إسرائيل لتاريخ قديم مختلق. ونقل عن المؤرخ ديفيز ان الدراسات العلمية أضفت جوهرها وقوتها كبناء علمي ؛ بينما يفتقر التاريخ الفلسطيني الى هذا الجوهر.، حتى مجرد الوجود في مؤسساتنا الأدبية(27).
ينقل عن إدوارد سعيد من كتابه "لوم الضحية: البحث العلمي الزا ئف وقضية فلسطين " 1983، قوله: " كا نت فلسطين وطنا لحضارة لافتة للنظر لقرون طويلة قبل هجرة القبا ئل العبرية البها .يتبين ان طبيعة هذه الحضارة وإنجازاتها تذكر في جمل قليلة ، بينما فكرة الهجرة الإسرائيلية – وهي نظرة عفا عليها الزمن كما سنرى بعد قليل - قد تركت لإسرائيل دون أي تعليق . الباحثون يركزون على تاريخ فلسطيين منذ الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي حتى الوقت الراهن؛ أما الفترة البرونزية المتأخرة بالتحديد حتى الفترة الرومانية ، قهي بحاجة الى ا استعا د تها وإعطائها صوتا في تاريخ فلسطين. (26) في الحقية لم يجد الفلسطينيون ضرورة لإثبات ما هو بدهي. الم غتصبون هم الحريصون على تجميع الإثباتات.
اما بصدد كتابة تاريخ قديم لفلسطين ، فيرى وايتلام ان "تجسيد فكرة تاريخ فلسطين القديمة يجب ان ينتظر أعمالا أخرى أكثر معرفة وكفاءة من كتابي هذا ؛ كانت إثارة الأفكار اكثر أهمية بالنسبة اليّ من تحقيق الهدف؛. كان من الصعب إماطة اللثام عن ا لمؤثرات السياسية والإيديولوجية الحقيقية التي هيمنت على البحث التاريخي للدراسات التوراتية ، أو توثيق هذه المؤثرات بالقدر الكافي"إ. لا أعتبر هذه الدراسة تاريخا للفلسطينيين، لكنها تبين كيف وضعت الدراسات التوراتية العقبات امام إنجاز هذا التاريخ"(34)


وسيـــلة إثبات وطن مغتصب
إن ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين اﻟﻘﺪيم ﻣﻮﺿﻮع ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ ﻳﺤﺘـﺎج إﻟـﻰ اﻟـﺘـﺤـﺮر ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻀـﺔالدراسات التوراتية.لم يكتب تاريخ فلسطين القديم بعكس ما توفر لإسرائيل من تخيل تاريخ للماضي وتسجيله بالتعاون مع قوى الامبريالية الأوروبية، وطبقا لنموذج الدولة القومية الحديثة. كذلك فإن كتب التاريخ اهتمت بتاريخ إسرائيل. ونقل الكاتب عن المؤرخيْن ميللر وهيز في كتاب لهما يوجد ﺧﻤﺴﺔ وﺳﺘون ﻣﺮﺟﻌﺎ ضمن قا ائمة إصدارات عن إسرائيل القديمة ﺗﻌﻮد إﻟـﻰ اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳﻬﻮدا أو اﻟﺸﻌﺐ العبري ، يقا بل ذلك ﻋﻨﻮاﻧﺎن ﻓﻘﻂ ﻳﻌﺎ لجا ن ﺗﺎرﻳﺦ ﺳﻮرﻳﺎ وﻓﻠﺴﻄين )وﻫﻤﺎ أولمستد Olmstead ١٩٣١،وﺑﺎﺗﻮن )Patton1901).
لا يضع الباحث في اعتباره كتابة تاريخ "جديد" لفلسطين ؛ إنما يتحدث عن "تاريخ أشمل" لفلسطين متحرر من قبضة الدراسات التوراتية .. ﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ ﻋـﻨـﻲ ﻓـﻘـﻂ ﺑـﺎﻟـﻘرنين اﻷﺧـﻴـﺮﻳـﻦ وﺑﺼﺮاﻋﻪ ﻣﻊ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ وتحقيق دوله إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحدﻳﺜﺔ)31(. أﻣﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪ يم ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﺣﻜﺮا ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ، ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪم ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﻮء اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ الحديث. . أﻣﺎ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ الحديثة ﻓﻘﺪ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟقديم المكتوب ﻣﻦ وﺟـﻬـﺔ ﻧﻈﺮ اﺳﺘﺸﺮاﻗﻴﺔ غربية ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻘﺪيم ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ الحديثة وﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻴﻬﻮد؛. وأي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺤﺪي اﻟﺮواﻳﺎت االمفروضة ﺑﻘﻮة ﻣﻦ المرجع ﻳﺘﻢ رﻓﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻟﻬﺎ دواﻓﻊ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، وﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ.(44)
لدى مناقشة "علم الآثار الوطني "يشير المؤرخ تريغر(1980:358) الى انه "في دولة إسرائيل الحديثة يلعب علم الآثار دورا مهما في تأكيد الصلات بين سكان دخلاء وتاريخهم القديم .وبذا يؤكد حق السكان الدخلاء في هذا الوطن".(41)
ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ أن ﻧﻌﻲ أن ﺳيطرة اﻟﻼﻫﻮت ﻫﺬه، وﻣـﺎ ﻟـﺬﻟـﻚ ﻣـﻦ مقاصد وأﺑـﻌـﺎد ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻨﺎ ﻛﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ تمكنت اﻷوﺳﺎط اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﺮاع إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة وإﺳﻜﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.(43)
ﻣﻨﺬ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة أﻋﻴـﺪ ﻓـﺮض ذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﺧـﻄـﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين اﻟﺘﻲ اﻫﺘﻤﺖ وﺷﻐﻠﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺬورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟقديم. ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ ذﻟﻚ ﻣـﺸـﺮوع المسادا ﺑﺠﻼء. ان اهتمام إسرائيل بحكاية قلعة الماسادا ، رغم عدم ورودها بالتوراة ، يرجع الى رغبة حكام إسرائيل تسجيل بطولات تاريخية . مثلا تتكرر مهارة داوود وذكاؤه في تصديه للقائد الفلستي،ضخم الجثة والمدجج بالسلاح، وقتله بحجر من مقلاعه. ﻟﻘﺪ ﺳﻴﻄﺮ اﻟﺴﻌﻲ وراء ﺗﻠﻚ الجذور اﻟﻘﺪيمة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻷﺛﺮي ﻓﻲ المنطقة ﺑﺸﻜـﻞ ﻋـﺎم. والمغزى الحقيقي ﻟﺬﻟﻚ ، ﺣﺘﻰ وإن ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ، ﻛﺎن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳـﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ، ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﻏﻴﺮه ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﻵﺛﺎر اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، " أو كما عبر المؤرخ ترغر، " ﻛﺒﺮﻳﺎء اﻟﺸﻌﻮب والجماعات اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ورﻓﻊ معنوياتها .(44)
وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻘﻮﻣـﻴـﺔ الحديثة ﻗـﺪ ﺑـﺬﻟـﺖ االجهد والمال اﻟﻬﺎﺋﻠين ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﻘديم(45)،فجاءالخطاب التوراتي نتاج طاقات فطرية متعددة الجنسية، وموارد مادية هائلة راكمتها جامعات الغرب الامبريالي وكليات اللاهوت والمدارس الدينية وحلقات البحث وأقسام الآثار تجمعت في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل"، كما يقول الأكاديمي كيث وايتلام.

كذلك ﺗﻮﺿﺢ أﻋﻤـﺎل المؤرخ ﺳـﺎﺳـﻮن Sasson التمهيدية كيف ان اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻷلمانية ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﺎلمضمون اﻟﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـﺬي ﻧـﺸـﺄت ﻓﻴﻪ، وﺑﻬﺬا ﻓﺮﺿﺖ نماذﺟﻬﺎ الخاصة ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ، إذ ﻛﺘﺐ ﻳﻘﻮل:
"ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﲡﺮي ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق دوﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺴﺎﺋـﺪة ﻓـﻲ إﻋـﺎدة إﻧﺸﺎء المراحل اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﺧﺘﻼﻓﺎ واﺿﺤﺎ. وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ أﻧـﻬـﺎ ﺻـﻤـﻤـﺖ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻟﺸﺮح ﻇﺮوف ﻣﻐﺎﻳﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬري ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧين التاسع عشر واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج مبنية ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮات ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ. )46(

منظور حركة التاريخ الألماني، فيما يتعلق بمفهوم الدولة في القرن التاسع عشر قد حدد مسار البحث الخاصة بتاريخ إسرائيل القديم منذ بداية نشوء هذه الدرا سات وحتى اليوم. وقد تعزز الاعتقاد ان الدولة القومية هي تعبير عن أعلى درجات الثقافة المتقدمة من الإحساس بضرورة تطور فكرة دولة إسرائيل الحديثة. تضافرت كل هذه العوامل بشكل معقد لتكيل دراسة تاريخ إسرائيل القديم والسيطرة عليه ، مما أدى الى نموذج انكر فيه اي محاولات أخرى لفهم التاريخ الفلسطيني القديم وكتابته(47)

ان إيراد الثقافة البرجوازية في الغرب الامبريالي صيغة زائفة للعلاقات اليهودية – المسيحية وإرجاع التاريخ والحضارة الأوروبيتين الى تاريخ قديم لإسرائيل، هو بعض زيوف الدراسات التوراتية؛ فهو إسقاط للاهوت المسيحية الصهيونية وعقيدة الإنجيليين في الزمن الراهن على الماضي. وهناك إسقاطات عديدة للحاضر على الماضي كي يتم تملكه.
.
دول الغرب الامبريالية كتبت تاريخها القديم مستوحية علو مكانتها الراهنة، بينما نظرت الى الشعوب الأخرى التي تطمح في الهيمنة عليها انها بلا تاريخ او ان تاريخها لا يعزز مكانتها في الحياة الدولية الراهنة. يقول الباحث "الروايات التي تأتي بها ال ثقافات المهيمنة (أدبية) كثيرا ما تسكت الروايات الأخرى لجماعات هامشية موجودة في تلك المجتمعات فتحرمها من ان يكون لها صوت مسموع في التاريخ. (34) كتابة التاريخ عمل سياسي، المواقف والآراء السياسية تحدد برنامج البحث وتؤثر بشكل قوي في تحديد نتائج أبحاث المؤرخين(36) والخطاب الاستعماري ذاته ساهم في تشكيل الخطابات القومية التي نشأت في الأساس لمجابهة هذا الاستعمار. عملية التاريخ التي أخذت بالمنظور القومي في كتابة التاريخ قد تشربت العديد من المسلمات المتضمنة في كتب تاريخ الاستعمار ، وكان يفترض ان ترفضها" 39). كتب التاريخ المدرسية بفلسطين ما زالت تتصمن بعض خطاب الدراسات التوراتية ، حيث فرضها الانتداب البريطاني لتدرس للأجيال ، واستمرت بعد زوال الانتداب.

ان معظم الباحثين التوراتيين في القرن العشرين هم من أوروبا الغربية وإﺳﺮاﺋﻴﻞ وأﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ؛ وهكذا فإنهم ﺳﻮاء ﺑﺸﻜﻞ واع أو ﻏﻴﺮ واع ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ بمفهوم الدولة في اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻗﺪ "ﺣﺪدوا ﻣﺴـﺎر اﻷﺑـﺤـﺎث الخاصة ﺑـﺘـﺎرﻳـﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟقديم ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﺸﻮء الدولة".
يورد المؤلف ما كتبه إدوارد سعيد ، الذي يرجع اليه مرارا ، ان " ﺗﺎرﻳﺦ ﺷﻌﻮب المنطقة ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ مغيب ﺣﺘﻰ اﻵن ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ واﻫﺘﻤﺎﻣﺎت واﲡﺎﻫﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ؛ وﻳﻀﻴﻒ "أن ﻓﺮوع المعرفة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻏﺮﻳﻘـﻴـﺔ واﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻻﺳﺘﺸﺮاق، قامت على المركزية اﻷوروﺑﻴﺔ (Eurocentric)، وأﻧﻪ ﺑﺎزدﻳﺎد ﺣﺪة اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﺪوﻟﻲ ﺑين اﻟﻘﻮى اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ازدادت أﻳﻀﺎ ﺣﺪة اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑين ﻓﺮوع المعرفة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.(50)





تصدعات في خطاب الدراسات التوراتية

يقول وايتلام، "ان سيطرة اللاهوت وبالذات مضامين وأبعاد سياسية وثقافية يجب ان تكون بالآذهان كي نفهم كيف تمكنت الأوساط العلمية اختراع إسرائيل القديمة وإسكات تاريخ فلسطين".
تمدنا الطرق التقليدية لمعالجة سفر القضاة في التوراة بإيضاح مفيد، ولو انه وجيز،عن المشاكل التي أشرنا اليها فيما سبق ومفادها ان إعادة بناء تاريخ إسرائيل قد تمت من منظور غربي معاصر(59). ﻳﻨﻄﺒﻖ اﻟﻘﻮل المأثور ﺑﺄن أي إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻳﺤﺪدﻫﺎ الحاضر ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮرات الماضي اﻟﺘﻲ اﻧﺤﺪرت إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪيمة ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ دوّﻧﻪ ﻣﺆرﺧﻮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ الحديث والمعاصر. واﻟﺴﺆال الجوهري الذي ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺬﻫﻦ ﻫﻮ اﻵﺗﻲ: »ﻣﺎ اﻟﻐﺮض اﻟﺬي ﻳـﺆدﻳـﻪ ﺗـﺼـﻮر ﻣـﻌين ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ، وﻣﺎ اﻟﺘﺼﻮرات الممكنة اﻷﺧﺮى ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ تصور ﻣﻌبن ?«(50)

اهم قضية جذبت اهتمام الدارسين التوراتيين هي الأبحاث التوراتية على ﻓﺘﺮة »ﻧﺸـﻮء إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ« ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين وﺗﻄﻮر مملكتي داود وﺳﻠﻴﻤـﺎن، مرحلتين بالغتي اﻷﻫﻤﻴﺔ تمثلان اﻟـﻠـﺤـﻈـﺘين »اﻟـﻔـﻴـﺼـﻞ« moment defining ﻓﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ. بالطبع تلتزم السياسات والدراسات الأميركية والغربية وفي الجامعات والصفوف المدرسية بهذه الزيوف التاريخية. تتغلغل في الثقافة الشعبية لمجتمعات الغرب.
هذا التحول لتركيز أضيق على القرنين الثاني عشر والثالث عشر قبل الميلاد ، بعيدا عن التقسيمات الأثارية سببه اعتقاد قديم لدى دارسي التوراة وعلماء الآثار ان هذه هي الفترة التي "نشأت" فيها إسرائيل بفلسطين.المؤرخ الستروم اهتم بدراسة التاريخ الفلسطيني بشكل مطول؛ لكنه انشغل بالبحث عن تاريخ تكون إسرائيل القديمة، والذي كان هدف الدراسات التوراتية منذ نشاتها"(30)
ﻣﻦ المهم أﻻ ﻳﻐﺮب ﻋﻦ أذﻫﺎﻧﻨﺎ ، يقول وايتلام، أن اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺣﻮل ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﻴـﺎق ﺗﻜﻮﻳﻦ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴـﻪ. واﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻬﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺬور »إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة" ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ الحديثة ﻮ اﻟﺬي ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋـﻠـﻰ الخطاب اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ وﻳُﺴﻜـﺖ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ أﻋﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ. (44)
تباينت الاعتقادات بصدد أسلوب استيطان الإسرائيليين بأرض كنعان . اعتقد فريق أولبرايت من الولايات المتتحدة وبريطانيا بالغزو المسلح، l(conquest) وروّﺟﺖ ﻓﺌﺔ أﺧﺮى )آﻟﺖ وﻧﻮث( ﻟﻔﻜﺮة اﻟﻬﺠﺮة أو اﻟﺘﻐﻠﻐﻞ اﻟﺴﻠﻤـﻲ إﻟـﻰ ﻓـﻠـﺴـﻄـين infiltration) (Peaceful؛ أﻣﺎ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺜـﺎﻟـﺜـﺔ )ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل وﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ( ﻓﺄرﺟﻌﺖ ﻧﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ ﺣﺪوث ﺛﻮرة داﺧﻠﻴﺔ. وﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺎت ﺻﺎدرت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ لمصلحة إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﺗﺼﻮرت إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻟﺪول اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ الحديثة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻴﻬﺎ.(47)
اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ فشلت في إعادة ﺑـﻨـﺎء ﻣﺎﺿﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ بالتعامل ﻣﻊ اﻟﺸﻮاﻫﺪ المؤكدة اﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﺗـﺘـﺰاﻳـﺪ ﻓـﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮه ﻧﺼﺎ ﺛـﺎﺑـﺘـﺎ. ﻛـﻞ ذﻟﻚ ﻗﺪ أﻟﻘﻰ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﺧﺘﻼق ﻓﻜﺮة إﺳﺮاﺋﻴﻞ.
وﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ إﺛﺎرة اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺼﻮل ﻫﺬا اﻷﻣﺮ إﻻ ﺑﻨﻈﺮة راﺟﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻮراء.
لا يرى صمويل وطومسون فرقا واضحا بين سفر التكوين وما يليه، وحتى نهاية الكتاب المقدس، او حتى نهاية سفر الملوك. (57)
حيث ان تخيل التاريخ القديم، شأن الدراسات الاستشراقية، تمت في ظروف السيطرة الامبريالية يستنتج فوغل (1983:14) إن "إقحام اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟقديم ﻟـﻢ ﻳـﺜـﺮ ﺟـﺪﻻ واﺳﻌﺎ ﻷن ﻣﻌـﻈـﻢ دارﺳـﻲ اﻟـﺘـﻮراة ﻛـﺎﻧـﻮا ﻣـﺘـﻔـﻘـين ﻋـﻠـﻰ المبادئ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ لمشروعهم وﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﺘﻬﻢ بالمصاد ر اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ وإيمانهم بها وﺑﺼﺤﺘﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮة ، وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لموضوعة اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺘﻮراﺗﻲ الحديث".(50)
اما ساسون فميز في نظرة المؤرخين الألمان بعد الحرب العالمية الثانية تباينا مع نظرة نظرائهم الأمريكيين. من ثم يستنتج هيوز (1990) ﻓﻲ دراﺳﺘﻪ الحديثة ﺣﻮل اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺘﻮراﺗﻲ أن اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻔﺮي اﻟﻘﻀﺎة وﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﻫﻮ ﺧﻴـﺎل ﻣـﺤـﺾ اﺧـﺘـﺮﻋـﻪ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ المنفى ﻟﻜﻲ يمدوﻧﺎ بمشروع ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻤﺮه ١٠٠٠ ﺳﻨﺔ ﻳﻐﻄﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ وﺟﻮد إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ أرض ﻛﻨﻌﺎن . ﻫﻜﺬا ﻻ يمكن اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﺘﺰوﻳﺪﻧﺎ ﺑﺘﺴﻠﺴﻞ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.(62)

يورد الباحث تعليق ﺑﻨﺪﻳﻜﺖ أﻧﺪرﺳﻮن Anderson )Benedict ١٩٩١:6 ) ان تعريف الأمة ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺧﻴﺎﻟﻲ" وﻟﻜﻦ ﻫﺬااﻟﺘﺨﻴـيل ﻗـﺪ تم إﺳـﻘـﺎﻃـﻪ ﻋـﻠـﻰ الماﺿـﻲ ﻹﺿـﻔـﺎء اﻟـﺸـﺮﻋـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻴـﻪ. وﻗﺪ أدى ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﻣﺎض ﺧﻴﺎﻟﻲ اﺣﺘﻜﺮ ﺧﻄﺎب الدراسات التوراتية، وﻫﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﻞ وأﻧﻜﺮ وﺟﻮده ﻣﻦ اﻷﺳاس ، وﻟـﺘـﺒـﺮﻳـﺮ الحاضر.
وﻻ ﺗﻘﻞ »اﻷﺳﻄﻮرة« ﻋﻦ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ« ﻓـﻲ ﻛـﻮﻧـﻬـﺎ إدراﻛـﺎ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴـﺎق اﻟـﺬي وُﺟﺪ ﻓﻴﻪ وﺻﻤﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ أﻳﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـا ﻣﻌﻴﻨﺔ)49(.
يذﻫﺐ ﺻﺎﻣﻮﻳﻞ وﻃﻮﻣﺴـﻮن Thompson) and Samuel( 1990: ٢٠) إﻟﻰ أن اﻟﺘﺮاث يمكن إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎت ﻣﺘﻐﻴﺮة ﻣﺜﻠﻤﺎ أمكن اختراﻋﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ . وﻗﺪ أدت ﻃﺮق اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ الحديثة ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﻬﺎ اﺧﺘﺮاع اﻟﺘﺮاث أو إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ )ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﳉﺘﻪ( إﻟﻰ ﻫﺪم اﻻﻓﺘﺮاض اﻷﺳﺎﺳﻲ المتضمن ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗية، وأﻋﻨﻲ ﺑﻪ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺻﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻨﻪ وﺑين اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﻳﺼـﻔـﻬـﺎ، ﻳـﺤـﺘـﻔـﻆ ﺣـﺘـﻤـﺎ ﺑـﻨـﻮع ﻣـﻦ الجور التاريخي الثابت – او الذاكرة التاريخية التي يمكن اﺳﺘﺨﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﺘﻤﺪ المؤرخ الحديث ﺑﺎلمعلومات الخام. وﻫـﺬه اﻟـﺮواﻳـﺎت ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ، ﺳﻮاء اﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ "أﺳﻄـﻮرة"أو "ﺗـﺎرﻳـﺨـﺎ" ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻟـﺬاﻛـﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ memory collective وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧﺘﺎج ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨـﺎس ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ أﻛﺪﻫﺎ بقوة ﻓﺎن ﺳﻴﺘﺮز Seters )Van ٣٤: ١٩٩١) ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺗﻄﻮر اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ؛ ﻓﻤﺎ ﻳـﻄـﻠـﻖ ﻋﻠﻴﻪ "ذاﻛﺮة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ" ﻣﻦ االمحتمل أﻧﻪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ إﺣﺴﺎس ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو أﻓﺮاد ﻣﻌﻴﻨين ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻮن ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ووﺿﻌﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ.(58)
واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻬﺬه المضامين ﻫﻮ اﻟﺸﺮط اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ الماضي اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ".

إن اﻟﻨﻤﻮذج المهيمن ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻲ ﻛـﺎن وﻻﻳـﺰال ذﻟـﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬ ﺷﻜﻞ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻘﻮﻣﻲ الموحداﻟﺬي ﻳـﺒـﺤـﺚ ﻋـﻦ ﻣـﺴـﺎﺣـﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻷرض وﻫﻮ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻟـﻘـﻮﻣـﻴـﺔ وﻋـﻠـﻰ اﻷرض ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. ﻓﻤﻔﻬﻮم الماضي ﻳﻌﻜﺲ تماما ﻓـﻬـﻤـﻨـﺎ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ. والحركة اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺘـﺎﺳـﻊ ﻋـﺸـﺮ ﺑـﻌـﺪ ﺻﻌﻮد ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ﻗﺪ ادﻋﺖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار أن » رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ« ﻫﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ أرض ﺧﺎﻟﻴﺔ وﺻﺤﺎرى ﻗﺎﺣﻠﺔ ﺗﻠﻚ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ وﺻﻮل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻗ ﺎﺑﻠﺔ ﻟلسكن واﻻزدﻫﺎر.
وكذلك ميللر وهيز اسهما في الكشف عن ارتباكات تاريخ التأسيس؛ فجاء عملهما "نقطة تحول رئيسة في كتابة تاريخ إسرائيل من منظور توراتي. ولما أقدما على إعادة بناء فترة الملك داوود فهما يعترفان بالمشاكل المتعلقة بالنصوص التوراتية والمرتبطة بفترة ما قبل الملكية؛ وحتى حين يبدأان في إعادة بناء فترة الملك داوود يعترفان بان هذه النظرية لا تزيد عن كونها "أحسن تخمين"(64)
لذلك نجد الباحثين الصهيونيين يجرون عمليات المسح على تلال الضفة الغربية، يبحثون عن تأسيس الدولة العبرية. والمعروف ان الحفربيات فير عاي واريحا اثبتت عدم صحة حكايات التوراة بصددهما.
إحدى نتائج البحث التاريخي الأساسية كانت الإيذان بموت التاريخ التوراتي ، الذي يتم استبداله بالاعتراف بالتاريخ الفلسطيني؛ وهو فهم لتاريخ المنطقة يزداد ابتعادا وانفصالا عن الدراسات التوراتية.(65)


نختتم الحلقة بمطعن آخر في خطاب الدرسات التوراتية يقدمه وايتلام: وﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ الماضي ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ أو ﻃﻴّﻌﺎ ﻻﺑﺪ ـ إذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ »اﻟﻨﻤﻮذج التشريحي" ﻣﺜﺎﻻ ـ ﻣﻦ ﻓﺼﻞ المؤرخ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ، ﻣﺜﻞ ﻓﺼﻞ المنتج عن ﻣﻨﺘﺠـﻪ، ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺬاﺗﻴﺔ، وذﻟﻚ ﻛﻲ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج رواﻳﺔ أﺻﻴـﻠـﺔ وﺟـﺪﻳـﺮة ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ؛ ويمكن إﺛﺒﺎﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺳـﻴـﺎق اتجاه الزمان arrow time‘s، رواﻳﺔ ﻣﺮﺗـﺒـﺔ ﺑﺄﻧﺎﻗﺔ وﻣﻘﺴﻤﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ والمراحل الزمنية.. إن ﻫﺬه »اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺻﻞ« story) (master ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ تماما ما أﻧﺘﺠﺘﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧين اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳُﺜﺮ الخلاف فيها إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ. وﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه »اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺻﻞ« ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻠﺖ وﺗﺄﺛﺮت ﺑﺎلمضمون اﻟﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـﺬي ﻧـﺸـﺄت ﻓـﻴـﻪ؛ ﻫـﻲ أﻳﻀﺎ »ﻗﺼﺔ أﺻﻞ« اﺧﺘﻠﻘﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﻋﻠـﻰ ﻫـﻴـﺌـﺘـﻬـﺎ ﻫـﻲ، أي ﻋـﻠـﻰ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب ، وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﺗُﺴﻜﺖ أي رواﻳﺎت أﺧﺮى ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺘﺎرﻳــــــﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم . ﺗﺨﻔــﻲ الموﺿـﻮﻋـــﻴـﺔ المفترﺿـﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺮواﻳﺎت اﻻﻧﺤﻴﺎز اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ؛ وﻫﻲ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ، ﺗﺴﺎﻧﺪﻫﺎ وﺗﻘﻒ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬـﺎ ﻓـﻲ إﺳـﻜـﺎت أي رواﻳـﺎت أﺧـﺮى ﻣـﻨـﺎﻓـﺴـﺔ ﺣـﻮل ﻣﺎﺿﻲ المنطقة. (63)


رسالة كيث وايتلام في مؤلفه النفيس المهجور.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
- ترامب يعاقب ألبانيز!!
- تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي ...
- مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
- تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
- السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص
- جدل السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- ألتربية النقدية تقاوم الفاشية من خلال إحياء التاريخ
- مخطط لإنقاذ غزة .. أوقفوا الهمجية الصهيو امبريالية
- صندوق النقد الدولي أداة النهب الامبريالي .. أفريقيا نموذجا


المزيد.....




- تجربة مرعبة.. مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لس ...
- الرئيس اللبناني: تعبنا من حروب الآخرين على أراضينا وعلينا وق ...
- اتهام غير مسبوق من داخل إسرائيل: حكومتنا ترتكب إبادة جماعية ...
- السويد تصدر حكماً بالسجن مدى الحياة لمواطن بتهمة حرق الطيار ...
- العلاقة السورية الروسية، بين التعاون الحذر و-المصالح البرغما ...
- بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل ل ...
- المغرب: بوابة إسرائيل إلى أفريقيا
- وزير الخارجية السوري في موسكو وبحث في مصير القاعدتين العسكري ...
- هل تحيي زيارة ويتكوف إلى إسرائيل محادثات وقف إطلاق النار في ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 40 فلسطينيا على الأقل في عمليات إ ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تتمزق الأقنعة التنكرية-2