أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة2















المزيد.....

الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 09:24
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ترامب يسهّل ارتكاب أسوأ الجرائم.. يتحدى كل تحليل عقلاني
جو لوريا - ترجمة سعيد مضيه


جو لوريا: أجل. حسنًا، أنت تتحدث عن "ديرين دولت". ما هي الكلمة التركية التي تعني "الدولة العميقة"؟
تونش أكوتش: نعم، "ديرين دولت".
جو لوريا: نعم، إذن هذا من أصل تركي. هذا. كما تعلم، درستُ الكثير عن ذلك، قضية أرغينيكون، القضية برمتها، منذ سنوات عديدة. في الواقع، كنتُ بالفعل – لأ بلغ جمهوركم - مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الذي أجرى مقابلة مع فتح الله غولن، و[كتب] تلك المقالة التي أثارت مشاكل جمة لأردوغان. إذًا، انظر، الدولة العميقة، معظم الناس...
أولًا وقبل كل شيء، تُنكر الدولة العميقة وجود الدولة العميقة ؛ حسنًا. لقد نشروا، كما تعلم، بروباغاندا تزعم ان هذه مجرد نكتة ، وأن هناك دولة عميقة. من هم الذين يقولون ذلك؟ الدولة العميقة، بالطبع، لا يريدون ان يكشف أمرهم ، يريدون البقاء في العمق. لذا، فإن فكرة أننا نتحدث عن الدولة العميقة، على الأقل هنا بالولايات المتحدة، تُعدّ تقدمًا، أليس كذلك؟
حيث أن دولًا أخرى كانت من قبل على علمٍ بدولها العميقة، الآن وقد أصبح الأمر معروفًا للجميع، كما ذكرتَ، فإن حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" تحمل هذه الفكرة، لكن ليست وحدها، فخلف الحكومة المنتخبة بيروقراطيون غير منتخبين، وخاصةً في وكالات الاستخبارات يحوزون على نفوذ هائل. وأعتقد أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، في تلك اللحظة التي أطلق فيها ترومان دولة الأمن القومي بقانون الأمن القومي الذي أنشأ عام 1947 البنتاغون ومجلس الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية؛ وفي عام ١٩٥٠، وكالة الأمن القومي، التي بقيت مدة 30 عامًا طي الكتمان؛ كانت ذلك السر.
لذا، نعلم أنها موجودة؛ اجتهدوا بكل تاكيد . وسواءً أحببت ترامب ام كرهته، وهو بالتأكيد شخصٌ محل انتقاد، لا يمكنك إنكار ذلك. والآن، نعود إلى فضيحة روسيا غيت، التي كانت قصةً ملفقةً تمامًا من قِبَل حملة (هيلاري) كلينتون ضد ترامب، وهذا أمرٌ شائعٌ جدًا في السياسة الأمريكية، وفي جميع السياسات التي أتصورها ، اختلاق قصصٍ كاذبة عن خصمك ومحاولة نشرها في الصحف.
يطلق على هذه القصص الكاذبة أبحاث المعارضة ، ويحدث هذه في كل وقت. غير ان القصص الكاذبة حول ترامب ، ومكتب التحقيقات الفيدرالي[إف بي آي] - بأنه لن يكون الوجه الجيد للإمبراطورية، وأنه سيكون مدفعًا بدون زناد، بطاقة غير أليفة شخص يقول الشيء ذات يوم ونقيضه في اليوم التالي. الشخص يتحدى كل تحليل عقلاني.
يستحيل فهم ما سيفعله تاليًا. لذا كان مكتب التحقيقات الفيدرالي منزعجا من ذلك ؛ لكنه كان بإمكانه ملاحقتهم. لم يكونوا على علم بماذا ينالهم من هذا الشخص ؛ وهو بدوره حرك الجمهور. كيف نجح؟ لأن الديمقراطيين، هيلاري كلينتون، أبدوا غطرسة قصوى تجاه الأميركيين العاديين، بينما تظاهر ترامب، الملياردير، بطريقة ما بأنه سيساعد الأمريكيين العاديين.
ولهذا السبب فاز مرتين في انتخابات الرئاسة؛ لذا تورطت الدولة العميقة. تورط مكتب التحقيقات الفيدرالي في كذبة مرة أخرى. لذا كان ضحية شخصية لمكتب التحقيقات الفيدرالي تحديدًا، في سيناريو روسيا غيت برمته. هكذا يريد إلحاق الدمار بهم. فاختار كاش باتيل، وهو أمريكي من أصل هندي، مديرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
أفرجوا عن ملفات تتعلق باغتيال جون فيتزجيرالد كندي وقد نشروا بعض الملفات المتعلقة باغتيال جون كينيدي، وهي جزء كبير من الدولة العميقة. هل تورطت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في اغتيال جون كينيدي؟ أفرج عن وثائق تتعلق بالموضوع. لذا، هناك دلائل على ذلك. ويقول كاش باتيل إنه يريد إغلاق مراكز مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن وتحويله إلى مكتب ميداني، وتوجيه موازنته إلى أجهزة إنفاذ القانون في أرجاء البلاد.
إذا فعل ذلك حقا ، فتلك علامة على هدم البيروقراطية المتمترسة في واشنطن، مكتب التحقيقات الفيدرالي؛ ستكون هذه علامة إيجابية. لذا لا أستطيع الإجابة على السؤال ؛ فلا أحد يعلم على وجه اليقين. أعتقد فقط أنهم سيجدون طريقة للبقاء. وعندما يغادر ترامب الرئاسة ، مهما كان الضرر الذي الحقه، فمن المرجح أن يعيدوا بناء ذلك، بالطبع ما لم يحدث تغيير جذري. لا أرى كيف ستفقد وكالات الاستخبارات نفوذها الهائل الذي تتمتع به في تحديد السياسة الخارجية وحتى السياسة الداخلية. لذا، فهي لحظة حاسمة ودقيقة للغاية في تاريخ الولايات المتحدة في هذا الصدد.
تونش أكوتش: دعني أضيف نقطة واحدة فقط. رأي الآخرين هو أن ترامب يُكافح ضد هذه القوى؛ لكن في نهاية المطاف، سيُنشئ ترامب وفريقه دولتهم العميقة الخاصة بهم. تلك هي نظرية أخرى.
جو لوريا: أجل، أنت محق تمامًا. أعتقد أن الأمر سيتغير. ستكون دولة عميقة يتحكم بها ترامب وليس الديمقراطيون. لكن حتى هذه ستكون مختلفة، إذ ستكون صنفا ما من قوةٌ غير منحازة حتى هذا الوقت .
إنها موجودة دائمًا، بغض النظر عن هوية الرئيس أو من يسيطر على الكونغرس. انظر إلى هذه الحادثة التي وقعت قبل حوالي عشر سنوات عندما كان هناك تقرير عن التعذيب أراد مجلس الشيوخ رفع السرية عنه، واكتشفنا وجود تعذيب بعد غزو العراق، مباشرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومواقع التعذيب المختلفة التي أنشأتها الولايات المتحدة حول العالم عندما كانت ترسل الناس للتعذيب في تلك المواقع السوداء. أراد مجلس الشيوخ رفع السرية عن هذا التقرير لأنه من الواضح أن تعذيب الناس مخالف للقانون الدولي والأمريكي. وكما قال أوباما: "لقد عذبنا الناس"، فقد اعترف بذلك؛ لكن هذا التقرير، الذي تجسست عليه وكالة المخابرات المركزية، دخل إلى أجهزة كمبيوتر أعضاء مجلس الشيوخ، في محاولة لمنعهم من القيام بذلك. وأصبح ذلك معروفًا أيضًا. هذا هو مدى نفوذهم. لقد تجسسوا علنًا على أعضاء مجلس الشيوخ. ليس من المفترض إطلاقا أن تتصرف هكذا وكالة المخابرات المركزية داخل الولايات المتحدة؛ أمر مخالف لميثاق وكالة المخابرات المركزية؛ من المفترض أن يتصرفوا خارج الولايات المتحدة فقط. لذا، لم يتصرفوا داخل الولايات المتحدة فحسب، بل تجسسوا على أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المنتخبين لمنعهم من نشر تقرير التعذيب هذا، الذي كشف بالطبع عن دور وكالة المخابرات المركزية في التعذيب. وهذا يُظهر مدى نفوذهم.
لكنك محق تمامًا. أعتقد أنه مهما كان الضرر الناجم، فسيكون... أعني، ترامب، شخص يصعب تعريفه ووصفه لأننا لم نرَ شيئًا مثله من قبل. لذا فهو يعمل بطريقة تُدمر جزءًا كبيرًا من البيروقراطية، من خلال طرد كل هؤلاء الأشخاص وإغلاق الوكالات، وإدارة هذا الأمر بنزوية ودون تخطيط، كما نقول في الولايات المتحدة، من خلال اتخاذ القرارات يوميًا، بشكل ارتجالي.
لذا، ليس واضحا في نظري إن هو بحاجة لدولة عميقة تساعده للقيام بمهامه أم لا ؛ بالتأكيد هو بحاجة الى جيش، إن كان طموحه الاستيلاء على جرينلاند، فهل سيحتاج إلى معلومات استخباراتية، دولة عميقة لمساعدته على القيام بذلك؟ بالتأكيد سيحتاج إلى الجيش، إذا كان هذا هو الخيار الذي يريد اتخاذه؛ سؤال جيد. فهل سينشئ دولة عميقة خاصة به؟ محتمل جدًا.
تونش أكوتش: كان السؤال حول الدولة العميقة يتعلق بالسياسة الداخلية لإدارة ترامب. دعونا ننظر في السياسة الخارجية. ما مدى واقعية التقييمات التي تفيد بأن إدارة ترامب هذه ستنتهي بالفعل بتوريط الولايات المتحدة في الحروب الخارجية؟ هل يُمثل ترامب تحولاً نحو سياسة خارجية واقعية، كما تعلمون، يتحدث الكثيرون عنها، أو لنقل واقعية، خاصةً في ظل التقارير التي تُشير إلى أنه ينأى بنفسه عن المحافظين الجدد؟
جو لوريا: حسنًا، ليس كذلك. تلك هي المشكلة. أعني، نعم، ليس لديه في إدارته هذه المرة شخصٌ بمثل سوء جون بولتون، وهو من أشرس المحافظين الجدد، أو مايك بومبيو، سيء آخر . لكن لديه ماركو روبيو وزيرًا للخارجية، وهو يُصرّ على أن يكون كيث كيلوج، هذا الجنرال، مبعوثه الخاص، أحد مبعوثيه إلى أوكرانيا، ولماذا؟ كان يفترض ،حسب اعتقادي، انه أقاله، وعاقبه بتخفيض الدرجة؛ لكنه الآن عاد كما كان .
إذن، ترامب يُصدر أصواتًا لطيفة. يقول أشياءً طيبة. لديه حدس سليم في باب التدخلات . لكن هناك جانبًا قويًا جدًا من ذلك في الولايات المتحدة، في اللبرلة التي اكتسبت نفوذًا في السنوات الأخيرة. ويبدو أن لدى ترامب بعض وجهات النظر المستمدة من اللبرلة في السياسة الخارجية بصدد عدم التدخل. يقول إنه لا يحب الحروب وما إلى ذلك.

ترامب جاهل سياسيا - أوكرانيا وغزة والشرق الأوسط أمثلة
يريد إنهاء حرب أوكرانيا. حسنًا، هل يدرك الأسباب الجذرية لحرب أوكرانيا؟ ما قاله له فلاديمير بوتين في [19 مايو] أثناء محادثتهما الهاتفية التي استمرت ساعتين. لا يمكن للحرب أن تنتهي ما لم تقارب أسبابها الجذرية. لا أحد في أمريكا يعرف ما هي الأسباب الجذرية لأن وسائل الإعلام الرئيسية لا تتحدث عنها. كتبت في الموضوع في وقت مبكر ، عام 2014، مع بداية هذه الأزمة مع التغيير غير الدستوري للحكومة في أوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة.
لكن دور الجماعات النازية الجديدة في أوكرانيا - العديد في الميديا الرئيسة بالولايات المتحدة وبريطانيا، وال بي بي سي، نشروا مقالات مطولة، تقارير عبر الفيديو، حول دور النازيين الجدد، ومدى تأثيرهم - لم يكونوا متنفذين ، ولم يتمثلوا في البرلمان، الرادا، ولا يحصلون على مقاعد في البرلمان الأوكراني، الرادا ، لكن نفوذهم البرلماني الزائد عن الحد أعظم بكثير من تعدادهم، ودورهم كبير في البلاد .نشرت الميديا كل هذا ، وذهب مع الريح.
لا يمكنك ذكر دور النازيين الجدد، وكتيبة آزوف، إلخ. ولا يمكنك التحدث عن حقيقة أن الرئيس المنتخب ديمقراطيًا، فيكتور يانو كوفيتش، بشهادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قد أطيح به بأسلوب عنيف في فبراير/شباط 2014. كما لو انه مسح وتم استئصاله.
وإذا أردتَ سرد الحكاية ، وهذا ما تفعله كونسورتيوم نيوز، بالأساس تُغطي ما نقل عن الميديا الرئيسة ، تلك الأسباب الجذرية، أي نكتب ونقيم ، هاجمتنا شركات لإسكاتنا، تحاول وصفنا بالدعاية الروسية، وكل هذا لأننا نتحدث عما حدث، الانقلاب، النازيون، إلخ.
الآن، كما تعلم، قدمت روسيا معاهدات إلى حلف الناتو والولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2021 تنص على أنه إذا سحبتم قواتكم، من دول حلف وارسو سابقا، وأخرجتم تلك الصواريخ من رومانيا وبولندا اللتين تبعدان ست دقائق عن موسكو، يُمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، كما تعلمون، وإذا لم تُدخلوا في مفاوضات حول ذلك ، فسنتخذ [خطوات] تقنية/عسكرية. يُمكننا غزو أوكرانيا. أسفر الغزو الروسي عن حربٍ استمرت ثماني سنوات، بدأتها أوكرانيا بدعمٍ أمريكي. قال ترامب ذلك، فصرخ الجميع بوجهه.
بدأت أوكرانيا مع الولايات المتحدة الحرب عام 2014. إنها الحقيقة. يمكنك إنكار هذه الحقيقة، ويمكنك محو هذه الحقيقة. هل يدرك ترامب هذا؟ لا أعتقد انه يدركه . أمضى ساعتين مع بوتين، وتحدث إلى بوتين من قبل. وتوجه مبعوثه [ستيف] ويتكوف لمقابلة بوتين عدة مرات. أنا متأكد أن الروس أبلغوهم هذه الوقائع - ما ذكرته للتو، بعضها، وهناك أسباب أخرى - حتى تكتسي وجوههم باللون الأزرق.
استمروا طوال 30 عاما يعترضون على توسع الناتو، [بوريس] يلتسين، صنيعتهم، اعترض عليه، وليس بوتين فقط. عارض ييلتسين توسع الناتو. فهل سينهي ترامب الحرب في أوكرانيا؟ عليه أن يدرك الأسباب الجذرية، ونجح في حمل أوكرانيا لأن تدرك أن الطريقة الوحيدة التي توفر لهم فرصة الكسب تكمن في تورط حلف الأطلسي بمحاربة روسيا.
يعرف قادة الناتو يعلمون أن ذلك يؤدي إلى إبادة نووية. لذا فذلك لن يتم. لذلك، لا يمكن لأوكرانيا أن تفوز. خسروا الحرب، وكلما أسرعوا في الاستسلام واضطروا للتخلي عن الأراضي، يحصلون على اتفاق أفضل . لكنهم يُصرون على القتال. ترامب غير فعال. لا يمكنه فرض نهاية لهذه الحرب. يجب أن يكون بمقدوره ذلك، لأنه يمتلك السلطة على الحكومة الأوكرانية بقطع الأسلحة، وقطع الاستخبارات، وقطع الأموال.
الحكومة الأوكرانية بأكملها تُدار من قِبل دافعي الضرائب الأمريكيين منذ ثماني سنوات. لذا يمكنه إنهاء تلك الحرب، وهو لا يفعل . ثانيًا: غزة هي الأسوأ. هذا الرجل مجرم حرب من أسوأ الأنواع. إنه غبي جدًا. يظن أن غزة مجرد حي في مدينة نيويورك يعج بالإجرام .

ولأنه من مدينة نيويورك - مثلي - من كوينز. فإنه يتحدث عن بشر طعنوا بالسكاكين، قتلوا ونهبوا. في غزة طعن الناس بالسكاكين ، ولم تقذم الخيام التي تؤويهم بقنابل زنة 2000 رطل ، أو يجوعون ُويطلب منهم الانتقال إلى هنا ثم يُقصفون بالصواريخ هناك . يتحدث كما لو ان القتال يتم بالسكاكين .
ويريد مساعدة فقراء غزة بتهجيرهم وبناء منازل جديدة وتطهير غزة عرقيًا. هل تقول لي إنه يريد إنهاء الحروب؟ إنه يُسهّل ارتكاب أسوأ الجرائم التي شهدناها منذ عقود، إنه مُغرمٌ بها، وهو لا يتبع كلامه بعدم التدخل ، لماذا؟ لأنه فقد عقله.
لا أدري إن كان يُصدق ما يقول، أخر من يتحدث معه، يكرر أقواله، مُشتت، ولا يزال محاطا بمحافظين جدد في إدارته، يحتاج الى واقعيين يصغي لأقوالهم إنه بحاجة إلى الواقعيين هناك. عليه أن يُنصت إلى حدسه. لكنه لا يفعل. لا يفعل.
تونش أكوتش: ونحن عند هذه النقطة ، سؤالي الأخير لك يتعلق بالشرق الأوسط. أنت تتابع وتُغطي المنطقة عن كثب منذ سنوات. وأنت، بالطبع، تعرف جيدًا المنظور الأمريكي. إذن، هل تفهم استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط؟ أعني، في المنطقة، تتغير الموازين. كما تعلمون، إنه أمرٌ لا يُصدق. سقوط [بشار] الأسد، والإبادة الجماعية في غزة، وأحداثٌ لا تُصدق تحدث، والعدوان الإسرائيلي التاريخي، إلخ. هل لديكم فهمٌ واضحٌ لاستراتيجية ترامب في الشرق الأوسط؟
جو لوريا: إيه، الحصول مجانا على طائرة من قطر وإنجاز صفقة عقارات في غزة او اي مكان أخر لدى مغادرة البيت الأبيض. واضح انه ينتوي بناء برج في دبي او ابو ظبي أو شيء ما ، أقصد هذه هي استراتيجييته بالشرق الأوسط .
إنه لا يفهم الشرق الأوسط. لا يفهم إلا صفقات العقارات. هذا هو. ليس لديه أدنى فكرة عن تاريخ الشرق الأوسط. لا يفهم الصراع الفلسطيني إطلاقًا. كما قلتُ للتو، يظن أن غزة كانت مجرد حيّ سيئ في نيويورك، بينما الناس هناك، كما تعلمون، يرتكبون جرائم الشوارع، هذا ما قاله.
"هذا الرجل مجرم حرب من أسوأ الأنواع. إنه غبي جدًا. يظن أن غزة حيّ في مدينة نيويورك مليء بالجرائم."
هذا ما يقوله. لذا فهو لا يعرف شيئًا عن معنى التدخل الأوروبي الغربي، وخاصة البريطاني والفرنسي الأول في الشرق الأوسط. نهاية الإمبراطورية العثمانية وحكم بريطانيا وفرنسا. كيف نشأت لبنان وسوريا، اتفاقية سايكس بيكو. إنه لا يعرف شيئًا عن هذا. ثم كيف استولت الولايات المتحدة، بعد أزمة السويس عام ١٩٥٦، على إمبراطوريتها من بريطانيا في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الشرق الأوسط. وكيف دعمت الولايات المتحدة دولة إسرائيل، كوكيل لها للسيطرة على المنطقة.
وكيف باعت جميع الحكومات العربية الفلسطينيين الآن باتفاق إبراهام. يظن أن هذا يجلب السلام، لكنه جلب غزة، جلب الإبادة الجماعية أساسًا. ولا أحد يحرك ساكنًا سوى اليمنيين، بمن فيهم رئيسكم، الذي يُكثر من الكلام اللطيف، لكنه، على حد علمي، يواصل إرسال النفط إلى إسرائيل. لذا، هذا الرجل لا يملك أدنى فكرة عما يحدث.
إن إثراءه الشخصي هو ما يحفزه حقًا. سيدافع عن إسرائيل لأنه حصل على 100 مليون دولار من اللوبي الإسرائيلي، وميريام أديلسون، زوجة متبرع ثري توفي[ صاحب كازينوهات لاس فيغاس وعراب الحزب الجمهوري]. حدسه، كغيره من السياسيين الأمريكيين، تدفعه للدفاع عن إسرائيل مهما فعلوا.
الآن، بدأنا نرى تحولًا في الوضع. يتزايد عدد من ينتقدونها علنًا لأن إسرائيل أصبحت شفافة تمامًا بشأن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي ترتكبه. إنهم لا يرتكبون أي جرائم، ولا يخفونها بعد الآن. يقولون صراحةً: أتحدث عن هؤلاء المتطرفين الموجودين في الحكومة الآن، والذين كانوا مهمّشين في إسرائيل قبل سنوات. جماعة كاهانا، هؤلاء الأشخاص، لم يُعتَبَروا، كما تعلمون، من التيار السائد في إسرائيل.
إنهم الآن يديرون البلاد. إنهم يُحققون حلم بن غوريون [أول رئيس وزراء إسرائيلي] الصهيوني بإسرائيل الكبرى، الذي تحقق تدريجيًا، وهو الآن حل نهائي في غزة، وهو أفظع ما نشهده. وماذا يفعل دونالد ترامب؟ يحلم بملعب جولف هناك. هذا هو مدى غرابة الأمر.
تونش أكوتش: شكرًا لك يا جو. كان جو لوريا ضيفنا اليوم، رئيس تحرير وكالة الأنباء المستقلة الأمريكية، كونسورتيوم نيوز. ونأمل أن نراك في المرة القادمة. جو.
جو لوريا: شكرًا لاستضافتي. أتمنى لك كل التوفيق.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص
- جدل السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- ألتربية النقدية تقاوم الفاشية من خلال إحياء التاريخ
- مخطط لإنقاذ غزة .. أوقفوا الهمجية الصهيو امبريالية
- صندوق النقد الدولي أداة النهب الامبريالي .. أفريقيا نموذجا
- فاشية ترامب تدعم قتل أطفال غزة وتقلص برامج رعاية الأطفال بال ...
- الشرق الأوسط .. حكام سلبيون ونيران حروب يشعلها الطامعون
- عدوان صهيو امبريالي.. الصمت تواطؤ والاكتفاء بالاستنكار والإد ...
- تدهور القيم الأخلاقية بالغرب الامبريالي
- الجنوب العالمي: نهضة باندونغ ومصدات الرأسمالية العالمية أ
- التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر ...
- فلسطين عرّت عالم الكذب والتزوير في الغرب
- كارثة غزة امام العدل الدولية من جديد ولم يساند إسرائيل غير ا ...
- الرواية الصهيونية فقدت بريقها وتكشف تهافتها
- تلفيقات تفضح الإصرار على ارتكاب جرائم الحرب
- الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان
- إخفاق المقاومة المسلحة يوجب الشروع حالا بتحريك المقاومة الشع ...


المزيد.....




- فوز يساري مسلم في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك ...
- اليساري ظهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلد ...
- بلاغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي ...
- بيان مشترك .. الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العد ...
- الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العدوان الأمريكي - ...
- تيسير خالد يهنئ الشعب الايراني بانتصاره على العدوان وحلف ترا ...
- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء
- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة2