أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - فاشية ترامب تدعم قتل أطفال غزة وتقلص برامج رعاية الأطفال بالولايات المتحدة















المزيد.....



فاشية ترامب تدعم قتل أطفال غزة وتقلص برامج رعاية الأطفال بالولايات المتحدة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 09:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"هذه ليست مجرد ثقافة للنسيان، بل ثقافة شلل أخلاقي، حيث يُدرّب الناس على غضّ الطرف، التعود على ما لا يُطاق، وقبول القسوة ثمناً للراحة الشخصية والأمن القومي. إذ يجري قتل أطفال غزة، وترك الأطفال الفقراء في أمريكا يذوون ويهلكون تحت وطأة الفقر والجوع واليأس، فإن الصمت المُحيط بمعاناتهم يغدو أحد أشكال التواطؤ. صمت خطير، صمت لا يغدر بالفئات الأدنى مناعة وحسب ، بل يمهد الطريق أيضاً لعودة الفاشية." يجهر الأكاديمي الأميركي، هنري غورو ، بالتحذير من تجاهل جرائم الإبادة في غزة تخفيض أموال الرعاية الاجتماعية يالولايات المتحدة. وكل ذلك لزيادة أرباح احتكارات التجمع الصناعي – العسكري -الأمني.
يشغل هنري أ. جيرو حاليًا كرسي جامعة ماكماستر للمنح الدراسية في مجال المصلحة العامة بقسم دراسات اللغة الإنجليزية والثقافة. باحث متميز في التربية النقدية على منهج بالو فريري . من أحدث مؤلفاته: " إرهاب اللامتوقع" (مجلة لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس، ٢٠١٩)، و"في اأصول التعليم النقدي "، الطبعة الثانية (بلومزبري، ٢٠٢٠)؛ و" بيداغوجيا العرق والسياسة: التربية في زمن الأزمات" (بلومزبري، ٢٠٢١)؛ و"تربية المقاومة: ضد الجهل المصطنع" (بلومزبري، ٢٠٢٢)؛ و"التمرد.


سياسات الاستغناء عن الأطفال والهجوم العالمي على الطفولة أزمة عامة

تختبئ الحرب على الأطفال في مشهد بسيط ، مضمنة في نسيج السياسات الداخلية والخارجية، حيث تُشرّع المعاناة وتُقايض البراءة بمكاسب سياسية. في الولايات المتحدة، تبدأ بالتفكيك الممنهج لشبكة الأمان الاجتماعي. في ظل إدارة ترامب وجنود التكنولوجيا المراهقين التابعين لحركة "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد"، تم تخفيض مليارات الدولارات من البرامج الفيدرالية الأساسية للأسر الفقيرة والمهمشة، بما في ذلك برنامج ميديكير، ومساعدات الإسكان. ميد كير ، بناء البيوت وبرنامج المعونة الغذائية الإضافية، مما ترك ما لا يحصى من الأطفال عُرضة للجوع والتشرد والأمراض المزمنة. تقول إيلويز جولدسميث أن تخفيضات برنامج ميديكير " سوف يقتل البشر". والتخفيضات المقترحة وحدها على برنامج هيد ستارت، الذي يخدم قرابة ال 800 ألف طفل من ذوي ادخل المنخفض، قد ادى الى إغلاق البرنامج وتخفيض الخدمة، وذلك على الرغم من ان الإدارة زعمت انها عدلت عن التخفيضات. إذا تم إقرار هذه السياسات، فقد تؤدي إلى حرمان أكثر من 500000 طفل من تغطية الرعاية الصحية وحرمان أكثر من مليوني طفل آخرين من المساعدة الغذائية. هذه ليست وليدة غفلة بيروقراطية أو آثار جانبية مؤسفة، بل هي خيارات سياسية متعمدة تعامل الأطفال الفقراء بإمكانية التضحية بهم في الحسابات الشرسة للتقشف النيوليبرالي. وإلا فكيف نفسر وقف إدارة ترامب للأبحاث المخصصة "لمساعدة الأطفال المصابين بعيوب في القلب"، خاصة وأن تايلر كينجكيد يشير إلى أن "واحدًا من كل 100 طفل في الولايات المتحدة يولد بعيوب في القلب، ويحتاج حوالي ربعهم إلى جراحة أو إجراءات أخرى في عامهم الأول للبقاء على قيد الحياة... [علاوة على ذلك] في جميع أنحاء العالم، تشير التقديرات إلى أن 240000 طفل يموتون خلال اول 28 يومًا من حياتهم بسبب عيوب خلقية".
هذه ليست إخفاقات سياسية؛ إنها أعمال عنف متعمدة،" قرارات محسوبة متجذرة في الحساب البارد لدافع الموت النيوليبرالي، حيث تجري موازنة حياة الأطفال الفقراء والسود والملونين مقابل التخفيضات الضريبية عن كبار الأثرياء والذين تبين ان بالامكان الاستغناء عنهم . كذلك تكشف سياسات ترامب للرعاية الصحية عن أعماق هذا الاستغناء؛ فقد تركت التخفيضات في برنامج التأمين الصحي للأطفال وخدمات الصحة العقلية ملايين الأطفال لا يحصلون على الرعاية الأساسية، حتى مع استمرار ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والانتحار بين الشباب، وخاصة الشباب المهمشين. لا تكتفي دولة العقاب بإهمال هؤلاء الأطفال؛ بل تخضعهم لمراقبة بوليسية وللنظام، تهجرهم ، تحيل مكايداتهم شرطا مستداما لحياة تخضع لحكم رأس المال.
والتربية التي صوروها وسيلة تحرر سخرت كذلك سلاحا في هذه الحرب. المدارس الحكومية يخفض تمويلها شيئا فشيئا ، وتُحال مواقع للمراقبة والعقاب بدلًا من التعلم والأمل. يزداد تشديد مقابض الأنبوب الموصل بين المدرسة والسجن حيث يتم تجريم الأطفال السود والملونين، بنسب تفوق نسبتهم بالمجتمع من خلال سياسات تسامح صفرية وتواجد الشرطة داخل المدارس . وكما ذكرتُ سابقًا، فإن هجمات اليمين على التنوع والمساواة ومبادرات الشمول، وحظر كتب معينة، وحجب التأرخة النقدية من المناهج الدراسية، تسلب الشباب الأدوات الفكرية اللازمة لفهم ومقاومة الاضطهاد النازل بهم.
أصبح العنف، المضمخ بالدماء والمجرد من العار، اللغةَ المُحددة للحكم في عصر ترامب والردة الدولية للسلطوية. في جميع أنحاء العالم، تتراجع الديمقراطية، ومعها مفهوم المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية. وبدلًا منها، نجد قواعد سياسية وحشية صاغها همجيو العصر الحديث، أتباع الجشع والفساد والنقاء العرقي والقومية المتطرفة والحرب الدائمة. يسْخَْرون من التعاطف باعتباره ضعفًا. يشوّهون الدولة الاجتماعية ويفرغون محتواها، يسخرون منها بلغة مختلة تميز العداء للشيوعية . ولا تعتبر مقبولة، بل لا بد منها تلك السياسات التي تجلب المكابدة للجمهور، يُسوسها الأقوياء وتحميها خرافات الجدارة والداروينية الاجتماعية.
في أوساط نخبة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، لم تعد الديمقراطية مثالًا يُعتز به، بل هدفًا للازدراء والاحتقار. على غرار فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، يجري الآن استبدال الديمقراطية بديمقراطية غير ليبرالية، تدعو للقضاء على الاختلاط العرقي وتطلق العنان لسيل متدفق من اضطهاد حرية التعبير والجامعات والصحافة والمعارضة المنظمة. في هذه الحالة، باتت السياسات والاستراتيجيات الفاشية هي القاعدة المسيطرة الجديدة . إذ يتبنى ترامب نهج ديكتاتوريين قساة ، فإنه يُوسّع سلطته الرئاسية، ويشن حربًا على حكم القانون، ويُفكك المؤسسات الديمقراطية، خاصة تلك التي تُغذي الفكر النقدي، مُتظاهرًا في الوقت نفسه انه غير متاكد إن كان على توافق حتى مع الدستور بالذات.
أنصار ترامب من الماليين والحلفاء الأيديولوجيين، مثل بيتر ثيل، يؤيدون الاستبداد علانية ؛ إذ يُعلن ثيل صراحةً أن الحرية والديمقراطية لم يعودا متوافقين. إيلون ماسك وستيف يانون، الداعمان المتملقان لترامبـ ،يقدمان إطراءً أجوف للديمقراطية عن طريق مقابلة الأتباع بتحية نازية. وكما تُلاحظ جوديث بتلر بحصافة ، فإن الكثيرين في مواقع السلطة، من سياسيين ومحامين ذوي نفوذ وإداريين أكاديميين ونخب مالية، يستسلمون للخوف والجشع أوالفساد، متيحين للجبن الفرصة كي يسكت ضمائرهم. وهم بذلك، "يُعلنون حتمية نهاية الديمقراطية على أيدي الاستبداد ، متخلين سلفا وبصورة فعلية عن النضال." بدون أدنى إحساس بالسخرية يُعلن ثيل وماسك وبانون وآخرون أنفسهم مناصرين للحرية، لكن الحرية الوحيدة التي تُقرها هذه المجموعة هي حرية القوميين المسيحيين البيض والأثرياء المليارديريين- وهي فكرة عن الحرية تمد جذورها في دوافع استبدادية عنصرية. هؤلاء سلطويون في حالة انتشاء مسكر بالسلطة التي تخدم العنف والهيمنة. ما يزدرونه أي تقبل للسلطة او تعبير عنها قوة أخلاقية وقوة تغيير جذري.
لسنا في تيه بلحظة غموض تاريخي، ولا عالقين في مجرد انتقال بين عصور، كما يظننا البعض . تهشم مفهوم عدم اليقين في عصر غذته التعبئة الانفعالية للفاشية. أغوت هذه القوة المسكرة الملايين بأكاذيبها وعنصريتها المشحونة بالإثارة ، وحرفت مخاوفهم الاقتصادية باتجاه دوامة من الكراهية وخدع الإنجاز الزائفة. الفاشية من أسفل لا تمتزج بالفاشية من أعلى، تكتسب القوة في هاوية الغضب المصطنع. باتت واضحة وضوح النهار الرؤية المضببة في السابق لما غدت عليه أمريكا. عادت أشباح الماضي، متخفية بشهوة الدم، مسلحة بلغة تجريد البشر من إنسانيتهم ، تدفعها رؤية الرايخ الموحد الجديد، يحتشد فيه أتباع شموليون لا يثقل كاهلهم الحقيقة أو الأخلاق أو الفكر النقدي أو الفاعلية الديمقراطية. بلغ نهايته الانحدار المديد من الديمقراطية الليبرالية إلى هاوية الليبرالية الجديدة، أو بالأحرى، الرأسمالية العصابية، بعبادة الأسواق وقسوتها والبقاء للأصلح. يجلس وراء الدفة تحالفٌ غير مقدس مع الفاشية، يُضفي الشرعية على التطهير العنصري، والسلطة المتمردة على القانون، وشطب المعارضة كمبادئ حاكمة.

الحرب على الأطفال وسياسات تحسين النسل

في الولايات المتحدة، لم يعد الانحدار نحو الفاشية خافيًا مهمشا؛ بل أصبح المشروع الفاشي الجديد يحتل مركز الحياة السياسية. باتت سياسات متبعة أوهام السلطة المطلقة، واعتياد الفوضى، وتجريم الاحتجاج، والطرد العنيف لمن يُعتبرون ممكنا للاستغناء عنهم. تتوسع دولة العقاب، بينما المؤسسات التي يُفترض أن تُعلي من شأن العدالة والمساواة والحقيقة باتت عرضة للحصار . يكمن في صميم هذا التحول الجذري ثقافةٌ العزلة الاجتماعية وقسوةٌ بشع لا يحيل مما لا يقبل التفكير به مجرد تخيل ، بل روتينًا. في محور هذه الفظاعة تكمن إيديولوجيا متجددةٌ لتحسين النسل تُروج لفكرة أن الأعراق المختلطة تُمثل آفة الديمقراطية، ويجب القضاء عليها. موت الأخلاق انٌ ما من مكان يتجلى فيه للعيان موت الأخلاق وعسكرة التفكير أو يثير الرعب أعظم من تصعيد الحرب على الأطفال في الداخل أو بالخارج، والصمت الذي يُخيم على معاناتهم.
نشهد بالولايات المتحدة حربًا على الشباب، على الشباب الفقراء، على السود والملونين؛ حربا ضد أطفال غزة، تُشنّ من خلال تفاضل وتكامل الداروينية الاجتماعية التي تبعث من جديد. ضمن هذه الرؤية الفظة المعولمة، يغدو الفقر عيبا أخلاقيًا، وضعف المناعة جريمة، والبقاء امتيازًا مدخرا للأقوياء والمحظوظين. بالولايات المتحدة يتخذ المشهد صورة الاقتطاعات القاسية التي اتخذتها إدارة ترامب من البرامج الاجتماعية، الى جانب خفض نفقات التعليم والرعاية الصحية وعسكرة الحياة اليومية في ظل دولة العقاب .
في الخارج، تتجلى الحرب على الشباب في اللغة التي تصف أطفال غزة أضرارا جانبية، وتُعتبر حياتهم بلا قيمة في آلة الحرب المستدامة . في ظل الحكم الحديدي للقسوة النيوليبرالية، تُجري التضحية بهذه الأرواح الغضة لصالح اقتصاد سياسي يتاجر بالمعاناة ويفسر التعاطف ضعفا. ومع ذلك، ربما يكون أكثر ما يُثير الرعب هو الصمت الذي تقابل به هذه الحرب على الأطفال، صمت لا يغدر فقط ببراءة ضحاياه ، إنما يُشير كذلك إلى تواطؤ خطير، يفضح كون آلة الفاشية تعمل بالفعل على مرأى من الجميع، في الداخل والخارج.
لا تُشن هذه الحرب على الأطفال بالقنابل والرصاص وحدهما، ولا في وهج الاستعراض السياسي فحسب؛ بل يجري خوضها عبر عنف للسياسة بطيء، وقسوة مُحسوبة لا تأبه بالمستقبل ، وشطب للمكابدة تحت قناع لغة وتبريرات اقتصادية. إنها تعمل من خلال ما لا يمكن تسميته إلا بسياسة البشر الواجب التخلص منهم ، حيث أجيال بأكملها يجري القضاء عليها باعتبارها أضرارا جانبية في اللهاث الشرس خلف الأرباح والسلطة والنقاء الأيديولوجي. في آلية الانعزال تغدو السياسة أسلحة، ويغدو الصمت تواطؤا يسمح لهذا العنف بالانطلاق دون رادع. لكي نلم بالنطاق الكامل لهذه الحرب، علينا ان ندقق في السياسات والقوى الثقافية ذات الخصوصية التي تحيل معاناة الأطفال غير مرئية، وآلامهم أمرا طبيعيا، ثمنا واجب الأداء لنظام اجتماعي يغرق شيئا فشيئا في ظلال السلطوية . ألم الأطفال ومعاناتهم في غزة والولايات المتحدة تتبادلان أخبارهما عبر ربط ثقافة البشر الفائضين والإبادة ، تلك التي لم تعد تنظر إلى الأطفال كمورد ورعايتهم معيارا للديمقراطية بالذات؛ أزمة مشتركة توضح كيف تبدو الفاشية رهيبة حين تشن الدولة عنفها ضد الأطفال. في عصر فاشية النيوليبرالية، مع وجود ترامب عامل فساد فيها، لم يعد العنف أمرًا عاديًا وحسب، بل بات مستدامًا من خلال تشابك التداعي الممنهج للحقيقة والحكم الأخلاقي والشجاعة المدنية. لم تعد القسوة متخفية في زي التقدم، بل باتت موضع حفاوة، كما أشار والتر بنيامين ذات مرة، إحدى وثائق الهمجية .

سياسة بضمائر مغيبة
يجدر التأكيد مجددًا بأن الحرب على الأطفال في الخارج تصل إلى أحد أعظم تجلياتها وحشية في غزة، حيث باتت لغة "الأضرار الجانبية" ذريعةً بشعةً للمجازر الجماعية التي ترتكب بحق الأبرياء. يصل منطق العزل هذا أشرس أشكاله عنفًا في غزة، حيث الدمار لا يقتصر على الأشياء المادية ، بل والوجودية كذلك، تبتر الأطراف ، يجري تعمد إطلاق النار على الأطفال- يستهدفهم جنود جيش الاحتلال ويتعرضون للتعذيب، وللقصف المستدام ، وللتجويع القسري.
في عهد ترامب، تخلت السياسة الخارجية الأمريكية حتى عن التظاهر بالاهتمام الإنساني، فقطعت جميع انماط التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي كانت تقدم خدمات صحية وتعليمية وغذائية حيوية للأطفال الفلسطينيين. في هذه الأثناء شنت العمليات العسكرية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة حملة إبادة مدرسية، شملت التدمير المنهجي للمدارس والجامعات، مما أدى إلى تدهور مستقبل أطفال غزة إلى أنقاض. تعمد جيش الاحتلال استهداف أكثر من 200 مدرسة ، مما أدى إلى نزوح أكثر من 625000 طالب وتصفية جميع مظاهر استمرارية التعليم. اعتبارًا من أوائل عام 2024، قُتل أكثر من 13000 طفل، مشكلين قربة ال 44 في المائة من جميع الوفيات في العدوان ، بينما حذرت الأمم المتحدة من ان 14000 رضيع قد يموتون في غضون 48 ساعة إذا لم تقدم لهم مساعدة طبية وغذائية عاجلة، كما أفاد بيل جيتس
هنا، يختلط المنطق الوحشي لتحسين النسل والإمبراطورية. الأطفال ليسوا مجرد ضحايا حرب، إنما هم عوائق يجب إزالتها ، ضحايا تطهير عرقي، تشوه بقصد قدراتهم على التذكر والتخيل والمقاومة. يُصورون بأنهم أعباء، أو استنزاف للموارد، أو رموز لسكان يمكن الاستغناء عنهم، غير جديرين بالمثال القومي لمواطنة العرق الأبيض ، ويُعتبرون غير جديرين بالتعاطف والعدالة والحرية. هذه ليست مجرد حرب، بل هي سياسات تهجير وتطهير عرقي، وبناء متعمد للتسلسلات الهرمية العرقية والطبقية. هذا مخطط للإبادة والقضاء المنهجي على الأطفال الفقراء من ذوي البشرة الملونة، يُنفذ بدقة مُرعبة ويُبرر من خلال ثقافة الجهل المُصطنع والمحو التاريخي والرقابة والصمت.
أثارت الوحشية والعنف المفرطان في حرب ترامب على الأطفال انتقادات حتى من النخبة المالية، أصحاب المليارات . اتهم بيل غيتس، في مقال له بصحيفة فاينانشال تايمز، إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، بـ"قتل أفقر أطفال العالم" بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ادعى غيتس أن "التخفيضات المفاجئة تركت أغذية وأدوية مُنقذة للحياة تنتهي صلاحيتها في المستودعات". وأشار إلى أن هذه التخفيضات قد تُطلق العنان لعودة ظهور أمراض مثل الحصبة، وفيروس نقص المناعة البشرية، وشلل الأطفال. أدان غيتس على وجه التحديد قرار ماسك إلغاء المنح لمستشفى في قطاع غزة وآخر في موزمبيق، اللذين يمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأمهات إلى أطفالهن، مدفوعًا بالاعتقاد الزائف بأن الأموال الأمريكية تدعم حماس في غزة. قال غيتس: "أتمنى لو يزور الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ويلتقي بهم لأنه خفّض تلك الأموال". هذه قسوة بلا ندم، لا تشير فقط إلى موت الضمير الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية، بل إلى ميلاد سياسة تُعيد إحياء أهوال ماضٍ إبادة جماعية.
يتجاوز العنف الجسيم الممارس ضد الأطفال كل حدود، وتعمل آلات الموت الملطخة بالدماء من خلال تسليح السياسات المصممة لإنتاج المجاعة، وحالات الطوارئ الصحية، والإفقار الجماعي. لا تقتصر الحرب على الأطفال على ساحات المعارك البعيدة؛ بل تتردد أصداؤها داخل حدودنا، نتيجة سياسات تُقوّض أسس رعاية الطفل. إن أوجه التشابه بين محنة الأطفال في غزة وأطفال الولايات المتحدة صارخة ومقلقة. في الداخل أو الخارج، المنطق واحد: سحق إمكانية الفاعلية والكرامة بتجريد الشباب من الموارد والحقوق والأحلام التي تُغذي الأمل والمعارضة. ولعل الصمت الذي يُحيط بهذه الفظائع هو التهمة الأشد إدانة على الإطلاق. فهو لا يُشير فقط إلى الانهيار الأخلاقي، بل إلى التواطؤ. ويكشف عن شكل التحول نحو الفاشية، ليس فقط في السياسة، بل في تمويت الضمير.
تلك القرارات المتعلقة بالسياسة الداخلية، شأنها شأن الصراعات مع الخارج، تترك آثارها بشكل غير متناسب على أطفال المجتمعات المهمشة، تحيلهم بشكل فعال مغمورين وقابلين للاستغناء عنهم . يعكس تداعي شبكات الأمان وفرص التعليم الدمار الفيزيقي الذي شوهد في المناطق التي مزقتها الحروب، مما يؤكد التجاهل المنهجي لرفاهية الفئات الأقل مناعة .
يميط اللثام تقارب هذه الأزمات عن اتجاه عالمي مُقلق: تسليع الأطفال والتخلص منهم في مواجهة الأجندات السياسية والتقشف الاقتصادي. من الملح وعي هذه السياسات، الخارجية والداخلية ، والتصدي لها، فهي تُديم دورات المعاناة وتحرم الأطفال من حقوقهم الأساسية في السلامة والصحة والتعليم.


ثقافة الصمت والقسوة النيوليبرالية: اعتياد ما لم يقبل مجرد التفكير به

إذا كانت السياسة تزود هذه الحرب على الأطفال بآليتها، فإن الثقافة تُوفر مُخدرها الأخلاقي. في مجتمع ينشب منطق النيوليبرالية الفظيع فيه أنيابه، ينبذ التعاطف باعتباره دليل ضعف، وتغزو قيم السوق كل ركن من أركان الحياة العامة. لم يعد يُنظر إلى الأطفال على أنهم حاملو الأمل أو الوعد بمستقبل أكثر عدالة، إنما يتم التخلص منهم باعتبارهم أعباء مالية، مخاطر أمنية، أو، في الحسابات الباردة للإمبراطورية، أضراراً جانبية. هذا المشهد الثقافي يثريه فقدان الذاكرة التاريخية، محو دروس الفظائع الماضية حتى وهو يُكررها في الزمن الحقيقي .
الليبرالية الجديدة تحيل التعاطف سلعة ، مُختزلاً الرعاية والعناية مجرد عروض جوفاء في سوق الفضيلة. يحل العمل الخيري محل العدالة، وتقوم الأعمال الخيرية الصرفة مقام التغيير الممنهج، مما يسمح لبنية العنف ان تتواصل بدون اعتراض. تغدو معاناة الأطفال مشهداً يمضي مع الزمن ، يُرثى له لفترة وجيزة، وسرعان ما يُنتسى في بيئة إعلامية مهووسة بالفضائح والشهرة، وأشتات الأزمات المُصطنّعة بلا نهاية .
هذه ليست مجرد ثقافة للنسيان، بل ثقافة شلل أخلاقي، حيث يُدرّب الناس على غضّ الطرف، التعود على ما لا يُطاق، وقبول القسوة ثمناً للراحة الشخصية والأمن القومي. إذ يجري قتل أطفال غزة، والأطفال الفقراء في أمريكا يذوون ويهلكون تحت وطأة الفقر والجوع واليأس، فإن الصمت المُحيط بمعاناتهم يغدو أحد أشكال التواطؤ. صمت خطير، صمت لا يغدر بالفئات الأدنى مناعة وحسب ، بل يمهد الطريق أيضاً لعودة الفاشية، لا ترتدي دائماً الأحذية العسكرية والزي الرسمي، بل بأردية العمل وبالشعارات السياسية ولغة التكنوقراط ، لغة الكفاءة والنظام.
في عالم كهذا، لم يعد السؤال المطروح فيما إذا كانت الفاشية تلوح في الأفق، بل فيما إذا كانت قد وصلت بالفعل، متخفيةً خلف قناع اللامبالاة، وتعمل خلف الأبواب الموصدة للمجالس التشريعية ، ومجالس إدارة الشركات الكبرى، وإمبراطوريات الإعلام. إن كسر هذا الصمت ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو فعل مقاومة سياسية لمستقبل فيه تعدو آلية التخلي عن حقوق الإنسان دائمة لا رجعة فيها.

الخلاصة: كسر الصمت، دفاعًا عن المستقبل

إن الحرب على الأطفال، سواءً شُنت من خلال قصف غزة بالقنابل أو تخفيضات الميزانية في أفقر أحياء أمريكا، هي أقسى إدانة لإخفاقاتنا السياسية والأخلاقية. إنها تميط اللثام عن نظام اجتماعي أدار ظهره للفئات الأقل مناعة، مقايضا مستقبل الشباب بوعود الربح الجوفاء وبالسلطة والاعتزاز القومي. لكن هذه الحرب تفعل ما هو أكثر من إنتاج المكابدة، بل ترمز الى صعود مشروع سياسي يرى في الديمقراطية عقبة، والذاكرة التاريخية خطرا يتهدد، وحياة الأطفال المهمّشين أشياء للتخلص منها . لم تعد الولايات المتحدة تقف على حافة الفاشية؛ لقد اجتزنا العتبة إلى فصل مظلم يفضح ليس فقط صرخات ألم النزع الأخير يطلقها أولئك الذين احتملوا أهوالها، إنما تفضح كذلك ذبول الوعد بتجنب أطفالنا مثل هذه القسوة التي يصعب وصفها .
ان تظل صامتا بوجه هذا المصير هو بمثابة التواطؤ مع آلية الفاشية وهي تشق طريقها عبر كل من التاريخ والحاضر. وكسر الصمت ذاك يتطلب أكثر من مجرد تقديم الشهادة؛ إنما يتطلب تسمية هذه الفظائع بما هي عليه حقا، ورفض راحة الوقوف على الحياد، والكفاح بلا هوادة من أجل مستقبل يُمنح فيه كل طفل، بغض النظر عن عرقه أو جنسيته أو طبقته، ليس فقط الحق في الحياة - بل الحق في تطوير المواهب كذلك.
طرح جيفري سانت كلير، بحق، ان الصمت يقتل ويصبح مع الزمن أستعصاءًا على التفكير لدى مواجهة المذبحة الجماعية للنساء والأطفال في غزة. كتب: "مشكلة الكتابة عن غزة تكمن في عجز الكلمات عن تفسير ما يجري هناك ، وتعجز كذلك الصور، حتى أكثرها إفجاعا وتحطيما للقلب. لأن ما يحتاج إلى تفسير هو ما لا يمكن تفسيره. ما يحتاج إلى تفسير هو الصمت في وجه الرعب". هذا الصمت يُفرغ اللغة نفسها من محتواها، ويُفرغ الكلمات من قوتها إذ تعجز عن وصف الفظائع، حين تُجوّع إسرائيل الأطفال حتى الموت، وحين يغدو الغذاء سلاحًا، وتُمزق المُسيّرات الأجساد ناشرة مناخ رعب لا ينتهي . هذا الصمت ليس محايدًا، إنه يمسخ إنسانية البشر، وهو تواطؤ، تواطؤ ليس مع موت الأطفال في غزة ، بل تواطؤ ضد أولئك الذين يموتون بالولايات المتحدة وحول العالم بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية الأساسية.
في عصر الفاشية، باتت جرائم الحرب اعتيادية ، وإرهاب الدولة نمط حكم ، والسائرون الموتى يهتفون لعودة شعارات الماضي المضمخة بالدماء والمندفعة بشهوة الإبادة. رجاء سانت كلير كسر الصمت الذي يخنق الضمير ليس مجرد مطلب أخلاقي، بل هو تحذير يوحي بأن ما يحدث في غزة، وكما حذر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو في ديسمبر 2023، هو "بروفة للمستقبل"؛ وهذا المستقبل أقرب مما نتصور، فالفاشية قد وجدت بالفعل أرضًا خصبة في الولايات المتحدة.
لم تعد أمريكا تقترب من الفاشية، فنحن نعيش داخل هيكلها ، ألقيت كل لبنة فيها بصمت وتواطؤ وخوف. أعرضنا عن صرخات الموتى ممن احتملوا أن يكونوا شهود أهوالها، وعن الوعد الهش بأن أطفالنا لن يشهدوا عودتها أبدًا. ذلك الوعد يصعب تموضعه في مستويات فاحشة من اللامساواة ، أو في كراهية الآخر، أو ضباب الاستهلاكية المخدر، أو في العنف الرخيص والمغري للتضحية بالأخر. وكما حذر جيمس بالدوين، لا يمكن تغيير أي شيء ما لم نواجهه. وكما علّمت حنة أرندت، فإن الخطر لا يكمن فقط في الأفعال الوحشية، بل في التداعي البطيء والهادئ للفكر والذاكرة والتخييل الأخلاقي في عالم يحث على النوم . ان تتذكر يعني ان تقاوم ، وهذا يستدعي البقاء يقظا في عالم يحض على النوم رافضًا النظر بعيدًا، وأن تظل "مستيقظًا" كما ربما يقول إدوارد سعيد وهو يجرؤ على تخيل الألم الذي يلحق بالأطفال. هذا يعني السماح للتعاطف بالتغلغل في أعماق الغضب، والسماح لهذا الغضب بقدح شرارة الفعل. تسمية هذه اللحظة ليس خيارًا، بل واجب أخلاقي. والكفاح من أجل الأحياء، من أجل كرامتهم، ومستقبلهم، وحقهم في مجرد الوجود، هو الوعد الوحيد الذي يمكن ان نقطعه، والوعد الوحيد الذي يستحق الاحتفاظ به .
حان الوقت لكسر حاجز الصمت، والتحدث بوضوح أخلاقي، والتنظيم بالإلحاح الشديد الذي تتطلبه العدالة. يجب أن نستعيد المؤسسات التي حملت ذات يوم وعدًا بديمقراطية جذرية، نعيد تصورها خارج قبضة الرأسمالية، وثابتة على ارضية التضامن والرعاية والصالح العام. يجب أن نحمي ونكافح من أجل من يُعتبرون قابلين للخلاص منهم ، وأن نحيي قوة الثقافة المدنية، وأن نستجمع الشجاعة لمواجهة آلية القسوة وإرهاب الدولة. هذا ليس مجرد مهمة سياسية؛ إنه التزام أخلاقي. الفاشية تلغي المستقبل، غير ان التاريخ يراقب، والمستقبل لا يفترض ان يحاكي الحاضر. إن مصير أعداد لا تُحصى من الأطفال، هنا داخل الولايات المتحدة وفي ارجاء المعمورة ، معلقٌ في ميزان ما نختار فعله الآن.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط .. حكام سلبيون ونيران حروب يشعلها الطامعون
- عدوان صهيو امبريالي.. الصمت تواطؤ والاكتفاء بالاستنكار والإد ...
- تدهور القيم الأخلاقية بالغرب الامبريالي
- الجنوب العالمي: نهضة باندونغ ومصدات الرأسمالية العالمية أ
- التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر ...
- فلسطين عرّت عالم الكذب والتزوير في الغرب
- كارثة غزة امام العدل الدولية من جديد ولم يساند إسرائيل غير ا ...
- الرواية الصهيونية فقدت بريقها وتكشف تهافتها
- تلفيقات تفضح الإصرار على ارتكاب جرائم الحرب
- الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان
- إخفاق المقاومة المسلحة يوجب الشروع حالا بتحريك المقاومة الشع ...
- فاشية ترامب تدمر مراكز المقاومة الذاتية لدى المجتمع والأفراد
- مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (2من2)
- مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (1من2)
- اسرائيل تعرض للخطر أنظمة عربية ارتبطت بها
- االمقاومة الفلسطينية.. هزائم ليست حظا عاثرا ولا قدرا معاندا
- العلم يدعم القضية الفلسطينية وهو الفريضة الغائبة عند العرب
- كابوس الثقافة الفاشية يجثم على المجتمع الأمريكي
- هل انتقاد إسرائيل خارج القانون؟
- فضيحة أميركا الحقيقية تتضح في العدوان على اليمن


المزيد.....




- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يتقدم بمقترح قانون يقضي ...
- مفاوضات أم مناورات؟ مقترح ويتكوف أم مقترحان؟ نسخة أم نسختان؟ ...
- إصابة ستة أشخاص في هجوم على متظاهرين في كولورادو بأمريكا
- متضامنون مع الدكتورة ليلى سويف
- صوفيا ملك// هل ستفتح مفاوضات إسطنبول المقررة يوم غدٍ الآفاق ...
- وفد من المتضامنين مع ليلى سويف.. يطرق باب الرئاسة إنقاذًا لح ...
- قانون «تنظيم مرفق المياه» الجديد وتسليع المياه
- زهير الروگاني الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتطوان ...
- بنغلادش.. محاكمة الشيخة حسينة غيابيا بتهمة استهداف المتظاهري ...
- المشروع الفاشي العالمي: الأزمة والتحكم والنضال من القاعدة


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - فاشية ترامب تدعم قتل أطفال غزة وتقلص برامج رعاية الأطفال بالولايات المتحدة