|
عدوان صهيو امبريالي.. الصمت تواطؤ والاكتفاء بالاستنكار والإدانة تواطؤ كذلك
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 14:15
المحور:
القضية الفلسطينية
يجدر التأكيد مجددًا بأن الحرب على الأطفال في الخارج تصل إلى أحد أعظم تجلياتها وحشية في غزة، حيث باتت لغة "الأضرار الجانبية" ذريعةً بشعةً للمجازر الجماعية التي ترتكب بحق الأبرياء. يصل منطق العزل هذا أشرس أشكاله عنفًا في غزة، حيث الدمار لا يقتصر على الأشياء المادية ، بل والوجودية كذلك، تبتر الأطراف ، يجري تعمد إطلاق النار على الأطفال- يستهدفهم جنود جيش الاحتلال ويتعرضون للتعذيب، وللقصف المستدام ، وللتجويع القسري. -هنري غيرو -اكاديمي اميركي
اختلال البوصلة الأخلاقية للغرب الامبريالي زوبعت مشاعر ترامب انفعالا مع "جرائم الحرب المروعة بواشنطون" ، و"الجرائم المروعة" اثنين اغتيلا من عالم الشمال - موظفين بالسفارة الإسرائيلية بواشنطون- فماذا نسمي اغتيال ازيد من خمسين الفا من عالم الجنوب. وكيف نصف عدم اكتراث ترامب بالإبادة الجماعية.؟ قاتل الضحيتين اقترف جريمتين في آن معا: أهدى نتنياهو وترامب ما وجدا فيه بابا للهجوم وتلفيق التهم ، وعاقب رجلين بدون جرم مثبت، وليس هو المخول بإنزال العقاب. انفعال ترامب ونتنياهو لا يعدو زوبعة في فنجان تفضح عنصرية التفوق العرقي للبيض، تضع ترامب ونتنياهو على خطى نازية هتلر لم تكترث لموت ملايين اليهود. أثناء الحرب العالمية الثانية كتب الصحفي السوفييتي يهودي الديانة ،إيليا أهرنبيرع مقالة وجه فيها تهمة "قاتلو الأطفال" للنازيين. . وجد التهمة أشد إدانة من تهمة النازية. قاتلو الأطفال نازيون بامتياز ، وفي أشرس توحشهم . الجرائم الحقيقية والثابتة هي تلك التي تورد صحاياها بالجملة الى حتفهم او الى الإعاقة، يوميا على مدى تسعة عشر شهرا وتستمر؛ حيث ان ما تنقله الشاشات كل يوم لا تلغيه ادعاءات تتقن مع طول الممارسة فن البروباغانذا، فإنكار ترامب او نتنياهو بمثابة الضوء يكشف التزوير وقلب الوقائع في مجمل الرواية الصهيو -امبريالية التي يتشاركان في ترويجها. مقابل انكار ترامب يتردد صدى خطاب رئيس وزراء إيرلندا "تمارس إسرائيل إهانة الكرامة البشرية؛ ما تقوم به أفعال همجية ومروعة. ولن نسكت عما يجري في غزة" . جوناثان كوك ، صحفي الاستقصاء البريطاني، "وصلنا مرحلة يُقر فيها حتى الباحثون الوطنيون في إسرائيل بأن إبادة إسرائيل الجماعية في غزة امر لا جدال فيه، وكانوا قد بذلوا أقصى الجهود لتجاهل هذه الحقيقة، " ، وأضاف مؤكدا وجود حلين يتنافسان للمعضلة الفلسطينية: إما المشروع الصهيو أميركي، او مشروع وافقت عليه أكثرية الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية؛ يخاطب دول الغرب وأجهزة إعلامها:" إذا لم يكن إنهاء الحصار أولويتكم السياسية الأولى في هذا الوقت، فالخللٌ مروع في بوصلتكم الأخلاقية." أجل شهادة على انهيار أخلاقي . ثقافة الليبرالية الجديدة المروجة للكراهية والقسوة والعنصرية كانت عاملا في انحطاط قيم السياسات الأوروبية والأميركية الشمالية، مهدت البيئة الاجتماعية لانتشار التعصب اليميني ضد شعوب الجنوب ، خاصة المهاجرين هربا من الفقر المدقع بسبب النهب الضاري الرأسمال الامبريالي المعولم. تعاني مجتمعات الغرب تراجعا في المستويات القيمية، وفي استقلالية قراراتها. تُرجع أزمات منطقتنا الى سلاح المقاومة وتغفل النهج العدواني المصلت على الشعوب العربية. ثقافة مجتمعات الغرب الامبريالي شهادة انحطاط قيمي حسب تقييم كريس هيدجز، صحفي الاستقصاء الأميركي، " يعود العرق الأبيض في الشمال العالمي إلى الوحشية والهيمنة الجامحة، التي وٌصِفت بها الكولنيالية وقرون خلت من تاريخ بلداننا المديد المتميز بالنهب والاستغلال. نعود القهقرى في زمن واحد إلى أصولنا، الأصول التي لم تغادرنا قط ، إنما أصول مقنّعة بوعود فارغة بالديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان". حقا فالجرائم المسموح بمواصلة اقترافها تثبت الزيوف بادعاءات الغرب تمسكه بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة والأسواق الحرة وسيادة القانون. الأزمة الناشئة هي ازمة احتلال استيطاني تسلح بنزعة التمييز العنصري، حملت جرثومته الحركة الصهيونية والتوسع الامبريالي في أقطار الجنوب العالمي. جرثومة العنصرية تطورت الى فاشية ونهج فاشي عدواني يضمر العداء والكراهية البهيمية للقوميات والشعوب الأخرى ، وهو ما يمارس على ارض القطاع. الهمجية المعربدة مواصلة لسبعة وسبعين حولا من العدوان العسكري الصهيو- امبريالي المتواتر على الشعب الفلسطيني؛ اقترن العدوان على مدى العقود المتتالية بتفوق الكيان الصهيوني من حيث القدرات القتالية، وتنظيم الميليشيات ثم الجيش وتسليحها بأرقى منظومات التسلح. في قوانين الحروب يحظر الحط من الشعوب، لأن الحرب فترة استثنائية تعود بعدها الشعوب للتعايش والتفاهم ؛ لكن نتنياهو والصهاينة ينكرون وجود السعب الفلسطيني ، صاحب الأرض، ويرفضونه شريكا يعيشون معه بسلام. تارة يشبهون الشعب الفلسطيني بالعماليق الذين تم إفناؤهم ، كما تقول الأساطير الخرافية ، وطورا نازيين جدد أو إرهابيين لا يستحقون المعاملة الإنسانية . الصهيونية وضعت في اعتبارها ، حتى في كتاب "الدولة اليهودية من تأليف تيودور هيرتزل ، عدم التعايش مع الشعب الذي ستقيم دولتها على أرضه وبين ظهرانيه.
هيمنة الامبريالية الأميركية بدأت الصهيونية بدواتها بتهجير الشطر الأكبر من الشعب الفلسطيني عن الديار، وما زال التهجير هدف العدوان الذي اتخذ طابع الإبادة الجماعية بمختلف سبل الإبادة. مع بداية الحقبة وخلالها اهتمت الأنظمة الأبوية العربية، ولم تزل، بالحفاظ على العروش. نسقت مواقفها مع العدوان الصهيو- امبريالي، وتفرجت مكتوفة الأيدي على مكابدة الشعب الفلسطيني ونكباته. وأثناء حرب الأرض المحروقة عام 1982 صمتت الأنظمة، لم يرتفع صوت عربي ضد القصف المنهجي للعاصمة العربية، بيروت، والجنوب اللبناني طوال 87 يوما؛ في العدوان الهمجي ذاك، المستهدف إبعاد فصائل المقاومة الفلسطينية عن الحدود الإسرائيلية ساندت الامبريالية الأميركية بحزم العدوان الصهيوني، مكنته من تحقيق أجندته كاملة . في ظروف اختلال توازن القوى أمكن إرغام فصائل المقاومة على مغادرة لبنان. ساند "الوسيط " الأمريكي جميع المطالب الصهيونية بالانسحاب التام بدون تقديم ضمانات الحماية للمدنيين الفلسطينيين بالمخيمات؛ فكانت مجزرة صبر وشاتيلا بإشراف شارون ومساعدته. في جميع مراحل عدوان الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بفلسطين كان الدعم الأميركي غير المتحفظ عاملا في إنجاز أهدافه التوسعية. للعلاقة الأميركية مع الصهيونية تاريخ ملطخ بالإرهاب . في مؤتمرها الأول (بازل 1897) قررت الحركة الصهيونية ضمان امن مشروعها الاستيطاني عن طريق الارتباط بالقوة او القوى المؤثرة في السياسات الدولية ، كناية عن الارتباط بعلاقة عضوية مع الامبريالية العالمية. تقديرات الصهيونية تنم عن إدراك واقعي في ذلك الحين لترتيب القوى الدولية. وجد القرار تنفيذه العملي بالارتباط بالامبريالية البريطانية وانتدابها على فلسطين ، حيث أيدت الدول الامبريالية في عصبة الأمم وعد بلفور وفوضت بريطانيا بالانتداب على فلسطين كي تنفذ الوعد المشؤوم. في كنف الانتداب تطور الاستعمار الاستيطاني بفلسطين. كان الرئيس الأميركي ويلسون، صاحب مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، قد بعث لجنة أميركية (لجنة كينغ- كراين) عام 1917الى فلسطين كي تطلع على وتتحرى التباسات تنفيذ الوعد المشؤوم . جالت البعثة أرجاء فلسطين، حيث التقت واستمعت وتحاورت، وزارت دمشق ورفعت الى الرئيس تقريرها المتضمن مطالعاتها عن الجولة، ضمنته التحذير من أن تنفيذ الوعد سيحتم استخدام العنف المسلح، وسيولد الصدامات والحروب بالمنطقة، صدامات مسلحة تستوجب تدخل دول الغرب. كما سخرت البعثة في تقريرها من الاستناد الى فكرة دولة قديمة قبل آلاف السنين كمبرر لإقامة دولة صهيونية حديثة. في ذلك الحين لما تدحض بعد حكايات التوراة الأسطورية بنتائج التنقيبات الأثرية. لم يأخذ الرئيس الأميركي برأي بعثته ولم يقدم تقريرها الى مؤتمر فرساي الذي ناقش تركة الإمبراطورية العثمانية المهزومة في الحرب. تسلمت صحيفة نيويورك تايمز التقرير ونشرته عام 1922 وقدمت له بالتعبير عن الأسف لحجب التقرير في حينه، إذ كان الاسترشاد به سيوفر مشاكل بالمنطقة والعالم. عام 1942، ولأول مرة عقدت المنظمة الصهيونية مؤتمرها بالولايات المتحدة بمبادرة من بن غوريون؛ أسفر المؤتمر بتأثير بن غوريون كذلك، عن نقل تبعية الحركة الصهيونية ومشروعها بفلسطين الى الامبريالية الأميركية وسياساتها بمنطقة الشرق الأوسط. عقد مؤتمر بلتيمور ( اسم الفندق بنيويورك ، حيث جرت أعمال المؤتمر) في حقبة برز فيها تفوق الولايات المتحدة اقتصاديا وسياسيا أهّلها لقيادة معسكر الامبريالية، إذ سعّر شهوتها للهيمنة على مستعمرات حلفائها ومناطق نفوذهم. على سبيل المثال، انتقلت تبعية النظام السعودي عام 1945 بلقاء الرئيس روزفيلت مع ملك السعودية، عبد العزيز. وفي سياق احتلال مواقع بريطانيا جاء طرد كلوب والقيادة البريطانية للجيش الأردني عام 1956 خطوة لتبديل التبعية. اما الحركة الصهيونية، بقدراتها الاقتصادية الضخمة، فدخلت شريكا إمبرياليا، وليس تابعا. دشن مؤتمر بلتيمور الاندماج العضوي للحركة الصهيونية بالامبريالية الأميركية وبات مشروعها الاستيطاني مشروعا اميركيا بالمنطقة. من ثم مضت سياسات الامبريالية الأميركية بالمنطقة دعما بلا تحفظ لنهج الصهيونية التوسعي العدواني، كان لها التأثير الرئيس في إقرار التقسيم بصيغته الجائرة؛ كما أغمضت الأعين عن تجاوزات الميليشات الصهيونية لقرار تقسيم فلسطين واحتلال مناطق دولة فلسطين. دعمت الدولة الجديدة في احتفاظها بمكاسب حرب 1947-1949، وإبقاء مشكلة اللاجئين معلقة. ودعمت الامبريالية الأميركية بيغن حين أصر في مباحثات كامب ديفيد 1978 مع السادات، على رفض فكرة الدولة الفلسطينية ؛ تتالت بعدئذ الفيتوهات الأميركية ترفض وتجهض قرارات مجلس الأمن بإدانة تصرفات إسرائيل. ساندت الدبلوماسية الأميركية إسرائيل في إصرارها على ترحيل الفصائل المسلحة من لبنان، تحت ضغط القصف الجوي لبيروت. وفي إدارة ترامب الحالية مسئولون كبار يضغطون لدعم نتنياهو وخطته للتهجير. بالمقابل يضغط نتنياهو لإحداث تغييرات بالمنطقة من شانها ان توطد النفوذ الأميركي وتشل القوى التحررية بالمنطقة. حرب الإبادة الجماعية تبث فصولها على الفضاء ليطلع العالم باستنكار شديد همجية حرب تزود الولايات المتحدة أسلحتها وذخيرتها، وتحكم الدولة الصهيونية حصارها مستعينة بالتجويع وتدمير المرافق الطبية وقطع الإمدادات الغذائية وشيطنة وحظر نشاط الأنروا، المنظمة التي تقدم أكبر قسط من المساعدة للفلسطينيين المحاصرين . تبرز القوة الجوية الصهيونية مهارتها فوق أرض مكشوفة بلا حماية او ملاجئ او أماكن آمنة يهرب اليها مئات ألاف الملهوفين . جيش يتباهى بقدرته على إمطار أدوات الموت والإبادة والتدمير على جماهير عزلاء مكشوفة، يوما تلو آخر على مدى تسعة عشر شهرا، وبأكثر تقنيات القتل والتدمير تطورا تزودها الولايات المتحدة، بينما ترفع الأنظمة الأبوية الى أعتابها آيات الولاء وترليونات المال النفطي. طرح رئيس تحرير مجلة كاونتر بانش الإليكترونية وتصدر بالولايات المتحدة، جيفري سانت كلير، ان "الصمت يقتل ويصبح مع الزمن أستعصاءًا على التفكير لدى مواجهة المذبحة الجماعية للنساء والأطفال في غزة. كتب: "مشكلة الكتابة عن غزة تكمن في عجز الكلمات عن تفسير ما يجري هناك ، وتعجز كذلك الصور، حتى أكثرها إفجاعا وتحطيما للقلب. لأن ما يحتاج إلى تفسير هو ما لا يمكن تفسيره. ما يحتاج إلى تفسير هو الصمت في وجه الرعب". يتناول الأكاديمي الأميركي ، هنري غيرو ، استعصاء الجريمة على التوصيف، فيضيف:" هذا الصمت يُفرغ اللغة نفسها من محتواها، ويُفرغ الكلمات من قوتها إذ تعجز عن وصف الفظائع، حين تُجوّع إسرائيل الأطفال حتى الموت، وحين يغدو الغذاء سلاحًا، وتُمزق المُسيّرات الأجساد ناشرة مناخ رعب لا ينتهي . هذا الصمت ليس محايدًا، إنه يمسخ إنسانية البشر، وهو تواطؤ". الى جانب الصمت المتواطئ انطلقت ميديا الغرب تلطخ سمعة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ، تنعتهم بالإرهاب . اتضح استيفاء جميع معايير الأمم المتحدة الأربعة عشر لخطر الإبادة الجماعية في غزة وفي مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبتحريض الولايات المتحدة ظل مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية صامتًا لمدة 13 شهراً بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية، ولم يُصْدِرْ سوى بيان غامض ومخفف لم يتضمن أي ذكر لمصطلحات "الإبادة الجماعية" أو "إسرائيل" أو "فلسطين"، وتجاهل المكتب خطاب الكراهية، ورفض تسمية الفصل العنصري أو الاستعمار في قطاع غزة. بادرت الولايات المتحدة وكندا قطع المعونات عن الأنروا ، وتلتها على الفور فنلندا وأستراليا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا التي أعلنت تعليق تمويلها للأونروا. نفذت عدة دول غربية الأوامر الأمريكية، وقدمت للعدوان في بداياته الأسلحة والذخيرة، وشاركت في حملة الاتهامات الملفقة ضد منظمة إغاثة وتشغيل اللاجئين ( أونروا ) وقطعت التمويل عن المنظمة التي نفى مديرها، كما نفى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، الافتراءات الصّهيونية الملفقة ضدها: "إن هذه الادعاءات الكاذبة ضارة وقد تعرض موظفينا للخطر، حيث يخاطرون بحياتهم لمساعدة الأشخاص الضعفاء في ظل ازدياد حاجة الفلسطينيين إلى الإمدادات الحيوية". هذه الحرب المسعورة أحالت الدولة الصهيونية منبوذة ، حسب صحيفة ييديعوت أحرونوت المسائية ،"معزولة على الساحة الدولية" وانحطت ألى " أدنى مستوى مكانتها الدولية". وجدت دول الامبريالية التي ايدت العدوان في البداية وامدته بالدعم المادي والمعنوي، ضرورة الاعلان عن تنصلها من حرب استقطبت استنكار شعوب المعمورة وأغلبية دولها فرفعت صوت التنديد بدولة الإبادة الجماعية، دون ممارسة ضغوط لوقف الجريمة الهمجية . كما ان ترامب اوعز بإعلان امتعاضه من نهج القتل والتجويع وسمح بمواصلة حرب الإبادة. وهكذا فكل جهد سياسي لا يحمل الدولة الصهيونية على وقف عدوانها والتراجع عن مخطط التهجير إنما يعتبر دعما مواربا للمشروع الصهيو امبريالي. ترامب قدم لإسرائيل ما منعه عنها الرئيس السابق، بايدن؛ وصم المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في محنتهم إرهابيين وأمر بمطاردة الطلبة المتضامنين من جامعاتهم واعتقالهم ، وتقديمهم لمحاكمات بموجب قانون مقاومة الإرهاب . ترامب، وهو في ضيافة الأنظمة العربية، طلب من نظام سوريا طرد "الإرهابيين" الفلسطينيين من سوريا، ويطلب من النظام السوري الانضمام الى "التحالف الأبراهامي" والتطبيع مع الصهيونية الفاشية. لم يتراجع ترامب عن تهجير سكان غزة وتحويل القطاع الى ريفيرا، يركز على ان مشاكل المنطقة تكمن في سلاح حماس وحزب الله، مبررا بذلك عدوان إسرائيل المتكرر على لبنان ومواصلة جرائم الحرب في غزة. من جانبهم يبرر الفاشيون الإسرائيليون في موجة الحرب الراهنة انهم ينفذون خطة ترامب بالقطاع. ومع ذلك تُقبل إدارة ترامب وسيطا ليكرر تواطؤ 1982 بتهجير الفصائل بعيدا عن إسرائيل ، واليوم تهجير الشعب بأكمله عن أرض وطنه التاريخي! بات معلوما في ابعد أصقاع المعمورة أن الولايات المتحدة وحدها، بين الدول المقررة للسياسات الدولية، تدعم إسرائيل علانية بالأسلحة وتناصرها في محافل السياسية الدولية، وتعترض على إدانة إجراءاتها المناقضة للشرعية الدولية، بينما أنظمة التخلف والهدر المتسلطة على المجتمعات العربية تظهر اعتزازها بصداقة أميركا ولا تتوقف عن إشاعة الأوهام بصدد الموقف الأميركي . حسب توصيف أنجيلا ديفيس المناضلة من أجل حقوق الإنسان بالولايات المتحدة، "لا تزال الحكومة الأمريكية، الوكيل الأكثر إخلاصًا لإسرائيل، مستمرة في تقديم الدعم العسكري والسياسي من دون تردد. ومن أبرز أدواتها في هذا الدعم، ما بات يُعرف بـ ’استخدام تهمة معاداة السامية سلاحا‘، وسيلة لقمع حركة التضامن مع فلسطين وإسكات الأصوات المناهضة للاحتلال". تناقش دول الجامعة العربية في قمتها ببغداد المحرقة ، ولم تتميز مواقفها عن مواقف الدول التي أيدت علانية حرب الإبادة في بداياتها ، ومنها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وعدة دول من حلف الأطلسي شرعت تطالب بوقف الحرب ورفض التهجير. لعل أكبر عقبة أمام نظام عالمي جديد ان النظام المهيمن على السياسات الدولية جزء اساسي من نظام رأسمالي عالمي تحركه الأرباح والتوسع الاقتصادي. الرأسمالية لا تزال تخترق أبعد بقاع العالم وترسّخ وجودها في المناطق التي استعبدتها. تعمق اللامساواة داخل كل مجتمع وفيما بين المجتمعات تفاقم العنصرية وتشكل خطرا جديا في العلاقة بين الكوكب والمجتمع البشري. دول الغرب الامبريالية لا توقف مساعيها لتفكيك الروابط القومية وخلخلة الهويات الثقافية وإشاعة الاتجاهات اللاعقلانية والاستهلاكية والفردية والنفعية وتسليع القيم الثقافية وبناء الاقتصادات على المضاربات المالية وعرقلة المشروعات التنموية خاصة في مجال التصنيع. منظومة دول الامبريالية وحلفاؤها ضمن الأحلاف الإقليمية يسخرون الوسائل الشرعية وغير المشروعة لمكافحة التغيير في الأوضاع المجحفة ، وخاصة لشعوب الجنوب العالمي. هكذا تتلاحم المعضلة الفلسطينية مع مكابدة شعوب العالم ، مصدرها واحد والأساليب هي ذاتها . انطلاقا من تشابك معضلات الشعوب أوصى محمود امين العالم في وقت مبكر ان "جوهر معركة عصرنا هي النضال العالمي المشترك بين القوى المنتجة والمبدعة والديمقراطية والتقدمية في العالم من اجل القضاء على الهيمنة الأميركية وعلى الوضع الراهن غير الإنساني وضمان حق كل بلدان العالم في اختيار طريقها الخاص للتنمية الشاملة الاقتصادية والبشرية والثقافية والإبداعية، وتوفير الموارد بين مختلف الخبرات والتجارب السياسية والتنموية والثقافية بين شعوب العالم". لحقت بالمقاومة الفلسطينية خسائر فادحة ، لكنها اكتسبت التأييد والتضامن على صعيد العالم. امكن للقوة الصهيو- امبريالية ان تلوي ذراع المقاومة ، وان تمعن في الإبادة الجماعية وتدمير العمران كي يغدو القطاع مقبرة جمعية ، حسب توصيف وزير خارجية اسبانيا. ثبت بالتجارب الملموسة ان حصيلة كل صدام مسلح على أرص فلسطين، في ظروف الحصار الخانق، تعزيز مواقع الاحتلال وفرص التوسع الاستيطانين الأمر الذي يوجب تحولا في التقييم والتقدير وفي نهج التصدي لعدوان قوى تخطط وتنفذ من منطلق علمي حداثي. طبيعي ان عدوانا يستخدم التخطيط والتنظيم والتعبئة ، ويستعين بالعلم وبالتقاني يستحيل مقاومته بنجاح من موقع التخلف وبجماهير مستلبة مقهورة.
التحكم بالحاضر والسيطرة عليه ضمانة للمستقبل ..
يقبع التخلف العربي في نظام أبوي موروث عن الماضي السحيق التقطته بصيرة المفكر الفلسطيني ، هشام شرابي ، في مؤلفه النفيس"النظام الأبوي.. إشكاليات التخلف في المجتمع العربي"، حيث يقرر "لم تكن النظم الأبوية التي حدثها التّماس مع الامبريالية، غير السلطة القديمة في ثوب جديد؛ أداة الدولة القمعية تستمد شرعيتها ليس من مصدر قانوني(دستوري او حتى تقليدي)، لكن من موقع القوة والتفرد بها. في هذا الواقع يغدو الفرد العادي فاقدا لفعاليته يتحول الى ذات بلا مواطنة، ويتجرد حتى من حقوقه الإنسانية والمدنية، ويفقد القدرة على التأثير في القرارات ذات العلاقة بمجتمعه الأوسع". ولهذا اعتبر هشام شرابي النظم الأبوية العربية الوهن الذي نحياه ولا يفارقنا. يتخذ التخلف حسب رؤية المفكر شرابي، صفتين متلازمتين هما اللاعقلانية والعجز. العقلانية هي الفريضة الغائبة عن المجتمعات العربية؛ والغياب يفقد القدرة على التدبير أو الممارسة؛ والعجزيتجلى في التقصير عن بلوغ الأهداف التي يرنو اليها. خصلتان هما سبب الانكسارات والهزائم المتلاحقة وفشل مشاريع التنمية؛ ومن ثم ، "فمصير المجتمع العربي متوقف على نظامه الأبوي واستبداله بمجتمع حديث"، يشير شرابي. يشاركه في رؤيته ، لكن من منطلق الدراسة النقدية للتراث الديني، نصر حامد أبو زيد. التقط مبدأ "الحاكمية" الموروث عن سلطوية العصر الوسيط ، وذلك في مؤلفه،"النص، السلطة ، الحقيقة ، الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة"[ المركز الثقافي العربي1997] -" ناتج عن قرارات تأويلية مغرضة للنصوص المقدسة، امتداداته الضارة جدا في بنية الوعي على مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والفكرية على حد سواء. باختصار يساهم- الى جانب أجهزة القمع من شرطة وجيش وتعليم وإعلام- في ترسيخ بنية وعي المواطن المذعن الخاضع المطيع، ويساهم ، من ثم، في تثبيت الواقع المحقق لمصالح طبقية(143) وحملت نفس المواصفات لتخلف المجتمعات العربية أبحاث علوم النفس وعلم النفس الاجتماعي وعلوم أصول التدريس ووسائله (البيداغوجيا) وكذلك الانثروبولوجيا وغيرها أجمعت على ان ازمة المجتمعات العربية ثقافية في جوهرها، حصيلة نهج التجهيل والهدر والإقصاء المتبع عبر قرون متتالية. الثقافة، باختصار، هي ما نعيش به، وما نحيا من أجله. تتطور الثقافة بالإنسان ومن اجل الإنسان. منظومة الثقافة محيط بلا ضفاف، والتحديث الثقافي يوسع إطار الثقافة كي تشمل الحداثة والمدنية والعصرنة والدستورية والمؤسسية والمواطنة الفاعلة ومرجعية القانون والعقلانية والطبيعة. وهي كذلك التفكير الاستراتيجي والمراجعة النقدية والنقد الذاتي.. من أجل مواطنة حرة يكون فيها الإنسان محور عملية التنمية الثقافية والاجتماعية. غياب العقلانية المفضي الى الوهن نلمسه في الحيرة والإرباك اللذين يميزان المواقف الرسمية والشعبية حيال حرب الإبادة الجماعية . تفسيرات وشروحات وإضاءات، بينما بات إحدى بدهيات نشاط الواقعية السياسية الانطلاق من التفسير الى التغيير، ومن الشرح والإضاءة الى الخلاص. تسابق وإسهاب في تفاصيل المحرقة ومآسيها دون التفات الى الخلاص بتفعيل الرصيد المجمد للجماهير الشعبية العربية المنطوية على القهر؛ على الأقل تجهيزها وتأهيلها لرفض مطلب التهجير تسوقه العناصر المنفلتة من المستوطنين بدعم الجيش وجميع هيئات الأمن الإسرائيلية. تحريك الجماهير وتنشيط المقاومة الشعبية وتصعيدها باضطراد شرط لتنشيط حملات التضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. تحذير من مخطط للتهجير دون تنبيه الجماهير الى ما يدبر لها وتحريكها كي تمتلك المعرفة الملهمة لشجاعة الصمود والتحدي. الجماهير التي كابدت القهر والاستلاب لا تنطلق للنضال بمجرد دعوة؛ فهي بحاجة الى التربية السياسية والتوعية الفكرية والتدريب على تحدي السلطة الغاشمة. في العصر الراهن "أهم نماذج الهيمنة ليست اقتصادية، بل ثقافية –تربوية وتكمن في جانب المعتقدات والقناعات ". هذا ما ركز عليه الاهتمام، أواخر القرن الماضي، عالم الاجتماع الفرنسي الشهير، بيير بوردو؛ عاب على مثقفي اليسار استهانتهم بالأبعاد الرمزية والتربوية للنضال... تحذير عالم الاجتماع موجه لمثقفي فرنسا وأوروبا؛ ويكتسب التحذير اهمية أعظم بالنسبة لمجتمعاتنا الموبوءة بالتخلف الثقافي، أو بثقافة التخلف، وتسترشد بثقافة العصر الوسيط؛ حيث تقتضي الضرورة بإلحاح شديد وضع التربية في بؤرة الاهتمام كعامل تحديث ثقافي. أجل تقضي الضرورة وضع شئون التعليم في قلب اية فكرة حيوية للسياسة، يعني ان تحتل التربية المركز في اي محاولة لتغيير الوعي؛ ان تفتّح عهد الانعتاق الثقافي وتفتّح مواهب الإبداع والنقد يقتضيان تطوير مناهج ونظم التعليم، وتحسين اداء المنابر الإعلامية. وبالتخصيص ينبغي على المشتغلين في علوم التربية والتعليم الجيد استبدال التلقين بالحوار ، والاستعاضة عن حشو المعلومات بأذهان الطلبة بتدريبهم على البحث والتعلم الذاتي؛ وهذا يجب ان يقترن بالحرص على مراعاة الكرامة الشخصية لطلبتهم، وبإشاعة علاقات الاحترام المتبادل داخل الفضاء المدرسي. الانسان الباحث، والمبادر والنقدي يحدوه الاعتماد على الذات والتعلم المستدام وارتياد مرافق الثقافة من معارض ومكتبات وفنون بدل تزجية الوقت في تسلية عقيمة او في المماحكات، هو الانسان الذي ينتعش به ومعه المجتمع. يتمكن الوعي النقدي من خلال التعليم النقدي، وهو التعليم الذي تحرص الأنظمة الأبوية على مطاردته كالوباء. يحجر النظام الأبوي على الفكر النقدي وعلى التعليم النقدي والإعلام النقدي والثقافة النقدية. غدت القضية الفلسطينية اممية بامتياز ، ولو بخسائر بشرية فادحة. التفاف الشعوب وحركاتها الديمقراطية والتقدمية حول الشعب الفلسطيني يحتم عليه ممارسة النقد الذاتي للتطهر من العيوب والمثالب التي تستثمرها الصهيونية بمهارة. التحول يستدعي مأسسة حركة أممية مكافحة لعدوان الامبريالية وسياساتها الكونية. قبل عقود حذر ادوارد سعيد أن الفلسطينيين يناضلون ضد القوالب النمطية التي حشرتهم فيها وسائل الإعلام : العربي المقنع بالكوفية الفلسطينية الذي يرمي الحجارة- الهوية المرتبطة بالإرهاب والعنف. اعجب بنضال الفلسطينيين ضد طمسهم وإخفائهم ، وهو المصير الذي قاوموه منذ البداية. المخرج السينمائي الفلسطيني ، عمر قطان، يلفت الأنظار الى تجنب استجداء التضامن، بل "المساهمة في النضالات المناهضة للعدوان والتمييز العنصري وقهر الشعوب... اصبح النضال الفلسطيني من اجل الحرية في فلسطين يتم كثيرا من خلال الثقافة الحية، أي من خلال عملية سلمية غير مسالمة وحازمة في ادخال فلسطين في ركب العالم، ليس كقوة سلبية مبسطة ولكن كطاقة إنسانية مليئة بالتحديات والتعقيدات والجمال". اما ميشيل خليفة ، المخرج السينمائي. فيتزامن في رؤيته التحرر الوطني مع التحرر الاجتماعي؛ يأمل من الفن ان ينتمي للمستضعفين يحررهم من قيود التخلف والقهر والاستغلال. يحذر خليفي من استغلال الآخرين او اضطهادهم باستثمار ميزة يعتبرونها مصدر سلطة تنمي نزعة استغلال الأخرين. الثقافة الديمقراطية هي الزوادة الناجعة لتشكيل جمهور التصدي لمخطط التهجير، مقدمة لطرد الاحتلال. ثقافة تخرج الفرد والجماعة من عفوية التصدي الى المواجهة الواعية والمنظمة. ثقافة تقدم المعرفة التي تمكن الأفراد من السيطرة على واقعهم والتحكم في مساراته من أجل ضمان مستقبل التحرر والتقدم والسلم. . . .
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تدهور القيم الأخلاقية بالغرب الامبريالي
-
الجنوب العالمي: نهضة باندونغ ومصدات الرأسمالية العالمية أ
-
التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر
...
-
فلسطين عرّت عالم الكذب والتزوير في الغرب
-
كارثة غزة امام العدل الدولية من جديد ولم يساند إسرائيل غير ا
...
-
الرواية الصهيونية فقدت بريقها وتكشف تهافتها
-
تلفيقات تفضح الإصرار على ارتكاب جرائم الحرب
-
الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان
-
إخفاق المقاومة المسلحة يوجب الشروع حالا بتحريك المقاومة الشع
...
-
فاشية ترامب تدمر مراكز المقاومة الذاتية لدى المجتمع والأفراد
-
مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (2من2)
-
مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (1من2)
-
اسرائيل تعرض للخطر أنظمة عربية ارتبطت بها
-
االمقاومة الفلسطينية.. هزائم ليست حظا عاثرا ولا قدرا معاندا
-
العلم يدعم القضية الفلسطينية وهو الفريضة الغائبة عند العرب
-
كابوس الثقافة الفاشية يجثم على المجتمع الأمريكي
-
هل انتقاد إسرائيل خارج القانون؟
-
فضيحة أميركا الحقيقية تتضح في العدوان على اليمن
-
المقاومة الشعبية كفيلة بإفشال خطة التهجير (1من2)
-
الدفاع عن الحريات المدنية معركةحاسمة
المزيد.....
-
سموتريتش لنتنياهو: لن أسمح باتفاق جزئي.. ومن الحماقة تخفيف ا
...
-
الدفاع الألمانية: كييف ستسلم أولى أنظمة الصواريخ البعيدة الم
...
-
-ابتعد أيها الخاسر-.. قراءة شفاه تكشف ما دار بين ماكرون وزوج
...
-
الخارجية الإيرانية تنفي مزاعم لـ-رويترز- حول احتمال تعليق ال
...
-
وزير الخارجية الإيطالي: على أوكرانيا استخدام أسلحتنا داخل أر
...
-
مراسلنا في لبنان: قوة إسرائيلية تتوغل جنوبي البلاد والجيش ال
...
-
السنغال.. طرد السفير الإسرائيلي من حرم جامعة في دكار وسط هتا
...
-
هل باتت تسوية النزاع الأوكراني قريبة؟
-
حماس: توصلنا لاتفاق مع ويتكوف على اتفاق لوقف إطلاق النار
-
فيديو.. السقا يؤكد انفصاله عن زوجته
المزيد.....
-
في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ محمود خلف
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ فتحي الكليب
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
-
حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية
/ فتحي كليب و محمود خلف
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|