أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعيد مضيه - الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان















المزيد.....


الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 12:08
المحور: المجتمع المدني
    


الكنائس الكاثوليكية في أستراليا لم تصغِ للبابا فرنسيس !


"تجاهل الإبادة الجماعية في فلسطين هو صدى لتاريخنا" يقرر الكاتب الاسترالي، جون مينداو، ويضيف " الدول الرئيسية الداعمة لإسرائيل - الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، أي دول الاستيطان الاستعماري- صادرت أراضي سكانها الأصليين. وفي حروبها الحدودية، ارتكبت أستراليا إبادة جماعية":

في خضم موسم الانتخابات الأسترالية، خفت حدة الانتقادات الموجهة للممارسات الإسرائيلية في غزة تحت وطأة إجماع حزبي فرضه الخوف من مواجهة اللوبي الصهيوني. لم يُعلّق سوى عدد قليل من السياسيين والصحفيين والشخصيات العامة؛ ما يلي هو استثناء، نص خطاب ألقاه ، في27 إبريل /نيسان،جون مينداو،السفير الأسترالي السابق ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، في تجمع فلسطيني بالجامعة الوطنية الأسترالية في كانبرا في 27 أبريل.

زرتُ إسرائيل لأول مرة عام 1963 برفقة غوف ويتلام [رئيس الوزراء الأسترالي خلال الفترة 1972 - 1975. أُعجبتُ بها كثيرًا. كانت دولة رائدة، متواضعة، وذات سمات دولة ديمقراطية.
لدى عودتي استفسرتُ من السفير الإسرائيلي في كانبرا عن إمكانية أن يقضي بعض أبنائي، عندما يكبرون، سنة إجازة دراسية في كيبوتس.
زرت مع ويتلام مرة أخرى عام ١٩٦٧، بعد حرب الأيام الستة. غيرت رأيي.
اصطحب الاحتلال الموسّع للأراضي الفلسطينية غطرسة قوة احتلال.
بزهو قال كبار الوزراء في إسرائيل أن ملك الأردن أصبح عمدة عمّان. الناس الذين التقيتهم باتوا يظهرون العداء للفلسطينيين، بل ويزدرونهم. تعلمت بنفسي كيف يعطب الاحتلال قلب المحتل وعقله.
وكما قال صحفي من قناة الجزيرة: "الاحتلال لا يقتل الناس فحسب؛ بل يُسكت الأصوات، ويمحو الصور، ويدفن الحقيقة".

تجاهل الرأي العام العالمي
الرأي العام العالمي واضح بشأن الإبادة الجماعية، لكن معظم السياسيين والأكاديميين والصحفيين في الغرب اختاروا عمدًا تجاهلها.
وكما ورد في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والعديد من وكالات حقوق الإنسان، فإن معظم حكومات وشعوب العالم تتفق على أن إسرائيل قوة احتلال، [على الأقل بشكل معقول] ترتكب إبادة جماعية [أو جرائم حرب أخرى]. وأن إسرائيل دولة فصل عنصري. وحده الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ينقذ إسرائيل. الدول الرئيسية الداعمة لإسرائيل - الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، أي دول الاستيطان الاستعماري- صادرت أراضي سكانها الأصليين. وفي حروبها الحدودية، ارتكبت أستراليا إبادة جماعية.
يحجم الأستراليون عن مواجهة إثمهم بصدق. تجاهل الإبادة الجماعية في فلسطين هو صدى لتاريخنا.
لخص البروفيسور إيلان بابيه في صحيفة "ذا بالستاين كرونيكل" بتاريخ 23 أبريل/نيسان قبح الغرب وجبنه قائلاً: "لا يمكن وصف تجاهل الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية إلا بأنه متعمد وليس عن جهل. إن أفعال الإسرائيليين والخطاب المصاحب لها جليّان للغاية بحيث لا يمكن تجاهلهما، إلا إذا اختار السياسيون والأكاديميون والصحفيون ذلك.
"هذا النوع من الجهل هو، أولاً وقبل كل شيء، نتيجة لنجاح جماعات الضغط الإسرائيلية التي اكتسبت قوة على أرض خصبة من عقدة الذنب الأوروبية والعنصرية وكراهية الإسلام.
"وفي حالة الولايات المتحدة، هو أيضاً نتيجة سنوات عديدة من آلة ضغط فعّالة وقاسية لا يجرؤ على عصيانها إلا قلة قليلة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية والسياسية."
"حيث تُرهب آلة الضغط الصهيونية كل من واجهها تقريبًا، لن تنعم فلسطين والشرق الأوسط بالعدالة والسلام . يجب فضح هذا اللوبي والتصدي له".
لقد تباهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه بفضل الدعم المالي لعائلة أديلسون، "منحهم مرتفعات الجولان". هل هناك ما هو أكثر وقاحة من "منحهم مرتفعات الجولان". وماذا قالت وسائل الإعلام الرئيسية؟ لا شيء!!
إن هذا الاستغلال للسلطة من قبل الآلة الصهيونية ملطخ بدماء أكثر من ٦٢ ألف فلسطيني.
أصبحت إسرائيل دولة منبوذة، والجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش انعدامًا للأخلاق في العالم، إذ يقصف ويطلق النار على الفلسطينيين في سجن مفتوح لا مفر منه.
يبدو أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي القاتل عاجزان عن قول الحقيقة. يُقال لنا مرارًا وتكرارًا إن حماس تختبئ في المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس.
تختبئ حماس خلف الصحفيين وعمال الإغاثة والأطباء والأطفال وكبار السن والضعفاء والأمهات الحوامل وحتى الأطفال الخدج في مهد الرطوبة. التلفيقات الواهية والكاذبة لا تنتهي.
باسم "التوازن"، تُعطي وسائل إعلامنا مصداقية لهذه الدعاية الإسرائيلية. لا أحد يفكر في معاملة من ينكرون المحرقة معاملة متساوية. ولا ينبغي لنا أن نمنح تغطية إعلامية متوازنة لمن ينكرون المحرقة في غزة اليوم.

7 أكتوبر لم يحدث من فراغ
كان نتيجة عقود من الاحتلال الإسرائيلي، وعنف وقمع لا ينتهيان للفلسطينيين. انفجرت جرة الضغط!
هذا الاستعمار الاستيطاني في فلسطين متواصل منذ العام ١٩٤٨، حيث حصلت النكبة . امتلك الفلسطينيون ٩٤٪ من إجمالي الأراضي؛ والآن لا يملكون سوى ١٨٪. هذه الأرقام تروي القصة الحقيقية. إسرائيل تحتل أرضًا مسروقة. تطورت النكبة، خطوة خطوة، إلى إبادة جماعية اليوم.
يُسلط مؤيدو الصهيونية الضوء على أهوال السابع من أكتوبر، لصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
حتى جو بايدن روّج لقصص كاذبة عن قطع حماس رؤوس الأطفال. كما فشلت وسائل إعلامنا الرئيسية في إخبارنا عن "مبدأ هانيبال" الذي أدى إلى مقتل العديد من جنود الجيش الإسرائيلي بأيدي زملائهم في جيش الدفاع الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر.
يركز الإعلام على الرهائن، لكنه يتجاهل ٨٠٠٠ فلسطيني محتجزين في سجون إسرائيلية مروعة.
حماس هي المسوغ للهجمات الإسرائيلية. السبب والهدف الحقيقي هو إبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم، وتدمير البنية التحتية. يُهيأ الوطن الفلسطيني ليكون عقارات حسب هوى ترامب. تتعرض مصر والأردن لضغوط هائلة لاستيعاب جميع الفلسطينيين الذين ما زالوا على قيد الحياة. حتى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع السودان والصومال لمناقشة إعادة توطين النازحين الفلسطينيين. يُخبرنا نتنياهو مرارًا وتكرارًا عن خطرحماس. لكن منذ عام ٢٠١٦، كان يُمرر الدعم المالي سرًا لحماس عبر قطر. كان دافعه هو تعزيز مكانة حماس كمنافس لحركة فتح والرئيس محمود عباس
إن تسخير اللاسامية سلاحا حيلة مدبرة لقمع حرية التعبير وصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية. لقد أصبح اللوبي الصهيوني مُرهقًا في اتهام منتقديه بمعاداة السامية. يضع العديد من الصهاينة في أستراليا الولاء لإسرائيل فوق الولاء لأستراليا. يشعر العديد من اليهود بالفزع لارتباطهم بهؤلاء الصهاينة. وهم يُعبرون عن استيائهم.ُ
هكذا تروع الدعاية الصهيونية الكثير من وسائل الإعلام [الأسترالية]، بما في ذلك هيئة الإذاعة الأسترالية ( إيه بي سي) . يُعامل الفلسطينيون والمسلمون على أنهم أقل إنسانية وأقل قيمة بكثير من اليهود البيض والمسيحيين البيض. قارن فقط بين التغطية الإعلامية لأوكرانيا المسيحية وغزة المسلمة.
قررت وسائل إعلامنا العريقة أن الإبادة الجماعية للفلسطينيين لا تستحق التغطية الإخبارية.
لا شك أن مجتمعنا ينطوي عل مشاعر عداء لليهود، لكن حملة الخدع اليوم تهدف إلى إسكات أولئك الذين يتهمون إسرائيل بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية. يبرر الكثيرون فشلهم في اتخاذ موقف بشأن قضية أخلاقية مهمة بالاختباء وراء الخدع المُروّجة حول معاداة السامية. أخبرني كثيرون أنه في جميع المسيرات الفلسطينية في جميع أنحاء أستراليا، لم تكن هناك أي معاداة للسامية على الإطلاق. لكن أكذوبة العداء للسامية جار ترويجها.
فشل الكنيسة
أنا كاثوليكي. لكن كنيستي في أستراليا أدارت ظهرها للفلسطينيين المعذبين فيما كنا نسميه "الأرض المقدسة". ليت الأساقفة الكاثوليك وغيرهم من "قادة" الكنائس يستجيبون للبابا فرنسيس. وصفت منظمة باكس كريستي أستراليا فشل الكنيسة قائلةً: "شهدت سيدني أكثر من 70 مظاهرة تضامن مع غزة. نُظمت كل واحدة منها تحت ظلال كاتدرائية سانت ماري (الكاثوليكية) أو كاتدرائية سانت أندرو (الأنجليكانية). متجاهلةً الإبادة الجماعية، وقفت هذه المباني في الخلفية كصروح باردة، صلبة، حجرية، وصامتة.
يبدو أن بعض الأرواح تستحق الحزن والتضامن، بينما لا تستحقها أخرى. لقد أظهر الغرب أن التزامه بحقوق الإنسان مشروط، انتقائي، مسيّس في الأعماق ، راسخ، وخاضع للدعاية الصهيونية. أصحاب السلطة متواطئون في الإبادة الجماعية المستمرة.
أحسنت الأخوات اليوسفية التعبير في عيد الفصح هذا... "إن التحدث علنًا ضد عنف الحكومة الإسرائيلية ليس معاداة للسامية؛ بل صرخة من أجل العدالة".

إدعاء دور الضحية
يُطلب منا مراعاة مشاعر الصهاينة المجروحة، بعضهم في الجامعات، ممن يدعمون الإبادة الجماعية أو اختاروا تجاهلها عمدًا. إنهم يلعبون دور الضحية. منذ متى كانت الجامعات مكانًا يتجنب النقاش الجاد؟
لا ينبغي أن يُفاجأ هؤلاء ذوو الحساسية المفرطة عندما يُشير المتظاهرون السلميون إليهم وإلى الآخرين إلى أن الدولة التي يدعمونها ترتكب عنفًا إجراميًا وإبادة جماعية.
بالتأكيد أمهات 18,000 طفل موءود لديهن ألمبرر للشعور بالأذى أكثر من أولئك في أستراليا اللواتي يلعبن دور الضحية لصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية. الضحايا الحقيقيون هم في غزة، وليس في الجامعات الأسترالية.
لا يجرؤ نواب رؤساء الجامعات على عصيان اللوبي الصهيوني.

الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان
الكنائس الكاثوليكية في أستراليا لم تصغِ للبابا فرنسيس !
"تجاهل الإبادة الجماعية في فلسطين هو صدى لتاريخنا" يقرر الكاتب الاسترالي، جون مينداو، ويضيف " الدول الرئيسية الداعمة لإسرائيل - الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، أي دول الاستيطان الاستعماري- صادرت أراضي سكانها الأصليين. وفي حروبها الحدودية، ارتكبت أستراليا إبادة جماعية":

في خضم موسم الانتخابات الأسترالية، خفت حدة الانتقادات الموجهة للممارسات الإسرائيلية في غزة تحت وطأة إجماع حزبي فرضه الخوف من مواجهة اللوبي الصهيوني. لم يُعلّق سوى عدد قليل من السياسيين والصحفيين والشخصيات العامة؛ ما يلي هو استثناء، نص خطاب ألقاه ، في27 إبريل /نيسان،جون مينداو،السفير الأسترالي السابق ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، في تجمع فلسطيني بالجامعة الوطنية الأسترالية في كانبرا في 27 أبريل.

زرتُ إسرائيل لأول مرة عام 1963 برفقة غوف ويتلام [رئيس الوزراء الأسترالي خلال الفترة 1972 - 1975. أُعجبتُ بها كثيرًا. كانت دولة رائدة، متواضعة، وذات سمات دولة ديمقراطية.
لدى عودتي استفسرتُ من السفير الإسرائيلي في كانبرا عن إمكانية أن يقضي بعض أبنائي، عندما يكبرون، سنة إجازة دراسية في كيبوتس.
زرت مع ويتلام مرة أخرى عام ١٩٦٧، بعد حرب الأيام الستة. غيرت رأيي.
اصطحب الاحتلال الموسّع للأراضي الفلسطينية غطرسة قوة احتلال.
بزهو قال كبار الوزراء في إسرائيل أن ملك الأردن أصبح عمدة عمّان. الناس الذين التقيتهم باتوا يظهرون العداء للفلسطينيين، بل ويزدرونهم. تعلمت بنفسي كيف يعطب الاحتلال قلب المحتل وعقله.
وكما قال صحفي من قناة الجزيرة: "الاحتلال لا يقتل الناس فحسب؛ بل يُسكت الأصوات، ويمحو الصور، ويدفن الحقيقة".

تجاهل الرأي العام العالمي
الرأي العام العالمي واضح بشأن الإبادة الجماعية، لكن معظم السياسيين والأكاديميين والصحفيين في الغرب اختاروا عمدًا تجاهلها.
وكما ورد في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والعديد من وكالات حقوق الإنسان، فإن معظم حكومات وشعوب العالم تتفق على أن إسرائيل قوة احتلال، [على الأقل بشكل معقول] ترتكب إبادة جماعية [أو جرائم حرب أخرى]. وأن إسرائيل دولة فصل عنصري. وحده الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ينقذ إسرائيل. الدول الرئيسية الداعمة لإسرائيل - الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، أي دول الاستيطان الاستعماري- صادرت أراضي سكانها الأصليين. وفي حروبها الحدودية، ارتكبت أستراليا إبادة جماعية.
يحجم الأستراليون عن مواجهة إثمهم بصدق. تجاهل الإبادة الجماعية في فلسطين هو صدى لتاريخنا.
لخص البروفيسور إيلان بابيه في صحيفة "ذا بالستاين كرونيكل" بتاريخ 23 أبريل/نيسان قبح الغرب وجبنه قائلاً: "لا يمكن وصف تجاهل الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية إلا بأنه متعمد وليس عن جهل. إن أفعال الإسرائيليين والخطاب المصاحب لها جليّان للغاية بحيث لا يمكن تجاهلهما، إلا إذا اختار السياسيون والأكاديميون والصحفيون ذلك.
"هذا النوع من الجهل هو، أولاً وقبل كل شيء، نتيجة لنجاح جماعات الضغط الإسرائيلية التي اكتسبت قوة على أرض خصبة من عقدة الذنب الأوروبية والعنصرية وكراهية الإسلام.
"وفي حالة الولايات المتحدة، هو أيضاً نتيجة سنوات عديدة من آلة ضغط فعّالة وقاسية لا يجرؤ على عصيانها إلا قلة قليلة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية والسياسية."
"حيث تُرهب آلة الضغط الصهيونية كل من واجهها تقريبًا، لن تنعم فلسطين والشرق الأوسط بالعدالة والسلام . يجب فضح هذا اللوبي والتصدي له".
لقد تباهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه بفضل الدعم المالي لعائلة أديلسون، "منحهم مرتفعات الجولان". هل هناك ما هو أكثر وقاحة من "منحهم مرتفعات الجولان". وماذا قالت وسائل الإعلام الرئيسية؟ لا شيء!!
إن هذا الاستغلال للسلطة من قبل الآلة الصهيونية ملطخ بدماء أكثر من ٦٢ ألف فلسطيني.
أصبحت إسرائيل دولة منبوذة، والجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش انعدامًا للأخلاق في العالم، إذ يقصف ويطلق النار على الفلسطينيين في سجن مفتوح لا مفر منه.
يبدو أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي القاتل عاجزان عن قول الحقيقة. يُقال لنا مرارًا وتكرارًا إن حماس تختبئ في المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس.
تختبئ حماس خلف الصحفيين وعمال الإغاثة والأطباء والأطفال وكبار السن والضعفاء والأمهات الحوامل وحتى الأطفال الخدج في مهد الرطوبة. التلفيقات الواهية والكاذبة لا تنتهي.
باسم "التوازن"، تُعطي وسائل إعلامنا مصداقية لهذه الدعاية الإسرائيلية. لا أحد يفكر في معاملة من ينكرون المحرقة معاملة متساوية. ولا ينبغي لنا أن نمنح تغطية إعلامية متوازنة لمن ينكرون المحرقة في غزة اليوم.

7 أكتوبر لم يحدث من فراغ
كان نتيجة عقود من الاحتلال الإسرائيلي، وعنف وقمع لا ينتهيان للفلسطينيين. انفجرت جرة الضغط!
هذا الاستعمار الاستيطاني في فلسطين متواصل منذ العام ١٩٤٨، حيث حصلت النكبة . امتلك الفلسطينيون ٩٤٪ من إجمالي الأراضي؛ والآن لا يملكون سوى ١٨٪. هذه الأرقام تروي القصة الحقيقية. إسرائيل تحتل أرضًا مسروقة. تطورت النكبة، خطوة خطوة، إلى إبادة جماعية اليوم.
يُسلط مؤيدو الصهيونية الضوء على أهوال السابع من أكتوبر، لصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
حتى جو بايدن روّج لقصص كاذبة عن قطع حماس رؤوس الأطفال. كما فشلت وسائل إعلامنا الرئيسية في إخبارنا عن "مبدأ هانيبال" الذي أدى إلى مقتل العديد من جنود الجيش الإسرائيلي بأيدي زملائهم في جيش الدفاع الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر.
يركز الإعلام على الرهائن، لكنه يتجاهل ٨٠٠٠ فلسطيني محتجزين في سجون إسرائيلية مروعة.
حماس هي المسوغ للهجمات الإسرائيلية. السبب والهدف الحقيقي هو إبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم، وتدمير البنية التحتية. يُهيأ الوطن الفلسطيني ليكون عقارات حسب هوى ترامب. تتعرض مصر والأردن لضغوط هائلة لاستيعاب جميع الفلسطينيين الذين ما زالوا على قيد الحياة. حتى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع السودان والصومال لمناقشة إعادة توطين النازحين الفلسطينيين. يُخبرنا نتنياهو مرارًا وتكرارًا عن خطرحماس. لكن منذ عام ٢٠١٦، كان يُمرر الدعم المالي سرًا لحماس عبر قطر. كان دافعه هو تعزيز مكانة حماس كمنافس لحركة فتح والرئيس محمود عباس
إن تسخير اللاسامية سلاحا حيلة مدبرة لقمع حرية التعبير وصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية. لقد أصبح اللوبي الصهيوني مُرهقًا في اتهام منتقديه بمعاداة السامية. يضع العديد من الصهاينة في أستراليا الولاء لإسرائيل فوق الولاء لأستراليا. يشعر العديد من اليهود بالفزع لارتباطهم بهؤلاء الصهاينة. وهم يُعبرون عن استيائهم.ُ
هكذا تروع الدعاية الصهيونية الكثير من وسائل الإعلام [الأسترالية]، بما في ذلك هيئة الإذاعة الأسترالية ( إيه بي سي) . يُعامل الفلسطينيون والمسلمون على أنهم أقل إنسانية وأقل قيمة بكثير من اليهود البيض والمسيحيين البيض. قارن فقط بين التغطية الإعلامية لأوكرانيا المسيحية وغزة المسلمة.
قررت وسائل إعلامنا العريقة أن الإبادة الجماعية للفلسطينيين لا تستحق التغطية الإخبارية.
لا شك أن مجتمعنا ينطوي عل مشاعر عداء لليهود، لكن حملة الخدع اليوم تهدف إلى إسكات أولئك الذين يتهمون إسرائيل بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية. يبرر الكثيرون فشلهم في اتخاذ موقف بشأن قضية أخلاقية مهمة بالاختباء وراء الخدع المُروّجة حول معاداة السامية. أخبرني كثيرون أنه في جميع المسيرات الفلسطينية في جميع أنحاء أستراليا، لم تكن هناك أي معاداة للسامية على الإطلاق. لكن أكذوبة العداء للسامية جار ترويجها.
فشل الكنيسة
أنا كاثوليكي. لكن كنيستي في أستراليا أدارت ظهرها للفلسطينيين المعذبين فيما كنا نسميه "الأرض المقدسة". ليت الأساقفة الكاثوليك وغيرهم من "قادة" الكنائس يستجيبون للبابا فرنسيس. وصفت منظمة باكس كريستي أستراليا فشل الكنيسة قائلةً: "شهدت سيدني أكثر من 70 مظاهرة تضامن مع غزة. نُظمت كل واحدة منها تحت ظلال كاتدرائية سانت ماري (الكاثوليكية) أو كاتدرائية سانت أندرو (الأنجليكانية). متجاهلةً الإبادة الجماعية، وقفت هذه المباني في الخلفية كصروح باردة، صلبة، حجرية، وصامتة.
يبدو أن بعض الأرواح تستحق الحزن والتضامن، بينما لا تستحقها أخرى. لقد أظهر الغرب أن التزامه بحقوق الإنسان مشروط، انتقائي، مسيّس في الأعماق ، راسخ، وخاضع للدعاية الصهيونية. أصحاب السلطة متواطئون في الإبادة الجماعية المستمرة.
أحسنت الأخوات اليوسفية التعبير في عيد الفصح هذا... "إن التحدث علنًا ضد عنف الحكومة الإسرائيلية ليس معاداة للسامية؛ بل صرخة من أجل العدالة".

إدعاء دور الضحية
يُطلب منا مراعاة مشاعر الصهاينة المجروحة، بعضهم في الجامعات، ممن يدعمون الإبادة الجماعية أو اختاروا تجاهلها عمدًا. إنهم يلعبون دور الضحية. منذ متى كانت الجامعات مكانًا يتجنب النقاش الجاد؟
لا ينبغي أن يُفاجأ هؤلاء ذوو الحساسية المفرطة عندما يُشير المتظاهرون السلميون إليهم وإلى الآخرين إلى أن الدولة التي يدعمونها ترتكب عنفًا إجراميًا وإبادة جماعية.
بالتأكيد أمهات 18,000 طفل موءود لديهن ألمبرر للشعور بالأذى أكثر من أولئك في أستراليا اللواتي يلعبن دور الضحية لصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية. الضحايا الحقيقيون هم في غزة، وليس في الجامعات الأسترالية.
لا يجرؤ نواب رؤساء الجامعات على عصيان اللوبي الصهيوني.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخفاق المقاومة المسلحة يوجب الشروع حالا بتحريك المقاومة الشع ...
- فاشية ترامب تدمر مراكز المقاومة الذاتية لدى المجتمع والأفراد
- مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (2من2)
- مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (1من2)
- اسرائيل تعرض للخطر أنظمة عربية ارتبطت بها
- االمقاومة الفلسطينية.. هزائم ليست حظا عاثرا ولا قدرا معاندا
- العلم يدعم القضية الفلسطينية وهو الفريضة الغائبة عند العرب
- كابوس الثقافة الفاشية يجثم على المجتمع الأمريكي
- هل انتقاد إسرائيل خارج القانون؟
- فضيحة أميركا الحقيقية تتضح في العدوان على اليمن
- المقاومة الشعبية كفيلة بإفشال خطة التهجير (1من2)
- الدفاع عن الحريات المدنية معركةحاسمة
- الامبريالية والصهيونية عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر ا ...
- الامبريالية والصهيونية ..عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر ...
- اعتقال محمود خليل أحد دلالات الفاشية في نظام ترمب
- التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية(3من3) معهد ماساتشوست ...
- التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك ...
- التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك ...
- التطهير العرقي جار جنوب الضفة الغربية
- فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(3من3)


المزيد.....




- بردعة مسامير وإيهام بالغرق.. أفظع وسائل تعذيب محاكم التفتيش! ...
- حرية الصحافة في مصر: التصنيف المتراجع هل يعكس الواقع؟
- “لن نترك لهم شيئًا”: تقرير جديد للمركز يؤكد أن التدمير الإسر ...
- الأمم المتحدة تدعو زعماء العالم لإيصال الغذاء إلى المدنيين د ...
- 66 شهيداً في صفوف الأسرى وإهمال طبي متعمد لأسرى -عوفر-
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تجاهلتهم واختارت ا ...
- الاحتلال يفرج عن 10 معتقلين من قطاع غزة
- الأونروا تحذر من النقص الحاد لموارد خدماتها الطبية في قطاع غ ...
- نيكاراغوا تنسحب من اليونسكو احتجاجًا على منح جائزة حرية الص ...
- أمينة العفو الدولية: أطالب بالاعتراف الدولي بأن ما يحدث في غ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعيد مضيه - الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان