أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تمزيق الأقنعة التنكرية -3















المزيد.....



تمزيق الأقنعة التنكرية -3


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 10:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


تواطؤ لشطب التاريخ الفلسطيني

"المتخصصون في الأبحاث التوراتية كان ما وجدوه او كانوا ميالين لإيجاده هو إسرائيل قديمة شبيهة بدول الغرب القومية؛ صوروا دولة ناشئة تبحث عن وطن قومي فيه تستطيع التعبير عن وعيها. ﺧﻼل الﻘﺮﻧين التاسع عشر والعشرين تكشف التواطؤ عن "استبعاد" اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲين مع شعوب أخرى من التاريخ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟتسلط اﻟﺬي ﻣﺎرﺳﻪ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺎرﻳـﺦ ﻓـﻠـﺴـﻄـين واﻟــﺸــﺮق اﻷدﻧــﻰأولئك المتخصصون ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ والمؤرخون وﻋـﻠـﻤـﺎء اﻵﺛـﺎر وعلماء اللاهوت. , ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﺣﺮﻣﺎن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﺧﺎص ﺑﻪ ﻓﻲ اﳋﻄﺎب اﻷﻛـﺎديمي اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ. وفي القرن العشرين ﻫﻴﻤﻦ ﻫﺬا اﻹﺳﻘﺎط ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺼـﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي. وﻗﺪ ازدادت أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ وأﺻﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻧﻔﻮذا ﻣﻊ ﺻﻌﻮد اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺼـﻬـﻴـﻮﻧـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻣﺸﺮوع أوروﺑﻲ. ﻛﺎن ﺗـﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣـﺮآة ﻋـﺎﻛـﺴـﺔ ﻟﻐﺰو إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﻟﻸرض ،اﻟﺬي أﻋﻘﺒﻪ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔتمكنت بسرعة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ المنطقة. وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، ﻓﺈن ﻣﺎ ﻧﺮاه ﻫﻨﺎ ﻫﻮ رواﻳﺔ أﺻﻞ narrative master مفبركة ، ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺟﺰءا ﻣﻦ »اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ الحتمية « ﻟﻠـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ".
هذه الفقرة كتبها وايتلام تختزل المنشأ والغاية والنتيجة للدرسات التوراتيةالمسوغة لبروز الصهيونية على مسرح التاريخ الحديث للشرق الأوسط.
رسمت هذه الرواية معالم الاستراتيجيا الحاكمة لسياسات الدولةالصهيونية، وأبرز هذه المعالم تنفيذ مشروع استيطاني يناصب أهل البلاد العداء، يتجاهل الحقوق الوطنية للشعب صاحب الوطن، يتوسع بالتدريج مشروعه الاستيطاني مع التضييق على المواطنين العرب،وفي نهاية الأمر، كما يتضح من حرب الإبادة الجارية حاليا يريد الصهيونيون تهجير السكان العرب من وطنهم، والسيطرةعلى كامل فلسطين.


ثقافة الإقصاء
لهذه الغاية حرص الباحثون التوراتيون واللاهوتيون على تغييب التاريخ الفلسطيني لصالح هيمنة التاريخ الإسرائيلي، مواكبا لحرص العسكرية الإسرائيلية على تعزبيز سطوتها على المنطقة بالانسجام والتنسيق مع سياسات الامبريالية الأميركية لفرض الهيمنة الصهيو امبريالية على المنطقة والعالم.استرشدت استراتيجيا نتنياهو بخطاب الدراسات التوراتية.بأسلحة ترامب حقق التفوق التام في حروب المنطقة؛ وجدها الثنائي نتنياهو -ترامب فرصة سانحة لإنجاز مخطط إسرائيل العظمى ، هدف الألاعيب السياسية الصهيو-امبريالية.
كان اغتصاب فلسطين لصالح امبرياليةالغرب وإسرائيل مضمرا في اختراع دولة إسرائيل القديمة وتزييف تاريخ قديم، يضفي الشرعية على ما يدبر في ظلام السياسات الامبريالية ضد الشعوب المغلوبة على أمرها،ومنها الشعب الفلسطيني .

في هذاالسياق تمعن الإدارات الأميركية ، الديمقراطية والجمهورية في تقديم مختلف صنوف الدعم لإسرائيل؛ وفي الأونة الأخيرة اشتطت إدارة ترامب حتى ملاحقة وسجن المتضامنين مع الشعب الفلسطيني داخل الولايات المتحدة وعلى الصعيدالدولي؛ فقدأصدر الرئيس ترامب قرارا بفرض عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية ؛ كما انه يقدم الغطاء السياسيي للحرب الهمجية ولتوسيع عدوان إسرائيل على دول الجوار، بما يعزز الشبهات ان ترامب -نتنياهو يقودان نهجا عدوانيا واحدا يهدف فرض إسرائيل العظمى في القريب العاجل من الفرات الى النيل، طبقا لخطاب الدراسات التوراتية.

بالمقابل نجدالمقاومة الفلسطينية المسلحة لا ترتقي بمستوى التحدي،ولا تستكمل عوامل المواجهةالمتكافئة، وعلى رأسها التربية الثقافية ، الفكرية والسياسية ، لجماهير الشعب ،أحد متطلبات النضال الوطني التحرري.جبهة الثقافة مغفلة في النضال الوطني التحرري؛ ولو تم إعداد الجبهة الثقافية بنظر الاعتبار لما انطلت الحيل المخادعة للائتلاف الصهيو -امبريالي، واشغلت المقاومةبدوامة التفاوض تالعبثي. مضت الأيام والليالي على غرار مأساة سيزيف يدجرج الصخرة صعدا حتى القمة لتفلت من بين يديه، ويبدأ الجولة من جديد.
لو تسلحت حماس بسلاح المعرفة لأدركت الخدعة في "المفاوضات"، ولا نقول تعلمت ممن سبقها. خلف ستار التفاوض سعى الثنائي، نتنياهو وترامب، لفت الأنظار عن حرب الإبادة، وإشاعة الانطباع الزائف بالسعي من أجل وقف حرب الإبادة. من خلال التفاوض تسترت حماس على تواطؤ ترامب لإشغال المنطقة كلها بحروب تنجز الهدف الاستراتيجي التوراتي، خاصة وقد طرح نتنياهو ممر داوود يوصله عبر التوسع في سوريا المقهورة حتى تخم دولة داوود المزعومة ضمن حكايات التوراة. لو وعى قادة المقاومة الفلسطينية ان الثقافة امضى أسلحة المقاومة، ثقافة الذات وثقافة الجمهور،ثقافة المعرفة وثقافة التنظيم هي مصدر القوة الدينامية الدافعة للتغيير الاجتماعي والتحرر الوطني، لما تركوا الجمهور، أداة التغيير الاجتماعية، مضيّعا يهيم على وجهه بين جهات القطاع لأربع ينشد السلامة والأمن حيث لا سلامة ولا أمن.

الفصائل الفلسطينية، إذ تنشغل بالعسكريتاريا وتهمل الثقافة، طبيعي ان تجهل موضوعة التحديث الثقافي؛ التفكير الاستراتيجي،والمراجعة النقدية،من ثمرات الثقافةالحداثية، فريضتان مغيبتان في الكفاح الوطني الفلسطيني، لدى حماس وغير حماس من الفصائل الفلسطينية. النضال في عرف التفكير الاستراتيجي كر وفر، مهارة في توقيت الهجوم وحنكة في تنظيم التراجع امام ضغوط الثورة المضادة. وفي جدل الاستراتيجية والتكتيك يفترض ان يتطور الهجوم العسكري ويتعاظم باضطراد حتى درجةالحسم؛اما وقد توقف الهجوم ودخل مرحلة الانحسار فلا بد من التفتيش عن بديل ينقذ ما يمكن إنقاذه واختصار الخسائر بتأثير هجوم الثورة المضادة.اتضح ان حرب الإبادة الجماعية قد رجحت كفتها وحققت السيطرةالمطلقة، توجب العمل لدى بعض الأصدقاء بالمنطقة – إن كانوا حقا أصدقاء- أو من خارج المنطقة فرض وقف القتال بموجب اتفاق يختصر الخسائر ويوقف شلال الدم. هكذا يكون التراجع مكملا للهجوم بالضرورة في التفكير الاستراتيجي.


قدمت الدراسات التوراتية الحجة الأساس للصهيونية كي تدعي "العودة الى وطن الآباء". ونظرا للسبق في بناء تصور للماضي يمد الحاضر بمشروعيته. والصهيونيون على درجة من الأنانية بحيث شطبوا على كل من ليس إسرائيليا بالماضي وأنكرواالشعب الفلسطيني في الزمن الراهن؛ فقد أمكن للصهيونيين وخطاب الدراسات التوراتية احتكار امتلاك الماضي، لدرجة إخراج الفلسطينيين من المكان والزمان التاريخيين .
ﻣﺎ يتوجب التأكد منه في الوقت الراهن ان غياب الجانب العربي والفلسطيني بوجه خاص عن ميدان البحوث التاريخيةقدأسقط حقه في ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄﻴن القديم والحديث، أي التاريخ المكتوب ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ أن ﻳـﻜـﻮن ﻔﻠﺴﻄﻴﻨيا يركز ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻔـﺘـﺮة الحديثة ﻹﺛﺒﺎت ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ وﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ.




فضح الزيوفا

اطلع على عملية القرصنة وشهروا بها باحثون آثاريون من الغرب، أمثال توماس طومسون وكيث وايتلام، حفزتهم ضمائرهم الحية على فضح التواطؤ الصهيو امبريالي دون ان يتمكنوا من تجريده مما اختلسته او تقويم المسارات المنحرفة للبحوث الأركيولوجية بفلسطين.
رسم كيث وايتلام خارطة طريق لإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني وتاريخه.
لدى سؤاله ﻋﻦ أﻓﻀﻞ ﻛﺘﺎب ﻗﺮأه ﻋﺎم 1996، أجاب إدوارد سعيد اﻧﻪ
ﻛﺘﺎب ﻛﻴﺚ واﻳﺘﻼم »اﺧﺘﻼق إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة .« وﻗﺎل ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب إﻧﻪ »ﻋﻤﻞ أﻛﺎديمي ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻷول، ﻳﺘﻤـﻴّﺰ ﻛﺎﺗﺒﻪ ﺑﺠﺮأة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻧـﻘـﺪه ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ﺣﻮل ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻮراﺗﻲ.وأضاف:
"وﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻫـﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب المـﻬـﻢ أﻧـﻪ ﻳـﻘـﻠـﺐ ﺻﻮرة اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑين اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين اﻟﻘﺪﻣﺎء رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ؛ ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﺬﻳﻦ زﻳﻔﻮا ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔـﺘـﺮة ﳋـﺪﻣـﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺦ المعاﺻﺮ، ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻜﺘﻮن تماﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟقديم ، وﻻ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮﻧﻪ إﻻ ﺑﻘـﺪر ارﺗـﺒـﺎﻃـﻪ ﺑﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة )اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻠﻘﻮﻫﺎ( ونمهيده ﻟﻬﺎﻳﺆﻛﺪ واﻳـﺘـﻼم أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻬﻮدي اﻟﻘديم ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻜﻨـﻌـﺎﻧـﻲ ـ أو اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﻘديم . وﻳﻨﺘﻬﻲ إﻟﻰ ﺿﺮورة إﺣﻴﺎء ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ودراﺳﺘﻪ ﻛﻤﻮﺿﻮع ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ، ﻻ ﻛﻤﺠﺮد إﻃﺎر ﻟﻠﺴﻴﺎق اﻟﺬي ﻇﻬﺮت ﻓﻴﻪ مملكة إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻚ المؤلف ﻓﻲ وﺟﻮدﻫﺎ أﺻﻼ وﻳﺮاﻫﺎ ﻣﺠﺮد اﺧﺘﻼق ﻗﺎم ﺑﻪ ﺑﺎﺣﺜﻮن ﻣﻐﺮﺿﻮن ﲢﺮﻛﻬﻢ دواﻓﻊ ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ وﻣـﺼـﺎﻟـﺢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﳊﺎﺿﺮة."

في كتابه الذي حوصر بمؤامرة صمت، حذر وايتلام من ان "ﻤﺴﺄﻟةﻓﻠﺴﻄين" و»اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ« ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ »إﺳﺮاﺋﻴﻞ« و»اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ«، ﻻ يمكن ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ اﻻدﻋﺎءات المعاصرة وﻛﺬﻟﻚ اﻻدﻋﺎءات المضادة المتعلقة بالماﺿﻲ. ﻓﺎلمحاولات اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ الحدود اﻟـﻔـﻌـﻠـﻴـﺔ ﻟـﻔـﻠـﺴـﻄين أﻗـﻞ أﻫـﻤـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻛﺼﻮرة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻷﻛﺎديمية واﻟﺸﻌﺒﻴة." (74) ويضيف: بناء على التقصير ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻻ تملك ﻓـﻠـﺴـﻄـين ﺗـﺎرﻳـﺨـﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻬﺎ؛ إن ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﻟـﻐـﺮب. وﻫـﺬا اﻟﻐﻴﺎب ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﻜﺮةﻏﻴﺎب اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷرض.(76) أﻣﺎ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻬﻲ ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟـﻨـﺎدرة(76)
ينقل شهادةالمؤرخ التوراتي ،ﻣـﺎرﺗـﻦ ﻧـﻮث Noth Martin فﻓـﻲ ﻧـﻘـﺎش ﺣـﻮل ﺗﺴﻤﻴﺔالمنطقة ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺄن ﻋﺒﺎرة »أرض إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ« ﻗـﺪ وردت ﻣـﺮة واﺣـﺪة ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة اﻟـﻌـﺒـﺮﻳـﺔ )ﺻـﻤـﻮﺋـﻴـﻞ اﻷول: ١٣ ـ ١٩ وأن اﻻﺳـﻢ اﻷﺻـﻠـﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﺿﺎع.يواصل النقل عن نوث قوله:"ﻛﻈﺎهرة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﻣﺘﺠـﺎﻧـﺴـﺔ، وﻟـﻢ ﻳـﻘـﻄـﻨـﻬـﺎ ﺷـﻌـﺐ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ ﻗﻂ، وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ مجموعة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻨﻬﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﻌﺒﻴﺮ »أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ« ﻗﺪ ﻳﻜﻮن وﺻﻔﺎ ﻣﺮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ اﺳـﺘـﻮﻃـﻨـﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻹﺳﺮاﺋيلة."(78)

يواصل وايتلام عرض فكرةالمؤرخ نوث "يتحدث عن فلسطين بمنظور الحاضر، وهذه من أهم ثغرات الدراسات التوراتية وأخطرها؛ وتلك طبيعة الدراسات التوراتية بعد تشكيل الدولة. الأبحاث مكرسة لإضفاء المشروعية على الكيان الصهيوني.، "يسقط الحاضر على الماضي. اﻷرض ﺟﺮداء وﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد اﻵدﻣﻲ. أﻣﺎ اﻟﺴﻜﺎن الموﺟﻮدون ﻓﻬﻢ ﻣﺠﻬﻮﻟﻮن ﻻ اﺳـﻢ ﻟـﻬـﻢ، وأﻫـﻢ ﻣـﺎ يميزهم ﻫــﻮ ﻋــﺪم اﻻﲢــﺎد(104: 1960) [توصيف للحاضر مُسقط على ماض متخيل]أﻣــﺎ وﺻــﻔــﻪ »الموﺿﻮﻋﻲ« ﻟﻠﻄﻮﺑﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ ، ﻓﻴﺼﻮر ﻓﻴﻪ اﻷرض وﻛـﺄﻧـﻬـﺎ ﺧـﺎﻟـﻴـﺔ ﺗـﻨـﺘـﻈـﺮ أن يملأها ﺷﻌﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ." ينتقد وايتلام سردية نوث، الباحث التوراتي،" وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪأ ﻧﻮث ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ومما ﻳـﻜـﺸـﻒ ﻋﻦ ﻧﻮاﻳﺎ ﻧﻮث ﻏﻴﺮ المعلنة ﻓﻲ وﺻﻔﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻤﺠﻬﻮﻟين أﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻔﻬﻢ ﻗﻂ ’ﺎﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ‘إن ﻋﻤﻞ ﻧﻮث ﻫﺬا ﻟﻬﻮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﻻﻓﺘﺮاﺿﺎت واﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ الخفي ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄـﻴـﻨـﻲ ﻋـﻠـﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديم .. ﻟﻘﺪ ﺟﺮدت ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﻌﺒﻴﺮ »ﻓﻠﺴﻄين « ﻣﻦ أي ﻣﻌﻨﻰ وﲡﺎﻫﻠﺖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴين ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ."
وكذلك المؤرخ هيرمان "يستنتج أن محْل اﻷرض وﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ﻟﻠﺰراﻋﺔ يمكن اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺠﻬﺪ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدي، ’ﻛﺎﻟﺬي ﻗﺎﻣـﺖ ﺑـﻪ دوﻟـﺔ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ الحديثة‘ . ﻛﻤﺎ أن اﻻدﻋﺎء ﺑﺄن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ـ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺣﺪﻫﺎ ـ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻷرض ﺗﺜﻤﺮ، اﺋﻤﺎ هو ﺟﺰءا ﻣﻦ اﳋﻄﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮه ﻟﻠﻬﺠﺮة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄين وإﻧﺸﺎء دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.ﻮﻳصوير اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴين ﻟﻬﺬه اﻷرض ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﻓﺎرﻏﺔ« ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻮازﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ وﺟﻮد ﺷﻌﻮب ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ).80)
ويتناول الباخث والمؤرخ التراثي بمبضع النقد أعمال كاتلين كينون ، التي اثبتت أبحاثها بأريحا طابع التلفيق في حكاية سفر يشوع، فيقول وايتلام،"ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻨﻴيون ﻟﻠﻤﻜﺘﺸـﻔـﺎت اﻷﺛـﺮﻳـﺔ ﻳﺮﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺘﺄﺛﺮﻫﺎ ﺑﻔﻬﻢ ﻣﺴﺒﻖ ﻟﻠﻘﺼﺺ اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ. وآراؤﻫﺎ ﺗﺸﻴـﻊ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮات ﻣﺜﻞ »ﻗﻮﻣﻲ« و»ﻗﻮم" .يضيف: ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻨﻪ المكتشفات اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ كﻨﻴﻮن ﻣﻦ اﻟقول ’ﻮﻳـﺘـﻨـﺎﻣـﻰ الوعي القومي ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة لشﻌـﺐ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ.‘

نقلت المترجمة، الدكتورة سحر الهنيدي، قي إحدى حواشي الفصل تفسير توماس طومسون لنقش مرنبتاخ الحجري المكتشف: ﻳﻘﻮل ﻃﻮﻣﺴﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﺻﺪر ﻣﺆﺧﺮا ﺑﻌﻨﻮان History in Bible The ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮة ﻟﻠﻨﻘش اﻟﺬي ورد ﻋﻠﻰ ﻟﻮح ﻣﺮﻧﺒﺘﺎح اﳊﺠﺮي، ولم يرد ذكره بالتوراة، أن اﺳﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﺮن ١٣ ق. م. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﺳﻤﺎ ﻟﺸﻌﺐ ﻛﻨﻌﺎن )ﻓﻠﺴﻄين اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ(اﻟﺬي ﻳﻘﻮل اﻟﻨﻘﺶ إن ﺟﻴﺶ اﻟﻔﺮﻋﻮن المصري دﻣﺮﻫﻢ.ﻳﻀﻴﻒ ﻃﻮﻣﺴﻮن إن رﺑﻂ »إﺳﺮاﺋﻴﻞ« ﺑﻜﻨﻌﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻘـﺶ المصري المبكر لا يمكن اﻋـﺘـﺒـﺎره ﻣﺮادﻓﺎ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟـﻮاردة ﻓـﻲ التوراة؛ ﺬا ﻻ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟـﺘـﻲ ﻧـﻌـﺮﻓـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻟـﻜـﺘـﺎﺑـﺎت اﻵﺷﻮرﻳﺔ واﻟﻨﺼﻮص اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘديمة. ﻓﺈﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ دوﻳﻠﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻰ المرتفعات ﺷﻤﺎﻟﻲ اﻟﻘﺪس وﻗﺪ ﻇﻬﺮت ﻟﻠﻮﺟﻮد ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﻗﺮون ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻋﻮن ﻣﺮﻧﺒﺘﺎح. وﻫﺬا ﻻ يمكن اﻋﺘﺒﺎره ﻣﺮادﻓﺎ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻮراﺗية ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻧﻘﺶ ﻣﺮﻧﺒﺘﺎح ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ أي ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﺈن اﻟﺘﻮراة ﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ.

يستنكر الباحث إنكار اسم فلسطين،فيستعين بشهادةباحثين معاصرين، من بينهم الباحث دﻳﻔﻴﺰ)Davies ٢٣: ١٩٩٢)يقول:
"ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬا اﻹﻧﻜﺎر ﻫﻮ إﻧـﻜـﺎر ﻻﺳـﻢ ورد ﻓـﻲ المصادر اﻵﺷـﻮرﻳـﺔ واﻟﻬـﻠّﻨﺴﺘﻴﺔ(العصر اليوناني)،وﻛﺎن ﻫﻮ اﻻﺳﻢ المستعمل ﻟـﻠـﺪﻻﻟـﺔ ﻋـﻠـﻰ المنطقة ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮةاﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ، واﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ ﻓﻲ المصادر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ ﺣﺘﻰ اﻵن ".
خطاب الدراسات التوراتية يطعن في القيم الأخلاقية للفلستيين ممن حاربوا الإسرائليين وكذلك في القيم الأخلاقية للكنعانيين، وذلك كي يرفعوا من قيم الثقافة العبرية المستوحية للديانة التوحيدية مصدر الثقافة المتقدمة في الغرب،كما تزعم الدراسات التوراتية.هذه الرابطة العضوية أحد مظاهر التزييف في خطاب الدراسات التوراتية وعلم اللاهوت اليهودي لتكريس تفوق الثقافة العبرية ومشروعيتها، دمجتها عضويا بالثقافة الأوروبيبة كمصدر تاريخي لتفوقها.

"ﻓـﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﺳﻜﺎن اﻷرض ﻫﻢ »ﻛﻨﻌﺎﻧﻴﻮن.« وﻳﻌﺘﺮف ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر ﺑﺈﳒﺎزات ﻫﺆﻻء اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴين ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتوسط والمتأخر؛ﻏﻴﺮ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻀﻔﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ أي وﻋﻲ ﻗـﻮﻣـﻲ،(نموذج للشعب الفلسطيني في العقود الأولى من القرن العشرين ) وفي العصر البرونزي المتاخر يتم الطعن بالإجماع في ديانة الكنعانيين دﻳـﺎﻧـﺎﺗـﻬـﻢ ﺗُﻤﺜﱠﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﻋﺒﺎدة ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻫﺎﺑﻄﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟـﻰ اﻟـﺪاﻓـﻊ الأخلاقي المهيمن بدين ﻳﻬـﻮَه؛ وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻬﻲ دﻳﺎﻧﺔ ﻻ أﺧﻼﻗﻴﺔ. ﻳُﻈﻬـِﺮ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ واﺿﺤﺎ ﻣﻊ ﻓﻜﺮة اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻹيمان اﻷﺧﻼﻗﻲ ﺑﺈﻟﻪ واﺣﺪ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﻓﻘﺪتم اﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﻢ »ﺑﺎﻹﺳﺮاﺋﻴـﻠـﻴـين" اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻧـﻬـﻢ »ﻗﻮم« أو ﻗﻮم ﻧﺎﺷﺊ" ، وﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ(للباحث التوراتي) أﻫﺎروﻧﻲ، ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن »ﺑﻮﻃﻨﻬﻢ اﻟﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ« ﻓﻘﻂ. وﻫﻨﺎ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻷن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ« ﻛﺎﻧﺖ أرﻗﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺮف اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر .
وﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺈن إﺳﺮاﺋﻴﻞ القديمة ـ ﻛﺪوﻟﺔ ﻗﻮﻣﻴـﺔ ـ ﺗـﺼـﻮﱠر ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ذروة اﻟ ﺘﻄﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﲡﻤﻌﺎت دول المدينة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ المنطقةفي ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ.
وﻻ ﻳـﻘـﺪم أﻫـﺎروﻧـﻲ ﺗـﻔـﺴـﻴـﺮا ﻟﻠﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴين اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮه اﻟﺰﻣﺎﻧﻲ ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ المكان لمدة ﺗﻘﺎرب اﻷﻟـﻒ ﻋـﺎمﻻ ﻳـﺘـﺨـﺬون ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﻷرض وﻃـﻨـﺎ؛ وﺑﺎلمقارنة ﻓﺈن اﻟﻔﺘﺮة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ لمدة ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم وبالنتيجة يتخذون وطنا. ينكراﻟﺰﻣﺎن الفلسطيني. ﻓـﺎلماضي إﻣـﺎ ﻓﻲ داﺋﺮة ﻧﻔﻮذ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أو أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺪﻋﻲ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧـﻪ "ﻣـﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ " (102)

وﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﺼﻌﺐ إﻧﻜﺎر وﺟﻮد ﺳﻜﺎن ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﺈن المعالجة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻬﺬه المعضلة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺳﻤﻌﺔ ﻫـﺆﻻء اﻟـﺴـﻜـﺎن أو إﻧـﻜـﺎر ﺣـﻘـﻬـﻢ ﻓـﻲ اﻟـﻮﺟـﻮد. وﻟـﻬـﺬا ﻛـﺎن ﺑـﺈﻣـﻜـﺎن أﺳـﻘـﻒ ﺳﺎﻟﺰوﺑﻮري عام 1903أن ﻳﺨﺎﻃﺐ أﻋﻀﺎء ﻣﻦ"ﺻﻨﺪوق اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻓﻠﺴﻄين" [تأسس عام 1865] ﻗﺎﺋﻼ:
"ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن أﻳﺎ ﻣﻦ المكتشفات اﳉﺪﻳﺪة ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﺪم ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻢ اﳊﻀﺎرة اﻟﻜﻨﻌـﺎﻧـﻴـﺔ لمصلحة الحضارة الإسرائيلية".
ﻓﺎﻟﺘﻮراة ﻟﻢتعرف أبدا ﻫﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺒﻐﺾ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﻲ وردت في الدراسات التوراتيةووصفها (إدوارد) سعيد(1992:29) ﺗﺸﺒﻪ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘديمة كما ﺻﻮرها خطاب الدراسات التوراتية.ﻳﺒﺪو أن ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﻋﻜﺲ المفاهيم اﻟﺼﻬـﻴـﻮﻧـﻴـﺔ الخاﺻـﺔ ﺑـﻔـﻠـﺴـﻄين واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ الدراسات التوراتية منذأواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ واﻟﺬي رﻓﻊ شعار (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) ﻣﺎ ﺗﺼﻮره ﺣﺘﻰاليوم ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄين ﻣﻦ دون ﺳﻜﺎن ، أو على أكثر تقدير ﻛﺴﻜﺎن ﻣﺆﻗﺘين، ﺳﺮﻳﻌﻲ اﻟﺰوال، ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻗﺪوم ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻻ يملك اﻷرض.."


رﻛﺰت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻵراء، وﻛﺬﻟﻚ المكتشفات اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺴﺮت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻣﺴﺒﻖ ﻟﻠﺘﻮراة.في ارض فلسطين حذور الحضارى الإسرائيلية وجذور الحضارة الأوروبية ، لكن بدون جذور لحضارة فلسطينية!!
ان ﻫـﺬا اﻹﺳـﻘـﺎط ﻋـﻠـﻰ الماﺿـﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪيمة أدى إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺮﻳﺮ وإﺿﻔﺎء ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺪوﻟﺘين اﻟﻘﻮﻣـﻴـﺘين قديما وﺣـﺪﻳـﺜـﺎ؛وﺑﻬﺬا ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ إﺑـﺮاز ﻓﻜﺮة اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﳊﻀﺎرﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. وﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﻛـﻠـﻪﻫﻮ أن ﻓﻠﺴطين ﻓﻲ الماﺿﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة؛ لكن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين أﻧﻔﺴﻬـﻢ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻬﻢ. أﻣﺎ ﻓﻲ االحاضر ﻓﺈن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ﻣﻮﺟـﻮدون، وﻟـﻜـﻦ ﻓـﻠـﺴـﻄين ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟـﻮدة).(㿊٣)

يخلص وايتلام الى القول "وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺈن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻣﺘﻮرﻃﺔ ﻓـﻲ ﲡﺮﻳﺪاﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ﻣﻦ وﻃﻨﻬﻢ. وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن اﳋﻄﺎب اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ﺷﻌﺒﺎ ﻏﻴﺮ ذي أﻫﻤﻴﺔ وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳـﺔ اﻷﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮد. إﻧﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﺪم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺑﺤـﺚ ﻋـﻠـﻤـﻲ ﻣـﻮﺿـﻮﻋـﻲ وﻫـﻮ ﻳﺤﻤﻞ وراءه ﺛﻘﻞ المؤسسات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑـﻴـﺔ، وﻫـﻲ أﺳـﻴـﺮة اﻟـﻔـﻬـﻢ اﻟـﺸـﺎﺋـﻊ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﺖ ﻓﻴﻪ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ المعاصرة اﻷرض »اﻟﻔﺎرﻏﺔ« و»اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« ﺗﺜﻤﺮ).82)
يقدم شهادة المؤرخ فابيان، يقول" ان ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰﻣﺎن مثله مثل المكان ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻫﻮ أداة اﻟﻘـﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. وقد تم اﺳﺘﻐﻼﻟﻪ من ﻗﺒﻞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻹﻧﻜﺎر أي ﺣﻘﻴﻘﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ الفلسطيني.(95)
أدخلت البحوث التوراتية تحقيبا مغايرا للتاريخ، احل مبدأ الحقب اللاهوتية، واستعمل عبارات "ما قبل التاريخ" و"التاريخ المكتوب" ، كل ذلك بقصد فرض التزوير التوراتي. ﺘﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣـﺘـﻘـﻦ ﻓـﻲ »ﺧﺎﻧﺎت«،إذ اختلقت ﻣﺮﺣﻠﺔ »اﻵﺑﺎء«، ﺛﻢ اﳋﺮوج واﻟﻐﺰو واﻻﺳﺘﻴﻄـﺎن، ﺛـﻢﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻣﺮﺣلة مملكتي داود وﺳﻠﻴﻤﺎن الموحدة وممالك إﺳﺮاﺋـﻴـﻞ وﻳـﻬـﻮداالمنقسمة، ثم المنفى، وﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ اﻹﺻـﻼح. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻳـﺼـﺒـﺢ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻷﺣﺪاث اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ."(98)



إبراز التاريخ الفلسطيني جهد ثقافي



سلط كلارك اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ المعقدة والمضللة بين التارﻳﺦ و"ما قبل اﻟﺘﺎرﻳﺦ" فقال:« (103)
"أن ﻫﺬا اﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ المكتوب ﻹﻋﺎدة ﺗﻜﻮﻳﻦ الماﺿﻲ ﻳﺸﻲ ﺑﺘﻌﺼـﺐ أوروﺑـﻲ ﻓـﻲ ﻛـﺘـﺎﺑـﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـخ. وﻗـﺪ أﻓـﺎدت اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ المعتمدة ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻧين اﻟﺘﺄرﻳﺦ اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻹﺻـﺮار، مما أدى إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻔﻜـرةان إسرائيل وﺗﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ المكتوب ﻳـﺘـﺤـﻜـﻤـﺎن ﻓـﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ البشري.
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻠﺰﻣﺎن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻗﺒﻞ الميلاد ﻛﺎن ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻫﻮ ﻣﺠﺮد إﺑﺮاز أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ ﻗـﺪ أُﻧﻜﺮ ﻋﻨﻪ زﻣﺎﻧﻪ. (98)

حيث يتغلب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗـﻴـﺔ. إﻧـﻪ "ﺑُﻌﺪ زﻣﻨﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺿـﻴـﺢ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﻣﺠﺮد ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﻜﺎﺳﺢ. ﻓﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ المدى اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﻘﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺠﺮي إﻟﻰ اﻟﻌﺼـﺮ اﻟـﺮوﻣـﺎﻧـﻲ أو اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺎﺿﺮ، ﻳﻄﻤﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﺧﻴـﻄـﺎ رﻓـﻴـﻌـﺎ ﻓـﻲ ﻧﺴﻴﺞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟغني.

وبتقديرات ﺑﺮودﻳﻞ: Braudel ١٩٨٩:


"ﻛﺄنّ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻢيمتد إﻟﻰ أوﻗﺎت ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪم! وﻛﺄن ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺴﺎ ﺷﻴﺌﺎ واﺣﺪا. ﻳﺤﺘﺎج ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين إﻟﻰ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ المكتوﺑﺔ واﻵﺛﺎر المادية،وأﻳﻀﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ أن ﻧﺘﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻋﻨﻬﺎ أي ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻜﺘﻮب.«
دعا فيقر Febvre: الى "ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮه ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ.
وﻳﻮﻓﺮ ﻣﻔﻬﻮم ﺑﺮودﻳﻞ ﻋﻦ »اﻻﻣﺘﺪاد اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ« duree) longue (La ﺑﻌﺪا ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗـﻴـﺔ. ﻣﻦ منظور شمولي واسع يبرز اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ اﺳﺘﻤﺮارا ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين؛ وبذا فالفهم المقدم ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻴﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻛﺎﻻﺳﺘﻴﻄﺎن واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺠﺎرة واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﺪﻳﻦ، وﻫﺬه أﻣﻮر ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ. (107)



وحسب إيضاحات ديفيز (1992:58)
تدور ﺣﻮل اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ من القرن السابع قبل الميلاد ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻷول الميلادي - وﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ المنظور اﻟﺘﻮراﺗﻲ ـ ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ أن ﺗﻠﻚ ﻓﺘﺮة ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ وﺑﻠﻮرة ﺗﺮاث اﻟﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳـﺔ. فتقسيم تاريخ المنطقة الى هذه اﻟﻔﺘﺮات ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻴﻬﻮدي ـ المسيحي، ﺣﻴﺚ ﻇﻠﺖ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠـﻲ ﺣـﺘـﻰ اﻵن ﺣـﻜـﺮا ﻋـﻠـﻰ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻼﻫﻮت وﺣﻠﻘﺎت اﻟﺒﺤﺚ وأﻗﺴﺎم اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت.
ﻓﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ إذن يمكن ﺗﺘﺒﻊ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟغرﺑﻴﺔ فهناك ﺗﺎرﻳﺦ لفلسطين لأن إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻟﻴﺴﺖ ﻓﻠﺴﻄين ﻫﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻻﻫﺘﻤﺎم وأﺻﺒﺤﺖ تمثل ﻗﻤﺔ اﳊﻀﺎرة.

أﻣﺎ »ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ« ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ المعنى اﻷﻋﻢ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ، ﺑﻞ إﻧﻪ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، اﳉﺰء اﻷﻛﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮي. ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ، وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻮﺟﻮدﻳﺔ ، يمكننا القول إن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮي ﻫﻮ »ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻲ« ﺑﺎالمعنى اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺠﺐ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب أي أﺛﺮ ﻣﻜﺘﻮب. إن ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ المليوني ﺳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟـﺒـﺸـﺮي ﻣـﺪوﻧـﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣﻜﺘﻮب وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لمنطقة محدودة ﺟﺪا..
ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ المهمة اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺒـﺤـﺚ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑين دراﺳﺔ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋـﺎم. وﻣـﻦ اﻟـﻮاﺿـﺢ أن ﺗﻌﺒﻴﺮ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗﻲ« ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﻠﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻧﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎ. ﻓﺎﻟﻨﺺ اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺸﻜﻞ أﺳﺎس ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻻ ﻳﺤﺪد إﻃﺎر اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮق اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ الماضي . ﻓﻘﺪ تمكن ﻋﻠﻢ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻮري ـ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ اﳋﺮوج ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻢ اﻵﺛﺎر »اﻟﺘﻮراﺗﻲ« ﻓﻲ أﻋﻤﺎل دﻳﻔﻴـﺮ Dever W.G. اﻟﺮاﺋﺪة. وﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﻲ ﻳﺒـﻠـﻎ ﺳـﻦ اﻟﺮﺷﺪ ، وﻳﻨﺒﺬ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ واﻟﻘﻴﻮد اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋـﻠـﻴـﻪ »اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻟﺘﻮراﺗﻲ.«
ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ ﻓﻬﻢ اﻟـﻮﺳـﻂ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﺄت ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ أن ﻳﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻧﺸﻮء ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ، وﻛﺬﻟﻚ دراﺳﺔ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﶈﻴﻂ المشترك بين اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ. وﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻌﺘﺮف أﻳﻀﺎ ﺑﺄن ﻟﻠﻤﻨﻄـﻘـﺔ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ أوﺳﻊ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻟﻨﺼـﻮص اﻟـﺘـﻲ أﻧـﺘـﺠـﺘـﻬـﺎ.
ﻳﻮاﻓﻖ ﻃﻮﻣﺴﻮن Thompson :٣٦) (١٩٨٧ ﻋﻠﻰ أن »ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ )وﻫﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗﻲ ) وﺗﺎرﻳﺦ أﺻﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳﻘﻌﺎن ﺑﺸﻜـﻞ ﻻ ﻳـﺪع ﻣـﺠـﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻹﻗﻠـﻴـﻤـﻴـﺔ واﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ والجغراﻓـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ ﻓﻠﺴﻄين.«
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴـﻨـﻲ أن ﻳـﺒـﻠـﻎ ﺳـﻦ اﻟـﺮﺷـﺪ ﻣـﻦ ﺧـﻼل دراﺳﺘﻪ ﻟﻜﻞ أوﺟﻪ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة، ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻳُﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر وﻓﻬﻢ ﻧﺺ اﻟﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ أم ﻻ. إن ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين ﻳـﻄـﺎﻟـﺐ ﺑـﺎﻟـﺰﻣـﺎن وإلمكان اﳋﺎﺻين ﺑﻪ واﻟﻠﺬﻳﻦ أُﻧﻜﺮا ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔﻋﺎم ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪراﺳﺎت التوراتية(107) (

ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ المؤرخ، وﻟﻴﺲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻼﻫﻮت، أن ﻳﺤﺪد ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺒﺤـﺚ.. أﻣﺎ اﻟﻴﻮم، ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ المؤرخ أن ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻪ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺒﺤﺚ، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ رﺳﻢ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
- تتمزق الأقنعة التنكرية-2
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
- ترامب يعاقب ألبانيز!!
- تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي ...
- مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
- تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
- السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص
- جدل السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- ألتربية النقدية تقاوم الفاشية من خلال إحياء التاريخ


المزيد.....




- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...
- تحذيرات من سباق تسلح نووي عالمي جديد
- ماكرون يدعو إلى مزيد من -الحزم- مع الجزائر
- تايمز: الجيش البريطاني كلف شركة بالتجسس في غزة
- اتهامات متبادلة وتحذير من -وضع خطير- بسبب سلاح -حزب الله-


المزيد.....

- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تمزيق الأقنعة التنكرية -3